(11)

48 7 20
                                    

"في عمر العاشره
في ذلك الوقت كنت كل ما أعرفه إنني المفضل لدي والدي عن اخوتي، لم أفكر في السبب كثيراً

كوني الاصغر بينهم يعطيني الحق بأن أكون المفضل

رغم ذلك، لم أكن أحب أبي
كما لم أكن مقرب منه
لقد كنت أكرهه

كثيراً ما رأيت أبي يضرب أمي بعنف، و كثيراً ما سمعت صرخاتها المكتومه، تحاول ان لا تسمع ابنائها كم هي تتألم!

كما كان يضرب أخوتي لاتفه الامور
اما أنا كنت معصوم من الاذي و الضرب

و مع ذلك لقد تلقيت ما هو أشد آلماً،آلم لا يمحو
و لا يقل مع الزمن، آلم يتمركز في قلبي و عقلي

ذلك اليوم، عندما عاند معي أحد أخوتي في إعطائي سيارتي المفضله التي ألعب بها

لم أجد مفر الا ان أخبر أبي كي أستعيدها
كون أخي أكبر مني فلم أستطع استرجاعها بقبضتي
لذا لجئت لابي

أردت فقط أن يعيدها لي فقط
لكنه أعادها لي ملطخه بالدماء كما إني استعدتها
و خسرتهم جميعا أمام عيني

في تلك الليله شهدت سقوطهم أمامي الواحد تلو الاخر، و أنا أقف ساكناً لا أتحرك

بمجرد ان أخبرت أبي إني أريد استرجاع لعبتي
هو نهض بغضب و أخذ يضرب أخي بعنف

بعنف أفذعني
بل أفذعنا جميعاً،أنا و أخي الاخر و أمي
تصلبنا في أماكنا من هول الصدمه

لقد كان كوحش أنقض علي فريسته بعدما كان محبوساً في قفص جائع و فريسته تتحرك أمامه ذهاباً و إياباً تغيظه كونه لن يلمسها

و عندما تحرر من سجنه أنقض علي فريسته يذيقها العذاب الذي شعره متلذذاً بألم فريسته

أراهن إن أخي مات من أول ضربتان
رغم إنه يكبرني الا إنه كان صغير أيضا
كان يكبرني بعامين فقط

و من ذا الذي في ذلك العمر و يتحمل ذلك العنف
أخذ يضربه بعنف و يرميه في الارض و يدهس عليه بقدمه ليلتقطه مره أخري و يعيد الكاره

الا ان تدخلت أمي بعدما أطلقت عدة صرخات منتحبه علي تلك الحاله و قلبها ينفذرا آلما علي رؤية إبنها في ذلك المشهد العنيف

و كيف لقلبها ان لا ينفطر لابنها العزيز و انا قلبي منفطر الي يومنا هذا و لا أستطيع إصلاحه

حاولت أمي الاحاله بينهم و هي لم تقطع نحيبها و بكائها ذلك
رغم إنه بالفعل قد فارق الحياه منذ زمن و الدماء تشوه جسده

الازرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن