لكن بالطبع لن يخفي عليها لأنها رأت ما يخفيه!
تقف (ريما) تنظر إلي (سارجون) دون أي تعابير تذكر
على وجهها.... كأنها مصدومة من شىء ما
ولظلت واقفة تنظر إليه لمدى الحياة
لولا أن (رزان) قالت لها ادخلى إلى غرفتك وبدلى
ملابسك ثم نظرت إلى (سارجون)
وتابعت كلامها بنبرة جدية وملامح الصرامة
على وجهها
وسيذهب معك سارجون إلى أي مكان
تريدين الذهاب إليه
ينظر إليها (سارجون) وتكاد عينيه تخرج من مكانها
من أثر الصدمة
وهذا ليس شىء عما يحسه قلبه
فلو قلنا أن قلبه انفجر وتبعثر إلى أشلاء
لما عبَّرنا عن ما يُعانيه 😱
إلا أن (سارجون) لم يتفوه بكلمة واحدة
لا أحد يعلم أن هذا من أثر الصدمة عليه
أم هناك شيئا أخر وراء الأمر
المهم أن (سارجون) تقبل الوضع وخاصة بعد
أن رأى نظرات أمه التى تقول الكثير
و (سارجون) يفهم ما تحاول نظرات والدته
أن ترمى إليه
فهى لن تخاطر مرة أخرى وتخرج ريما
وهى فتاة غريبة عن المدينة
ماذا لو حدث لها شىء
ماذا لو تاهت كالمرة السابقة
وفى أثناء حديث النَّظَرات هذا
تجد (ريما) الصمت سيد المكان
فتعلم أن سارجون قرّر أن يصطحبها
فقطعت هذا الصمت وقالت موجه كلامها لرزان
حسنا...... سأدخل وأغير ملابسى
وفى أثناء ذهابها إلى الغرفة
تسمع صوت (سارجون) يقول لها بجمود
أسرعى فأنا لن أنتظر كثيرا
فالتفَّت ترمقه بنظراتها التى تدل
على عدم ألا مبالاه
قائلة له ببرود على راحتى عندما سأنتهى سأخرج
ثم تابعت سيرها
تاركه بركان من الغضب ورائها يكاد أن ينفجر
في أي لحظة
وبينما (سارجون) جالس لينتظر ريما
تنادى عليه والدته ليساعدها فى حمل الحقائب
فيحمل الحقائب بتذمر قائلا
ما بالكِ يا أمى كل يوم تذهبين للتسوق؟!
تنظر إليه (رزان) قائلة متى ذهبت للتسوق كل يوم؟!
يرد (سارجون) قائلا بينما يضع الحقائب في المطبخ
ألم تذهبى للتسوق البارحة أيضا؟!!
فردت (رزان) وهى تبتسم كأنها تذكرت
نعم.. بالفعل كنت سأذهب بالأمس واستعدت وأخذتُ
حقيبة السوق لكنى عندما غادرت المنزل
وجدت (جهام) فبقيت أتحدث معها
واصطحبتنى إلى بيتها
وبعدها عدت إلى المنزل دون الذهاب للسوق
ولكن....... قالتها وفى صوتها شىء من الحيرة الشديدة*ملحوظة: جهام إنها جارتهم في العمارة المقابلة وهى تكون صديقة (رزان) الحميمة كانت متزوجة لكن زوجها مات منذ مدة ولديها ولد واحد وهو مسافر حاليا للعمل خارج البلاد
لهذا السبب هى تسكن وحيدة
فنظر إليها (سارجون) متعجبا لكن ماذا...؟!
فردت عليه مسرعة أقصد بكلامى من أخبرك أننى
ذهبت للتسوق رغم أننى ذهبت مبكرا ولم تكن مستيقظا ولم أخبر أحد؟!!!
صمت (سارجون) لثوانى كأنه يفكر فى شىء ما
ثم قال أتقصدين أنكِ لم تخبرى ريما بالأمر!!
ردت أمه بالطبع لم أخبرها
فهى كانت نائمة....... كيف لى أن أخبرها؟!
حينما قالت ذلك نظر إليها (سارجون)
وقال حسنا.... ماذاااااا؟! قالها بصوت مرتفع مصدوم من كلام والدته كأنها تقول شىء غير منطقي
ثم تابع قائلا لا تقولى لى أيضا أنكِ لم تخبريها
أنكِ أعدتى قهوتى وأخبرتيها أن تسخنها لى!
نعم... هيا قوليها
ضحكت (رزان) على حال ابنها الذى ظنته جُنّ للحظة
فقالت له أنا حتى لم أُعد أى قهوة لك
ما بالك اليوم سارجون؟!
لكن لحسن حظها أنها لا تعلم أن ما قالته لسارجون
لا يستطيع العقل البشرى أن يصدقه
فهى أخذت ترمى بالمفجئات واحدة تلو الأخرى
وهى لا تعلم أنها تصيب شخصا يسمعها
كأنها سهام تُضرب من يدى شخص غير ماهر بالرماية
يُصيب أهداف غير واضحة أمامه ولا يعلم
حتى أنه يُصيبها
أما (سارجون) الذى يقف بجانب والدته
لا يتكلم أو يصدر أي صوت حتى أن والدته
انشغلت عنه ونست أنه موجود
لكنه كان واقفا يفكر بكلام أمه ويسترجع ما قالته
ويحاول أن يجد تفسيرا منطقيا له
حتى لو كان غير مقتنع به
أخذ (سارجون) يسئل نفسه بعض الأسئلة ثم يجيب عليها
أهى حقا لم تخبر ريما أنها ذاهبة للتسوق؟!
لكن كيف علمت بهذا؟!!!
حسنا لنقل أنها سمعت أمى تقول أنها ذاهبة للتسوق
لكن كيف سمعتها وأمى لم تخبر أحد حتى أنا
ثم مسك رأسه وقال لنفسه بصوت يكاد يُسمع
دعك يا سارجون من هذا الأمر هناك أمور أخرى تحتاج لإجابة
سمعته أمه لكن لم تفهم ما الذى يقوله
فسألته من دون أن تنظر إليه
لأنها كانت منشغلة بإعداد الطعام
أقلت شىء يا عزيزي؟
انتبه (سارجون) لوالدته ثم رد عليها
لا عليكِ يا أمى أنا لم أقل شيئا
ثم خرج من المطبخ وجلس على الأريكة الموجودة
في الصالة ليكمل ما كان يفكر به
ثم يتابع قائلا لنفسه حسنا يا سارجون لقد علمت
ريما روتينك اليومى حتى إنها قامت بعمل القهوة
ثم يتنهد قائلا بصوت لا يسمعه غيره
لا مشكلة أن تعلم بهذه الأمور
لكن المشكلة الحقيقية لو علمت بأمور أخرى
ماذا لو علمت أننى........ ثم وقف وجلس على
كرسي أخر موجود بجانب الأريكة
واضعا يده على رأسه كأنه يمسكها حتى لا تنفجر
ثم تابع قائلا لنفسه لا لا......لا يمكن أن تعلم هذا
وفى أثناء حديثه مع نفسه
تخرج ريما من غرفتها مرتدية بلوزة قصيرة جدا
حتى أنها تظهر بعض من جسدها وشورت چينز
قصير وشعرها مبعثر على ظهرها بطريقة
عشوائية لكن جميلة
ولا تضع أي من مساحيق التجميل على وجهها
فبشرتها البيضاء كالثلج وملمسها الناعم
بالإضافة إلى وجنتيها الحمروتين
وشفتيها الوردية وأسنانها البيضاء
كل هذا يجعلها جميلة
صورة لملابس ريما:👇
أنت تقرأ
المرآة وذو الوشم
Mystery / Thrillerهل حقا ما نقرأه من اساطير حقيقيا ونحن لا ندري؟! هل حقا هناك من يستطيع أن يعلم كل أسرار حياتك حتى بما يجهله أقرب الناس إليك ؟! هل حقا ما تبحث عنه أمامك ولكنك لاتراه؟! كل هذه الأسئلة أجوبتها فقط في روايتي.