.
.
.
ياسمين
زهرة أتخمت
بخيبات حبيب
جرعها الانكسار
مرة تلو الأخرى
و في كل مرة
يرفض فؤادها
تصديق خسارة
تسبب بها
فيعاود التصديق
به و بآماله المزيفه
حتى شرخ
فمن يداوي شرخ مازال
طريا نازفا ،، ؟
ألزيد القدرة
على طي ماض
باتت ممتلئة بالخوف
من عودته
بوجوه أخرى ،، ؟شكر الكبير لـ " وردة الشقى"
.
.
.
ياسمين بداخلها: ( ليه.. مابي اروح للمستشفى..)
حضنت ذراعيها حول قدميها تشعر بالبرد يسري بجسدها وبكت بنشيج..
ملاك وهي تنظر ارتعاش يدي ياسمين من ثم لـ وهم التي تسير ذهابا وايابا..
وهم: لحظة ملاك.. لا تروحين لآخوك كلمي سايق يوصلنا للمستشفى منها زيارة لجمال ونكشف على ياسمين
رفعت راسها بوجع ودموع تسقط من مقلتيها لتهز رأسها رفضاً..
اقتربت منها وهم وبضيق امسكت كتفيها: ياسمين كافي لازم تروحين.. زواجك الاسبوع هذا..
تبكي بصوت مختنق شعور يطبق على روحها..
ملاك جلست على طرف سرير وأخذت تعانقها: يا عيوني انتي يمكن تتوهمين ما يمدي تحملين..
وهي تحدق لـ وهم وتمسح دموعها.. صوت أنفاسها المخُتنقة..
وهم: ادري انه الي صار لك مهوب شوي.. بس لازم نعرف ياسمين..
وهم ابتعدت وتقف عند الباب ثم نظرت وتردف: بروح البس عباتي.. ملاك لا تنسين سايق تدقين عليه..
ملاك وهي تمسح دموع اختها من ثم التفت لـ وهم: إن شاء الله.. امي بعدها ما جات..
وهم بحزن: لا جلست عند جمال..
.
.
.
بعد نصف ساعة..
بالمستشفى..
دخلت وهم بخطوات مترددة لجناح جمال.. لتجد خالتها تمسك كفي عمها
ام جمال: ولدي مهوب جمال متغير علينا ما يعرفني انا امه وشلون ينساني!!
أبو جمال نظر لأبنه الذي موليا ظهره..
حضن زوجته: اذكري الله يا فاطمة..
بكت وبشهقة: ولدي ما يعرفني يا صالح.. شفت هذا نتائج دعائك قلت لك لا تدعي عليه..
أبو جمال بحُزن: ربك ارحمني مني ومنك.. اهدئي يا بنت الحلال
وهو امسك رأسه بتعب.. نظر لباقات الورد.. تصلب جسده دون شعور عندما سمع صوتها
وهم: سلام عليكم..
التفت لـ يجدها تفتح نقابها وتقترب منه وتقبل جبينه ودمعة على طرف مقلتيها..
لتهمس بهدوء: حمد لله على سلامتك..
اغمض عينيه وصداع يداهم رأسه.. فتح عينيه بإجهاد: مين انتي؟ وكيف تدخلين علي كذا!!
حدقت لـ عينيه وبصدمة: جمال ما تذكرني!
بقسوة اردف: للأسف ما اعرفك وطلعي برا.. كلكم برا..
أم جمال: يمه ولدي.. هدي يا نظر عيني..
جمال امسك رأسه لـ ينظر لهم وبصوت متعب: قلت لكم برا مابي اشوف احد عندي..
أم جمال امسكت يده وتجلس بجواره: يمه انا امك وشلون تبيني اترك بروحك..
ارتمى بحضنها وبكى كـ طفل في مهده: يمه ليه أشكالكم مألوفة عندي؟ ومين تكون هذه؟ وكيف قدرت تدخل هنا؟
خرجت وهم وهي تضع اناملها على شفتيها.. لم تستوعب فقدان ذاكرته لـ تجلس على الكرسي..
طرق الباب.. ليدخل بهدوء وبيده دفتر ملاحظاته
ابتسم ماجد لـ أبو جمال
وأردف: عمي تقدر تروحون جمال محتاج للراحة.. وتطمني عمتي انا مشرف عليه مابي صحته تنتكس..
أبو جمال امسك زوجته من كتفيها: ما قصرت يا ولدي.. يالله يا مره.. خليه يرتاح مثل ما قال دكتور ماجد..
خرجوا وبضع خطوات لـ يسحب الكرسي ويجلس امامه: وشلون صحتك اليوم..
جمال بوهن: مثل ما انت شايف.. ابي اعرف منو اكون؟ وانت منو؟
بحزن ابتسم ويطبطب على كتفيه: ارتاح الحين.. انا صديقك او عضيدك يا اخوي,,
ابتسم بوجع: عضيدي.. حيل هالكلمة الحلوة.. طيب ابوي وامي اشكالهم قد مرت علي! لكن الي دخلت بعدهم ما عرفتها وش لها تدخل عندي؟!
ماجد صمت لـيأخذ نفساً: تكون زوجتك يا جمال.. بنت عمك الي تحبها..
جمال: طيب ليه ما اتذكر ملامحها؟! ما كأني شفتها في يوم ما عرفتها!
ماجد: هذا عشان ذاكرة مشوشة صورة مهيب واضحة عندك شوي.. انت لا تخاف شوي شوي بتعرفهم وتتعرف عليهم.. اهم شيء لا تضغط على نفسك..
جمال امسك شرشف لـ يغطي جسده: متى بخرج من هنا؟ّ!
ماجد ابتسم وبعتاب: لهالدرجة مليت من الجلوس هنا..
جمال حدق لماجد وبضيق: ابي ارجع للبيت يمكن اتذكرهم.. قل لأبوي يخرجني.. انا ما عندي اخوان؟!
ماجد وهو يرفع اصابعه: إلا عندك بدر وعبد المحسن.. واخواتك ملاك وياسمين..
جمال: ابي اشوفهم خرجني من هنا.. انت وش اسمك؟
تنهد بألم: أنا ماجد يا اخوي.. بتخرج بحول لله بس بالأول نتطمن على صحتك ثم ترجع لبيتك..
جمال اغمض عينيه بدأ وكانه يبحث بعمق ذاكرته: مين تكون وهم؟! جاسم!
لـ يصرخ بوجع امسك يديه: جمال أهدا.. يا النيرس.. عطيني الإبرة بسرعة..
جمال: فكني مابي ابرتك هذه تخليني انام.. قلت لك ما ابيها...
تناول منها الإبرة وامسكه بشدة: لازم ترتاح قلت لك لا تفكر كثير.. جمال افهمني..
صرخ بعناد لـ يدفعه بقوة على الحائط، وبعينيه الحمراء من التعب.. نزع المصل من يده وازاح مفرش السرير لينهض ويقف على الارضية الباردة امسك رأسه وداور يعصف رأسه..
اقترب منه ماجد وامسكه: طيب ما راح اعطيك الإبرة بس ممكن ترتاح..
جمال بغضب: تتطنز علي.. ابي اخرج من هنا ابي اعرف منهو جاسم صحيح منهي وهم؟ وليه هي شاغلة بالي!!
زفر بتعب وجمال يستند عليه: جمال تراك اتعبتني الله يهديك بجيب لك دفتر وقلم واكتب لك اسمائهم عشان تحفظهم.. وبالنسبة لوهم تكون زوجتك الي جات لك قبل شوي تبيها.. تبي اكلم ابوك يرجعها لك..
جمال: ايه كلمه.. بس هي تجي مابي احد ثاني..
ماجد ابتسم: إن شاء الله يا عاشق زمانك..
جمال حدق لـ عيني ماجد وبضيق: تقصد منو؟!
جلسه على سرير لـ يساعده على الاستلقاء: ما اقصد شيء.. شوي وراجع..
ابتعد ماجد.. ليغمض جفنيه بثقل.. يرى صور مشوشة لا تتضح لعينيه.. سمع بعض طرقات الباب ليجدها تدخل ونوم بدأ يتسلل لجفنيه في غير موعده.. فتح عينيه بعد ان سمع صوت إغلاق الباب
جمال: انتي منو؟
فتحت نقابها لتقف ثابته بالقرب من الباب وبضيق: انا زوجتك امداك نسيت..
جمال بتهكم: وش الي جابك هنا مع مين جيتي..؟
وهم: مع اخواتك..
جمال بحده: وينهم ما اشوفهم معك!! جايه لوحدك صح لا تكذبين!
وهم بتعب جلست على الأريكة لتحدق لوجهه المُرهق: اقولك جيت مع اخواتك سايق وصلنا هنا..
بغضب اردف: تعالي هنا..
وهم: انا مرتاحة كذا..
جمال: بعد احسن من زين قربك.. الحين تدقين على ابوي وتذلفين معه مابي اشوف رقعة وجهك.. ولا تخرجين من بيتك..
وهم: إن شاء الله..
نظر لـ جسدها ليدقق في وقوفها وعينيه تتفحص ملامحها: انتي حامل..
مرتبكة
وابتسامة تعانق شفتيه..
نهض ويتقدم بخطواته لـ يمسك يديها وضغط بقوة..
وهمس بـ أرهاق: ما تردين...
هزأت رأسها.. ايجابا
جمال رفع ذقنها بعنف: من متى؟ وكم لك اساسا احنا متى تزوجنا!
اسئلته طعنات بصدرها.. كتمت عبرتها
وبهمس اجابت: من 5 شهور..
جمال: ليه تبكين؟! بس انا ما اذكرك ما اذكر اني تزوجتك.. انتي تكذبين
وهم: حرام عليك يا جمال.. انا حامل منك يعني بحمل من منو؟
جمال بغضب شديد: من جاسم..
امسكها ليتقدم لوسادته ويرمي ظرف امام عينيها: هذه صورك مع رجال غريب..
انهارت لتسقط امام عينيه.. الم قاتل اسفل ظهرها..
بصدمة اتسعت عينيها: جمال من وين لك هالصور؟ مين الي جابها لك وكيف ومتى صار؟
جمال بغضب كبير وعينيه تبعث لهيب النار شد خطواته: يعني هالصور لك؟ لأنها تشبه لك كثير..
وهم اسبلت اهدابها تقطع جنون افكاره: صوري بس مهيب انا.. جمال صدقني انت فهمت غلط.. والله هو يبي.....
جمال يقاطعها بهدوء قاتل: اشششش لا تكذبين.. عطيني جوالك.. والا دقي على الي جابك بسرعة..
لتنفذ أمره.. امسك الظرف وقبض على ذراعيها بشدة ليخرج من الجناح ويرى عبد المحسن..
اقترب عبد المحسن منه: جمال وش الي مقومك من مكانك..
جمال: وخر انت الثاني.. وانتي امشي ولا حرف اسمعه منك..
عبد المحسن رفع احدى حاجبيه: طيب وين بتروح؟!
جمال نظر لعينيه وبضيق: ما لك شغل..
عبد المحسن بلع ريقه: طيب بس قلي عشان اوصلك..
ضيق عينيه وبهمس: مين تكون انت؟
ابتسم بوجع: عبد المحسن اخوك.. شوي شوي على زوجتك..
جمال صرخ بغضب: قلت لك ما لك شغل فيها إن شاء الله اذبحها..
عبد المحسن: طيب على هونك يا اخوي انت قلي بس وين تبي؟ وانا بوصلك المكان الي تبيه..
جمال: ابي البيت تدل مكانه..
عبد المحسن: افا عليك غالي وطلب رخيص.. انت تأمر يا اخوي..
وهم وهي تزيح انامله التي علمت على يديها: جمال فكني..
التفت عليها: اسكتي ما تشوفين اتكلم مع اخوي تبلعين لسانك الي وش طوله وتنطمين
استغفر عبد المحسن: جمال اخوي اذكر الله.. ترى زوجتك حامل ومحتاجة تتعامل معها بهدوء مهوب بصريخ..
اتسعت عينيه لـ يدفع اخيه وبجنون: ما لكم شغل فيها هي زوجتي.. وانا حر فيها..
لـ يسقط عبد المحسن ارضا امسك بطنه بألم: والله زوجتك.. ما قلنا شيء
امسك رأسه واصوت تضج عقله.. استند على الحائط
ليغمض عينيه فتحها بتعب: خذوني للبيت..
كان يخطو وبيديه يحمل دفتر والقلم رفع عينيه ليجد جمال يتهاوى على الأرض.. جر خطواته ليقترب منه..
ماجد بعتاب: الله يهديك يا عبد المحسن كان كلمتني..
عبد المحسن وقف بتعب: والله فاجني بخروجه..
القى نظرة على ابنة عمه ليجدها تجلس بتعب على كرسي الممرات..
عبد المحسن: يا بنت العم اخواتي وينهم؟!
وهم بـ ارتباك: ها! أي صح هم راحوا لدورة المياه..
عبد المحسن: ما كأنهم تأخروا..
وهم وقفت لتهمس: الحين اروح اشوفهم..
ابتعدت بخطوات خائفة لتصل لقسم الحمل والولادة..
لتجد ملاك تجلس بهدوء..
وهم: وش صار؟!
نظرت ملاك لوهم: حمد لله ماهي حامل.. مجرد اوهام..
وهم: ما تنلام.. هي وينها؟
ملاك: دخلت الحمام وللحين ما خرجت..
وهم بقلق: لا يكون صار لها شيء..
ملاك وقفت بعكازيها: الله لا يقوله.. بروح اشوفها..
اقتربت من الباب المقابل لجلستها قبل قليل.. لتطرق الباب..
بهمس: ياسمين حبيبتي انتي بخير..
امسكت مقبض الباب لتدلفه وتجدها غارقة بدمائها..
لتصرخ ملاك بصوت عالٍ..
شعرت وهم بخوف كبير وقفت بتعب لتشد خطواتها وترى ما كان بالحسبان..
اغمضت عينيها: ياربي وش سوت بعمرها المهبولة..
اقتربت ملاك لتجلس على مستواها وتضرب خديها: ياسمين حبيبتي اصحي ياسمين..
لتنظر لـ يديها الممتلئ بدماء التفت لوهم وصرخت: نادي أي احد.. قبل لا تروح منا..
وهم نظرت للممرضة لتمسكها: ساعديني..
صرخت الممرضة لتتلفظ بكلمات غريبة.. من ثم ذهبت لتأتي بسرير الناقل وتسير بها نحو غرفة الطوارئ..
ملاك: وش سوت بنفسها؟
رفعت اناملها المُغطاة بـ قفاز اسودين لجبينيها تشعر بتعب.. جلست على اقرب كرسي..
لتردف: ملاك اخوك عبد المحسن يسألني عنك وعن ياسمين..
ملاك بقلق: لازم اكلمه لازم يعرف..
وهم بضيق: ملاك لا تخربطين بالحكي.. قولي له طاحت علينا.. لا توجعين اخوك..
ملاك بضعف جلست بجوارها: يا خوفي انها انتحرت بس ما شفت شيء حاد بيدها.. يمكن طاحت.. أي طاحت انتي ما شفتي راسها يصب دم.. من يومي اكره المستشفى مختنقة بكلم عبد المحسن...
فتحت حقيبتها لتبحث عن الهاتف وتتصل به..
عبد المحسن: ممكن اعرف وينكم فيه؟ مهوب معقولة للحين في دورات المياه..
ملاك تزفر بضيق: عبد المحسن ياسمين تعبت شوي ونقلوها للطوارئ..
بقلق: وش صار عليها؟ وانتم وين الحين؟!
ملاك: تعال هنا بالطوارئ نتنظر دكتورة تخرج..
عبد المحسن: جاي الحين ولا تتحركون من امكانكم سمعتينيي..
ملاك: طيب عجل.. لا تبطي..
.
.
.
على الجانب الآخر
زيد: بدر تفهمني ابي اخرج من هنا ابي اخذ حقي منه والله ما اخليه يهرب تسذا
بدر بانفعال: وانا معك.. انت بس قوم من سلامة ونخرج
رنين هاتفه ابتسم: ها بشر يا سعود
سعود: طال عمرك حصلنا مكانه..
بدر: بيض الله وجهك هالحين انا اجيك.. ابيك تراقبه زين ما زين ولا يغيب عن نظرك..
سعود: ابشر طال عمرك..
اغلق الهاتف لـ ينظر لـ زيد وابتسم: لقيته الخسيس..
زيد بصدمة: تقوله صادق..
بدر: ايه والله.. كلمت سعود جزاه الله خير ما قصر معي.. انا بروح له..
لـ ينهض زيد ويزيح مفرش السرير: رجلي على رجلك ما احد بيأخذ حقي الا بيديني
بدر: اقول انثبر بمكانك ناسي الاخ من يومين مسوي لك عملية القسطرة
زيد صرخ بوجع: قلت لك انا بأخذ حقي بنفسي..
بدر: طيب اعصابك مو ناقص تطيح علي..
زيد: اسكت بس.. ولا يكثر هرجك..
ثبت زيد ويقف مضطربا مرتبكا عصبي المزاج.. مشتت الذهن..
لـ يشد خطواته للخارج ومن ثم ركب سيارة بدر لتنطلق نحو مكان المجهول..
.
.
.
بعد نصف ساعة
وقف زيد امام الشُقة، ثقل يجثم على صدره.. الموقف يحتم عليه ان يسحقه بقدميه..
ضغط الجرس بقوة.. لـ يسمع صوت أقفال عديدة تُفتح قبل ان يطل عليه طارق لـ تمحى ابتسامته.. امسكه من ياقة ثوبه ولج بخطوات غاضبة ليدفعه على الحائط
وهو ارتعش بداخله ابتسم بسخرية: حي الله زيد ولد العم علي..
ضغط بيده ويقيد عنقه وكز بأسنانه: الله يبقيك..
بدأ وجهه يميل لزرقة مخيفة..
امسكه بدر: لا تلوث يدك بخسيس
ابعد يده حتى يسقط ويركله على بطنه حتى العرق بدأ يبعثر جبينه نزل لمستواه وبصق بوجهه: تدري ان الموت فيك حلال.. يا الكلب
وهو يكح يحاول ان يستنشق بعض الهواء.. وعينيه تدمع اثر الاختناق..
ضرب بقدميه على بطنه لـ يصرخ طارق بألم
بدر: امش يا بدر..
زيد لهث بتعب: وين سعود خل يأخذه تسمع ابيه يتعفن الكلب.. ابيه يشوف الموت وهو حي.. ســــــــــعود يا سعــــود
دخل سعود: نعم طال عمرك..
زيد وضع يديه بجانب نبضه: خذ هالكلب ومثل ما اتفقنا..
سعود: تأمر أمر..
امسكه سعود لـ يخرج من أمام عينيه.. وسقط بتعب..
بدر: ارتحت الحين تبي تقتله انجنيت
صرخ بوجع نكس رأسه بانكسار والدمع يلمع بمقلتيه: هدم فرحتي تفهم وش يعني كسر حاجز كبير انت فاهم ان اختك الي انذبحت وشلون تبيني اسكت واطالعه تسذا.. والله لا احرقه مثل ما احرقني.. والله لا اخليه يشوف الجحيم بعيونه..
تقلص وجهه بشحوب وازداد اصفراراً بشكل مخيف.. بدأ عليه ملامح الإعياء الشديد بصوت لاهث: هي وشلونها.. لا تكذب علي..
اتسعت حدقتي بدر: زيد انت تعبان قوم يا اخوي..
طعنات قوية تصيب ضلعه.. اغمض عينيه حتى يغيب في ظلام دامس..
انطلق بدر في السيارة يقطع الطرقات بسرعة هائلة.. عينيه تلقي نظرة لـ زيد الذي يرتجف ويرتعد الآما قاتلة.. اختلط عليه الواقع بـ الفيديو مع تكرار المشهد صوت انينها وبكاءها المر غزت الذكريات باندفاع كبير لعقله..
بدر: زيد يرحم والدينك تماسك..
زيد بتعب نطق: حافظ عليها بدر.. قولها اني احبها ولا عشقت غيرها
بدر ببكاء: انت بتقول لها.. زيد
البرودة تكتسح جسده.. وبقعة كبيرة من دماء تعانق ثوبه الجرح قد انفتح بتمزق كبير..
اغمض عينيه: بردان دثروني..
انتفض قلب بدر: قربنا نوصل..
زيد بتعب: ابوي وامي اختي سارة.. ما لهم غيري.. ياسمينتي
وصل للمستشفى لـ ينزل وصرخ على الممرضات ضجيج تحرك الأطباء.. رائحة المعقمات وجدران البيضاء، وجهاز النبض يصدر صوت مخيف الخراطيم الممددة فوق السرير يحاولون إنعاش قلبه وإجباره على التنفس بكمامة الأوكسجين.. الأصوات تتعالى بشكل مخيف..
فقد بدر اتزانه لكي يبكي بضعف..
بعد دقائق ثقيلة.. خرج دكتور وهو يزيح الكمامة عن انفه..
حاول بدر أن يقف لكن منظر بدر قد فقده القدرة على الوقوف..
دكتور ربت على كتفيه وابتسم له: زيد بخير تطمن..
نظر لعيني دكتور وبصدمة: زيد
هز رأسه: الحقيقة تعرض لصدمة كبيرة وجرحه بعده ما التئم.. ويؤسفني اني يجلس هنا لحد ما تتحسن صحته..
بدر امسك يده: ابي اشوفه يا دكتور.. انا بجلس عنده بكون المرافق له..
دكتور رحم حالته: طيب بشرط ما تزعج المريض
ابتسم بدر: اوعدك والله ما تشوف الا كل خير
ربت على كتفيه: تسلم وتستاهل سلامته.. عن إذنك
ليقف بدر ويشد خطواته....
.
.
.
على الجانب الآخر
وصل لهم ليجد اخته ملاك واقفة عند الباب.. وابنة عمه تجلس بإحدى الكراسي..
امسك بيد ملاك وبنبرة قلقة: وش الي صار لـ ياسمين.. واساسا من جابكم هنا..
ملاك بخوف وهي تشد على عكازيها: تعبت علينا ياسمين وجينا مع سواق..
اتسعت عينه: لي تصرف ثاني معكم.. من متى وانتم هنا؟!
بلعت ريقها: ما كلمنا نص ساعة.. عبد المحسن لا تعصب على ياسمين..
ابتعد عنها وهو يسير ذهاباً وإياباً وتوتر قد آكل به..
بعد بضع دقائق خرجت دكتورة اسماء..
تقدم لها ليردف: وش صار على اختي..
د. أسماء: نظفنا الجرح الي برأسها باين انها تعاني من ألم حاد.. ارجو انكم تنتبهون على صحتها أكثر.. راح اعطيك بعض الأدوية وتأخذ المضاد بوقته..
عبد المحسن: إن شاء الله..
خرجت ياسمين بسرير متحرك متغطية بطرحتها ونقلوها في احدى الاجنحة..
وهم اغمضت عينها بتعب وألم أسفل ظهرها وبشفاه ترتجف: مــ ــــ ــلاك
التفت لنبرة صوت الوجع.. لتقترب منها وتجلس بجوارها تحتضن كفوفها ورجفة حنايا جسدها
بخوف ملاك: بسم الله عليك.. وهم..
وهم تأخذ نفسها عميقاً: اخاف بولد.. وانا توني بـ سادس!!
ملاك: متى راجعت طبيبة؟!
وهم ودموع ترثي جروح سنين: قبل اسبوعين.. آآآآآآآآآآآه..
عبد المحسن ويغض بصره: وش فيك يا بنت العم؟أ
ملاك: عبد المحسن.. بنت عمي تعبانة ابيك تدق على بدر يأخذنا لطبيبتها.. وانت اجلس مع ياسمين..
عبد المحسن: زين ما به مشكلة ذا الحين اكلمه..
وضع يده بجيبه وامسك الهاتف ليتصل على اخيه بدر..
ثواني وقد اجاب بصوت متخم بتعب والارهاق: هلا عبد المحسن..
عبد المحسن: بلاه صوتك انت بعد.. استغفر الله العظيم..
ليزفر بدر: العنيد زيد راح للكلب وما خلى فيه عظم حي..
عبد المحسن: زين يسوي فيه.. اسمعني ابيك تجي الحين بقسم الطوارئ
بدر بخوف: ليه وش صاير؟ ياسمين بها شيء!!
عبد المحسن: تعبت شوي.. لا تقلق يا ابن الحلال انت تعال بنت العم متوجعة وصلها لـ طبيبتها ثم ارجع..
بدر: زين..
اغلق الهاتف.. ثم التفت لأخته وعينه تعانق الارضية..
عبد المحسن: جهزوا نفسكم.. وأي شيء تحتاجونه دقي علي يا ملاك مهوب تنسين..
ملاك: ابشر يا اخوي..
وتمر دقائق حتى وصل بدر..
وهم: ملاك يا خوفي اولد هنا..
ملاك بحنان: لا تخافين يا قلبي ربي يسرها لك.. بدر يالله عاد خلنا نمشي..
بدر: زين.. عبد المحسن طمني لا صحوا أثنيتنهم..
هز رأسه قبولاً...
لتقف بتعب وتضع يدها فوق بطنها وتمشي بتثاقل.. خرجوا من المستشفى وهي تجر نفسها نحو سيارة بدر شعور الخوف قد تضخم بنبضها.. ركبت سيارة بمساعدة ملاك وبصعوبة جلست بالمقعد وبجوارها من الجهة الاخرى جلست ملاك صعد بدر ويحرك
سيارة مبتعداً عن المستشفى
تلج النفس وتدلفه ضيقاً..
ملاك: استغفري ألهي نفسك بالتسبيح..
بكت وهم تكتم صرختها: بولد والله بولد ملاك...
ملاك: بدر تكفى يا اخوي اقرب مستشفى...
بدر بتوتر كبير وهو يتأمل الطريق وينظر لهم عبر المرآة التي امام عينيه
وأردف: اساسا ليه ما ولدت هناك.. طيب المستشفى يبي لها ساعة حتى نوصل لها.. ما في غير الشميسي هي القريبة منا..
ملاك بجنون: لاااا.. الا هالمستشفى.. وهم حبيبتي اصبري...
وهم تصرخ: بولد.. أي مستشفى المهم اولد... يارب...
بدر: خلاص اهدئي يا بنت الحلال.. هذاني وصلت..
وقف سيارته امام المستشفى.. حتى نزلت ملاك من ثم بدر الذي ولج للمستشفى
ليصرخ: تعالوا حالة ولادة...
اتت بعض الممرضات حتى يساعدون وهم بالنزول من السيارة
ولجت لكن استوقفهم..
ليردف: مين تكون لها؟
بدر بتوتر: بنت عمي.. ليه؟!
بهدوء: وين زوجها؟!
بدر بعقدة حاجبيه: وش الي وين زوجها؟! انا ولد عمها تبون إثبات يعني..
بهدوء: ما نقدر نولدها الا بـ إثبات وزوجها يكون موجود بعد.. وش الي يضمني انها مهوب ولد حرام
اتسعت عيني بدر ويزمجر: وشو الي ولد حرام!! ولد اخوي هذا...
أشار على بعض الحريم حتى يأخذونها دون رأفة وحجروها مع المجرمات...
لتصرخ بوجع: يمه ملاك فكوني.. اقول لكم..
تهمس بقسوة: اسكتي وامشي بدون صوت...
وهم بتعب: مــــــــلاك..
.
.
.
ملاك وهي تبكي: بدر ليه مأخذينها كذا.. قلت لك هذولي سفاحين... يا حسرتي عليك يا وهم..
بدر بصدمة: وشلون يصير كذا.. انا الحين اكلم زوجها يجي لكم بس خرجوها..
اردف بهدوء: قلت لك بـ إثبات هات الاثبات واخذها...
بدر ركل قدميها على الحائط، والأفكار سوداء تعصف برأسه.. امسك هاتفه لـ يتصل على ماجد...
بدر بصوت مختنق: ماجد اسمعني ابي جمال يجي هالحين..
ماجد بعقدة حاجبيه: وش صار؟! وش فيك وجمال وين يجي لك!!
بدر مسد على عنقه: مستشفى الشميسي ضروري يا ماجد تسمعني انت..
ماجد: طيب يخي.. وبعدين لحظة! وش موديك مستشفى الشميسي؟!
بدر بحزن: زوجته بتولد واخذوها ويبون إثبات وخصوصاً جمال.. كانت هي الاقرب لي.. عجل يا ماجد..
ماجد وقف من مكتبه ليسير دون هوادة: طيب.. بتصرف أنا.. الله يهديك بس يا بدر..
.
.
.
خرج من مكتبه ليسير نحو جناح جمال.. وصل وأمسك مقبض الباب لـ يديره ولج بهدوء ويجده مستلقي على سرير نائم بهدوء استغفر بداخله.. لن يستطيع ان يصحو بسبب الإبرة المنومة..
ماجد بداخله (وش سواة يا ماجد.؟ اخ منك يا جمال..)
.
.
.
على الجانب الأخر
بمكان ضيق والهواء الملوث.. جلست بالسرير القاسي وهي تحدق لمن حولها من نساء فيهم ضخامة البُنية وجوهم مكفهرة وأخرى مرعبة... نور الخافت يحيط بها من كل جهة
وهم ببكاء وقفت لتسير نحو زنزانة وتحاول تدفعها والوجع قد انهك روحها
وبهمس ضعيف: فكوا الباب خرجوني من هنا...
.
.
.