الفصل الثاني عشر

65 0 0
                                    


بداية جديدة...
كل ما احتاجه هو بداية جديدة...
لأثبت نفسي للعالم.

                  ******************

          I'm not afraid..to take a stand
 
اخذت كلمات الاغنية تدور في خاطر محسن، يا رباه! كم كره التوتر، و كم كره هذا المكان؛
استاد القاهرة، حيث تقام اغلب البطولات، وجوده يذكره بكل بطولة خسرها، لكن ليس اليوم، اليوم لديه فرصة ليصحح كل ذلك.

تفحص بعينيه لاعبي النوادي الآخرى و مدربيهم، كيف كانوا مختلفين عنه و عن مدربه؛ اجسامهم ممشوقة -مع ان محسن قد خسر وزنا لا بأس به- و ملابسهم ماركات غالية، و المدربون يشجعون اللاعبين في حماس "يلّا يا بطل، اهزمهم يا وحش" و اشياء من ذاك القبيل.

ثم ذهب بنظره ناحية مدربه الهزيل، جالس في الظل، يضع نظاراته الشمسية، و يقرأ في المصحف و ظهره محني، و لم يرمق محسن بنظرة تشجيع حتى.

نودي على اللاعبين ان حان وقت البدء، ازدرج محسن ريقه و التفت لمدربه بإستغاثة راجياً اي نظرة امل لكن دون فائدة.

تتابعت ذكريات الاسابيع الفائتة في عقله، كيف انه بذل مجهودا جبارا فيهم ليصل الى ما هو عليه، حتى انه في مرة وضع جم غضبه و قوته في رمية تجاوزت الخمسين مترا بسهولة، عندها نظر له المدرب و قال انه اصبح وقتها لاعبا حقيقيا.
يا ليت هذه الرمية تتكرر الآن.
يا رب!

             **********************

عرض آخر ممل، رغم ان الفرقة لا تدخر اي مجهود، الا ان الكل منشغل عنهم، مما ضايق تامر جدا، لكنه لاحظ رجلا يأتي كل يوم، دوما يرتدي بذلة، عجوز قليلا لكنه وسيم الملامح، هو الوحيد الذي ينظر للمسرح، و الوحيد الذي يصفق بعد انتهاء كل اغنية.

انتهى العرض، صفق البعض لكن تصفيق ذاك الرجل كان ملحوظا، نزل تامر من على المسرح، و فجأة تذكر والده، تذكر كلماته اللاتي لا طالما حطمته:

"عاوز اشوفك مرة واحدة بتعمل حاجة صح"

                 ********************

بدأ الألم يظهر على سلمى، هذا هو الاسبوع الثاني دون الذهاب لأصدقاء السوء- مع انها لم تحبهم حقا فلا يجب ان ندعوهم اصدقائها- و بدون الحصول على الجرعة التي اعتادتها. رغم انها لم تصل يوما الى حد الادمان، لكن اعراض الإنسحاب اضافت اكياسا سوداء تحت عينيها، حركتها ابطأ بمراحل من قبل، تشعر بوابل من الصعقات الكهربائية في مفاصلها و خصوصا ظهرها، و أنفها يسيل بإستمرار.

خرجت من المركز التعليمي في هرع كي تصل للبيت، لتجده واقفا على بعد بضعة امتار منها، لم يكن نظره متجها نحو بوابة المركز لذا لم يلحظها، فأيقنت انه ليس هنا من أجلها.

لكن وقفته الغامضة و عيناه الشاردتان توقعانها تحت تعويذة تجعلها تنجذب له تلقائيا و لا إراديا.

لا توجد مقارنة بين هاني و بينه.

"احنا لازم نسيب بعض، انتي اتغيرتي قوي عن الأول...مبقيتيش البنت اللي انا حبيتها"

لماذا يا أيمن؟ لماذا؟!

هل حقا مضى كل ذلك الوقت منذ كانا معا؟
لقد تركها...في الوقت الذي كانت في اشد الحاجة اليه، بل و رمى بالخطأ عليها!

ام أنها فعلا كانت المخطئة؟

لا، لن تذهب اليه، ليس في حالتها الرثة هذه، يجب ان تنتظر حتى يأتي الوقت المناسب..و من ثم تجعله يندم على تركها بمجرد النظر اليها.

ادارت ظهرها ناحيته ذاهبة في الاتجاه الآخر، التفتت له لثانية، ثم عادت و مضت في طريقها.

                   ******************

(لأثبت نفسي للعالم..)

                   ******************

سحر...لا توصف حركة قلمه الرصاص على الورقة إلا سحرا، لو كانت صورة فوتوغرافية ما كانت لتصبح بهذه الروعة، و رغم ذلك غضب علي بشدة، قام بكرمشة الورقة راميا اياها بعيدا، لكن رميته لم تصب حتى سلة المهملات.

كادت دمعة تفر من عينه، لكنه منعها بكل ما يملك، ثم قام بجلب ورقة أخرى، كان الغضب يملأ عينيه، ثم بدأ الغضب يتحول لأسى...

انتهى من الرسم، لكنه القى بالورقة في القمامة مرة آخرى.

...ثم بدأ الأسى يتحول لدموع.

                   ******************

Φ فاي - محاولة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن