في اليوم التالي وعلى مكتب جلنار..بعد إنهاء مكالمتها مع صاحب معرض بيع السيارات..أعطتهم مواصفات الكاملة لسيارتها التي احترقت..حتى تقوم بشراء مثل سيارتها التي أصبحت حطاما, حتى لا يشك بها احد..ولا يعلم أنهم حاولوا قتلها..,فتمسك قلمها وأوراقها..لترسم بعض الرسومات الغير مفهومة ..غير محددة..رسومات دخانية..لونتها بقلم اسود لا ادري لماذا.., فيقرع الباب بطرقات خفيفة,فتطلب من القارع الدخول..فيتبين لها أنهم أوصلوا سيارتها مع مفاتيحها وهي بالخارج,فتلتقط حقيبتها وتخرج لترى أن سيارتها الجديدة نفس سيارتها التي احترقت..وناظر إليها لا يشك بها أبدا.., ركبت سيارتها وانطلقت بها كعادتها لكن بأفكار غامضة لا تعلم بماذا تفكر وتدبر يحيط بها الغموض كستار حالك......
تقف جلنار أمام إحدى المراكز التجارية..لتشتري ثياب جديدة...تنظر الى واجهات المحلات..فحاز على إعجابها..
فستان اسود..مزين بزراكش والأزهار الرقيقة..., ألقت التحية على بائعة..,البائعة: بماذا أخدمك يا سيدتي.., جلنار: أريد شراء ذاك الفستان المعروض..,البائعة: أتقصدين ذو لون الأسود.., جلنار : نعم هو..أريده..ومقاسي هو..*,البائعة: حسنا...وثمنه..**, جلنار: تفضلي ..ثمنه..وضعته لها بالكيس..وشكرتها... خرجت جلنار..متجه نحو محلات اخرى.. ابتاعت الكثير من الثياب..لكن أعجبها بشدة..طقم احمر جميل جدا..بتنورة قصيرة تصل منتصف الساق..مع حذاء رائع..ومع اكسسواراته المذهلة...قامت بشرائه...وتمتمت سأحتاجه لخطتي القادمة..لكن ينقصني بعض الزينة والشعر المستعار..اشترت جميع ما تحتاجه..خرجت راضية عن نفسها...وبعينيها بريق مكر سينفذ بأي وقت...
وصلت القصر...أخرجت مشترياتها من سيارتها ..وطلبت المساعدة من الخادمة..أوصلت ثيابها الى غرفة جلنار..نظرت جلنار الى صالة الجلوس..لم تجد احد..وسألت عن زوجة أبيها وأختيها..تبين لها إنهن خرجن قبل قليل..تنهدت جلنار براحة..
وهمست..جيد جدا أنهم خرجوا ولم يروا أكياس ثيابي..حتى لا يعلقن تعليقات سخيفة بسخافة عقولهن وتفكيرهن..
صعدت جلنار ..غرفتها..أغلقت الباب بالمفتاح..أخرجت ثيابها بحذر..وأخذت تقيس بها واحدة تلوى الأخرى...
ومن بعيد..ذاك الشخص المجهول ..يفكر..ذهبت لتشتري ثياب جديدة..والآن وصلت البيت وصعدت غرفتها..لتقيس ملابسها..
كم أتوق لرؤيتها...لرؤية عينيها تلك المخبئتان خلف نظارتها السوداء..,كم أتوق لمعرفة هل هي جميلة أم قبيحة..؟,كم أتوق لمعرفة لما هذا الغموض يدور حولها...؟, كم أتوق لمعرفة لما اختارت الانتقام طريقا لها...,لكن بربي..
سأنقذها من ذاك الطريق الخطر..بأي طريقة..لا أريدها أن تغوص بذاك الطريق..المزين بالدماء والقتل..فهي امرأة..والمرأة وردة رقيقة..لا تعرف الانتقام..وسأغيرك يا جلنار... سأجعلك أخرى...سيكون الزمن شاهدا على كلامي...وسنرى من سينتصر ..انتقامك وعنادك ومكرك..أم أنا المجهول.......
انتهت جلنار..من قياس ملابسها..وضعتها بالترتيب بخزانتها..تذكرت كمبيوترها الصغير..وخططها الانتقامية المكتوبة فيه..سارعت بفتح جهازها..وفتح ملفها ذاك..لتكمل ما بدأته لان المشوار طويل وعليها أن تكمله لنهايته مهما كلفها الثمن...
وعند ذاك الشخص الذي انتقمت منه جلنار, لم يكتفي من انتقامه ذاك, ها هو الآن يخطط لشيء جديد..توقعته جلنار مسبقا.., هاهو يحيك خطته من جميع الجهات ..ببراعة بمكر..يظن نفسه الماكر.. الأذكى دائما..... لكن سنرى من سيكون الأذكى في النهاية..., يجتمع الآن مع أصدقائه..أطلعهم على خطته وغدا ستطبق كاملا ...وبعد انتهائه من كل هذا..نهض مسرورا ودع أصدقائه ..بحلم يراوده وهو رؤية جلنار مذلولة ..ضعيفة..تترجاه حتى يتركها بشأنها..لكن هذا حلمه الذي لن يتحقق لان جلنار ستقتل ذاك الحلم بوحشية....
نهضت في اليوم التالي نشيطه..وبداخلها قوة عجيبة ..لهذا اليوم الشاق..وطويل..مع شخص كان وسيبقى أحقر حشرة وجدت بالوجود...ارتدت ذاك الطقم الأحمر الجميل..أعدت نفسها جيدا..وضعت شعرها المستعار الأشقر ..ببراعة..تزينت فأصبحت أخرى .. لا تعرف من هي..., ارتدت عباءتها..اخفت وجهها..بخمارها الأسود.. التقطت حقيبتها, خرجت من القصر..متوجه نحو شركة والدها...
وصلت بسرعة قياسية..خرجت من سيارتها..وجدت الاستعدادات قائمة..في مدخل الشركة والزينة والأزهار الجميلة مزينة كل مكان تقع عيناك عليه..توجهت نحو مكتبها..دخلته وأغلقت الباب خلفها غير مبالية لكل ما يحدث..
جلست بهدوء تعيد حساباتها..وخطتها وقطع عليها أفكارها..قرع على الباب..جلنار: تفضل.., سكرتيرة والدها: سيأتي أصحاب المشروع الأجانب..بعد ساعتين للاتفاق.., جلنار: حسنا..اعلمي والدي أنني لن احضر,..سكرتيرة..:سأعلمه..
أغلقت الباب خلفها...وعادت جلنار الى أفكارها....
انقضت الساعتين وساعتين أخريات..وكان موعد خروج جلنار بنفس موعد خروج أصحاب المشروع..خرجت من الشركة ببطء..بحذر..متوجه بخطوات صغيرة نحو سيارتها...وفجأة تجمع حولها أربعة أشخاص , امسكوها وأدخلوها بسيارتهم.. ولم تنطق بأي كلمة..بعد مرور ساعة...أخرجوها من السيارة وأدخلوها بمكان قديم ومنعزل يقطن في قلب الغابات ..ألقوا بها في غرفة..يتسلل إليها الضوء بصعوبة..رائحتها كريهة..جدرانها متسخة..لم تبالي بكل هذا..بل وقفت خلف الباب لتستمع.. الى الأصوات المنبعثة من خارج الغرفة.. ذاك الشخص: هل أصبحت الفريسة موجودة الآن هنا.., صديقة: نعم..إنها بالداخل.., ذاك الشخص بسرور: جيد جدا..سترين يا جلنار..سترين..
توجه نحو الغرفة التي توجد بها جلنار...فتح الباب على مصراعيه ...بضحكة مقززة..أخيرا..اصبحتي بقبضتي..
سأجعلك تتمنين الموت على بقائك حية..قمتي بإذلالي..وأفشلتي خطتي..والآن أنتي هنا بين يداي..وسأقتلك يا جلنار وبالصميم... ما بك .. لا تنطقين..أم انك نسيتي أبجديات النطق..اصرخي..ابكي..غريبة أنتي بغرابة ملابسك...
فتنطق امرأة باللهجة أجنبية وباللغة انجليزية..
جلنار: عن ماذا تتحدث...؟..لما قمتم باختطافي....؟؟ أنا لست تلك التي تتحدث عنها.....؟؟
ذاك الشخص: بعدم تصديق يصرخ متحدثا باللغة الانجليزية .. أنتي جلنار...., جلنار: أنا لست جلنار ..أنا لا اعرفها...
ذاك الشخص بغباء : من أنتي إذن...؟؟, جلنار: أنا ماري سميث..بريطانية..ولتتأكد...
خلعت عنها حجابها وخمارها...وصعق بما رأى فتاة انجليزية بكل شيء فيها..
صرخ ذاك الشخص:. لماذا ترتدين هذه الملابس الغريبة ولماذا خرجتي بذاك الوقت الذي خرجتي فيه من الشركة...؟,جلنار: أحببت ارتداء لباسكم الجميل..وبالنسبة لسبب خروجي.كنت مع شركائي باجتماع عمل وانتهينا..وخرجت بذاك الوقت لأني تعبت فجأة..., موجهه كلامها إليه.. أنت يا هذا..أريد الخروج من هنا.. وإذا علمت الشرطة عن اختطاف فتاة أجنبية..لن تكون حيا حتى الغد...ذاك الشخص بارتباك وبخوف: حسنا...ستخرجين الآن..وسيقومون بإيصالك من المكان الذي اختطفوك منه...
يصرخ على أصدقائه..ويعلمهم بخطئهم..وان جلنار استطاعت ان تفلت من يده ببراعة..تمتم بتوعد..في المرة القادمة
سترين..
.................................................. ..................
أوصلوها ..أمام الشركة..وابتعدوا هاربين بأقصى سرعة...انطلقت بسيارتها متوجه نحو القصر..وضحكت برضا عن ذاتها وعلى انتصارها على ذاك الغبي..., خرجت من سيارتها تغطت بخمارها جيدا..دخلت المنزل بهدوء..وجدته..مليء بالضيوف..دخلت بخفية..حتى ..لا يراها احد..صعدت الى غرفتها..وأغلقت الباب خلفها..وتمتمت..
انتهت المهمة..............
أنت تقرأ
امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)
Adventureإنها امرأة بشخصيات متعددة, امرأة لا يوقفها شيء,امرأة غريبة الأطوار, بكل لحظة تجدها أخرى تتبدل مع المواقف بشكل عجيب, لكن تفعل كل ما تريد بعد تفكير طويل,بها عناد وتمرد غريب, المعروف عنها امرأة ليست كأي امرأة عرفتها.. ولن تجد مثلها أبدا..مهما بحثت عنها...