Part 8

31 2 0
                                    

[Flashback]

-قبل 12 سنة-

ريسا! أيتها اللعينة، احضري المزيد من النبيذ!" قال ذلك الضخم الذي يترنح يمينا و يسارا و بيده قارورة نبيذ فارغة.

 ابي.. الوقت تأخر، ولم يعد هناك مال" قالت بنبرة خائفة.

ظل يقترب منها ببطء شديد و هي تتراجع للخلف إلى أن التصقت بزاوية الغرفة و تكورت في ركنها كقطة خائفة.

لا يهمني ، احصلي على النبيذ لأجلي بأي طريقة والا بعتك في السوق السوداء" قال موجها نظرات نارية للطفلة ثم رمى عليها قاروة النبيذ التي تناثرت شظايا و خدشت جسدها الضعيف.. بعدها امسك بعصا المكنسة الخشبية و بدأ يضربها إلى أن أصبحت مغلفة بالدماء.

تطلعت الى وجهه المرعب بعينين مبللتين ووجه محتقن مرتعش... كان ضخما تخطط عنقه ثنيانت و يتكاثف حول عينيه شحم، عكس طفلته العود النحيل، لا توحي ملامحها الشاحبة بغير الحزن و الأسى.

لم أعد أستطيع التحمل.. هذا يكفي! فقط لاني لست ابنتك البيولوجية هذا لا يعني أن تفعل بي ما تشاء" قالت بعينان حمراوتان من الغضب تنبثق منهما شلالات من الدموع.

ماذا تقولين أيتها اللقيطة؟" قال بغضب.

كثرة الضغط تولد الانفجار.. هذا ما حصل مع ريسا فكثرة الضرب الذي تتلقاه يوميا أوشكت على أن تفجر انفجارا، أرادت أن تتحرر من قيود والدها السكير لذا أمسكت السكين على الطاولة جانبها و ركضت نحوه صارخة ثم دفعته إلى أن سقط ارضا و غرزت السكين في كتفه، و بعدها في عينه اليسرى، عيناها ذبلتا و أصبحا فارغتين.. ملامحها أصبحت جامدة كالجليد.

ما رأيك أن تذوق العذاب مثلما اذقتني اياه؟" اخذت تقهقه فيما يشبه الجنون و كانت ستفصل راسه عن رقبته لولا اليد التي أمسكتها و أرجعت لها صوابها.

هل جننتي؟" قالت العجوز مندلين بعد أن ابعدتها عن والدها.

دفنت ريسا نفسها في احضان مندلين و بدات عيناها تمطر دموعا غزيرة قالت و الرجفة اعتلت صوتها "م-مالذي فعلته؟؟ هذه ل-ليست انا ..مستحيل

كانت ريسا تعيش كل انواع العذاب مع أبيها الذي قد لون حياتها بالتعاسة والحزن و غرس جذور الرعب و الخوف في أعماق قلبها.. لكن العجوز مندلين كانت كشعلة أمل واهنة تضيء سبيلها.

[End flashback]

يوم الجمعة [23:00]

Risa pov

انتظرت إلى أن تخلد ماي لنومها، قمت من على السرير ببطء شديد و أشعلت مصباح هاتفي ثم أخذت حقيبتي و خرجت من المنزل، أمسكت البطاقة التي اعطاني اياها الشاب من ذاك اليوم متجهة نحو عنوان المقر.. كانت ليلة باردة لذا اسرعت في المشي و بينما كنت اسير سمعت خطواتا تتبعني.

Orphelin - KTH/PJMWhere stories live. Discover now