#احلام_بعيدة
الفصل التاسع "ج2"
وقفت تستند على الحوض بكفيها تنظر لصورتها المنعكسة في المرآة..لقد ذبلت عيناها من كثرة البكاء..لكنها لن تنهار فهي ستبكي كثيرا في الايام القادمة..اغمضت عيناها وهي تحاول السيطرة على ارتجافة جسدها..كانت تشعر برغبة في البكاء مرة اخرى لكن دموعها قد جفت..لا توجد دموع اخرى لتزرفها..فتحت الصنبور واخذت تغسل وجهها بالماء البارد لعله يطفئ تلك النيران بداخلها..ظلت تغسل وجهها لتخفي اثر البكاء من عينيها..ثم تناولت احدى المناشف وجففت وجهها..فتحت الباب واتجهت الى غرفتها واغلقت الباب..كانت احلام تجلس في غرفة المعيشة عندما لمحتها تدخل غرفتها فذهبت وراءها..دخلت احلام لتجدها تجلس خلف مكتبها الصغير شاردة وهدى تقف بجانبها وتحاول ان تعرف ما الذي يحزنها..نظرت احلام الى هدى قائلة:معلش يا هدى سبينا لوحدنا شوية
نقلت هدى بصرها بينهنا ثم اومأت وخرجت مغلقة الباب خلفها..جلست احلام على الفراش واشارت الى ليلى قائلة:تعالي يا ليلى
رفعت ليلى رأسها فعقدت احلام حاجبيها وهي ترى شحوب وجهها واحمرار عينيها..نهضت ليلى وجلست على الفراش بجانبها وظلت صامته..وضعت احلام يدها على كتف ليلى قائلة:بتحبيه؟
رفعت ليلى رأسها بسرعة ونظرت اليها بصدمه فابتسمت احلام قائلة:متستغربيش انا ست واقدر احس بيكي
هزت ليلى رأسها بعدم فهم فاردفت احلام وهي تبتسم بشرود:نظرتك ليه نفس نظرتي لابوكي لما حبيته
اتسعت عينا ليلى بدهشه فاكملت احلام:الحب حاجة جميلة اوي بس بيتعب اوي ،ثم نظرت اليها قائلة:وقعتي قلبك في حفرة وهو حبسك فيها
امتلأت عيناها بالدموع بعدما ظنت انها جفت وهمست:غصب عني
تنهدت احلام قائلة:عارفه..وياريتني خدت بالي من الاول..بس للاسف عرفت متأخر..اوي
اطرقت ليلى برأسها وانسابت دموعها..ربتت احلام على ظهرها قائلة:انا مش بلومك يا ليلى بس مصطفى مش ليكي..اوعي تمشي ورا مشاعرك
شهقت ليلى وهي تضع يدها على شفتيها وارتفع صوت بكاءها..جذبتها احلام وضمتها لصدرها وظلت تربت على شعرها بحنان فهتفت ليلى:مكنتش اعرف اني بحبه اوي كدة..حاولت ابعد مقدرتش كل مرة يحصل كدة..انا تعبت تعبت ومبقتش قادرة
ضمتها احلام اكثر قائلة:هتنسيه يا ليلى هتركزي في مذكرتك هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها لازم تبعدي
ابتعدت ليلى عنها ومسحت دموعها بكفها وهي تهمس بآلم:ايوا هبعد مبقتش قادرة استحمل وجع
رفعت احلام يدها واحتضنت يدها بين راحتيها وهمست بحنان:ان شاء الله ياحبيبتي
قبلت رأسها ونهضت لتخرج من الغرفة..هتفت ليلي باسمها فالتفتت اليها قائلة:نعم
همست ليلى بتردد:هتقولي ل..بابا
هزت احلام رأسها نافية وهمست:لا بس توعديني انك تركزي في مستقبلك
اومأت ليلى بابتسامة باهته فبادلتها احلام الابتسامة وخرجت...
***
مرت الايام سريعا وليلى وهدى منشغلان بدراستهما لا يشغلهما عنها شئ...حتى انهما انقطعا عن الذهاب للمحل ولو لدقيقة واحدة..حتى جاء اليوم الذي ستلد فيه احلام..استيقظوا في الصباح الباكر على صوت صراخها..تم نقلها للمشفى وادخلوها لغرفة العمليات..وقف عبدالرحمن امام غرفة العمليات ومعه ابنته وهدى..كان قلقا للغاية وظل يردد الادعية بداخله ويدعو الله ان يحفظها له هو وطفله..مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب وطمئنهم عليها..تم نقلها غرفة عادية والتف كلهم حولها ،جلس عبدالرحمن على حافو الفراش بجانب احلام وهو يحمل الصغير بين ذراعيها وهو ينظر اليه مبتسما بسعادة..قبل جبينه قبله طويلة ثم نظر اليها وهي تراقبه بابتسامة وقال:سمي الله
ابتسمت احلام وهي تأخذ الصغير بين ذراعيها وهي تهمس:بسم الله الرحمن الرحيم
نظرت لوجه الصغير وسقطت دمعه من عينيها لتبلل وجنته وضمته لصدرها بقوة وهي تشكر الله على تلك النعمه التي انعم عليها بها بعد طول انتظار..احدى عشر عاما من الانتظار لتكون ام لطفله هو..وها هي قد تحققت امنيتها..كانت ليلى تقف بجانب هدى وتراقب سعادة والدها وزوجته بحب..التفت عبدالرحمن لها وقال بابتسامة:مش عايزة تشوفيه
اقتربت ليلى منهما وتناولت الصغير من بين ذراعي احلام وقالت بسعادة:ياحلوة..الله اكبر
ثم قبلته وقالت:هتسموه ايه
نظرت احلام اليها وقالت:انتي اللي هتختاري اسمه ولا ايه ياعبدالرحمن
هز عبدالرحمن كتفيها بابتسامة وقفت ليلى تفكر قليلا ثم قالت:عمر هسميه عمر
احلام بابتسامة:حلو عمر
اعادت ليلى الصغير لوالدته وعانقتها وهى تقول:حمدلله على سلامتك ربنا يخليكي لينا
ابتسم عبدالرحمن وهو يرى عائلته الصغيرة تكتمل بوجود عمر الصغير..حتى هدى فهي اصبحا جزء اساسي من عائلته فهي تمثل اليه ابنه ثالثه لا يمكنهم الاستغناء عنها مهما حدث..
***
أنت تقرأ
أحلام بعيده
Romanceاحبته..ولم تكن تعرف انها مجرد وسيلة لتحقيق ما يتمناه..ظنته حلماً صعب المنال..وليته ما كان الا حُلماً ...... ما اصعب ان تصبح تائهاً بين حلم لا يكتمل..وواقع لا يُحتمل ..... سقط سهواً في عالمها..وعلق روايه حقيقه من واقع الحياة أحلام بعيده #نهله مجدى