الفصل الخامس عشر

48 0 0
                                    

"يا ليت الواقع كقصص الأطفال..يا ليت"

**********************

دخلت الفرقة بأكملها من باب الشركة الضخم، المبنى فخم من الداخل؛ ذو ابواب زجاجية كبيرة، و حوائط من رخام ابيض غريب، و الكل يرتدي بذلات، مما اثار غضب تامر اكثر، فتامر يكره البذلات.

سألوا عن مكتب الأستاذ سليم جوّاد مدّعين ان لديهم موعدا، و لحسن حظهم وافقت السكرتيرة الحمقاء على دخولهم، بأسرع ما لديهم دخلوا للمكتب، و بعد ان كادوا ينزعون الباب من مكانه و هم يدخلون، رأوا رجلا يجلس على كرسي جلدي فخم، يرتدي بذلة ماركة، و ساعة ذهبية، عجوز لكنه وسيم الملامح، و قد تعرف عليه تامر فورا:

-انت..انت الراجل اللي في الفندق!

*********************

-مفيش فايدة، مفيش فايدة...

كادت عيناها تنفد منهما الدموع، في حالة انهيار تام كانت سلمى محظوظة ان ريم احتوتها رغم بكائها المزعج، قالت لريم وسط شهيق متوالي بسبب البكاء:

-مهما حاولت، مهما تعبت، هافضل برضه زي ما الناس شايفاني..هافضل مجرد بنت شمال!
هافضل شما..

ضمتها ريم بقوة:

-ماتقوليهاش، ماتقوليهاش

و دون ان تكترث بالدموع التي اغرقتها، ظلت محتضنة ايّاها.

*********************

فور عودته للمنزل قام علي بكسر اول شئ وقع تحت يديه، و لحسن الحظ كان مجرد كوب لا قيمة له، ثم قام بدهس قطع الزجاج الصغيرة ذهابا و ايابا بكرسيه المتحرك.

اخرج محفظته من جيبه، و اخرج منها صورة مطبوعة بالكمبيوتر كان قد طبعها من الفيسبوك، صورة لأجمل فتاة بالعالم، طبعها كي يستطيع رؤيتها في اي وقت، بدون تفكير قام بتمزيق الصورة لجزيئات صغيرة و رماها بجانب الزجاج المحطم.

***************

قواه لم تسعفه، بعد ان وضع كل طاقته في الرمية الأولى لم تستطع اي من الرميات الآخري الا ان ترتطم بالقفص الحديدي، ذهب ناحية مدربه منهكا بعد انتهاء المباراة:

-يلّا نروح يا كوتش

اخذ المدرب نفسا عميقا، ثم قام بجمع اغراضه قائلا:

-لا، المرة دي انت هتروح لوحدك

-ايه؟

-انت اطرشت كمان؟ مش كفاية انك لاعب فاشل، روح لوحدك يا بني

تركه المدرب و ذهب، بينما تجمد محسن في مكانه، توقف عقله عن العمل، و توقف جسده عن الحراك، لكن اكثر ما تمنى محسن ان يقف فعلا هو قلبه..لكنه لم يفعل.

******************

-انت سرقت اغنيتنا! انا اللي كاتب (ألم)!

اخذ الرجل العجوز نفسا من السيجار:

-بجد؟ اثبت بقى يا حبيبي

-هو ايه اللي اثبت، انا اللي كاتبها و من شهر و نص كمان

ابتسم الرجل ببلاهة:

-عادي، انت ممكن تكون كاتب اغنيتي على اي ورقة و كاتب عليها تاريخ قديم، مش اثبات

تبلدت ملامح تامر، لأول مرة هو لا يشعر بالغضب، بينما تعارك سامح و حامد مع الرجل العجوز فطرد الأمن الفرقة بأكملها خارجا.

حاول سامح مواساة تامر:

-على فكرة انت كتبت اغاني احسن من دي كتير، هنقدر نعوض الخسارة

اجاب تامر ببرود:

-روّحوا يا جماعة، كل واحد يروح بيته، اشوفكم في الفندق

اخذ الكل يستعد للذهاب، بينما همس تامر لسامح:

-استنى انت يا سامح، محتاجك في مشوار

-خير؟

-عايز اروح بيتي القديم

*****************

سمعت سلمى صوتا غريبا فور ان عادت للبيت، التفتت حولها لتجد انه صوت بكاء والدتها، اسرعت ناحيتها قائلة:

-ماما في ايه!؟ بتعيطي ليه يا حبيبتي؟

دار في عقل سلمى ان تكون والدتها قد شاهدت الفيديو، عند تلك اللحظة توقف الزمن، و كاد خفقان قلب سلمى ان ينعدم...
ثم بدأت السماء تمطر.

***************

-سمعت الأغنية اللي كنت بعتها ليك؟

لم يرد محسن، رغم ان سؤال رامي كان بريئا كالعادة، اعاد رامي السؤال مرة آخرى:

-يابني؟ سمعت الاغنية؟

-معلش يا رامي انا متشتت قوي اليومين دول

اراد ان يخبره عن البطولة الفائتة، لكن محسن لم يرد احدا آخر ان ينعته بالفاشل، فوجئ برامي يعطيه سماعة هاتفه المحمول و وضع الآخرى في اذنه، اخذها محسن و بدأ يستمع:

You can take everything I have
يمكنك ان تأخذ كل ما املك
You can break everything I am
يمكنك ان تكسر كل ما انا عليه
Like I'm made of glass, like I'm made of paper
كأنني مصنوع من زجاج، كأنني مصنوع من ورق
Go on and try to tear me down
هيا حاول ان تحطمني
I will be rising from the ground
سأرتفع من على الأرض
Like a skyscraper
مثل ناطحة السحاب

جذبت الكلمات انتباه محسن، لم يلحظ حتى بداية الأغنية، لم يكن قد انتبه ان الاغنية في منتصفها حينما قيلت تلك الكلمات.

- حلوة، مش زوقي، بس حلوة

-الأغنية دي دايما بترفع من معنوياتي، بحس من كلماتها ان انا..

قام الاثنان في نفس الوقت بالتحدث:

-ان انا مش فاشل
-ان انا مش فاشل

نظرا لبعضهما و ضحكا، ثم اخبره محسن:

-انا اللي فعلا بترفع معنوياتي اغنية
Eminem- lose yourself

-طب ما تسمعنا

وضع محسن يده في جيبه، ثم ادرك انه نسي هاتفه بالمنزل، كاد ان يخبر ذلك لرامي، لكنه اخذ نفسا و قام بغناء الrap بنفسه.

لم يصدق رامي براعة محسن في الاداء، فأخذ يصوره بهاتفه المحمول.

بينما اندمج محسن في عالمه الخاص.

*********************

Φ فاي - محاولة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن