احبته..ولم تكن تعرف انها مجرد وسيلة لتحقيق ما يتمناه..ظنته حلماً صعب المنال..وليته ما كان الا حُلماً
......
ما اصعب ان تصبح تائهاً بين حلم لا يكتمل..وواقع لا يُحتمل
.....
سقط سهواً في عالمها..وعلقالفصل الاول
في صباح بارد في منتصف شهر ديسمبر..بداخل منزل في احدى المناطق التي يتميز سكانها بالحالة الاجتماعية المتوسطة ومافوقها..وبداخل تلك الغرفة بالتحديد..نجد تلك الفتاة صاحبة البشرة الخمرية والشعر البني المموج مما يعطيه جاذبية..اطلق صوت المنبه في السادسة والنصف صباحاً..فتحت عيناها ببطء ليظهر لونهما الاسود اللامع..نهضت تلك الفتاة من فراشها بتكاسل..فالجو بارد هذا اليوم..خرجت من غرفتها واتجهت الى المرحاض لتغتسل..ثم عادت الى غرفتها لترتدي الزي الرسمي لمدرستها..تلك الفتاة هي"ليلى عبدالرحمن" تبلغ من العمر 16 عاماً في الصف الثاني في المرحلة الثانوية..انهت ارتداء ملابسها وخرجت من غرفتها..دخلت المطبخ ورسمت على وجهها ابتسامة هادئة والقت التحية على زوجة ابيها قائلة: صباح الخير ياطنط
ابتسمت تلك السيدة ذات الملامح الهادئة..هذه هي احلام زوجة ابيها..توفيت والدة ليلى منذ ان كانت في الثالثة من عمرها وتزوج والدها من احلام بعد وفاة والدتها بسنتين..لم تكن احلام بالنسبة لها زوجة اب بالمعنى المعروف كانت لها صديقه وام ايضاً..رغم ان ليلى لم تتجرء في يوم من الايام وتقول لها"امي" لكنها حقاً تعتبرها اكثر من امها..نظرت لها احلام قائلة:صباح الخير ياروح طنط حالا الفطار هيكون جاهز
هزت ليلى رأسها قائلة:متتعبيش نفسك انا مش جعانه..بابا صحي
احلام:لا لسه اصله رجع متأخر امبارح وفضل في المحل لحد 2 باليل
والد ليلى يعمل محاسب باحدى الشركات حالتهم الاجتماعية فوق المتوسط..وكان يمتلك محل في تلك المنطقة التي يعيش بها فقرر ان يفتحه ليحسن من دخله..كانت احلام هي من تقضي معظم وقتها بالمحل فهي كانت رغبتها وليلى ايضاً تقضي بعض الوقت مع احلام عندما يكون لديها وقت فراغ
عقدت ليلى حاجبيها قائلة:كان بيعمل ايه
هزت احلام كتفيها قائلة:معرفش بس اكيد كان مع مصطفى
مصطفى هو صديق والدها رغم فارق السن بينهما لكنهما مقربين لبعضهما بشكل كبير..مصطفى يمتلك المحل المقابل لمحل عبدالرحمن
لمعت عيناها ببريق خاص عندما استمعت الى ذلك الاسم الذي تعشقه وخفق قلبها بعنف وهتفت بلهفه:مصطفى!!! ليه هو في حاجة
عقدت احلا حاجبيها قائلة:ومن امتى لما بيقعد مع مصطفى بيبقى في حاجة
ارتبكت ليلى وهمست بتلعثم:عادي..انا هروح احضر حاجتي
احلام:طيب يالا وانا هدخل اصحي عبدالرحمن
.......انهت ليلى تجهيز اشياءها واتجهت الى غرفة الطعام حيث يجلس والدها..كان رجلاً في منتصف الاربعينات لم يظهر عليه تقدم السن سوا من بعض الخصلات البيضاء..اقتربت ليلى منه وقبلت وجنته قائلة:صباح الخير يابابا
عبدالرحمن بابتسامة:صباح النور يا يالا عشان تفطري
ليلى:لا لا انا مش جعانه سلام بقى عشان متأخرش
عبدالرحمن:طيب ركزي كويس في الامتحان
.اومأت ليلى ولوحت لهم بيدها وخرجت مسرعة متجهه الى مدرستها
****
بعد نصف ساعة كانت ليلى تقف امام مدرستها تنتظر صديقتها هدى..صديقتها المقربة والوحيدة..بعد 5 دقائق اقتربت منها فتاة في نفس عمرها لديها عيون بلون العسل وشعر اسود قصير يصل لكتفيها..بشرتها بيضاء بملامح طفولية رقيقة..سلمت عليها ليلى ولاحظت الحزن الذي ظهر في عينيها..بدأ اليوم الدراسي باختبار في مادة الاحياء وبعدها حصة التربية الرياضية..جلسا هما الاثنان في ركن بعيد عن الضوضاء..ظلوا صامتين فهتفت ليلى بنفاذ الصبر:ما تنطقي هنفضل ساكتين لبكرا
امتلأت عيناها بالدموع وهمست:قالي نسيب بعض
ضمتها ليلى وربتت على ظهرها بحنان قائلة بلوم:قلتلك من الاول بلاش ياهدى هو مش ليكي وغير كدة انتي لسه صغيرة
انسابت دموعها وهي تقول:اعمل ايه ياليلى بحبه قلبي بيوجعني اووووي
ليلى:عارفه انك بتحبيه بس انتي صغيرة على الكلام ده وده اكيد مش حب
ابتعدت ععنها هدى ونظرت اليها قائلة:لو اللي انا فيه ده مش حب يبقى انتي كمان مبتحبيش مصطفى
ظهر الآلم في عينيها ولم تستطيع التحدث..شعرت بقلبها ينبض بآلم كيف لا تتآلم وهي تحب شخصاً ليس من حقها..فهي تحب رجلاً ملك امرأة..ربتت هدى على يدها قائلة بأسف:ليلى بجد انا اسفه مكنتش اقصد بس انا غيرك انا بحب واحد من سني انتي بتحبي واحد متجوز واكبر منك ب19 سنه فاهمه يعني ايه؟...
قاطعتها ليلى قائله:عارفه ياهدى..انا مقدرش احدد مشاعري من ناحية مصطفى على انها حب اكتر ماهو احتياج
هدى بتعجب:احتياج!!
ليلى:اه احتياج..في حاجات كتير انا محتاجاها في حياتي مش بلاقيها الا وانا مع مصطفى..انا صحيح معرفش هو حاسس حاجة من ناحيتي ولا لا بس محدش عارف بكرا فيه ايه
هدى:طب انتي مفكرتيش في عياله ومراته
تنهدت ليلى قائلة:فكرت ياهدى والله فكرت بس مش عارفه اخد قرار..يالا قومي عندنا حصة
نهض الاثنان وصعدوا لفصلهم ليكملوا يومهم الدراسي.
****انتهى اليوم الدراسي وذهبت ليلى لدرس اللغة الانجليزية وبعد انتهاء الدرس ودعت هدى وذهبت في طريقها لمحل والدها حيث تنتظرها احلام زوجة والدها..عندما وصلت الي الشارع وقفت امام محله لكن من الناحيه الاخرى من الشارع..وقفت تتأمله بدقه واشتياق وقلبها ينبض بشده..اشتاقت لملامحه كثيراً فهي لم تراه منذ10 ايام او تسمع صوته..ذهبت لمحل والدها وصعدت تلك الدرجات القليله واتجهت لزوجة والدها قائلة بابتسامة:انا جيت
عندما رأتها احلام قالت:حمدلله على السلامه موبيلك مقفول ليه؟!!!
ليلى:اه فصل شحن
احلام:طب ادخلي جوا حطيه في الشاحن وتعالي عشان عبدالرحمن اتصل سأل عليكي
هاتفت والدها فقال لها انه يريد ان يطمئن عليها فقط..والدها احياناً يقسو عليها فقد لأنه يخاف عليها انها ابنته الوحيدة ودائما تذكره بأمها لأنها بها شبه كبير منها ولكنه بعيد عنها جداا لا يهتم ان يجلس معها او حتى يعرف مشاكلها...بعد ان انهت مكالمتها مع والدها طلبت من احلام ان تذهب الي امصطفى لكي تسلم عليه واقفت وذهبت ليلى الي حبيبها الوحيد الذي تجد نفسها معه..ازدادت نبضات قلبها بقوة وهي تنظر اليه بعشق واضح..وضعت يدها على قلبها لتهدأ من نبضاته وابتلعت ريقها وابتسمت... كان يقف ظهره فهتفت قائلة بمرح:سالخير عليك
التفت اليها ذلك الرجل لتظهر تلك الملامح الرجولية الخشنه..بعينيه العسلية وبشرته الخمرية..ولحية خفيفه تعطيه وسامه رغم خشونة ملامحه..عندما التفت اليها ونظرت لعينيه خفق قلبها بشده..ابتسم مصطفى عندما رأها قال بمزاح كعادته:حبيبي ازيك عامله ايه؟
ليلى بابتسامة:الحمدلله وانت
مصطفى:انا كويس..فينك
ليلى:ماانت لو بتسأل كنت عرفت علي الوحيد اللي بيسأل عليا
علي هو شقيق مصطفى الاصغر ويعمل معه في المحل وهو صديق مقرب لليلى ويعتبرها شقيقته الصغيره
مصطفى بابتسامة:ما انتي مرات اخوه لازم يسأل ليكي
احمرت وجنتيها بشده وهمست بارتباك:والله!!
ضحك مصطفى وقال:اه والله
رفعت ليلى احدى حاجبيها قائلة بجرأة نوعا ما:لا مش مراتك
تنحنح بحرج زائف قائلا: احم طيب بت تتجوزيني
صمتت ليلى واحمرت وجنتيها خجلاً اشاحت بوجهها قائلة:ياعم روح ربي عيالك..ده انا حتى بقولك ابيه
مصطفى بغيظ:بس بلاش ابيه دي بتخنقني
ضحكت ليلى قائلة:امال اقولك ايه
كان جالساً بجانبها..اتكأ على ذراعه قائلا بهمس اذاب مفاصلها:مصطفى..مصطفى وبس
اخفضت ليلى بصرها ولم تجيب بينما يرقص قلبها فرحاً بتلك الكلمات القليلة التي يقولها لها.. عادت بنظرها اليه لتجده ينظر اليها مبتسما فارتبكت وهتفت:بنات عاملين ايه؟!
مصطفى بابتسامة:كويسين ،ثم قال وهو يغمز لها:ونفسهم تعيشي مع ابوهم
احمرت وجنتيها واتسهت عيناها بخجل وهتفت:عيب كدة
ضحك مصطفى عاليا وهمس بخفوت:عيب ليه مانتي هتبقي مراتي
همست بتحدي:في احلامك
ثم اشاحت بوجهها بعيدا وهي تبتسم بعشق وتهمس بداخلها:واحلامي انا كمان
مر ساعين على وجودها معه كانوا يتحدثون في امور عده ولا تخلو من مزاح مصطفى وكلمات الغزل في وسط مزاحه.. شاردت قليلا حتى انها لم تنتبه لهاتفها الذي رن برقم زوجة ابيها لتعلمها ان والدها على وشك الوصول..انتبهت لصوت مصطفى التي هتف باسمها عدة مرات:ليلى ليلى يابت
ليلى بشرود:ها ايوا
مصطفى:روحتي فين؟
نظرت لهاتفه الذي يهتز بيدها فقالت وهي تنهض:معلش انا لازم امشي
مصطفى:طيب بس في حاجة
ليلى:لا بس بابا لو رجع وشفني بلبس المدرسه هيزعق جامد يالا سلام
مصطفى بابتسامة:هستناكي بكرا سلام.
ابتمست ولوحت له بيدها ثم ذهبت وقلبها يكاد ان يخرج من مكانه صعدت الي المحل ولتأخذ مفتاح الشقه من احلام وعندما دخلت وجدت عبدالرحمن امامها..عقد حاجبيه وهتف بحده:كنتي فين
........
يتبع....
أنت تقرأ
أحلام بعيده
Romanceاحبته..ولم تكن تعرف انها مجرد وسيلة لتحقيق ما يتمناه..ظنته حلماً صعب المنال..وليته ما كان الا حُلماً ...... ما اصعب ان تصبح تائهاً بين حلم لا يكتمل..وواقع لا يُحتمل ..... سقط سهواً في عالمها..وعلق روايه حقيقه من واقع الحياة أحلام بعيده #نهله مجدى