1

33K 359 18
                                    








وتبكين حباً .. مضى عنكِ يوماً وسافر عنكِ لدنيا المحال
لقد كان حلماً .. وهل في الحياةِ سوى الوهم - ياطفلتي- والخيال ؟
وما العمر يا أطهر الناسِ إلا سحابةُ صيفٍ كثيف الظلال
وتبكين حباً .. طواه الخريف وكل الذي بيننا للزوال
فمن قال في العمر شيء يدومُ تذوب الأماني ويبقى السؤال
لماذا أتيت إذا كان حلمي غداً سوف يصبح.. بعض الرمال ؟


فاروق جويدة




.
.
.







هو يتقن في البعد / يستلذ به ويستطعمه ، يجيد الالتواء والتخفي وراء ستار الظروف وَ الأهل وَ المرض وَ العمل
هي تعلم هذا جيدا / وكثيراً.

ثلاث سنوات مرت ك سرعة البرق ، عرفت طبعه الشنيع ، وكيف انه لا يمكن لِ فتاه أن تلوي قلبه وعقله ، فتاه ترفض بشده ما يريد كل مساء ، فتاه تبكي عند مكالمة نسائية

وهي تمتم: انت ما تحبني

هي تحبه وفي نهاية المطاف من يحب يغمض عيناه عن كل الأشياء السيئة ، التي تعكر صفو حياته العاطفية

في منتصف الطريق ابتعد بقدر ما كان منها قريب / في منتصف الطريق طغى شره على خيره .. فـ رسم دمعتها ومحى ابتسامتها ،ورمى سهامًا على جرحها العتيق .. أبكاها ألما بعد ما كان يبكيها فرحًا ، فـ نال منها ما أراده وتمناه ، ونالت منه هي عكس ما كانت تبتغيه.

تتأمل صورة الجماعية ودمع ينشطر على وجنتيها: يتيمة منك يَ ابوي .. انا كل يوم ادعي ، وانام في كل ليلة على صورتك .. الله يرحمك يا الغالي ...

تئن الضياع ، وتحسو الوداع لتسمع صوت الخطوات القريبة ، وتمد اناملها لتمسح دموعها ...

فتحت الباب لتخطو داخل الغرفة المعتمه ، وتقترب اناملها من المصابيح لتضيء جو الغرفة الخانقة ، سحبت ستائر ...


هاجر: وهم انتِ على حالك كذا .. زواجك باقي له اسبوعين ، وانتِ هنا تبكين
لتصرخ بهستيرية: ما ابيه .. ما احبه عفت الحب منه
تخطو هاجر خطوتين لتجلس بجانبها على الاريكة البيضاء ، وتمسح على شعرها برفق: اذكري الله يا وهم .. ترى اللي تسوينه ما يجوز وانا اختك .. هو مهما كان زوجك وانتِ زوجته يعني من حقه
لتقاطعها بصدمة كبيرة: هذا وانتِ اختي وتفكيرك كذا فيني .. ما الوم الغريب لا تكلموا عن شرفي وسمعتي
هاجر تلقي نظرة على عين اختها الذابلتين الخالية من لهفة الفرحة: انت اللي أصريتِ وشوفي نتائجها .. اولهم بطنك اللي تغير شكله
وهم بحزن عميق: ما توقعته انه يجرحني ويطعني بكرامتي الارض .. ما كنت ادري انه يخون وعده وثقتي فيه
هاجر: اللي صار الحين صار .. الكلام ما يفيد الحين ، ابيك تروحين معي لصالون حجزت لك عند الكوافير ، وفستانك جاهز
وهم بضعف: ليه يا هاجر .. ليه تعاملوني كذا .. انا مالي ذنب والله العظيم مالي ذنب
هاجر حضنتها بحب: ادري يا عيوني بس عشان خاطري تقومين معي ، وإلا مالي خاطر عندك
صمتت بعجز .. نظرت لعين هاجر ثم ابتسمت ببهوت: طيب
ضحكت هاجر: الله يوفقك يا عيني الله يوفقك يا وهم





.
.
.





الرياض




في مكتبه الفاخر .. كان يجلس يقرأ بعض اخبار البلاد وعناوينها ، ويترشف بعض القهوة

ياسمين: انت جالس هنا بكل برود ، ما كأن زواجك بعد كم يوم
رفع عينيه ونظر في ملامح اخته المتهكمة ثم اردف ببرود: تجهيزات على قدم وساق يعني ما يحتاج موشحك اليومي
ياسمين: جمال بـ تذبحني انت .. هي بنت عمك وحبك القديم والا نسيت الماضي
اغمض عينيه بوجع: اقفلي سيرة ياسمين ، ولا تدخلين في شيء ما يعنيك
بعناد اردفت: لا ... قوم يا حظي كأنك تعزي على نفسك ..
و بفضول: جمال وش اللي صار بينكم
استغفر بينه وبين نفسه: ياسميـــــن
ياسمين: خلاص بـ اسكت وانطم ، وانت اجلس هنا على جرائدك خلها تفييدك

لتبتعد ياسمين ، ويرمي الجريدة بضجر ، امسك هاتفه نقال وضغط على زر الاتصال





.
.
.



على الجانب الآخر

رنين الهاتف معلن عن اتصاله لمعرفتها بنغمته الخاصة .. لتقوم بتردد وتجر خطاها الثقيلة من خلف اقدامها ، رغبة في الوصول ، اطرافها تبدي رجفة تمسكها ثم
لترد بصمت
جمال: كيف حالك يا وهم
وهم: ليه تسأل
لتضحك بسخرية: تهمك الاجابة كثير
جمال: ايه تهمني
وهم: بخير دامك بعيد عني
جمال: لا تفرحين كثير .. انتِ بغيتي الوجع لنفسك
وهم: انا يا الظالم لا تخدعني .. ماني وهم اللي كنت تضحك عليها وتسكت لك .. أنا رجعت لك عشان اللي ببطني يا ولد العم
جمال: فيك الخير والله .. انك معتبرتني ولد عمك للحين
ضحكت بمرارة البكاء: وش تبي داق !!
جمال: ابيك تجهزين نفسك انتبهي على نفسك ...
وهم: انت ما تخاف ربك ابعد عني .. انا ما ابيك ، ما احبك افهم يخي
جمال: إذا على الحب لا تستعجلين عليه ، و هذاني احذرك انا زوجك ماني اخوك
وهم: زوجي و زوجي مفتخر باللي سويته فيني
ابتسم ببرود: ما سويت الا واجبي
اتسعت عينيها بصدمة: أي واجب .. انت مريض اللي سويته ما يسويه الا اولاد الشوارع
ثم وضعت يديها على فمها بخوف تبكي: انت خنت العهد اللي بينا خنت ابوي وذبحتني
ليصمت ويغلق الهاتف بنفس الهدوء ..


المواجع والظنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن