الاخير

1.9K 74 8
                                    


استيقظ أمير وعلى محياه ابتسامة سعيدة, نظر إليهما بسعادة , وقبل طفله, أمير: صباحك سعادة, تبسمت جلنار: صباحك مثله,أمير: ما أجمل صباحي حين كنتما أنتما أول من وقع نظري عليهما, تبسمت جلنار, ونهض حتى يأخذ حماما دافئ, ويستعد للذهاب الى عمله,أعدت له ملابسه, وهبطت السلالم مع الصغير, وأمرت الخادمات بأن يعددن الفطور,بعد وقت قصير,لحق بها أمير بكامل أناقته ووسامته, جلسا يتناولان طعامها بصمت وحين انتهيا,حمل أمير حقيبة العمل خارجا, لكن قبل أن يخرج , جلنار: هل سيطول مكوثك بالشركة؟,أمير: على حسب الأعمال التي لدي,جلنار: إذن سآتي لأرى شركتك, هل تسمح لي؟,أمير: نعم وبأي وقت يسعدني أن تأتي, وضع نظارته السوداء, نظرت إليه وهو يبتعد منطلقا بسيارته وبداخلها أمنية بأن يبقى بجانبها, تراه بكل وقت, دخلت الى
داخل,صعدت السلالم متوجهة الى جناحهما,لكن قرعت فكرة زجاج ذهنها وكانت, تمتمت: حتما يوجد لديه سكرتيره, لكن هل هي جميلة, وصغيرة بالسن,ومغرية, ما شكلها؟, هل هي طويلة أو متوسطه؟, هل هي محتشمة أم ماذا؟, حتما انه أمامها تراه دائما, لوقت طويل, نما بداخلها شعور جديد, تسرب الى أعماقها, شعور لم تتذوق طعمه, لم تعلم به,حاولت أن تتجاهله, لكنه يلح عليها كثيرا, وبدأت تتخيل تلك السكرتيرة التي جاءت لفكرها,بوقت لم تفتكرها, تمتمت: لماذا أفكر بها؟, أنا لا اعرفها؟, لماذا اهتم بها وبأمير؟,لا أبالي بهم ولا أريد تفكير بهم, صرخ صوت بقلبها, جلنار لا تكوني غبية,انه أميرك وحبيبك وزوجك, كيف لا تبالي به, كيف تدعيها تنافسك عليه؟, هل ترضين بأن تخرجي من المعركة خاسرة؟, حتما لا, إذن عليك أن تحاربي حتى تحافظي على أميرك, جلست تفكر بهذا الصوت الذي نبهها لأشياء لم تبالي بها أبدا...

بعد مدة من تفكير الطويل استقرت على أن تذهب الى الشركة وترى تلك المرأة,وترضي فضولها,بعد ارتدائها للملابس الانيقه, ارتدت ألوان هادئة , تذكرت نظارتها تلك
لن تفوهت: انتهى دورها, وضعت خمارها جيدا, أطمئنت على الطفل, التقطت مفاتيح سيارة أمير الأخرى, وخرجت بداخلها ثورة لا تعلم ما سببها, انطلقت قاطعه الشوارع بسرعة, وذاك الشعور الذي لم تفهمه يتصاعد بداخلها , وصلت الى شركة على حسب العنوان الذي اخبرها به أمير,نظرت الى الشركة الشاهقة, والعصرية, دخلت غير مبالية لا بفتاة الاستقبال ولا بأحد ضغطت المصعد على الطابق الأخير, أعصابها متوترة
ولا تعلم سبب التوتر, وصلت الى مكتبه, عدت بداخلها الى رقم 10 ودخلت بهدوء,لتجد تلك المرأة جالسه على مكتبها تعمل بجد ونشاط, رفعت السكرتيرة رأسها,دهشت جلنار من جمالها أناقتها وروعتها, لم تكن أجمل منها لكن كانت جميله,ثارت مشاعرها, ثورة لا توصف, بداخلها شعور يخنقها, يقتلها,


نطقت السكرتيرة: بماذا أخدمك, جلنار بصوت مخنوق: لا شيء, أريد مقابلة صاحب الشركة, السكرتيرة بتساؤل: هل لديك موعد معه؟, جلنار تجاريها: لا ليس لدي,السكرتيرة: لا استطيع خدمتك,
لأنه لا يقابل أي شخص من دون موعد, جلنار باستنكار: ولا حتى زوجته!!, دهشت وفوجئت السكرتيرة, ونهضت احتراما لها, وقالت معتذرة: عذرا منك سيدتي أنا لا أعرفك,جلنار لم تنطق لو نطقت لقتلتها بدافع مجهول بالنسبة لها,دخلت إليه وأغلقت الباب,
انتبه أمير لوصولها, ونهض مرحبا بها,أمير: يسعدني وجودك في مكتبي عزيزتي,أخذت تنظر الى مكتبه الخاص وديكوراته الرائعة,جلنار بإعجاب: انه جميل جدا وراقي جدا, لديك ذوق مميز,ابتسم أمير, وقال: هل تشربين شيئا؟, جلنار: كما تريد, لكن لن أطيل بزيارتي سأعود الى القصر, لان الصغير سيستيقظ بأي وقت, وبعد دقائق أحضرت لهما القهوة الساخنة,تذوقاها مستمتعين,وبعد أن فرغت منه, نهضت علي العودة الآن, أراك على الغداء, ودعته, وبداخلها رغبة بالاختلاء بنفسها, وتفكير بهذه الثورة الثائرة بصدرها..


...................................

وصلت القصر, والثورة بداخلها ثائرة,هائجة,غير مستقرة,دخلت غرفتها ونزعت عباءتها وجلست تفكر مع نفسها وبهذه الثورة التي لم تهدأ,تتأمل الحديقة من النافذة, وتنظر الى العصافير المحلقة والى الشمس المشرقة, همست: يا الهي لماذا أنا كثيرة التفكير؟, لماذا
اتعب نفسي بأفكاري اللعينة, لماذا أرهق قلبي, لماذا أفكر ولا أجد أي حلول , تعبت
من هذه الثورة المتصاعدة بداخلي تكاد تقتلني, ما سببها؟, لماذا اختلج صدري هذا الشعور العجيب, غريب لم اشعر به يوما , سوى حين كنت أتعلم في جامعتي, وأعجبني شاب وسيم
كان يلاحقني ووجدت صديقتي قد اختطفته مني, هذا هو نفس الشعور الذي شعرت به, لا يعقل, لا, لا اصدق, هل أنا أغار على زوجي, هل هو ذاك شعور الغيرة الذي لم اعرف سببه, ولا طعمه, لكن لماذا أغار على زوجي فهو لا يهمني, ولن أبالي به, لكن هو زوجي وكيف لا أغار عليه؟, كيف وهو سيصبح أب لأطفالي وكل عالمي,كيف اقتل شعور الغيرة وهو سيعود حين أرى تلك السكرتيرة الجميلة, سأطلب منه أن يبعدها عنه ويحضر سكرتيرا بدلا عنها, وبأي ثمن,لا أريدها أن تبقى, لآن أمير لي وحدي, لي وحدي فقط وليس لأخرى, انه أميري الوحيد, ولن اسمح لأحد باختطافه مني, نعم أنا أغار عليه
وان رفض أن يبعد تلك السكرتيرة سأقتلها بيداي, افعلها , مادامت هي تراه طويلا وتبقى أمامه, , لن اجعلها تحقق حلمها بأخذه مني,لا هي ولا أي حواء كانت.....

ابتعدت عن النافذة ,اقترب موعد مجيء أمير, ذهبت الى جناحهما وبحثت في خزانة ملابسها عن شيء مميز, وأخيرا وجدت فستان وردي اللون, مميز بكل نقوشه وحركاته مع كل مكملاته , بعد وقت قضته بالاهتمام بنفسها, خرجت ساحرة, فاتنة , متألقة كالنجمة ألامعة في السماء,تذكرت الطفل هرعت لتراه, لكن وجدته نائم ببراءة جميلة, ابتسمت له......
وهبطت السلالم وفكرة واحدة تدور بذهنها, وهي: لن اسمح لآي امرأة كانت أن تأخذه مني, هو لي وأنا له, كتب لنا القدر هكذا وأنا احترم قدري كثيرا,الذي ادخل أمير حياتي
وغيرها نحو الأفضل, وجعل جلنار أخرى لا تشبه تلك الجريئة والقوية والانتقامية والجنونية, نعم انه هو من غيرني لأخرى, باهتمامه بحنانه ورعايته,وأيضا تحقيق العدالة من أسهم بتغيري, كم كرهت نفسي وقوتي المصطنعة, كنت اصطنع القوة وأنا خائفة, اصطنع الجرأة وأنا خجلة, ما شعورك وأنت تناقض نفسك وقلبك ومبادئك, مبادئ حددتها أنت والزمن والحياة لتسير عليها,ما أجمل المبادئ النبيلة التي تجعل المرء محافظا على ذاته, لا يغيره شيء ولا يؤثر به خدش ابره, كم كرهت نفسي حين كنت منتقمة لكن إرادتي لتحقيق العدالة كانت أقوى,أقوى من أي ضعف كان أو انهزام أو خوف, الإرادة أقوى من صعقة كهرباء أو شعلة نار أو فيضان بحر,أقوى لأنك أنت لم تقم بتحفيزها بل هي من دفعتك, كم تعذبت حين أرهقت جسدي, ولم أبالي به لم ارحمه, قسوتي طبقتها على نفسي لأستطيع الحياة , لكن وجدت الحياة بالقسوة ليست حياة,تعلمت منها كثيرا أكثر من ما علمتني إياه كتب الحياة,على الرغم كل ما مررت به ها أنا عدت أنا, تساءلتم كثيرا عن جلنار, تساءلتم عن دافعها للانتقام, عن قوتها تلك عن غموضها,عن كل شيء, علمتم منذ البداية إنها ليست كأي امرأة, وان بحثتم بالواقع لن تجدوها ستجدون شخصياتها العديدة,إما هي إن غمركم شعور الشوق لها عودوا الى السطور السابقة واقرءوها منذ البداية
ستجدونها تنتظركم كما انتظرتكم منذ البداية....

🎉 لقد انتهيت من قراءة امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية) 🎉
امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن