- هذا البارت عبارة عن فلاش باك و انجوي <3 -
-
-" يبدو أنها توفيت جِراء حادثّ سير"
-" حقاً؟،المسكينة. انظري الى حفيدتها..اشفق عليها"
-" يٌفضل علينا أخذها لدار اللايتام "
" .أوافقك "
أقتربت المرأة ذاتُ ال 29 عاماً من الطفلة الصغيرة التي كانت عيناها مٌعلقتان على قبر العجوز مندلين .. لم تفتح فاها بشيء ..كل ما كانت تفعلهُ هو النظر الى ذاكّ القبر الموجود أمامها..مٌنتظرة مِن مَن بداخله الأستيقاظ
لِخُبرها بأن كل هذا كان مُجرد مُزحة..ويُعطيها هدية ذكرى ميلادها السادس..ويذهب معها للسوق ليشتري لها حقيبة مدرسية جميلة بلونها الأرجواني المُفضل ..منقوش عليها شخصيتها المُفضلة سندريلا..ويُجبرُها على النومِ
باكراً حتى تستيقظ ليومها الأول في المدرسة.
" هيا عزيزتي لنذهب "
أخذت المرأة بيد الصغيرة لتسحبها ولكنّها رفضت ذلك وباتت مٌتمسكة بالقبر .. لم تستطيع المرأة اجبارها اكثر فأخذت ب حقيبتها وذهبت تاركةً خلفها الصغيرة تحتضن رُكبتيها تُحدق في القبر.
بدت الصغيرة هادئة على غير المتوقع..لم تذرف الدموع قطّ ..ولم تفتح ثغرها بشيء..وكأن روحها خرجت مع روح تلكّ العجوز التي خرجت في صباحِ هذا اليوم.
نهش الظلام على المكان..أقبل الكل يعود الى دياره..عدا تلكّ الصغيرة..ف لم يكُن لها منزل يأويها..فهي الان قد فقدت عائلتها الوحيدة.
" عجوز مندلين، لقد كانوا يبكون بحرقّة ويُرددون أسمك..لا أعلم حقاً لما هم يفعلون هذا، كل ما أعرفه هو أنني لن اُحاكيهم ..لانك أخبرتني وقلت لي حتى وأن دٌفنت يوماً تحت التُراب أنا سأضل اراقبك وسأعتني بك لكن دون أن
تريني. لهذا لا تخافي أن شعرتِ في يوم بأن هناك طيفاً يٌلاحقك .. فهذه هي انا-. لهذا أنا لن أبكي..لانك ستضلين بقربي دوما"
كانت تقول كلماتها تلك وهي تمسح على ذاكّ القبر الذي رفضت وبشّدة الأبتعاد عنه..حتى شعرت بيد تسحبها بقوة من الخلف..أهو طيفُ العجوز أم انه يُخال لها.
نظرت الى الخلف لتجد ذاك الرجل طويلُ القامة يسحبُها اليه بينما يتجه نحو تلك السيارة الضخمة السوداء بالكامل..حاولت المُقاومة ولم ولن تنجح ..ففي النهاية كيف ل فتاة ذات الستةُ اعوام هزيمة ذاك الطويل ذو البُنية القوية.
أخذت تصرخ وتصرخ على أمل وجود من يُنقذها..أمسك بها الرجل وادخلها الى السيارة مٌتزامن مع قوله
" أهدئي،سنأخذك للميتم"
تطايرت التساؤلات على رأس الصغيرة بينما هي تنظر الى الرجل
" ايُ ميتم؟ "
" عندما نصل ستعرفين " قالها بتلكّ النبرة التي جعلت جسم الصغيرة يقشعر واصبح الخوف يتملك قلبها
---
" جيون ماي، جيون ماي. الرجاء التوجه الى حُجرة الممرضة حالاً"
- " هذا صوت الممرضة، ماي هل فعلتِ شيء سيئ للممرضة؟"
ردت عليها الاخرى بينما هي كانت قلقة وتتسأل ما الذي فعلتهُ للممرضة " ت..توقفي عن قول هذا..أنا لم أفعل شيء"
- " اذاً اسرعي بالذهاب ولا تتأخري"
أقبلت الاخرى تركض بتجاه غرفة الممرضة بينما هي كانت خائفة ومُتسائلة .. حتى وصلت الى الغرفة وطرقت الباب ودخلت
" ماذا هناك يا آنسة؟" قالتها بصوتها الصغير والذي كان واضح عليه القلق
" لا تخافي عزيزتي واقتربي "
أقبلت الصغيرة تمشي بتجاه ذاك الكُرسي أمام طاولة الممرضة لتجلس عليه وتنظر لها
" أخبريني صغيرتي، مع من تعيشي؟"
" مع والدي وكوك"
" وأين هي أمك؟"
" كوك أخبرني أنها في السماء الان"
" ه..هكذا اذا، ومن هو كوك؟ "
" أنه جونغكوك"
قهقت الاخرى بخفة بينما هي تنظر اليها قائلة " ومن هو جونغكوك؟"
"أنه أخي الاكبر "
" هكذا اذاً،تٌحبين جونغكوك اليس كذلك؟"
" نعم!كثيراً، فهو دوماً يحضر لي بعض الحلوى بعد جلسة التجربة ويعانقني بقوة"
"ج..جلسة التجربة؟..وماهي هذه عزيزتي ؟ "
" أنا لا أعلم حقاً ما الفائدة من هذا ، لكن أبي كان يأخذنا الى تلكّ الحجرة الصغيرة الباردة في القبو ..و يٌقيدنا أنا وكوك على الفراش ويبدأ بحقنينا اربعة حقن وبعدها يُعطينا شراب لاذع لنرتشف منهُ القليل..وبعدها وبعدها..أغط
في نومي ..وحين استيقاظي أشعر بدوار شديد..وأنظر لجسدي لأجد الدم قد أملئه والكدمات والجروح في كل مكان في جسدي..في البداية لا نشعر بالالم ولكن فور الوقوف نبدأ بالبكاء والصراخ من شدة الالم ولا نستطيع الحراك
لكن لكن ..انا وكوك بالامس لم نبكي..بالرغم من أنها كانت اقوى بكثير من ذي قبل ..أتعلمين لما؟ لان والدي اخبرنا بأنه سيأخذنا الى حديقة الحيوانات ان لم نفعل..وكوك يُحب الحيوانات كثيراً ..لهذا أنا لم أبكي .. وهو كذلك.
صُعقت الاخرى من كلام الصغيرة وبدأت تنظر اليها بقلق وقالت بتوتر " ه..هل يمكنك أن تُريني احدث الكدمات صغيرتي ؟ "
" نعم بالتأكيد"
قالتها مٌتزامنة مع وقوفيها بينما هي تقف امامها وتنظر للأتجاه الاخر لتُعطي الممرضة ظهرها الصغير ..وتخلع عنها قميصها لتجحظ الممرضة عيناها من ما رأته محاولة عدم أخافة الصغيرة
" ه..هكذا اذا "
" كوك أخبرني بأن هذه الكدمة صغيرة ..لهذا لا يجب علي الخوف على منظر ظهري "
" ن..ن..نعم أنها كذلك ، حسناً صغيرتي يمكنك الذهاب الان. لكن عودي الي في نهاية الداوم"
"ل..لكنني لا أستطيع هذا..والدي أخبرني بأنني اذا تأخرت سيُعاقبني وسيجعلني اخذ ثمانية حقن بدلاً عن اربعة"
"لا تخافي سأتحدث معه حتى لا يُعاقبك "
"حقاً!؟شكراً لك، حسناً اذاً سأتي في نهاية الداوم "
خرجت الصغيرة بحماس مٌفرط واغلقت الباب خلفها ..ابعدت الممرضة تلك الابتسامة المصطنعة عن وجهها وباتت ملامح الخوف والهلع على وجهها .. بينما هي تٌريح رأسها على كفيها
" يجيبُ علي التصرف..!!"
---
أقبلت الصغيرة ماي بعد نهاية الدوام المدرسي الى حُجرة الممرضة وبينما هي في طريقها ..قابلت الممرضة مُستندة على باب الحُجرة ..ترتدي مِعطفها القُرمزي الطويل بينما هي تٌبادلها تلكّ الابتسامات.
" حسناً عزيزتي لنذهب "
ردت الصغيرة بقلق " الى اين ؟ "
" سنذهب لمكان جميل..ولن يكون فيه تجارب"
" لكن ماذا عن كوك؟ ..كوك منعني من الخروج بمفردي مع الغرباء"
زمت الاخرى شفتيها وبدأت تنظر الى الصغيرة ماي بقلق قائلة " ل..لا تخافي كوك سيكون هناك..هو أخبرني بهذا"
"حقاً؟! حسناً لنذهب"
أمسكت الممرضة بيد الصغيرة ماي وأصبحت تمشي معاها الى خارج المدرسة ..حتى وصلت الى تلك السيارة الحمراء الرياضية الموجودة عند فناء المدرسة لتفتح الباب للصغيرة ماي وتصعد وتقوم بالصعود هي الاخرى..مٌتجهين الى الميتم
---
" اذاً هذه هي جيون ماي صحيح؟" قالها مالك الميتم بينما هو يتحدث مع الممرضة
" نعم سيد كيم رين، لديها اخ أيضاً."
" و لما لم تٌحضريه معها؟"
" والدهم كان يرفض وبشدة،أستطعتُ فقط أخذ ماي لأنها كانت في المدرسة"
" هكذا اذاً، متى ستُحضرينه اذا؟"
" غداً،لقد تأخر الوقت الان"
" حسناً شكراً على تعاملك " وضع تلك الابتسامة المزيفة على وجهه بينما هو ينظر اليها
أخذت الممرضة بمعطفها وبادرت بالخروج.. رأت امام ناظريها الصغيرة ماي بينما هي تنظر اليها بقلق وتقترب منها
" لقد أخبرتني أن كوك سيكون هنا"
"نعم،ولكنه اخبرني الان بأنه سيأتي غداً في المساء ..وأخبرني ايضاً بأنه يجب عليك تناول طعامك جيداً هنا وان تُنصتِ لحديث المسؤلين هنا"
" هل سأنام اليوم هنا؟"
" نعم."
"أ..أنا لا استطيع النوم من دون كوك" بدأت الدموع بالتجمع في عيناها
" ح..حسناً لا تخافي سأخبره بأن يأتي اليك حالاً" قالتها بينما هي تُشيح بناظرها بعيداً عن الصغيرة "
"حسناً" قالتها بغصّة بينما هي تنظُر الى الأسفل "
أقبلت الممرضة بالخروج ..أتجهت الى سيارتها حتى صعدت وذهبت بتجاه منزل ماي
" لا أعتقد بأنه يُمكنني الانتظار اطول".
فور وصولها الى المنزل ..أبعدت عنها حزامُ الأمان ونزلت من السيارة مٌتجهة الى باب المنزل لتطّرقه.
طرقة..طرقتين..ولا يوجد اي إجابة..أصبحت تطرق بقوة يُخال لك بأنها ستخلعه من مكانه..ومع كل تلكّ الطرقات لا توجد اي استجابة.
"بحق ما الذي يحدث هنا؟!!"
بدأ العرق يتصبب على جسدها بينما هي ما زالت تطرق الباب .. حتى خرجت تلك العجوز من الشقة المجاورة تنظر اليها مٌتزامنة مع قولها
" لقد رحلو"
" الى اين ؟ !!"
" سمعتُ انهم ذهبو الى بوسان"
" اللعنة عليه " قالتها بينما هي تُصر ب اسنانها بغضب مٌتجهة الى سيارتها لتصعدها وتذهب
أخذت ب هاتفها ..لتتصل برقم صاحب الميتم
" سيد كيم رين، أنا هي الممرضة المسؤلة عن جيون ماي "
"أوه، ماذا هناك ؟ "
"لقد فّرَ والدها ومعه اخيها "
" أوه،احقاً ما تقوليه ؟ "
"نعم، سُحقاً له"
" حسناً سأخبر الجهات المُختصة، شكراً لتعاونك معنا أنسة هيوري"
أغلق الهاتف واضعاً اياهُ على الطاولة..نظر حتى قهقه قائلاً " لا بأس فقد أكتمل العدد"
نهض من الكُرسي ليذهب بتجاه الباب ويخرج من الغرفة .. وما ان اغلقه حتى سمع بشهقات ماي الصغيرة من خلفه .. نظر اليها واقترب منها بينما الابتسامة لا تُفارق وجهه.
رفعت رأسها فور ما شعرت بهالة شخص امامها لتنظر اليه وتبادله النظرة ..ما ان فتحت فاها لتنطُق حتى بتلك الصفعة القوية على وجهها لتُسقطها ارضاً..ولتتحول ملامح ذاك الشخص من اللطيفة الى الباردة المُخيفة.
" اذهبِ الى غرفتك "
قالها بينما هو يسحبُها بقوة من ذراعها وكأنه سيخلعها..اتجه الى الغرفة في الطابق الثالث ..وفتح باب الحُجرة .. ليدفعها بداخلها ..لتقع الصغيرة على الارض ويٌغلق هو الباب بقوة.. بينما هي فقط لا تتوقف عن البكاء
أصبح صوت بُكائها يعلو أكثر وأكثر ..حتى شعرت بتلك اليد بجانبها تمد لها قطعة القماش ذاتُ اللون الأرجواني محيوك عليها شخصية سندريلا.
توقفت عن البُكاء لوهلة ..ضلت مُحملقة على قطعة القُماش تلك
" سندريلا.."
" أتُحبينها ؟ "
"نعم " قالتها مٌتزامنة مع مسحها لدموعها بقطعة القُماش تلك
" أنا ايضاً!!،العجوز مندلين أخبرتني بأنني في يوم ما سأملك نهاية سعيدة مثلها .. لهذا انا لا أبكي الان لانني أعلم بأنني سأكون مثل سندريلا يوماً"
رفعت ناظرها واصبحت تنظر اليها لتجد جسدها مليئ بالكدمات
" أنا يون ريسا"
" ماي .. جيون ماي "
" اسمك لطيف "
"نختلف فقط في حرف واحد"
قهقت الصغيرة ريسا ومدت يدها تجاه ماي ..لتُمسك ماي بيدها وتنهض عن الارض ولتنفض الغبار الوهمي عنها.
" حسناً لننم الان ماي فقد تأخر الوقت"
نظرت اليها الصغيرة ماي بحزن وقالت " لكنني لا أستطيع النوم من دون كوك "
" كوك؟ "
" جونغكوك أخي الاكبر"
" هكذا اذاً"
اقبلت الصغيرة ريسا الى الفراش لتنام عليه بينما الاخرى فقط كانت تنظر لها..حتى شعرت برغبة قوية بالنوم ..لتقترب منها وتصعد على فراش ريسا ..لتنام عليه وتُمسك بيد ريسا
" ما الذي تفعلينه؟"
" أنا أتخيل يد ريسا هي يد كوك حتى أستطيع النوم "
" حسناً لا بأس "
أمسكت الاخرى بيدها بينما هي تنظر اليها وتبتسم حتى ثقٌلت جفُنهما وغطى في سٌبات عميق ..بعد يوم كالجحيم.- - - -
YOU ARE READING
Orphelin - KTH/PJM
General Fictionعِندما فقط تبدأ الحياة بِ مُمازحتك بطريقة كالًلعنة.. ليشُق ذاك الضوء طريقهُ ويُشيع نورهُ الى تلكَ الغرفة الصغيرة الرديئة.. فَتتغير من حُجرة اشٌتمل الظلام زواياها الى مَكَان أخر." - اُوغفُلان-