.
.
.
و ليكن .لا بد لي ..
لا بد للشاعر من نخب جديد
و أناشيد جديدة
إنني أحمل مفتاح الأساطير و آثار العبيد
و أنا أجتاز سردابا من النسيان
و الفلفل، و الصيف القديم
و أرى التاريخ في هيئة شيخ،
يلعب النرد و يمتصّ النجوم
و ليكن
لا بدّ لي أن أرفض الموت،
و إن كانت أساطيري تموت
إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء،و عن شعر جديد
آه.. هل أدركت قبل اليوم
أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد
كيف تحيا كلّ هذي الكلمات!
كيف تنمو؟.. كيف تكبر؟
نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات
وإستعارات ..و سكّر!
وليكن..
لا بد لي أن أرفض الورد الذي
يأتي من القاموس، أو ديوان شعر
ينبت الورد على ساعد فلاّح، و في قبضة عامل
ينبت الورد على جرح مقاتل
و على جبهة صخر..
محمود درويش..
.
.
.
المكان كان فوضوي جدأ والتحف قد تكسرت وصورها تنتشر ببعثرة على الأرض امسكتها برجفة لـ تمزقها إلى نصفين وترميها بسلة النفايات..
وبحرقة: الله لا يسامحك يا جاسم.. عساني اشوفك في يوم تعاني مثلي الله يقهرك مثل ما اقهرتني الله يقهرك..
لـ ترتب المكان ومن ثم وقفت عند الشباك وتنظر لذاك القاسي يركض ومن خلفه يركض زيد..
ضحكت برغم عنها لتسقط دموعها على خديها معلنه عن حشرجة وضعت أناملها لتغطي وجها وتجهش ببكاء.. من ثم مسحت دموعها بقسوة لـ تنهر روحها بعدم الضُعف.. اتجهت لدورة المياه ثم توضأت ارتدت شرشف صلاة لتخر سجادة لربها وبخشوع تام رفعت يديها
لـ تدعي ببكاء: اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أن ترحمني فـ أرحمني رحمة تغنى بها عن رحمة من سواك.. اللهم إنى عبدك إبن عبدك إبن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في العلم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي..
سلمت من صلاتها من ثم استغفرت وقرأت اذكارها..
لـ تسمع طرقات خفيفة على الباب.. ودخلت ياسمين لتبتسم لها
ياسمين بهمس: تقبل الله..
التفت لها وهم: منا ومنك صالح الأعمال..
ياسمين اقتربت منها لتجلس بجوارها: إن شاء الله أحسن الحين..
أردفت بتعب: حمد لله شوية إرهاق..
ياسمين: ما فطرتي وش رأيك نفطر..
وهم: ماني مشتهية ياسمينة.. عليك بالعافية
من ثم دخلت سارة..
وبضجيج: شوفي وهيم رغم إن أمي محرصتني ما ادخل بيتس عشانتس عروس وتسذا بس من شفت ياسمينه حرمة أخوي
ثم ضحكت على تغير وجه ياسمين..
ساره: وهيم ما كأن ياسمين زايد خجلها كله من سيرة الحبيب..
ياسمين: سوير أعقلي واسكتي..
ساره: عيني بـ عينتس يا بنت..
ضحكت وهم: الله يسعدك يا ساره وسعتي صدري..
ساره وهي تنفخ وبـ غرور: وش على بالتس أنا ساره بنت علي الخالدي..
ياسمين: يا شين الغرور..
ساره: والله مهوب غرور تسثر ما هو ثقة.. ما علينا أنا جعيانه أبي افطر وبعد نبي ننزل للحديقة الجو جميل..
ياسمين: صعبة ننزل للحديقة كاشفة على البيت..
ساره: وين كاشفة الله يسلمتس.. البارح خرجنا أنا وزيد تخيلي مشتري له خيل أصيلة وأبشرك مسميها ياسمين على باله انه .......
قاطعتها ياسمين بوسادة صغيرة لـ تضرب كتفيها: صكي حلقك سوير..
ضحكت وهم على مناوشتهم..
وهم: ما اخليها في خاطرك سارونه أسبقوني على بال ما أغير ملابسي..
ساره وهي تتفادى الوسادة وتقف عند الباب: عجلي مهوب تتأخرين علينا..
ياسمين تصرخ وتركض خلفها: سوير اسحبي حكيك أحسن لك..
ابتسمت وهم لـ ترتب شرشف صلاة ووضعته في المكان المخصص.. دخلت غرفة تبديل الملابس أخذت كنزة صوفية باللون الرماد وتنورة ميدي سوداء.. ارتدتها على سريع وضعت بعض المساحيق التجميلية وختمت بـ عطرها شانز.. أخذت طرحة احتياطاً ثم هبطت للدور الأرضي ودخلت صالة لتجد جدتها أم علي تسبح وتهلل بـ مسبحتها العتيقة منذ زمن طويل والراديو بجانبها تستمع لـ إذاعة القرآن.. اقتربت منها وقبلت جبينها ويديها ثم ابتسمت بهدوء: صبحك الله بالخير ميمتي..
أم علي بـ ابتسامة: يا مرحبا ببنيتي عسى علومتس زينه..
أردفت بتعب: حمد لله..
أم علي: وراه لون وجهتس تسذا أصفر.. انتي ما تآكلين وألا من جمال يا عسى الله يسود وجهه من سواته شينه..
أمسكت يدي جدتها: ميمتي ادعي له بالهداية.. والله انه موجعني بس
أم علي: يا بنتي حيرتني ساعة ما تبينه ،وساعة وش زينتس وراتس يا بنت صقر..
وهم: مدري يمه والله مدري وش فيني بس من يبعد اشتاق له.. ومن يكون قريب ودي اذبحه..
أم علي بفرحة: وهيم يا المهبوله أي والله انتس مهبوله لا يكون حامل.. وتتوحمين على زوجتس.. يا أم جمال
أم جمال دخلت صالة: آمري خالتي وش بغيتي..
أم علي: دقي على سواق يأخذنا للمستشفى..
أم جمال بخوف: عسى ما شر خالتي..
أم علي بفطنة: هقوتي وهيم حامل يا أم جمال
أم جمال بفرحة: الله يبشرك بالخير.. صدق يا وهم
وهم بضيق لا تريد كسر فرحتهم: مدري خالتي بس دكتور قال لي إن معي فقر دم وحاد يعني ما جاب لي طاري سيرة الحمل..
أم علي: هالدختور يتسذب عليتس..
أم جمال: الحين أكلم كومار يأخذنا.. ارتاحي يا وهم انا بصعد اجيب لك عباتك..
وهم بخجل: لا خالتي.. وش له تكلفين على عمرك انا برقى واجيب عباتي..
أم جمال: والله انك مثل بنتي وزود بعد.. ارتاحي الله يهديك وانا بجيب لك عباتك..
وهم: ميمتي ماني حاسه اني حامل وراكم مكبرين الموضوع..
أم علي ابتسمت وبدموع: يالله يا كريم تفرحني في هاليتيمة وعساني اشوف ولدتس
تعانق جدتها لتردف با أختناق: يمه قلبي موجعني احس ما عاد له مكان بقلبي.. تعب هالقلب يمه يشيل هموم الله العالم بي.. ما ابيه ميمتي شك فيني وذبحني كرهت حتى حبه لي..
أم علي وتمد يديها ذات التجاعيد: أدمحي زلته.. ولد عمتس يحبتس وشاريتس بس الله يهديه قلبه موجعه بـ هم اخته وانتي الله يهديتس بدل ما احتويته زوديته همن على همه.. يا امتس رجال يبي المره سنعه الي تسمع له ولا تضيق خاطره.. وهقوتي ما تجهلين هالعلوم سنعة وإلا لا يا وهيم..
وهم وهي تشم رائحة الحناء ثم قبلت كفيها: مدري يمه.. بس ما ظنتي ب سامحه بالي سواه فيني.. يسلم يمين عمي الي مصع اذونه.. ما شاف العلامات الي سواه لي بوجهي..
أم علي: رجلتس مجنون يا أمتس لا تشرهين عليه..
ضحكت وهم وبسخرية: يا كبرها عند الله.. يا ميمتي ما تبين اشره على مجنون.. إذا هو مجنون انا ازود عنه.. ما برضى عنه حتى لو جاب لي جاهة والقبيلة كلها...
أم علي: يالله على عنادتس.. يا امتس لا تعصبين مهوب زين لتس...
وهم: تعبت يمه.. يحبني ويضربني وغير كذا شك فيني.. يحسبني رخيصه يمه..
أم علي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الله يهديتس ما انتي برخيصه يا امتس ان بغى يرجعتس لعهدته اشرطي بـ الي تبينه اكسري ظهره.. هذا هو بـ فارقك شهرين وبعود...
وهم: مابي حتى اشوف وجهه يا ميمتي الي انكسر عمره ما يتصلح..
وبخطوات سريعة تقدمت لهم..
أم جمال: يالله يا وهم.. سواق يحتيرنا.. لبسي عباتك..
وهم: خالتي والله ما له داعي روحة المستشفى.. أنا بخير..
أم جمال: اقول قدامي الله يهديك ويصلحك..
ارتدت عباءتها ومن ثم خرجت هي وخالتها وام علي.. من ثم ركبوا سيارة لـ يتحرك متجه للمستشفى...
.
.
.
بعد نصف ساعة
بالمستشفى
كانت تجلس بالكرسي أمام دكتورة..
ابتسمت لها: مدام وهم مبروك انتي حامل.. رغم قبل....
وهم قاطعتها وبضيق شديد: إن شاء الله دكتورة بـ تبع نظام غذائي..
دكتورة فهمت عليها ثم ابتسمت: إن شاء الله بـ اعطيك مثبتات للحمل
أم علي: الله يبشرك بالخير..
وهم ببكاء..
أم جمال: وراه تبكين ما انتي فرحانة..
ابتسمت دكتورة: يا خالتي اسمح لي شوي اجلس مع وهم
أم علي: قومي يا أم جمال يمكن مستحية منا يا وهيم..
لـ تنهار وهم وبضعف: أبي امي.. خذوني لها
أم جمال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الله يهديك يا بنتي وراه تبكين..
أم علي اقتربت منها لتحضنها: يا امتس لا تبكين..
وهم: اشتقت لها ما مرت على وفاتهم سنة يا ميمتي.. حملت بـ دونهم يمه والله مشتاقة لهم..
أم علي وهي تقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم لتطمئن روحها بذكر الله..
وبتعب: يمه ما ابيه يعرف اني حامل.. طلبتك يمه..
أم علي: يا امتس هذا ابوه مثل ما انتي امه.. لزوم يدري
أم جمال: يا بنتي الله يهديتس وراه ما تبينه يعرف مثل ما قالت خالتي لزوم يدري بالخبر..
دكتورة: يا خالتي يهمني راحة وهم لا تضغطون عليها.. وابي منكم تهتمون بها في صحتها عشان الحمل يكون ثابت ولا يتعرض للإجهاض
أم علي: فال الله ولا فالتس.. عوذيه منتس اقول يا امتس خذي مويتس منها هقوتي انها بتنضلتس
ضحكت وهم: ميمتي وش هالحكي الله يهديك.. مشكورة يا دكتورة وسامحينا على الإزعاج
ابتسمت بضيق دكتورة: لا عادي ما صار إلا كل خير.. ملفك ومفتوح عندنا نبيك كل بعد اسبوع تراجعين..
وهم: إن شاء الله.. يالله ميمتي سرينا..
.
.
.
ياسمين: شوفي وهم ما كأنها طولت...
سارة: أي والله صادزة.. قومي نشوفها بس..
ياسمين: ناظري كومار موصلهم مكان.. وكمان جدتي معهم..
سارة: وراهم شيء وقولي ما قالت سوير.. إلا تعالي وراه ما تجهزين امورتس ترى اخوي مستعجل والله زيد مهبول له سنين ربي رافض الزواج والحين يا ما شاء الله عليه ما تقولين لي رافض فكرة الارتباط.. يا بنت وش مسويه بـ اخوي
أحمر وجه ياسمين من ثم ضربتها على كتفها: يا حيوانه صكي فمك.. كم مرة افهمك
لـ تقهقه عالياً: طحت يا اخوي وما احد سمى عليك.. اقول لا يكون تغارين من اجيب سيرته
قاطعتها صرخة ياسمين: ســـــارة...
لـ تركض سارة وتدخل من الباب الطويل من ثم اختبأت خلف ظهر أم جمال
وبحزن: خالتي داخله على الله ثم عليتس.. ان تهجدين بنتس كسرت يديني من كثر ما تضرب فيني..
أم جمال: ياسمين ارجعي الله يهديك.. وهذه حماتك وتسوين هالسواة
ضحكت سارة لـ ترفع عينيها لـ مقلتيها الممتلئة بالدموع..
وضعت يديها على فمها: قتلتيها يا خالتي.. ضربة مباشرة بثلاثية الأبعاد..
ابتعدت ياسمين لـ تصعد الدرج.. من ثم ركضت سارة بخلفها لتعانقها
وبصوت عالي: ياسمينة يا حبيبة اخوي انتي وراه تبكين اعوذ بالله.. يا حبكم للصياح
ياسمين بضيق: وخري عني..
لـ تمحي ابتسامتها وبصدمة: من جدتس زعلانة يختي آسفه وحقتس علي وهذه حبة رأس
ابتعدت عنها ياسمين: سوير..
ضحكت سارة: يعني ما انتي زعلانة مني.. وش اسوي بقلبتس الرهيف ها..
ضحكت ياسمين: والله انك خبلة.. وخري بس عني...
سارة وهي تسحب يديها: اقول لا يكثر بس ونشوف الخاينة الي طلعت بدون علمنا..
ياسمين: سوير شوي علي.. كسرتيني الله يرجك..
سارة ركضت ثم أخذت نفس عميق وامسكت كفي وهم
سارة تمثل الغضب: أي يا مدام وهم وينتس ها.. لنا ساعة نتنظر حضرة جنابتس وانتي ولا همتس.. ما كأننا ما شاء الله متفقين نفطر بالحديقة..
ضحكت وهم: على هونك.. كنت بالمستشفى..
أم جمال بفرحة: وهم حامل..
حضنتها سارة: والله قلته يا خالتي بس هي ما صدزتني وعصبت علي.. مبروك يا قلبي..
وهم ابتسمت لها بتعب: الله يبارك فيك..
سارة: واخيراً بصير خالة..
ياسمين: خير إن شاء الله تشاركيني بولد اخوي.. اقول طسي هناك بس انا خالته وعمته..
سارة: الله اكبر عليتس.. ما علي منتس خالته يعني خالته يمكن يأخذ بنتي وش مدريتس
ضحكت وهم وأم جمال: الله يرزقك بزوج صالح يا سوير
بخجل ابتسمت: اللهم آمين يا خالتي.. ان كان عندك مثل عمي صالح فـ أنا موافقة من الحين
ياسمين: صدق وجهك مغسول بمرقه.. اقول ما في من ابوي اثنين..
أم جمال بحب: والله يا عبد المحسن مثل ابوه حنون وطيب وما بلقى احسن منك..
سارة بخجل: لا خالتي ما كنت اقصد.. أنا اقول مثل ان....
وهم ضحكت على خجلها: سوير تستحي.. بكتبها بـ التاريخ..
ضربتها سارة على رأسها ثم من بين اسنانها: اسكتي يا وهيم.. ما صدقت على الله يجي لي عريس لو بالكذب..
وبمزح: إلا خالتي هو مثل عمي بالضبط..
أم جمال امسكت بها: أي مثل عمك.. وازين منه شوي..
سارة بضحكة وتوتر: خالتي والله امزح معتس..
أم علي وهي تضربها بـ عكازها: يا دزيلية الحيا.. عيني عينتس ما به حيا..
ضحكت سارة: ميمتي والله اني امزح.. خالتي لا تقلبينها جد ترى شكل العصا بتعلم على ظهري.. وش فيتس يا ميمتي هذا بدل ما تدعين لي الله يرزقني برجل الصالح...
ياسمين: سارة انتي مستحيلة.. شوفي الله يعين أخوي لا أخذك.. يا انه يعقلك أو يصير مجنون مثلك..
سارة: خالتي والله الهرجة مزوح.. هو فعلاً اتمنى واحد مثل عمي.. بس..
أم علي: اندزلعي عن وجهي..
سارة: يا كثر ما اندزلع.. يرضيتس يا خالتي..
أم جمال وهي تحضن سارة وبمحبة: لا والله ما يرضيني و ياسعد عينه الي بـ يأخذك..
سارة ابتمست: صح لسانتس خالتي أي والله يا سعده.. إلا يا ميمتي ما تبين المرقوق من يديني..
أم علي: ياربي تصلح ها البنية وتعقلها.. وانتي يا ام جمال تطاوعين هبالها..
أم جمال: والله انها عسل يا خالتي..
وهم: عن إذنكم بـ ارتاح شوي..
أم جمال: الله معك بروح اسوي لك شوربة تدفي بطنك..
وهم: لا يا خالتي ما له داعي.. مالي نفس للأكل..
أم جمال بضيق: يا امك مهوب زين لك.. الي بطنك محتاج للأكل.. ارتاحي وبصحيك على الظهر تصلين وتتغدين..
وهم بتعب: إن شاء الله خالتي..
ابتعدت بتعب من ثم صعدت لجناحها.. دخلت غرفتها امسكت بطنها لـ تستلقي على سرير...
وبحزن مرثي: تدري انا الي صدق يرثالي.. كنت خايفة انك تكون حلم.. بـ حافظ عليك وبصونك بعيوني يا روح امك.. اخوك الي راح ربي عوضني بك.. بس ابوك زعلانه منه كثير بس دامه انت ولدي لا تفارقني يا عمري خلك معي قريب.. بـ اعد الشهور واشم ريحة يدينك وتحضني يا روح امك.. والله مشتاقه لك من الحين.. لا تفارقني مثل ابوك ،وكل جرح جاني من ابوك فدوه لك.. انا اضمن لك يا امك جروحي ما تجيك والله اضمنها ياروحي بس لا تفارقني دخيلك...
من ثم نامت وابتسامة يتيمة تزور ثغرها...
.
.
.
في مطار برلين شوفنيلد
نزل من طائرته بعد وصوله مباشرة للمطار.. خرج متجهاً لسيارة الإسعاف التي كانت بانتظاره
من ثم دخل بها وجلس بجوار ملاك.. امسك يديها وقبلها: الله يقومك بسلامة يا الغالية
خلال نصف ساعة وصل للمستشفى.. حركوا سرير المتحرك ثم نزلوها واتبع خطواتهم لداخل المستشفى.. يلتحق بهم سريعاً من ثم وضعوها بالجناح التي اعد لها خصيصاً..
اغلقوا الباب بوجهه.. وبضيق ركل الباب بقدمه: افتحوا لي الباب انا اخوها..
جورج يردف من خلفه: سيدي جمال.. المريضة تعاني من الآلام كثيرة.. ولحسن الحظ أنها بخير لكن تهرب من واقعها لا تريد الاستيقاظ من غيبوبة
التفت له جمال وبنبرة خوف: هل هي حقاُ بخير؟!
ابتسم جورج: نعم سيدي.. سوف نجري عليها العملية بعد يومان فقط ونرجو خلال الفترة ان تتحدث معها بـ اشياء سابقة كانت تحبها لـ ربما تستيقظ من سباتها..
جمال: حسنا دكتور جورج.. هل بإمكاني رؤيتها الآن..
د. جورج: بالطبع سيدي..
جمال: شكراً لك..
.
.
.
قبلها بوقت ضيق
في ظهر الرياض
وهم بتقرف: خالتي وش هالريحة..
أم جمال: الله يهديك كلها شوربة ومرقة اللحم..
وهم: خالتي ما لي نفس.. ما اشتهي شيء.. ياسمين يرحم والدينك خذي الأكل معك وسامحيني يا خالتي بس والله مو مشتهية..
وضعت كفيها على فمها وبخطوات دخلت لدورة المياه وتتقيأ بوجع لتمسك بطنها بألم...
أم جمال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ياسمين يا امك سوي لها عصير الليمون..
سحبت المنشفة البيضاء القريبة منها لتمسح شفتيها وتبللها بالماء.. خرجت وهي تسير بتعب من ثم استلقت على سرير: خالتي معدتي متقبلة مدري وش فيني..
أم جمال: هذا الوحام يا امك طعيني وخذي شوربة بـ تدفي بطنك الخالي.. انتي متى عهدك بـ الأكل
اغمضت عينها وبتعب: مدري خالتي..
أم جمال: استغفر الله العظيم.. والله يا وهم ان ما اكلتي ها الصحون اني لاني بخالتك ولا شيء..
وهم بضيق: الله يهديك يا خالتي وراه تحلفين.. والله لو اني مشتهية آكل كان اكلت بس مالي نفس..
أم جمال: ظاهر مالي قيمة عندك يا بنت صقر..
امسكتها وهم: خالتي خلاص بـ آكل وامري لله.. بس لا تزعلين علي ماني حمل ضيقة الصدور يا خالتي..
أم جمال: دام انك ما تبين ضيقتي.. سمي بالله واكلي وعساه هنا وعافية
ابتسمت لها وهم: الله يعافيك.. خالتي إلا دق عليك جمال.. وصلوا ألمانيا..
أم جمال: ما ظنتي يا امك هو يقول رحلة 7 ساعات.. الله يسهلهم ويرجعهم لي بسلامة..
صمتت وهم.. لما تسأل عليه؟!
تلملم حلمها المدفون ،وتوليه ظهرها المُطعون وتنتنظر
وبحقد اردفت بداخلها (يا عساك تذوق الي ذقته يا جمال)
.
.
.
بعد اسبوع
كان يسمع صوت والداته: جمال يا امك انت بخير.. وشلون ملاك؟؟ بشر
بروح موجعة: يمه هو صدق الي سمعته.. وهم حامل يمه..
أم جمال وهي تمسح دموعها: ايه يا امك.. الله يهديك لو انك ما تلفظت عليها كان تممت فرحتك بقربها لكن عنادك الي بوديك بمشاكل لا لها اول ولا لها تالي..
جمال بُضعف: والله مشتاق لها يمه.. ما يصير اسمع صوتها.. بس ابي اتطمن..
أم جمال بحزن لحاله: يا امك ما يجوز لك..
جمال: والله يمه لحظة غضب.. ما هقيت انها استغفر الله العظيم...
أم جمال: ما عليه هونها وتهون.. وشلون اختك عساها طيبة..
جمال: لا ابشرك بخير يا الغالية.. حمد لله صحت من الغيبوبة وتمت عمليتها بس باقي ما صحت من اثر البنج لا تخافين إن شاء الله انها بخير
أم جمال: الله يبشرك بالخير.. يا امك اول ما تقوم خلها تكلمني زين يا جمال لا تنسى تراني ملهوفة على شوفتها...
جمال: ابشري من عيوني.. وصلي لي سلامي للكل.. فمان الله..
أم جمال: الله يحفظك ويرجعكم لي بسلامة..
.
.
.
اغلق الخط من ثم التفت لـ اخيه عبد المحسن..
جمال: عبد المحسن وراك دوام.. قم روح وانا بجلس عندها..
عبد المحسن بضيق: ما ودي اتركها.. مابي اداوم
جمال: قم الله يهديك وانا بحطها بعيوني.. لا تهمل دراستك ترى أول من يفرح لك بشهادة الماجستير ملاك
لـ يزفر عبد المحسن: أول ما تصحى بلغني مهوب تنسى..
ابتسم جمال ثم أشار إلى انفه: ابشر على هالخشم..
جمال التفت لـ اخته وامسك كفيها: تدرين يا ملاك.. وهم حامل.. يا سعادتي بـ هالخبر و مكدرني بعدها عني بقلبها وروحها.. متى تصحين واسمع صوتك.. ما مليتي من النوم اصحي يا عيون اخوك..
.
.
.
بالمجلس بقصر أبو جمال
زيد: يا عمي ما انت خايف على ولدك!!!
أبو جمال: وش منه ياولدي..
زيد بخبث: من الحلوات الي يذبحون الصخر..
لـ يضحك أبو جمال: الله يهديك يا زيد.. ان كان على عبد المحسن الله يحفظه ما له بالعلوم الردية..
زيد: وأنا اشهد يا عمي.. يا عمي وراه ما تخلي زواج عقب شهر والله شهرين كثيرة
أبو زيد أشار على عكازه: فضحتنا الله يفضح العدو.. اركد لا اخليها تعلم بجنوبك..
زيد يبتسم: يبه الله يسلمك ويخليك طوف هالليلة وخلينا نتمم فرحنا عقب شهر..
أبو زيد: انت مهبول.. هذا زواج المره يبي لها تجهيز.. اقول يا اخوي لا تطاوعه مهبول..
زيد: يا عمي ابشرك فتحت شركة صغيرونه هنا بالرياض.. وحمد لله اشتريت لي شقة بس يبي لها تأثيث..
أبو زيد ويكزه بالعكاز على بطنه: يا الملعون.. امداك سويت هالأمور لا حبيت شيء توصله للسماء.. اقول ورا العجلة ندامة
ضحك أبو جمال: الله يسعدك يا زيد.. مثل ما قال ابوك ورا العجلة ندامة.. عقب شهرين إن شاء الله فرحكم.. وبحضور اخوانها جمال وعبد المحسن..
زيد: زين يا عمي.. طالب منك ولا تردني يا عم.. ابي اشوفها..
أبو زيد بغضب: قم عن وجهي يا ولد...
كتم ضحكته بدر..
اردف أبو جمال: من حقه يا اخوي.. عن إذنكم...
أبو زيد: يالهيس الأربد.. من الحين صار عمك وتبي تشوفها ها..
ابتسم زيد: صبرك يبه حلمك علي الله يسلمك.. وانا وش صبرني غير شوفتها..
بدر ضحك: يا عمي من حقه النظرة الشرعية.. قم معي يا زيد
وقف زيد.. من ثم ابتسم: وش بغيت..
بدر: شوف لا بغيت تشوفها لزوم تغير مظهرك..
زيد بـ تعيقدة حاجبه: هذا وشهو.. يبه وش يقول
كتم ضحكته بصعوبة: زيد اسمع لازم تكشخ وتحلق ذقنك.. وتتعطر..
زيد: وش زيني ياملحي وراه اتكشخ.. وبعدين رجاجيل مخابر مهوب مظاهر
بدر: ايه.. تبي اختي تشرد من ثوبك المغبر من ايام جدي الله يرحمه..
زيد بضيق: وش به ثوبي.. ما به شيء تعايرني يا بدير..
بدر امسك كفيه: لا والله مهوب اعايرك انت مثل أخوي وازود.. بس لزوم تعرف انك بـ تقابل ياسمين..
زيد: أمرنا لله.. يبه بروح اتكشخ مثل ما يقول..
اتصل على سارة...
.
.
.
على الجانب الآخر
لترد عليه: هلا بـ أخوي يا هلا بزيد..
زيد: اسمعي يا سارة ابي تكوين ثوبي الي فصلته بالعيد وشماغي زين.. بقابل حبيبة الروح..
ضحكت سارة: احلف بتقابل ياسمينة العصلة.. وشلون
زيد: مالك شغل.. سوي الي قلت لك عليه.. أي وابيك تنزلين معي سوق بشتري لها مدري وش تشترون يا النسوان
كتمت ضحكتها: أي ابشر بس هالحزة..
زيد: أي اجل بكره.. سريع اخرجي لي ما عندي وقت..
سارة: طيب طيب بلبس عباتي واجي لك...
ارتدت عباءتها على سريع ومن ثم قبلت جبين والداتها
وبهمس: يمه زيد ينتظرني برا.. تبين شيء قبل ما اخرج..
أم زيد: لا يا أمتس.. الله يسهل دربتس..
.
.
.
خرجت سارة من القصر لـ تركب سيارة اخيها..
سارة: تعال قايلن ان بتشوفها..
زيد: وانا صادق.. الحيوان بدير يقول اتكشخ ومهوب عارف وش اشتري لها..
سارة: توه الظهر متى يمديك تشوفها..
زيد: بعد صلاة العشاء.. ما عليتس الحين هي وش تحب؟؟؟
سارة: شوف ياسمينة تحب الأشياء البسيطة يعني مثلاً ورد وطقم ألماس أو ذهب..
زيد: تبشر بالي تبيه.. كم ياسمين عندي..
سارة: هالله الله.. وصرنا نقصد لعيون ياسمين
ضربها على رأسها لـ يحرك سيارته..
ابتسم: تستاهلين على لسانك الي يطوله.. يالله يكفينا شر عيونكم...
سارة: لا والله ما انت اخوي زيد.. وش الي صار لك..
ابتسم زيد: ابد كنتم بـ تدبسوني بـ شادية الله يرحم هالأسماء... أي الله يصبر قلبي..
سارة ضحكت: صدق شر البلية ما يضحك..
زيد: وراه تضحكين يا المهبولة ها...
سارة: والله مستغربة من هبالك.. اقول اركد يا اخوي ترى ياسمين يعجبها رجال الثقيل مهوب خفيف مثلك
زيد: اقول لا تستفزيني بـ هرجتس حريم ناقصات عقل ودين
سارة وتنظر لعينيه التي تتأمل الطريق: لا والله.. متى ما حبيت يا اخوي تقول ناقصات عقل ودين.. أي الله يستر منك بس...
زيد: اقول انثبري مكانتس بس.. يالله الخيرة..
.
.
.