3

8.2K 223 5
                                    


الفصل الثالث

اندهشت من سؤاله..لم تتوقع ان يسألها احد هذا السؤال حتى هو!! ..ابتلعت ريقها وهمست بعد لحظات وقلبها يخفق بجنون:لا لا
رفع احدى حاجبيه قائلاً:كدابه
ليلى بتعجب:نعم!!! لا مش كدابه
مصطفى باصرار:لا كدابه قدام فكرتي شويه تبقي حبيتي ومتنكريش الحب مش عيب
ليلى بجدية:انامقولتش انه عيب بس انا لسه صغيرة
صمت قليلاً ثم قال بخفوت:طب مانا بحبك
ازدادت خفقات قلبها وهمست ضاحكة بخجل:ياعم انا قد بنتك
مصطفى:طب وايه يعني هو الحب بالسن؟
ليلى بنفي:لا مش بالسن
مصطفى بابتسامة:خلاص يبقى ممكن اي حد يحب في اي سن مهما كان
ابتسمت ثم قالت مغيرة مجرى الحديث:عايزة اخد رأيك في حاجة
ابتسم مصطفى قائلاً:اتفضلي
ليلى:انا عايزة اكتب قصه جديدة بس رعب شوفلي فكرة
ابتسم مصطفى ومد يده اليها قائلاً:طب هاتي ايدك
عقدت ليلى حاجبيها قائلة بتوجس:ليه؟
مصطفى:هاتي ايدك بس متخافيش
قبل ان تجيب كان كفه يحتضن كفها وهمس بصوت دافئ:ينفع معاكي ده
انتفض ليلى اثر لمسته وسحبت يدها قائلة بمزاح:لا كدة محتاج شجرة واتنين لمون
رفع مصطفى احدى حاجبيه قائلاً:على فكرة احنا فعلا تحت شجرة
ليلى بخجل:احم طب امشي انا بقى
مصطفى:ليلى انتي عينكي حلوة اوي
ابتسمت بخجل فاكمل بهمس دافئ:وانتي حلوة اوي اوي
رفرفت باهدابها وهمست بمزاح لتخبئ خجلها:شكرا انت بترفع من معنوياتي
ضحك مصطفى قائلاً:ايه يابت الاحباط ده
ليلى:هو انت ازاي كدة
مصطفى بتعجب:كدة اللي هو ازاي
ليلى:يعني على طول بتهزر وبتضحك كدة مع ان اللي يشوفك يفتكرك عصبي
ضحك مصطفى قائلا:انا فعلا عصبي جدا بس مش معاكي انتي
ليلى بعدم فهم:ازاي
مصطفى:انتي لحد دلوقتي مجربتيش عصبيتي عشان معملتيش حاجة تعصبني لكن انا لما بقلب بتهور
ليلى بدهشه:احلف كدة!!! ده انت مش بتبطل ضحك
مصطفى بابتسامة:هما الصعايدة كدة عصبية على الفاضي وقلب طيب
ليلى:ياراااجل
مصطفى:اه والله
ليلى:بس انا عمري ما شوفتك متعصب
اخفض رأسه قائلا بخفوت:ويارب متشوفنيش كدة
تعجبت ليلى من حديثه لكنها قالت:طيب انا همشي بقى عشان طنط
نظر اليها مصطفى قائلا:تعرفي اني السنين اللي فاتت دي كنت فاكرها مامتك
ليلى:لا بجد
مصطفى:والله..مامتك اتوفت امتى
ليلى:اتوفت من زمان..من 13 سنة
مصطفى بحزن:الله يرحمها..كنتي صغيرة اوي
ليلى:كان عندي 3 سنين بعديها بسنتين بابا اتجوز طنط كان عندي خمس سنين بس هي بتحبني اوووي وانا كمان بحبها عمرها ماعملتني بطريقه وحشه طول عمرها لو بابا زعقلي واي حاجة بتبقى معايا وتدافع عني انا فعلا بعتبرها زي ماما
مصطفى:طب ليه مبتقوليش ليها ماما
هزت ليلى كتفيها قائلة:مش عارفه بس انا بحسها صاحبتي..بس الاكيد مفيش حد زي ماما
قالتها بابتسامة باهته لم تخفي نبرة الحزن في صوتها لاحظها مصطفى ,وتركته وذهبت دون كلمة اخرى ,شعر بالحزن عليها..فهي عانت من عدم وجود والدتها وهو يعرف جيدا ان عبدالرحمن يهتم بعمله اكثر حتى يستطيع ان يوفر لها حياة كريمة لكنه اجفل عن احتياجها لحنانه..ولكن هل زوجة والدها تستطيع ان تعوضها عن حنان والدتها و...والدها
......
استأذنت من احلام ان تذهب الي المنزل لأنها مرهقه وذهبت الي منزلها..بعد ان بدلت ملابسها كالعادة امسكت دفتر مذكراتها لتدون كل الاحداث الجديدة ثم فتحت الانترنت لتكلم سلوى صديقتها من على موقع التواصل الاجتماعي..فتحت المحادثة وكتبت:سلوى واحشتيني
كتبت سلوى:لولاااااااا عامله ايه واحشاني اووي
ليلى:وانتي كمان ايه الاخبار
سلوى:الحمدلله وانتي
ليلى:انا الحمدلله كويسه
سلوى:ها ايه اخبار الدراسه
ليلى:نيله اوووي وبابا لو عرف اني عكيت في امتحان الاحياء هيقتلني
سلوى:ومين سمعك انا هنا عندي زفت اوي ولو  بابا عرف ممكن يروح فيها كفاية اخويا
ليلى:بعد الشر ان شاء الله خير يالا تصبحي على خير
سلوى:ليه انتي لحقتي
ليلى:معلش والله انا لسه دخله البيت كنت قاعدة في المحل من الصبح
سلوى:في المحل ولا مع مصطفى
ضحكت ليلى وكتبت:هتفرق يعني ماهو هنا محل وهنا محل
سلوى:هههههههههه ماشي ياختي روحي نامي سلام
واغلقت الانترنت وخرجت من غرفتها ودخلت غرفة احلام لتطمئن عليها وبعد ذلك عادت لتنام..فاليوم هو الخميس..ستستيقظ على راحتها ,تمددت على الفراش لكن النوم قد جفاها..لا تعرف لماذا شعرت يحاجتها لامها في تلك اللحظة..تحتاجها لترشدها للطريق الصحيح..تخشى ان تتهور وتعود وتندم في النهاية..بعد ليلة مرهقة من التفكير استسلمت للنوم بعد اذان الفجر...
.......
عاد لمنزله في وقتا متأخر..دخل غرفة اطفالة ليجد ابنته الكبيرة "علا" التي تبلغ من العمر اثنى عشرة عاما مازالت مستيقظة..ابتسم واقترب منها قائلا:صاحية ليه
هزت علا كتفيها قائلة:عادي حضرتك عارف بكرا الجمعة مفيش مدرسة
اومأ مصطفى قائلا:طيب متسهريش كتير
اومأت برأسها فقبل جبينها وغادر الغرفة وذهب لغرفته..فتح الباب ليجد الضوء مغلق وزوجته نائمة كالعادة..تنهد بضيق وبدل ملابسه وتمدد على الفراش بجانبها وظل ينظر لوجه زوجته الذي ببدى عليه الارهاق..منذ متى تزوجها؟!  ثلاثة عشر عاما كان وقتها في الثالثة والعشرون من عمره اعجب بها وباخلاقها وتقدم لها بعدها بفترة قصيرة..اشاح بوجهه ونظر للسقف..في تلك اللحظة تذكر ليلى الذي غادرت حزينة من عنده..رغما عنه شعر بالشفقة عليها فهو من يعرف صديقه جيدا..لا يعرف ان يكون الاب الحنون الذي يحتوي طفلته الوحيدة...يشعر بالمسئولية اتجاه ليلى يجد نفسه مجبرا ان يعوضها عن اي حنان تفتقده..الاب والام والصديق وال.... ،انتفض فجأة عندما انتبه لما وصل اليه تفكيره..هز رأسه بقوة وهو يهمس:لا لا
اغمض عيناه بتعب وهو يفكر لماذا تحتل تفكيره بدرجة كبيرة هكذا...هل هو شعور اب اتجاه ابنته ام شعور اخر..تمنى ان يخذله عقله حتى لا يحدث ما لا يحمد عقابه...يأس من تفكيره فوضع الوسادة على رأسه وهو يهمس:انا هتخمد احسن
****

في اليوم التالي استيقظت ليلى في العاشرة صباحا وتناولت الافطار مع احلام..وبعد اذان الظهر نزلت مع احلام الي المحل..ذهبت لمحله فلم تجده..عادت لمحلهم وجلست حزينة وشاردة حتى مر اليوم ولم ترى مصطفى فيه.. عادت للمنزل وهي تشعر بالحزن ظلت جالسة في غرفتها حتى انها رفضت تناول الغداء ذاكرت قليلا ولكن في بعض الاحيان كانت تشرد وتعود لتكمل دروسها..حل المساء وتفاجأت بعودة والدها للمنزل ,القى عليهم التحية باقتضاب ودخل غرفته لينام..تعجبت من رد فعله لكنها دخلت غرفتها واغلقت الباب عليها ونامت
****

بداخل غرفة عبدالرحمن اقتربت منها زوجته وقالت:مالك ياعبدالرحمن
رد عليها باقتضاب:مفيش
احلام باصرار:لا في انت راجع مضايق
عبدالرحمن بحدة:ماقلت مفيش هو تحقيق
انتفضت احلام برعب وهتفت بخفوت:خلاص انا اسفه
ثم اتجهت للفراش وتمددت عليه واغلقت المصباح الصغير الذي بجانبها واغمضت عيناها لتنام...ولم تستطيع اخفاء حزن ملامحها...نظر لها عبدالرحمن وشعر بالندم فاقترب منها وطبع قبلة على جبينها وهمس:اسف
ثم تمدد بجانبه يعطيها ظهره فتنهدت بحزن وهي تهمس بداخلها:ربنا يهديك

......

وفي اليوم التالي استيقظت ليلى وتناولت الافطار مع عائلتها..كان عبدالرحمن يتعامل معها باقتضاب ولا يتحدث معها كثيراً مثل عادته, وهي لا تعلم لماذا؟ وايضاً كان عبدالرحمن يحتد على احلام دون سبب مما سبب لهم الدهشة ,فضلت ان تجلس  في غرفتها حتى تتجنب الحديث معه..كانت تسمع بعض الاغاني وتدندن وهي تذاكر حتى سمعت صوته من الخارج يصيح باسمها..دخل الى غرفتها فاتحاً الباب بحده:ايه يا هنام مش سامعه كل ده
انتفضت ليلى وهمست:معلش يا بابا صوت الاغاني كان عالي
صاح عبدالرحمن بغضب:ماهو ده اللي انتي فالحه فيه تسمعي اغاني ومسخرة لا مذكرة ولا نيله فين مفاتيح الزفته
اندهشت من غضبه فهي رأت مفاتيح سيارته منذ قليل على مائدة الطعام..لم تجادل معه وخرجت من غرفتها وذهبت الي غرفة الطعام واتت بالمفاتيح ومدت يدها له قائلة بحده غير مقصودة:ادي المفاتيح على فكرة كان ممكن تقولي شوفيها من غير العصبية دي
احلام بتعجب:في ايه ياعبد الرحمن مالك متعصب على البنت كده ليه
عبدالرحمن بحده:اخرسي انتي ملكيش دعوة
ونظر الي ليلى قائلا:ايه اللي وداكي اول امبارح عند مصطفى
صمتت ليلى بتوتر وخوف وابتلعت ريقها فهتف بحده مرة اخرى:ردي
ليلى بتلعثم:كنت..كنت بجيب فكة , في ايه يا بابا انت بقيت بتزعق على اقل حاجة كدة ليه على فكرة انا زهقت
وتركته لتذهب الي غرفتها فقبض على معصمها بقوه آلمتها قائلاً بحده:لما اكون بكلمك تقفي وتسمعيني
افلتت ليلى معصمها منه وصاحت بآلم:حرام عليك بقى هو كل حاجة زعيق وخلاص انا تعبت من القرف ده
اتسعت عينا عبدالرحمن بغضب ثم صفعها على وجهها...

.....

يتبع....

#احلام_بعيدة
#قصة_حقيقية
#نهلة_مجدي

أحلام بعيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن