9ج1

5.2K 163 0
                                    

***

#احلام_بعيدة
.....

الفصل التاسع "ج1"

سقطت فاطمة ارضا من قوة الصفعة..رفعت وجهها لتنظر اليه بصدمه..اما هو فظل ينقل بصره بين يده وبين زوجته بصدمه وهو لا يصدق مافعله..اخذ يتنفس بسرعة وهو يرى الدموع تنساب على وجنتيها وهي تنظر اليه بآلم..اشاح بوجهه وهو يقول بصرامة:اياك اسمعك بتجيبي سيرتها في البيت ده انتي فاهمه
ولم يمهلها فرصه لتجيب وخرج من الشقة وصفق الباب بقوة وانطلق كأنه في سباق مع الرياح.. ،نهضت فاطمة من على الارض وجلست على الاريكة ووضعت وجهها بين كفيها وهي تبكي بشدة..تعلم انها السبب في بعده عنها..فهي تقضي معظم وقتها مع والديها..تمر ايام كثيرة لا تراه فيها..بكت اكثر وهي تتذكر نظرته اليها..زوجها يحب تلك الفتاة..نظرة المرأة لا تكذب ابدا..لاحظت سعادته عندما حضرت..لاحظت النظرات التي كان يختلسها اليها دون ان يراه احد لكنها رأته..هي المذنبة هي من تركت له الفرصه ليحب غيرها..ويجب عليها استعادت زوجها مهما كلف الامر...
***

وامام كورنيش النيل يجلس شاردا..كيف فعلها!! ضرب زوجته من اجل ليلى..لت ليس من اجل ليلى هو كان غاضبا منها منذ البداية..فهي تهمله منذ سنة تقريبا..ولكن كيف!!!  اربعة عشر عاما من الزواج لم يرفه يده عليها..وهي بغباءها دفعته لذلك..
****

صباح بوم جديد مليئ بالمفاجأت..لكنها ليست كما نتوقع..فليست كل المفاجأت تسعدنا بل في الاغلب تكون بالنسبة لنا صدمات..
....

عائدة من درس الكمياء ويكاد الارهاق بقتلها..فهي لم يغمض لها منذ ليلة امس..كانت تشعر بانقباض في قلبها..لاحظت هدى شحوبها فهمست:ليلى انتي شكلك تعبان
هزت ليلى رأسها وهمست:منمتش بس هروح انام لسه الساعة 12
اومأت هدى واكملوا طريقهم حتى مروا من امام المحل..لمحت ليلى مصطفى وهو يجلس في الداخل خلف المكتب شاردا..عقدت حاجبيها وتوقفت قائلة:غريبة من امتى مصطفى بيجي بدري كدة؟!!
نظرت هدى اليها قائلة:عادي يابنتي
هزت ليلى راسها قائلة بنبرة قلقه:لا مش عادي ده عمره ما عملها تعالي
جذبت هدى من يدها والقت التحية على "علي" وتركت هدى معه ودخلت حيث يجلس مصطفى وهتفت:صباح الخير
رد باقتضاب بدون ان ينظر اليها:صباح النور
عقدت ليلى حاجبيها بتعجب قائلة:مالك
همس بهدوء:مفيش
ارتفع احدى حاجبيها بعدم تصديق ثم جلست على المقعد الصغير الذي بجانبها وقالت:لا في قول
زفر بنفاذ صبر قائلا:ما قلت مفيش
اطرقت برأسها قليلا وهمست بخفوت:مش عليا انا يا مصطفى انت مضايق وانا عارفه كدة كويس..
رفع رأسه لينظر اليها قليلا ثم قال:مخنوق شوية
تنهدت ونظرت اليه قائلة:لو مش هيضايقك احكي
اطرق برأسه قليلا ثم عاد للنظر اليها وقص لها ماحدث بصوت غلفه الندم والآلم..همس باختناق:انا عمري ما مديت ايدي عليها..14 سنه جواز عمرها ما راحت لاهلها غضبانه مني..انا مش مصدق اني عملت كدة!!
كانت تنظر اليه بآلم..اكمل قائلا:برغم من عيوبها لكنها كانت جانبي دايما وقفت جانبي ومسبتنيش في اصعب ظروفي..متخلتش عني.اجي انا بعد العمر ده كله اضربها
اغمضت عينيها وهمست بصوت مختنق:انا السبب
رفع وجهه اليها ليتفاجأ بوجهها المحمر وتغرقه الدموع.رمش بعينيها عدة مرات ثم هتف بحدة:وانتي ذنبك ايه!!  هي اللي غلطت وكانت لازم تتربى
نهضت ليلى وهتفت بعنف:انت بتناقض نفسك!!!!
انتفض مصطفى وهتف:وطي صوتك
هزت رأسها والدموع تسقط على وجنتيها وهتفت بخفوت:شوية تقول ندمان وشوية تقول انها تستاهل..انت بتبرر لنفسك ايه؟!!  عذر اقبح من ذنب..
كاد ان يقترب منها لكنها اوقفته باشارة من يدها قائلة والدموع مازالت تسقط من عينيها:كفاية يا مصطفى ده كان غلطتي مكنش لازم اجي الفرح لاني مكنتش متخيلة ان بنتك هتغير من واحدة في سن بنتها
الجمته الصدمة..اتسعت عيناه وتسمر في مكانه..ابنته!! وهو الذي كان يظن انها تحبه مثلما يحبها..لكنها واجهته بالحقيقية الذي كان يتظاهر بانه لا يراها..ليلى في عمر ابنته وهي من قالت ذلك..كل تلك الافكار كانت تعصف بذهنه وهو يراها تمسح دموعها وتمشي بسرعة باتجاه هدى وعلي..اراد ان يذهب وراءها ولكن لم يستطيع كأنه تجمد من تلك الحقيقية التي صفعته بها منذ دقيقة ،اما ليلى فذهبت بسرعة الى هدى وقالت:يالا
عقد علي حاجبيه قائلا:في ايه
هزت رأسها قائلة:مفيش يالا
جذبت هدى من يدها التي كانت تنظر اليها بدهشه ومشت بسرعة حتى ابتعدا عن المحل..هتفت هدى:في ايه يا بنتي
هزت رأسها ولم تستطيع ان تتحدث فهي ان تكلمت ستبكي وهي تمنع نفسها بقوة حتى تصل للمنزل ،بعد دقائق كانا يدلفان للمنزل..ركضت ليلى الى المرحاض  واحلام وهدى ينظران لبعضهما بتعجب..اغلقت الباب خلفها وسقطت على الارض مستندة بظهرها على الباب وشهقت باكية بقوه..ظلت تبكي وهي تضع يدها على شفتيها لتكتم صوت بكاءها..لقد انتهى كل شئ..لن تستطيع ان تظل هكذا..تحبه ولكن ستدمر حياته..فاطمة ليس لها ذنب بفقدانها حنان والديها الذي وجدته في زوجته..عندما واجهته بحقيقية انها في عمر ابنته لم تكن تواجهه هو بل تواجه نفسها..لعلها تفيق وتيقظ عقلها من ذلك البيات الشتوي الذي طال.. ضمت ركبتيها لصدرها وجسدها يرتجف بعنف ومن شدة البكاء..اغمضت عينيها وهي تهمس بداخلها:خلاص..كفاية كدة مبقتش قادرة..اطلع من قلبي بقى وارحمني
فلتت منها شهقة عالية وهي تأخذ قرارها..لن تذهب للمحل ولن تراه بعد اليوم..اليوم انتهى كل شئ..ستنساه وتعتاد الحياة بدونه ويعود هو لحياته..حياته التي ستنهار ان ظلت بداخلها..
***

يتبع...

#احلام_بعيدة
#قصة_حقيقية
#نهلة_مجدي

أحلام بعيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن