29

5.7K 65 2
                                    

.
.
.



إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا...
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا ...
وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا
إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا...
وقالَ بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا ...
سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها...
وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها ..ونُرضيها...
فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها...
وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟
وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .. وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا ...
وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا
سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
وثغرك سوف يذكُرني ..إذا تاهت أغانينا وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا

فاروق جويدة


.
.
.

بعد ساعتين ونصف

جلست بمكتبها تغمض عينيها بشدة.. ارهاق كبير تراجعت على راس كرسيها
صداع كنواقيس الظلام..
لتنتبه ود: بسم الله عليك وش فيك يا وهم..
ابتسمت بتعب: شوية ارهاق.. بأخذ لي مسكن ويخف
ود: كم باقي محاضرة عندك ؟
وهم: ثلاث محاضرات..
ود: شكلك ما نمتي وجهك مرهق..
وهم لها يومين تشعر بثقل بقلبها
لتستغفر بداخلها وتغمض عينيها بهدوء..

لتجفل على رنين هاتفها امسكته لتجد فرح متصل بكِ
قلقت لتبلع ريقها
وترفع الخط: فرح
لا تسمع سوى بكاء فرح بنشيج
بردت اطرافها من الخوف: فرح صبيتي ركبي وش فيك خالتي فيها شيء؟
فرح: تبيك يا وهم حالها منتكس وما غير تتوجع وتنادي فيك..
وهم ودمع يلمع بمحاجرها: يا بعد اهلي.. دكتور وش قال؟
فرح: ضغطها مرتفع كثير تبيك يا وهم.. تعالي والله اني اطالع في ابوي ثم هي..
وهم: جايه يا فرح على العصر امر عليكم..
فرح با ابتسامة: صدق..
وهم: أكيد مهما كانت تبقى خالتي..
فرح: بيض الله وجهك.. اجل ما اشغلك الحين مع سلامه
وهم: يا مرحبا..

اغلقت الهاتف اعتصرت رأسها بكفوفها من وجع الصداع..
رعشة بـ اناملها تأكدت بأنها نست أن تأخذ حبوب السكر..

سحبت حقيبتها واخذت الحبوب لتبتلعها وتشرب بعض الماء..


.
.
.


ساعة رابعة ونصف – عصرًا

كانت تلج بهدوء لغرفتها تطعم ابنائها لتجد جمال منشغل ببعض الاوراق جالس بهدوء بمكتبه مرتدي بجاما قطنيه باللون الرماد..
رفعت نظرها..
لتهمس: أبو صقر..
رفع نظره لها وابتسم وهو يمسد برقبته: آمري
وهم: ابيك تأخذني لخالتي صحتها في تدهور وابي اكون بجنبها هالفترة..
جمال زفر: آها على خير..
اقتربت منه وهي تقف على رؤوس قدميها
وتبتسم: يمديك تأخذني الحين..
نظر لـ ساعته ثم لعينيها الناعسة..
وبهدوء: مهو مشكلة ابدل ملابسي ونخرج..
انحنت لتقبل خده: تسلم لي..

المواجع والظنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن