توجهت نحو مركز الشرطة..حتى ترى أخيها خالد..دخلت مكتبه..وقابلها بابتسامة صادقة وقال: ما هذه الزيارة الجميلة..؟,جلنار تبسمت: أردت رؤيتك واطلاعك أن ذاك الشخص مستمر بتهديداته, خالد بدهشة: كيف علم رقم هاتفك الجديد.؟,جلنار : لا تستغرب الإنسان حين يكون حثالة يفعل كل شيء وبأي طريقة ولن تقف على رقم هاتفي وفقد فعل الكثير, والشيء الكريه انه يريد مقابلتي , خالد بتساؤل: متى..؟, جلنار: لم احدد الموعد لأني سأدعه يحدده كما يريد, خالد بتمعن: وماذا قال أيضا..؟, جلنار بهدوء: لا شيء, لكن إن حدد الموعد هل تنصحني بمكان فسيح وبعيد عن الأنظار ويكون مفيد لي ولكم.., خالد: فكرت مسبقا لهذا ..تناول ورقة من أمامه..وأعطاها لجلنار وأكمل قائلا: بهذه الورقة
ستجدين كل ما تريدين..,جلنار: حسنا..وماذا ستفعلون بشأن العصابة..؟,خالد بهدوء: تقصينا كل المعلومات عنهم وهي لدينا والآن كل شيء متوقف على اللقاء الأخير بينكم..
جلنار بتساؤل: لماذا..؟,خالد بغموض: ستعلمين كل شيء لاحقا..نهضت جلنار واستأذنت منه للخروج.. وخرجت مشوشة الأفكار لان كرة النار أصبحت بملعبها وعليها أن تصيب الهدف.. حتى تحقق العدالة..
و أثناء توجهها إلى القصر,رن هاتفها وكان ذاك الشخص مجددا, جلنار بسخرية: هل اشتقت لي حتى انه لم تنقضي ساعة على مكالمتك, ذاك الشخص بمكر: كل يوم اشتاق لقتلك أردت أن أتعجل في المقابلة حتى تكون قريبة وتكون دمائك تسيل على يداي, جلنار تبسمت قائلة: ومتى الموعد..؟, ذاك الشخص بخبث: بعد يومين من الآن, جلنار بتعجب: انه قريب جدا,ذاك الشخص: نعم..أقرب حتى أقتلك لان انتظاري طال وصبري نفذ, جلنار بخبث: أتسمح لي بطلب أخير قبل أن يحين موعد موتي, ذاك الشخص بدهشة: ماذا تريدين مني؟,جلنار بهدوء ممزوج بمكر: أريد تحديد مكان مقابلتنا وبأي ساعة,ذاك الشخص برفض: لا,جلنار بخبث فظيع وبصوت هادئ: ألم تقل انه لقاؤنا الأخير وانك متشوق لرؤيتي..؟,ذاك الشخص مؤيدا لكلامها: نعم..,جلنار بأسلوب إقناع خطير: إذن أريد أن أرتب أموري حتى أراك بأبهى حله أريد أن أراك عزيزي..وأثناء نطقها لهذه الكلمة شددت عليها بالنطق ألا تريد عزيزي أن انتهى من كل أموري وأتفرغ لك,ذاك الشخص بغباء انطلت عليه الحيلة: نعم..أريد كل هذا..ما أجمل كلمة عزيزي على شفاهك ,جلنار بغضب غير ظاهر: المكان..* وبالساعة..** اتفقنا يا عزيزي..,ذاك الشخص بسذاجة: نعم اتفقنا عزيزتي.. وأغلقت المكالمة مشمئزة من كل كلمة قالتها له لكن الظروف تجبر الإنسان دائما على فعل أشياء لا يريدها أبدا....
وعند ذاك المجهول العاشق لها.., يفكر بها..غريبة هي جلنار فنونها عجيبة,لا أصدق أن أي شخص يسعى للموت بقدميه وهي تريد الذهاب إليه بقدميها, وحددت الموعد والمكان, والأغرب من كل هذا أرادت تحقيق العدالة باطلاع الشرطة على كل شيء, لم تبالي بالعصابة ولا بزعيمها ذاك الشخص, المهم لديها تحقيق أمنية طال نشدانها, أمنيه عرضتها للمخاطر وللقلق وكلفتها الكثير, ولم تقف عند هذا الحد لا , أتظن بأن حياتها وموتها واحد ولا أحد سيقلق عليها سيتعذب لموتها, أتظن أنها ملك نفسها, أتظن أنها مجرد
جلنار خلقت للانتقام فقط, لا وأنا يا جلنار أنا وقلبي الذي ينبض باسمك,أنا ومشاعري العاشقة لك, أنا يا جلنار أخاطبك عبر الهواء وأعلم انك لا تسمعينني, اعلم بأنني لا اعني لك شيئا, اعلم بأنك لم تعلمي بوجودي, اعلم كل هذا, ماذا بيدي ..,هل أتحدث معك عبر الهاتف أو أوقفك بأي شارع...لا..هذا ليس من مبادئ لن أفعلها لم يعلماني والداي أن أسعى لملاحقة امرأة حتى لو كان قلبي معلق بها..أيضا كرامتي لا تسمح لي, والظروف تقف عائقا بيننا..أن شاء القدر أن أراك وتعلمي بوجودي سأراك..خرج من مكتبه حتى يبعد كل هذه الأفكار التي تطرق بذهنه كطرق مطرقة لا تكف عن الطرق على الخشب...
نرى هنا امرأة ماكرة وخبيثة حتى لو فعلت المستحيل ستحقق ما تريد, تفعل أشياء تبغضها حتى تصل الى مبتغاها..ربما تجدها تتلطف بكلمة تجامل بكلمة أخرى , أعلم أنها تفعل هذا
مع أشخاص تكرههم لأنها لو كانت تحب لكانت أجمل الكلمات منطلقة على شفتيها,لكن هي هكذا تتبدل مع الموقف الذي تجد نفسها محاصرة فيه,وهنا أيضا نجد رجل يرى أن بالحب
توجد كرامة,كرامة وقف عليها أعظم الرجال خاضوا معها معارك طاحنة لكن يبقى الحب منتصرا رافعا رايته,لان بالحب لا يوجد أنا أو أنت أو كرامتي أو كرامتك..بالحب مشاعر عذبة وإحساس صادق وشفاف ينبع من القلوب..علينا أن نضحي حتى نحصل على ما نريد...
ابقوا معي لنتعرف على جلنار أكثر..
لنتعرف من سينتصر الكرامة أو الحب..
لنتعرف ماذا سيفعل المجهول العاشق حتى يصل إلى جلنار..
...............................
بعد انقضاء يومين من القلق والتفكير المتواصل والأعصاب المتعبة,تجهزت جلنار كما وعدت ذاك الشخص,غيرت لون ملابسها إلى اللون الوردي ولم تنسى تلك النظارة التي اخفت الكثير, تأكدت بأنه لم يبقى شيء عليها إلا الخروج, خرجت واثقة من الخارج متماسكة ,من داخل مشاعر متضاربة وقلق وخوف من الذي سيحدث..قادت سيارتها تنظر إلى شوارع كأنها تودعها,تنظر إلى كل شيء كأنها تنظر نظرة أخيرة,و بقرارة نفسها تتمنى الموت حتى ترقد بجانب والدتها, لا تريد هذه الحياة الكاذبة,كل شيء فيها مزيف, لم تحيا فيها لحظات سعيدة بل حزينة لم تعلم معنى أن تكون بأسرة يحيط بها الحنان كل ما علمته الحاجة إلى الحنان,الحاجة لحضن دافئ يمسح على رأسها,الحاجة لدفيء يحميها من برد الحاجة..شارفت على وصول مكان الحدث الذي أما سيحقق العدالة وإما سيبقى ظلم واقعا عليها وعلى الملايين من أمثالها..
خرجت من سيارتها وعلى وجهها ابتسامة صفراء.., ما شعورك وأنت ذاهب إلى الموت والجلاد يريد وضع رأسك في مشنقته لقتلك,خطت خطوات بطيئة متماسكة ..ثابتة..هادئة هذا كان اقرب وصف إليها من الخارج, أصبحت مع ذاك الشخص وجها لوجه,حل عليهما الصمت لدقائق,وأخيرا نطق قائلا: كما وعدتني آتيتي بأبهى حله وغيرتي لونك الأسود إلى وردي,أتعلمين انه جميل جدا عليك,نظر إليها من رأسها لأخمص قدميها وضحك ضحكة مقززة, جلنار بهدوء: جئت لمقابلتك كما وعدت ,ذاك الشخص بنظرة غامضة: لم تتغيري يا جلنار كنت أظن انك بهذا اللقاء سأحطم قوتك وجرأتك وتحديك, لكنك كما أنتي لا تخافي جئتي بقدميك لي, واثقة من نفسك كثيرا..,ألم تعلمي سبب كل ملاحقاتي وتهديداتي لك..؟,جلنار بهدوء: حتى تقتلني كما قتلت والدتي,ذاك الشخص: لا لم يكن هذا ما أريد بل أريدك أنتِ بكل ما فيك,أريد رؤية عينيك وملامسة شفتيك ونظر إليك
مطولا,اقترب منها وامسك بمعصمها ..وصرخ صرخة مجنونة بقوله: أنتي لي يا جلنار قد هربتي و انقذتي من محاولتي للاعتداء عليك,لكن لا أنتي لي وبيدي الآن,استحوذتي على عقلي وتفكيري وقلبي,جلنار أحــبــــك,جلنار صرخت وحاولت نزع يدها منه: لا وأنا لا أريدك, أكرهك أنت من قتلت والدتي وقتلتني بكل يوم,وكل ما فعلته من اجل تلك المخدرات اللعينة ,أنت لم تقتل والدتي وحدها بل الملايين الذين يتعاطونه,أنت قاتل للبشرية كلها, لا أريدك أتسمع, اخرج شيئا كان يخفيه ,وكان مسدس ونطق قائلا: لا تريدينني وسأقتلك حتى لا تكوني لشخص أخر وبعدها سأقتل نفسي,قبل أن يضغط على زناد المسدس,فوجئ بالشرطة محاصره للمكان من جميع الجهات طلبت منه أن يسقط السلاح ولكنه رفض وصرخ بأعلى صوته: ستقتل لا تحاولوا أن تقتربوا ..نعم قتلت والدتها وهي ستقتل كما قتلت والدتها بمسدسي وكله من اجل إخفاء حقيقة أنني متعاطي للمخدرات وأوزع المخدرات على جميع البلاد, حاول الاقتراب منهما بعد أن أمسكوا جميع الأفراد الذين حاولوا الهرب, فوجه مسدسه أمامهم,فقامت جلنار بضربه ضربة قاضية فسقط المسدس من يده على الأرض وألقت به بعيدا, فهجموا عليه وأمسكوا به وقيدوه,فضحكت جلنار وقالت: قلت مسبقا سأحقق العدالة وهاهي تحققت حظا ممتعا لك, رحل من أمامها وتبعوه الشرطة وبقيت جلنار وحيدة بذاك المكان تنظر الى الغبار الذي تصاعد بعد رحيلهم,توجهت إلى سيارتها لترحل من هذا المكان , لكن فوجئت بشخص مصوب مسدسه عليها ولم تستطع الكلام وقال: لن تكوني لأحد غيره وستقتلين كما قتلت والدتك,وأطلق النار عليها وتهاوت جلنار على الأرض مصدومة .. والدماء تسيل منها ..سقطت على الأرض وحيدة مودعه كل شيء بابتسامة باهته..أمامها صورة والدتها بنورها المشرق مدت لها يدها لتأخذها معها,فمدت جلنار يدها ولكن والدتها ابتعدت,أغمضت عينيها وفقدت الوعي, بكت الغيوم لأجلها,عزفت الرياح معزوفة حزينة,سقطت أوراق الشجر متألمة عليها,ذبلت الورود,انهمرت دموع العصافير,توارت الشمس خلف السحب,معلنة فصل جديد من الأحزان...
أنت تقرأ
امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)
Adventureإنها امرأة بشخصيات متعددة, امرأة لا يوقفها شيء,امرأة غريبة الأطوار, بكل لحظة تجدها أخرى تتبدل مع المواقف بشكل عجيب, لكن تفعل كل ما تريد بعد تفكير طويل,بها عناد وتمرد غريب, المعروف عنها امرأة ليست كأي امرأة عرفتها.. ولن تجد مثلها أبدا..مهما بحثت عنها...