عودة جلنار

7.4K 185 6
                                    


الكــاتبة الصغيرة: هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)
قراءة ممتعة ..بإذن الله..

إنها امرأة بشخصيات متعددة, امرأة لا يوقفها شيء,امرأة غريبة الأطوار, بكل لحظة تجدها أخرى تتبدل مع المواقف بشكل عجيب, لكن تفعل كل ما تريد بعد تفكير طويل,بها عناد وتمرد غريب, المعروف عنها امرأة ليست كأي امرأة عرفتها.. ولن تجد مثلها أبدا..مهما بحثت عنها بالكرة الأرضية حتى على سطح القمر وبين النجوم لأنها امرأة واحده, ستكسر كل القواعد التي تعرفها واعرفها لا تستغرب منها,على الرغم من أنها لا تدوم على حال, إلا أن اسمها ثابت عكس شخصياتها ...فهي...جلنار..نعم إنها زهرة حمراء بلون ناري غريب...بغرابة كل شخصياتها الغريبة...

حطت الطائرة بالمطار ببطء ليستعد ركابها للنزول ولآخذ حقائبهم,نزل جميع الركاب وبقيت جلنار آخر من خرجت من الطائرة,نزلت بهدوء أخذت حقائبها وأجرت إجراءات الخروج, لتسير بين تلك الجموع المتلهفة لملاقاة من عادوا بعد غياب طويل بعد سفر متعب,تسير وتسير وتعلم أن لا احد ينتظرها ,ابتسمت بحزن على نفسها وبعدها بثواني تغيرت تلك الابتسامة لجمود,ولقوة غريبة بنفس جلنار, خرجت من المطار واستقلت سيارة أجرة وأعطته العنوان المطلوب,بعد وقت من الزمن, وصلت وأنزلت حقائبها لتنظر لذاك القصر الشاهق الجميل,ضغطت الجرس أكثر من مرة, وبعدها فتح الباب لتظهر منه خادمة القصر,
لتسأل خادمة القصر: أهذا قصر محمد...*, الخادمة: نعم انه هو بماذا أخدمك سيدتي, جلنار بابتسامة ذات معاني: أريد مقابلته إذا كان في القصر, الخادمة: نعم انه بالداخل, سأعلمه حالا تفضلي,سارت خلفها, وشاهدت ذاك القصر الجميل من الداخل ومن الخارج لكنها لم تبالي بكل هذا , فأتاها صوت من خلفها مرحبا بها لتلتفت ولتنظر الى شخص كبير لكن ليس كثيرا بعض من شعيرات البيضاء التي غزت رأسه تدل على ذلك فقطع تأملاتها ,
محمد: بماذا أخدمك يا ابنتي ...؟؟, جلنار بدموع مغرقه عينيها من كلمة ابنتي: لا شيء, محمد بغرابة: إذا لما طلبتي مقابلتي,
جلنار: طلبت مقابلتك لأني ابنتك التي لم تقابلها ..ابنتك التي أعطيتها الأموال وكل شيء وهي لم تطلب منك شيئا بل طلبت حنانك و تواجدك معها في كل مكان ..لم اطلب شيئا يا أبي أنسيت جلنار أنسيت ابنتك التي أتت على حياة بعد قصة حب تحدث بها الجميع أنسيت...!!!, محمد بتعجب: جلنار أنتي جلنار...؟؟!, جلنار: نعم أنا هي..أتيت الآن لأكون معك أحيا بين أحضانك التمس حنانك, محمد بابتسامة: جلنار عزيزتي تعالي الى أحضاني..
كانت تلك اللحظة أول لحظة تشعر بها جلنار بمعنى حنان الأب بمعنى أن تكون بين ذراع والدها...قطع تلك اللحظة الجميلة صوت زوجة أبيها: لدينا زائرة يا عزيزي, محمد: لا..بل ابنتي..أقدم لك جلنار...زوجة أبيها بحقد: أتقصد ابنتك جلنار التي أتت بعد قصة حب معروفة للجميع, محمد: نعم..وستقيم معنا أيضا ولن تعود لديارها.., زوجة أبيها بكره خفي: أهلا وسهلا بها ...,حسنا سأذهب بها لتتعرف الى إخوتها.., توجهوا الى غرفة الجلوس حيث يجلسون بجلسة عائلية حدق الجميع بهذه الزائرة الغير متوقعة, وبعيونهم تساؤلات كثيرة, فنطق محمد : أقدم لكم ابنتي جلنار ..
ستقيم معنا من الآن فصاعدا.., تعرفت على أختيها ندى وهدى رحبا بها ببرود..ومن ثم الى أخيها الكبير حامد الذي رحب بها بحرارة, ومن ثم الى أخيها الأصغر خالد ومن ثم الى سعد..جلست معهم قليلا و بعدها طلبت أن ترتاح فقادتها الخادمة الى غرفة مريحة وجميلة ,أغلقت الباب خلفها واتكأت عليه وأغلقت عيناها وتمتمت
منذ أول مقابلة كانت جحيم فكيف بعد......؟!....

استيقظت في اليوم التالي على ضوء أشعة الشمس المتسربة من الستائر الثمينة بخفية, نهضت نشيطة دخلت حمامها واغتسلت, ارتدت ثيابها وانتهت بوضع نظارتها السوداء على وجهها التي تخفي غموضها وجنونها, خرجت من غرفتها ونزلت السلالم ببطء وتمهل ,تنظر هنا وهناك الى هذا القصر البارد الذي استقبلها ببرودة جمدت أوصالها , اتجهت الى باب المنزل فتحته وخرجت الى الحديقة, أكملت خطواتها بتنزه بين الزهور والورود العطرة , قطفت ورده استنشقت عبيرها, وبعدها ألقت بها على الأرض وداست عليها بقدمها وتفوهت كهذه الوردة التي سحقتها بقدمي سأسحقكم جميعا وسترون...واتجهت عائدة الى المنزل من جديد بقوة اكبر...
دخلت المنزل اتجهت الى مكان جلوس والدها..وألقت عليه تحية الصباح وجلست بجانبه.., الأب: كيف هو صباحك يا ابنتي...؟, جلنار بابتسامة: جيد جدا..., الأب براحة: الحمد لله.., هل تناولتي فطورك....؟؟, جلنار: لا لم أتناوله لأني نادرا ما أتناول فطوري,
الأب: حسنا...ابنتي اعلم أن هذه الزيارة الأولى لك لهذه المدينة ..وأنا لا استطيع أن أقوم بجعلك تشاهدينها معي...لذا ..سأذهب اليوم لأشتري لك سيارة هدية مني لتتنزهي كما يحلوا لك ..وبأي وقت...,جلنار: شكرا يا والدي لا داعي لذلك.., الأب: لا..لا يابنتي لا تناقشيني..الموضوع اقفل والآن سأذهب الى شركتي وداعا.., جلنار: وداعا..., حدقت بالمنزل من جديد وجدته ابرد من سابق ممل لا حياة فيه...., تركت المكان صاعده الى غرفتها ولتغلق الباب ولتجلس على سريرها لتكتب بعض جنونها على جهازها الصغير(لاب توب).., انقضت الساعات تلوا الساعات ...ليحل المساء بستارته المعتمة, ليتوسط القمر في منتصف السماء ولتلمع النجوم من حوله مشكله أجمل لوحة عرفها أي فنان أو أي رسام.., لتخرج من غرفتها ولتهبط السلالم ببطء.., لتتجه نحو الأصوات المنبعثة من صالة الجلوس ولتلقي تحية المساء ...ولتجلس بينهم كشخص غير مرغوب فيه.., فيقطع الصمت الذي أطبق على المكان, صوت والدها: ابنتي جلنار كما وعدتك في الصباح, تفضلي هذه الهدية الصغيرة مني, فتحت العلبة فوجدت مفتاح جميل بميداليته الرقيقة,شكرت والدها وقبلته على وجنتيه شاكره .., بارك لها الجميع, جلست قليلا فتهافتت على مسامعها بعض التعليقات السخيفة عليها , نهضت وتمنت ليلة سعيدة للجميع, صعدت السلالم كما نزلتها مسبقا دخلت غرفتها وأقفلت الباب خلفها,ووضعت الهدية على الكومدينو, استبدلت ملابسها واستعدت للنوم.., ولتغلق أجفانها راحلة مع أحلامها الغريبة بغرابة شخصيتها.........

استيقظت في اليوم التالي, خرجت من سريرها اغتسلت وارتدت ملابسها , حملت حقيبتها ومفتاحها مسرعة, هبطت السلالم بلا اكتراث,خرجت متجه نحو المرأب رأت سيارتها الثمينة انطلقت بها قاطعة تلك الشوارع والأحياء ببطء وبتمهل , لتتعرف على معالم المدينة ولتكتشف زواياها واتجاهاتها وحدها كما أتت مسبقا......

تجوب الشوارع بهدوء, تقطعها بخفة الريح,تنظر لهذا وذاك, تتنقل ببصرها لتكتشف مزيدا من هذه المدينة الغريبة التي لم تستقبلها بحفاوة كبيرة ,كأنها زائرة غير مستحب وجودها فيها, تتجه يسارا بقوة اكبر باحثة عن عنوان حفظته عن ظهر قلب ,تستقر أمام مبنى ضخم كتب عليه اسم والدها , فتهبط من سيارتها بخفه وتغلقها متجهة الى الشركة بجمود ,بعبوس,بوجه كأنه نحت من الصخر لا روح فيه, دخلت غير أبهة الى موظفة الاستقبال , تضغط زر المصعد الى رقم 10 وبعد ثواني تجد نفسها أمام صالة واسعة تنظر هنا وهناك مكاتب مفتوحة احدهم خارج منه والأخر داخل إليه, توجهت الى مكتب كتب عليه ,,مكتب المدير,, فتحت الباب ودخلت لتجد سكرتيرة أبيها جالسه وأمامها أوراق تريد إنهائها , جلنار: هل المدير موجود....؟؟, السكرتيرة بابتسامة مهذبة: نعم انه بالداخل هل لديك موعد معه.., تجاهلتها وفتحت الباب لتدخل وتغلقه بوجه تلك السكرتيرة, تفاجأ والدها بها , والدها: ما هذه الزيارة الجميلة الغير متوقعة,جلنار: أردت أن أشاهد شركة والدي وأردت رؤيتك لآخذ رأيك, والدها: تفضلي يا ابنتي اجلسي, جلست جلنار بهدوء ومن ثم نطقت ..جئت اليوم حتى أشاهد شركتك وجئت أطلب منك أن اعمل معك فلدي خبراتي السابقة بهذا المجال وشهادتي به ما رأيك...؟؟, بعد دقائق من التفكير, والدها : لكن يا ابنتي أنتي فتاة يجب أن تستمتعي بالحياة كما يحلوا لك لا أن تغوصي بها وبأشغالها التي لا تنتهي, جلنار بنفس الجمود: أتعني انك لا توافق على عملي معك, والدها: ليس هذا ما قصدت بل يجب أن تتمتعي بالحياة كأخواتك ليس بأن تغرقي نفسك بالعمل, جلنار بقرار حاسم: لا أريد الاستمتاع بها سأتركها لغيري..وسأعمل هنا معك ولا رجعة بقراري,
والدها: لا تراجع به ...؟!, جلنار بحدة: لا ..لا تراجع به وسأكون عند حسن ظنك بي, والدها: جيد جدا ..بجانب مكتبي لدي مكتب متوسط الحجم ديكوراته جديدة وكل شيء فيه جديد قمت بعمله لأجلي لكن هو لك عزيزتي, جلنار بابتسامة: شكرا يا والدي.., والدها : العفو...هيا معي لآريك مكتبك الجديد, خرجا من المكتب عبر الباب الرئيسي مارا بالسكرتيرة متجها يمينا بخطوات قليلة ليحركا المفتاح بالباب وليدخلا سويا الى مكتب راقي جدا وجميل تتسلل إليه أشعة الشمس بحريه, جلنار بدهشة: جميل جدا بل رائع جدا ألوانه وديكوراته رائعة, شكرت والداها, ليودعها ليعود الى أعماله ولتجلس وحدها تشاهد مكتبها الجديد الذي سيكون مفتاح انتقامها وجنونها....

امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن