15

1.2K 43 0
                                    


خرجت جلنار مع أمير من المحكمة تنهدت بسعادة,الفرح مرسوم بابتسامتها الرقيقة,نظرت الى أمير بسعادة رقيقة وبخجل جعل خديها رقيقين يتوردا, انطلقا قاطعين الشوارع بسعادة لسعادة جلنار,قطع هذه اللحظة اتصال من مجهول كان يساعدها,
جلنار: هل حدث تطورات..؟, المجهول: نعم, وأكمل حديثه بصوت خافت, جنت جلنار من الذي سمعته,وطلبت من أمير تغير مساره الى العنوان الذي تريده, أمير متسائلا: لماذا سنذهب هناك..؟,, جلنار متوترة: أرجوك لا تبطئ بمسيرك أسرع حتى أنقذ أختي ,
أمير:ماذا ما بها؟, جلنار: ستعلم كل شيء لا حقا, وصلا الى تلك العمارة خرجت جلنار مسرعه من السيارة, متوجهة إلى داخل ولحق بها أمير حالا, شارفت هدى على الدخول إلى شقة صديقها , تلك الشقة التي ستضيع نفسها وستكون فريسة لوحش يوجد الملايين من أمثاله في هذا العالم, أمسكت بها جلنار بقوة..وصرخت أين أنتي داخله..؟, الم تفكري بهذه الخطوة..؟, تريدين أضاعت نفسك وشرفك..؟, ألم تفكري بأنك إن دخلتي لن تخرجي هدى الفتاة والطفلة؟, خرج صديقها وقال ماذا يحدث؟, نظرت جلنار إلى هدى علامات صدمة واضحة على ملامح وجهها وعينيها, جلنار بغضب: إن لم تبتعد عنها وتنسى بأنك عرفتها يوما سأريك الحياة جحيما,باستطاعتي بإشارة واحدة أن أدخلك السجن بتهمة أن لديك شقة تتجمع فيها الفتيات والشبان وتقام بها الحفلات الممنوعة, أن لم تنسى هذا اليوم وتنسى هذه اللحظة ورقم هاتفها سأشكوك للشرطة بدعوى محاولتك للاعتداء عليها, فهمت الذي قلته, أثار الخوف ظاهرة على وجهه وقال : فهمت أنا لا أعرفك ولا اعرفها لكن سأخبرك شيئا إن لم تعلمي ماذا تفعل ندى ستقتل كما قتلت والدتك, جلنار: ماذا كيف عرفت.؟, صديقها معترفا: كل الذي يحدث متفق عليه من رئيس العصابة, أرجوك لا تخبري الشرطة مستقبلي سيضيع,نظرة إليه بغضب وأمسكت بأختها خارجة بها من هذا المبنى وبذهنها هدف واحد وهو إنقاذ ندى بأي طريقه ,ركبوا السيارة جميعا بصمت مطبق عليهم, وطلبت من أمير أن يسرع في مسيره, سألت جلنار هدى بصوت غاضب: أين تلك الشقة التي تترددين عليها؟, هدى: العنوان...**,جلنار : أمير حين اخرج أختي من ذاك المكان, تتصل حالا بالشرطة وتعطيهم العنوان, وهدى ستبقى معك,وصلا بسرعة خرجت جلنار مسرعه, وصلت الشقة ضغطت الجرس, فتح لها شخص رائحته كريهة وقال لها تفضلي, دخلت ونظرت إليهم هذا نائم من كثر الشرب وذاك مترنح بعد تناوله الخمر, والدخان متصاعد والموسيقى صاخبة والأشكال فظيعة جدا, بعد بحثها استطاعت أن تجد ندى وسط مجموعة من الأصدقاء, أمسكت بها وأخرجتها رغما عنها, وأخيرا أصبحا بالخارج صعدتا السيارة وانطلق أمير بهن لا يفهم أي شيء من الذي يحدث, جلنار بتساؤل: هل تحدثت مع شرطة وأخبرتهم عن العنوان, أمير بهدوء: نعم والآن حتما وصلوا هناك, جلنار: اتجه بنا إلى قصر والدي وسأمكث هناك قليلا وسأخرج بعدها,هل تستطيع انتظاري؟,أمير : نعم عزيزتي, وصلا وخرجن جميعا يجررن أذيال الخجل من أنفسهن ومن جلنار.......

دخلن وقالت جلنار لهن حسابكن بداخل سيكون, وجدت جلنار زوجة أبيها بالداخل نظرت إليهن متعجبة, لم تبالي بها وأمسكت هدى وصعدت بها إلى غرفتها, جلنار: لن أقول لوالدتك بالذي كان سيحدث, هدى ببكاء: كم كنت غبية حتى أضيع نفسي وحين فكرت بالذهاب إلى شقته, والدتي كانت السبب في ضياعي لم تسألني أين اذهب؟, من هم أصدقائي؟, كم الساعة؟, كنت حين أعود لا أجدها بالقصر دائما منشغلة بحفلاتها, لم تجلس بجانبي يوما وتفهمني هذا خطأ لا تفعليه هذا صح هذا حرام أو حلال, الحمد لله انك أنقذتني لولاك وكنت الآن بعداد الموتى, بكت بكاء يبكي القلوب,حضنتها جلنار بحنان وقالت: المهم انك علمتي ما هو غلطك المهم أن تندمي ولا تكرريه, أنت فتاه وامرأة والامرأة في مجتمعنا الشرقي محاسبه على اصغر الأشياء والمجتمع لا يرحمها أبدا, الآن استريحي قليلا وكما قلت غيري حياتك ولا تعودي الى الأخطاء بل صححيها, خرجت جلنار وتركت قلبا يبكي من الندم..

وجدت ندى جالسه بعيده عن والدتها, جلست جلنار بجانبهن, وقالت: كيف حالك يا زوجة أبي؟, زوجة أبيها: بخير..ما هذه الزيارة المفاجئة, جلنار: جئت لأسألك أتعلمين أين تذهب ابنتاك كل يوم؟, زوجة أبيها: اعلم إنهما تذهبان لصديقاتهن, جلنار: أتعلمين من هن تلك الصديقات؟, زوجة أبيها بصدق: لا, جلنار : عجيب أنتي والدتهن ولا تعلمين شيئا, ستنقل ندى اليوم الى المشفى, زوجة أبيها بخوف مصطنع: لماذا ما بها؟, جلنار: ستعالج من المخدرات التي تتناولها كل يوم؟, نظرت زوجة أبيها الى ابنتها بغضب: هل صحيح ما تقوله؟, ندى: إنها كاذبة تريد تشويه سمعتي, جلنار: لا, كشفت جلنار عن يدي ندى ,شهقت والدتها من الذي رأته, علامات الإبر بشرايينها ظاهرة, جلنار بسخرية: وهذا يا ندى هل هو كذب !,خافت وتوترت ندى وحاولت الابتعاد عنهم , أمسكتها جلنار لن تذهبي إلى أي مكان إلا المشفى لتعالجي من الإدمان, ندى: لا أريد, أريد ابره دعيني اذهب لآخذها دعيني, صرخت بهستيريا, دخل خالد على صوت صراخها , خالد : ما الذي حصل؟, وجد والدته تبكي بعد ماذا بعد أن شارفا ابنتاها على الضياع, أخبرته جلنار بكل شيء, خالد: نحن نلاحق المجرمين ومدمني المخدرات وأجد نفسي ببيتي وأختي مدمنه!, بعد أن استوعب الصدمة ,خالد: يجب أن تؤخذ للمعالجة حالا, نظر الى والدته وهي تبكي وقال: لا ينفع البكاء مادامت الغلطة الأولى منكم وهي لماذا انجبتي وأنت لست على الاستعداد لرعايتنا والاهتمام بنا وحماية ابنتيك من الوحوش الذي يقطنون بكل مكان وأكمل إذا سألك أي احد عن ندى قولي له خرجت إلى الخارج لتكمل تعليمها, اخذ ندى وخرج متجه نحو المشفى حتى تمكث فيه و تعالج من الإدمان, تبعته جلنار بصمت ,صعدت سيارة أمير بهدوء وخرجا مبتعدين عن كل شيء.................
.............................

تعجب أمير من صمتها, انه لا يفهم شيئا من الذي حدث, وأخيرا نطقت جلنار, جلنار بهدوء: اعلم انك تسأل عن كل الذي حدث, سأخبرك بكل شيء, وحين انتهت من إخباره,قال: الحمد لله انك وصلتي بالوقت المناسب, لكن كيف عرفتي كل هذا؟, جلنار باعتراف: كنت أضع أشخاص مجهولين لمراقبتهن وحمايتهن,أمير ضحك بداخله وهمس بين نفسه ..إذن أنا لست المجهول الوحيد بحياتها, أمير بتساؤل: ماذا كان هدفك من هذا؟, جلنار بخوف ممزوج بالألم: خفت عليهن من بشر لا ضمير لهم , خفت أن يتكرر ما حدث معي, خفت عليهن من هذا الزمن الذي لا يرحم, أردت حمايتهن بأي طريقه , شعوري بالألم من كل ما حدث جعلني أتمنى حماية كل امرأة من كل شيء يتسبب لها بالأذى,
أمير: وحتى منا نحن الرجال, جلنار تبسمت: نعم, أمير: هل تعتبرين الرجل عدوك؟!, جلنار بمكر: على حسب ذاك الرجل, أمير بتساؤل: كيف؟؟,جلنار بتفسير: إذا كان لم يخدش نعومتي وأنوثتي بأظافره, إذا حافظ على امرأته على إنها وردته المزروعة في حديقته, إذا استطاع أن يفهمها قبل أن تنطق, إذا خاف على مشاعرها وأحاسيسها , هو لن يكون عدوي , أما إذا سبب لي الألم والحزن كما فعل ذاك الشخص,جعلني أتحول الى قطة عاشقة لخدش كل من يتبعها, وردة عاشقة لجرح كل من سبب لها الألم, أنا لم أكن جلنار كنت على ما أظن نار لم أتمنى يوما أن تكون أنا, لأنها تحرق وتؤلم وتحول كل شيء جميل الى رماد, أمير بهدوء: الم تفكري بأن القدر أراد ذلك؟,جلنار: فكرت نعم وأكملت مسيري ربما كتب لي ذلك حتى أحقق العدالة,أمير تبسم: وتحققت, جلنار بابتسامة جميلة: وعادت جلنار إلى طبيعتها..وصلا القصر خرجا من سيارة هادئين ,أيديهما متحدة بانتظار اتحاد قلبيهما ورفع راية الحب...

دخلت جلنار الغرفة التي مكثت فيها , جلست على السرير بهدوء,أغلقت عينيها لدقائق,همست وقالت: ما اغرب القدر يضع في طريقك أشخاص لم تعلم بوجودهم بحياتك,
أين كانوا؟, كيف لم تراهم ولم تعلم بوجودهم؟, يغيرون حياتك باللحظة ,وأنت لا تعلم,لكن شعورك تجاههم لا تستطيع تفسيره, شعور بالراحة..شعور بالأمان والاستقرار,ومشاعر أخرى لا استطيع فهمها, لأول مرة بحياتي أجد مكان مرحب بي كهذا المكان,
كأنه جزء مني وأنا جزء منه, لم استكشفه بعد ولم استكشف شخصية صاحبه, أريد معرفته من داخله لا من الخارج لان كل شيء سطحي دائما الجميل والداخل مفاجأة لا تخطر لذهن المرء, أرادت أن تستبدل ملابسها تذكرت أنها لا يوجد لديها ثياب,لكن اخبرها أمير انه يوجد كل ما تحتاجه في خزانة الملابس, توجهت إليها وفتحتها رأيت أجمل الأثواب وأروعها ذات ألوان رائعة, اختارت فستان حريري أنيق ذا لون ازرق بزرقة عينيها مع شاله المزين بالزهور وحذاءه الأنيق وذهبت لتستبدل ملابسها.., بعد ارتداءه تطلعت الى وجهها في المرآة بنظرة رضى نظرت إلى مواد الزينة باستنكار وهمست: مر زمن لم استعملها فيه, وضعت بعض مساحيق الزينة وبعد انتهاءها وجدت أن جلنار عادت كما قالت جلنار أمامكم بعيدا عن لونها الأسود غيرت ألوانها لتعود جلنار المحبة للحياة ........

خرجت من غرفتها بكامل أناقتها تكتشف القصر وبداخلها تريد اكتشاف صاحبه الغامض,أثار انتباهها جمال القصر وتنسيقه يدل على ذوق صاحبه, توجهت نحو الحديقة , استقبلتها
العصافير بتغريدها, عطر أنفاسها رائحة الورود والزهور العطرة, أدهشها جمال الورود الغريبة من نوعها وصوت خرير المياه من شلال صغير صنع بمهارة,نظرت إليه كطفله تعشق الهوا بالماء, اقتربت منه بحذر طفولي ووضعت يدها الناعمة فيه وضحكت بطفولة ساحره بعينيها الجميلتين هناك طفلة وجدت الأمان والراحة أخيرا, احدهم من خلفها نثر عليها الورود التفت إلى الوراء وجدت أمير ينظر إليها بسعادة ونظرة إعجاب ممزوجة بنظرة لم تفهمها,ضحكت وقالت: ما أجمل الماء,أمير بحب: أنت أجمل منه, توردا خداها خجلا وقالت: انه شلال جميل من فكر بصنعه؟,أمير لا يزال ينظر إليها: إنها فكرتي حتى اجلس بجانبه وأفكر بعمق واسترخاء, جلنار بابتسامه: انه رائع وجميل أعجبني كثيرا,
أمير بمرح: ماذا فعلتي بعصفوري المحبوس بالقفص؟, جلنار بتعجب: أنا..؟!! ولكن أين هو؟,أمير بمرح: انه وراءك حتما قمتي بسحره أو قمتي بالتغزل به من ورائي, إنها خيانة لا تغتفر, جلنار بضحكة كأنها معزوفة ساحرة: لم أراه ولم انظر إليه ولم افعل شيئا له,انه معجب بزوجتك,تبسم أمير حين قالت زوجتك وقال: إذن سأطلق سراحه لا أريده أن يغازل زوجتي من ورائي, جلنار محاوله استعطافه : أرجوك لا ليس له ذنب بذلك انه جميل , لكن الأفضل أن تطلق سراحه حتى يرى الحرية, امسك أمير به بلطف وتركه يطير بحريه لكنه عاد الى القفص وحلق بجلنار, أمير بضحكة: أؤكد انك فعلتي به شيئا , لا يريد أن يتحرر من سجنه, تبسمت جلنار: لم افعل به شيئا , انه مغرم بي فقط, أمير بمرح: فقط إذن قام بمغازلتك دون علمي, ويلاه حتى العصافير تريد مغازلتك ماذا أبقت لي, توردا خدا جلنار مجددا, وهربت إلى الداخل كطفله شقيه على محياها ابتسامة تجعل الكون سعيدا...

نرى هنا امرأة تتصرف على حسب شخصيتها الطبيعية, تتصرف كما يحلوا لها, كطفله صغيرة أحيانا, كفتاه أحيانا,وأحيانا أخرى كامرأة, لا تستغرب من تصرفاتها, إنها هكذا هذه هي طبيعتها الحقيقية, بريئة, رقيقة,شفافة, قد تتعجب منها ويدور بذهنك إنها دائما متغيرة, متقلبة لا تدوم على حال, إن لم تستطع فهمها لن تفهمها أبدا, هي ليست لغز لكن أنها وردة وان لم تكن أنت فراشة لتستكشف وردتك وتعرفها عن قرب وتفهم داخلها
قد تجد صعوبات كثيرة معها..
إنها امرأة ليست كأي امرأة..
ابقوا معي..
حتى نتعرف على جلنار الرقيقة والمذهلة والطفلة والمرأة..
..................................

امرأة بشخصيات متعددة ...هـــبــه وليد.( أحلى وردة جورية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن