/ كم بقي من الزمن ؟ /
تتعدد الأبنية المهجورة لأسباب مختلفة في كوريا ولكن هذا المبنى الذي وقف أمامه الثلاثي كان أشدها غرابةً و رعباً ...
" ذكرني مرة أخرى هوسوك , لم نحن هنا ؟ "
" نحن هنا لمقابلة الصقر يا نامجون "
" أتمازحني ! "
" ولكن كيف له أن يعرف مخططاتنا ويطلب لقائنا يا هوسوك ؟"
" لا أعلم يا مينا , لقد تلقيت رسالة منه فقط ولكنه مشهور بمعرفته لكل شيء وبملاحقة الاستخبارات الكورية له ولكن دون جدوى فهو يغير أسلوبه في كل مرة , لا أحد كيف يبدو فعلاً "
" ألا يجعله هذا شخصاً سيئاً ؟ "
" يلقبه العامة ب روبن هود وهو حقاً كالشخصية الكرتونية , يساعد المحتاجين ويعاقب المجرمين ولكن بطرق غير قانونية "
" لو أنه أراد أن يغدر بنا لفعل ذلك بما أنه على علمٍ بمكاننا ولكن لديه دافع آخر , لندخل ونعرف ما هو " قال نامجون
ما إن دخلوا باب المبنى حتى وصلت رسالة من الرقم الغريب الى هاتف هوسوك " اتجه يساراً نحو المصعد سأتولى توجيه الى القبو "
التفت حوله باحثاً عن كاميرات مراقبة .... ما من شيء , ما الذي يحدث بحق الجحيم ؟
صعدوا المصعد ولكن ... لم يكن هناك أي اشارة لوجود قبو في هذا المبنى على أزرار المصعد , وما إن وصلوا القبو حتى فُتحت أبوابه ليظهر أمامهم جسد ضئيل الحجم على عكس توقعاتهم الكبيرة ...
فتاة في منتصف العشرينيات بشعرها الأشقر المرفوع و الملون بخصل زهرية على اليمين و زرقاء على اليسار ضمن كعكتين و نظاراتٍ طيبة سميكة تغطي معظم تلاميح وجهها الناعم الأبيض و ابتسامة حديدية بتقويم الأسنان ذاك المتموضع داخل فمها أشارت ب " اتبعوني "
من كان ليدري بأن مبناً بالياً كهذا سيحوي بداخله أحدث التقنيات المستخدمة في الوكالات الاستخبارية ! هذا ما أسر أنظار هوسوك على الفور وجعله يتلمس كل شيء أمامه
" أحقاً أنتِ الصقر ؟ أهذه مزحة من نوع ما ؟ " سأل هوسوك
كانت تمضغ اللبان وتنفخ بالوناً منه ثم تفقعه حين بعثت له برسالة على هاتفه
" إنها خدعة "
" مااااذا !!! " صاح هوسوك
ألحقتها برسالة أخرى :
" حتى وإن كانت خدعة فماذا جهزتم لها ؟ في الحقيقة أنتم جاهلون للغاية لذلك تواصلت معكم , تريدون رؤية الرئيس عن طريق اقتحام البيت الأزرق , أليس هذا ساذجاً للغاية ؟! "
" وكيف علمتي بشأن البيت الأزرق ؟ " سأل هوسوك
رسالة أخرى وصلت :
أنت تقرأ
تَنَفس هَواها عَني
Gizem / Gerilimلو كنتُ مكانكَ لما تجرأتُ على القراءة , فما من أحدٍ يريدُ معرفةَ الحقيقةِ حقاً , معرفةَ ما يدورُ وراءَ الكواليس , الجميعُ يفضلُ البقاءَ على السطح , فهناكَ في الأعماق يوجدُ ضغطٌ لا يستطيعُ الكثيرونَ تحملَ عبئ الوصول إليه , فإن لم تكن تملكُ القدرةَ...