19

3.4K 67 0
                                    




كمقابر الشهداء صمتك

و الطريق إلى امتداد

ويداك... أذكر طائرين

يحوّمان على فؤادي

فدعي مخاص البرق

للأفق المعبّأ بالسواد

و توقّعي قبلا مدماة

و يوما دون زاد

و تعودي ما دمت لي

موتي ...و أحزان البعاد!

كفنّ مناديل الوداع

و خفق ريح في الرماد

ما لوّحت، إلاّ ودم سال

في أغوار واد

وبكى، لصوت ما، حنين

في شراع السندباد

ردّي، سألتك، شهقة المنديل

مزمارا ينادي..

فرحي بأن ألقاك وعدا

كان يكبر في بعادي

ما لي سوى عينيك، لا تبكي

على موت معاد

لا تستعيري من مناديلي

أناشيد الوداد

أرجوك! لفيها ضمادا

حول جرح في بلادي

محمود الدرويش







.
.
.




تقدم له بخطوات غاضبة لـ يمسكه من ياقة ثوبه: أقول لك ماني موافق.. وش البرود اللي فيك
عبدالعزيز: وعشان يَ الدرج أختك مالها ذنب بشيء.. يخي أنا حر أبيها وصلت لك المعلومة استوعبت.
بدر بجنون: لااااااا ماني مستوعب ، وخر عني .
عبدالعزيز يستفزُه: الباب قدامك الله معك.
وقف ثابتًا بمكانه ليوليه ويخرج تاركًا المكان له.
أستغفر بداخله ويردف: مصير الحقائق تبان يا عز.
ليسمع بعض طرقات الباب: ادخل يا منصور..
ولج للداخل من ثم يحيه بالتحية العسكرية: طال عمرك .. مثل ما طلبت هذا هو عندنا محجوز
عبدالعزيز: زين تقدر تجيبه الحين.
ليردف: ابشر طال عمرك..

خلال دقائق ولج طارق ، ويديه وقدميه مقيده بالسلاسل
عبدالعزيز وباستفزاز: حي الله طارق تو ما نور القسم
طارق ببرود: الله يبقيك
عبدالعزيز: تقدر تشوف شغلك يا منصور

نهض من مكانه واتجه اليه ويضع يدُه على كتفي طارق: من آخرها يا طارق مين اللي موكلك
طارق: ما احد..
عبدالعزيز: لا تلف وتدور ، لمرة وحدة كون منصف بحق دينك !
طارق: قلت لك ما احد
عبدالعزيز: مين اللي يساعدك ؟
طارق بتعب: ما احد
عبدالعزيز اقترب لـ يصفعه ويمسكه من تلابيب ثوبه: بتعترف وإلا الإعدام بيكون مصيرك
طارق: أنا راضي به ..
عبدالعزيز: انت جبت الوجع لنفسك ، يا عسكــري

دخل ليضرب التحية العسكرية: نعم طال عمرك..
عبدالعزيز: خذه والزم ناصر يحقق معه..
ليُردف: تم طال عمرك..


.
.
.



بـ احدى المساجد..

ماجد: وشلونك الحين ؟ عساك احسن !
نظر بتعب لصديقه: الحمد لله ، ماجد بغيت اقول لك
ماجد: خير إن شاء الله..
جمال: أكيد الطب تطور أنا بعالج نفسي ، بروح لـ فرنسا
لـ يقاطعه ماجد: ليه ما انت واثق فيني
جمال: مهوب كذا .. بس كلمتك صحتني من ضياع اللي أنا فيه ، عشان عيالي بعد .
ماجد ابتسم لينظر لـ عيني اخيه: هذا الكلام الزين ، وعلى العموم العلاج اللي بالخارج ما يفرق شيء عن هنا.
جمال: صدقت ، ياللا اقلب وجهك من صباح ربي وانا مقابلك.
ماجد: اجل وراك ما تذلف عن وجهي
ليضحك بوجع: ابشر ذا الحين بس الله لا يهينك وصلني لبيتي .
ماجد: زين ..


.
.
.




بقصر أبو جمال

تحديدًا في المطبخ

لولو بضحكة كبيرة: ماما ابي كيك.
ابتسمت ملاك لتعض على الخدين: تدوم لي هالضحكة يارب..
ليصفق عبدالمحسن ويبتسم: يا ما شاء الله ، وش هالسنع ؟
لولوه: أنا سويت كيكه
ليأتي وينتشلها وبمرح: والله طيب يصير آكلك
لولوه: ماما يعورنين كثير..
عبدالمحسن: يا بنت لا تمطين الحرف كثير ! اسمه يعورني وش يعورنين ؟
لولوه بدلع: يـــــعورنيـــن..
ضحكت ملاك: حسونه سيبك منها ، وشلون ياسمين ؟ فكت لك الباب !
عبدالمحسن: أيه ، بس ما قلت لي وش له الكيك ؟
ملاك: أبد لولو تبي ومزعجتني قلت ما خليها بخاطر بنتي.. أنت وش فيك ؟
تنهد بتعب: ابد سلامتك مير بنت عمك اللهم يا كافي
بتعقيده حاجبيها: مين ؟ سارة !
عبدالمحسن: ايه عمك الحُزن هده بالحيل وما غير منكسر منها ، ما يخالف يا مَلاك أبيك تروحين لها وتكونين بجنبها حُزنها ما يفيدها بشيء ..
ابتسمت بحنان: ابشر هالحين اروح لها ، ما تبي اقولها شيء ثاني بعد
عبدالمحسن فهم مغزاها أبتسم: بطلي أفكارك تراها ما ترضيني
ملاك بخُبث: أيه تعلمني فيك .. عبدالمحسن دريت باللي صار
نظر لعينيها: وش صار ؟
ملاك: تعرف عبدالعزيز صديق بدر ، أمه كلمت أمُي تبي تخطب ياسمين لولدها..
عبدالمحسن: الله يكتب اللي فيه النصيب ، وياسمين وش رأيها ؟
ملاك: باقي أمُي ما علمتها ، وبيني وبينك ما ظنتي بتوافق اللي صار لها مهوب شوي ، بس ما راح اخليها تيأس ، كلامها للحين يرن بإذني انو خذلناها انا وانت ومعها حق باللي قالته ..
لـ يمسكها عبدالمحسن من معصمها: بأي حق ! هي كانت تعرف أنكِ كنتِ عايشه بخير ! تدري بالوجع اللي صار لك !
ملاك بوجع ورجفة تعبر حنايا جسدها الهزيل: عبدالمحسن بعد لها الحق.. هي أختنا الكبيرة ولا تنسى هالشيء !
عبدالمحسن: أبي اعرف شيء واحد يا ملاك ؟ ليه سكتي على الظُلم اللي عشتيه ؟ ليه هالسلبية هذه ؟
ملاك وعينيها تلمع من الدموع: لا تقسى علي يا أخوي بـ أسالتك ! لا تزيد لي مواجع وظنون !
اقترب منها ليشدها لحُضنه: اششش لا تبكين يا عيون أخوك ، بلاك ما تدرين باللي صار فيني ! المُشكلة يا ملاك ان ما احد فينا قدر يوصلك.. هو صحيح دخلك مستشفى اللي ما تتسمى
أغمضت عينيها بشدة وهي تصرخ بـ أنين ، مرت السنوات ولم يشهد دموُعها سواها هي ولكن الآن هي تحتاج الحُضن الحنون وبغصة: لا تذكرني بالماضي طلبتك يا عزوتي ، لا تكسر مجاديفي..
عبدالمحسن وهو يمسح على شعرها: ملاك مابي ضعفك ! أبي ملاك القوية بإيمانها اللي ما يهزها شيء.. أدري باللي مريت فيه صعب وألم عمرك ما تقدرين تنسينه بس هذا ابتلاء وانا أخوك.. الله يبي يختبر مدى صبرك.. تدرين لمن كنت بـ ألمانيا اوزع كُتيبات دينية بكُل اللغات والحمد لله شباب ما قصروا جزاهم الله خير وأبشرك اثنين أسلموا ، ياه يا ملاك ما تتصورين قد ايه فرحتي..
ابتعدت عنه وبفخر: ما شاء الله تبارك الله ، الله يهنيك على هالفرحة أمُي وأبوي قلت لهم..
عبدالمحسن: أيه الخبر وصلهم من زمان..
ملاك بحُزن اردفت: تدري جمال ما يستاهل اللي صار له ، فقد ذاكرته وعياله بعد محتاجين له
تنهد عبدالمحسن: ربك يعين ويسهلها ، وش اخبار خلودي..
ملاك ابتسمت: الحمد لله احسن من قبل بكثير.. لا تنام قبل ما تآكل كيكة لولو
ضحك: ابشري تحصليني بالصالة..


.
.
.



على الجهة الأخرى

ولج للصالة من ثُم قبل رأس أبيه وعمه (وميمته) التي تُسبح بِسبحتها العتيقة..
جمال: مساكم الله بالخير..
أم علي: اقلط وأنا ميمتك عسى صحتك ازين الحين..
جمال بإرهاق واضح: الحمد لله، أنتِ وشلونك ؟
أم علي بِـ تنهيده: الحمد لله على كل حال ، قم روح ارتاح عند مرتك..
جمال وهو ثابت بمكانه ابتسم لـ يوليها ظهره بهدوء مُفجع .
أم علي: وبعدين يا صالح لين متى ؟ وانت تعامل ولدك تسذا !
أبو جمال: ما فيه شيء هو مثل ما انتِ شايفه تعبان ولا حول يجلس يسولف ! ما عليك منه أبو زيد تقهوا وأنا أخوك
أبو زيد: عليك بالعافية ، أنا رايح للمزرعة
أبو جمال: الله يهديك وش تخرج مع هالبرد .. اجلس وعين من الله خير
أبو زيد بإنكسار: ما ودي يا أبو جمال..
لـ ينحني ويقبل انف وجبين والداته: تأمريني على شيء يا الغالية ..
أم علي: لا تبطي وأنا امك..
ابتسم بحُزن: ابشري ..


صعد لـ بيته ليجدها بين عياله ترضع صالح وصقر يُبكي ..
ابتسم: سلام عليكم..
وهم بتعب: الله جابك ، تعال امسك صقوري تعبني الله يهديه بصياحه .
اقترب جمال ليجلس على طرف السرير من ثم امسك ابنه صقر ويقبل جبينه: يا بعد حي وشلونك وأنا أبوك..
لـ يصمت صقر ويرمش بعينيه ، ليضحك جمال ويقبله بين عينيه.
وهم: يا ما شاء الله من ساعة وصوته بكاه يصل تحت والحين سكت..
رفع نظره لوهمه: ايه عفيه عليه ولد أبوه ..
من ثم اقترب منها ولثم جبينها: عساك احسن الحين..
ودمع يلمع بمقلتيها: تعبانة يا جمال ، ما غير ملاك ما قصرت معي الله يجزيها بالخير ، بس لين متى بجلس كذا ؟ لا انا اللي قادرة اساعد عيالي ولا أنا اللي جالسة ! تعبت والله
جمال مد أنامله ليمسح دمعتها: لا تبكين !
وهم: حسبي الله عليهم .. ما اقدر امسكهم كثير ولا اقدر ارضعهم ، ودكتورة نادية محذرتني ما أمسكهم بس ما اقدر هُـم عيالي قطعه مني
جمال: وينها ملاك عنك ؟ وشلون تركتك كذا !
وهم وشعرت بألم أسفل بطنها: هي بعد عيالها محتاجينها ..
كتمت أنفاسها حتى لا يبين وجعها !
جمال: ارتاحي وأنا بأخذهم عند أمُي..
وهم: لا خلهم أبيهم عندي..
جمال: هش ولا يكثر حكيك.. تعبانة بالله وشلون تمسكينهم ؟

اتصل على ملاك حتى طرقت الباب..
جمال: دخلي يا ملاك..
ملاك بخجل: أمر أخوي وش بغيت..
لـ يقف وبأمر: خذي معك صالح وكلمي ياسمين تنتبه على صقر ..
ملاك: ابشر بس ياسمين اقصد يعني ياسمين ما تقدر تمسك صقوري بس لا تخاف أنا بـ انتبه لهم
جمال: لااااا .. وينها ياسمين ؟ ليه ما جات معك ؟ ازهميها بطريقك وتأخذ معها صقر..
ملاك: ابشر.. بس انت أهدِي..
جمال استغفر بصوت مسموع: هي للحين على حالها ! باقي ما خرجت من غرفتها
وهم بهمس: جمال خل ياسمين في حالها ، لا تلومها اللي صار لها مهوب هين..
جمال يسايرها: هذا هو بـ تكمل شهر وهي حابسه نفسها بدارها وبعدين ، يعني لا بكت مثلا بـ يرجع زيد من موته ! ما اقول غير استغفر الله العظيم .
وهم بغصة: أنا فاهمة شعورها ، عمر الفقد ما كان حجة أنها تخبي عنكم ، هي ماهي قادرة تستوعب انه راح ، جمال لا تقسى عليها وانت دائمًا كنت الصدر الحنون لها ، لا تكون انت والزمن عليها !
لـ يتنهَّد جمال: زين ، ملاك اجلسي عندها وانا بشوف ياسمين ، هاتي صقر عنك..

توجه إلى الأسفل بالطابق الأول – الذي يضم فيه
غرفة أبيه وأمُه من ثم غرفة لـ ملاك وبجانبه غرفة ياسمين والممر الطويل الذي يفصل بين غرفته السابقة وغرفة أخوته بدر وعبدالمحسن .
فتح الباب على منتصف ليلج ، وجو المكان يلفه هدوء قاتل ، نظر لـ يجدها جالسة على كرسي خشبي يهتز بفعل رياح قلبها المُنكسر ، تتطلع بـ الالبوم وتكتم شهقات مسننة !
اقترب وبحُزن لحالها: ياسمين
رفعت رأسها ودمع يرثي كيانها: جمال .. اخ
انحنى ليحضنها حتى تبكي بشدة: مات زيد يا أخوي مــــــــــــــات
نار تحرقه من وجعها: الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة ، اششش ياسمين وأنا أخوك ما يجوز اللي تسوينه ، ادري ان حُزنك كبير بس هذا يومه ، والحي ابقى من الميت..
ياسمين بلعت ريقها والرجفة تسيطر على شفتيها: كل ما بغيت افرح انتكس ، قولي وش اســـــوي بحالي ؟ جمال !
جمال: اشش كافي ياسمين لا تحملين نفسك فوق طاقتها
ياسمين بانهيار: قولي وشلون بعيش من دونه 5 شهور يا جمال عشت معه وكأني بجنة ، تعبت يا أخوى انكسرت ! ضعت ! غدر فيني قبل زواجي بـ اسبوع ! مات مقهور مني تفهم ! ابيك تأخذي حقي منه الظالم ، ماني ياسمين أنا ماني بنت يا أخوي تفهم ! مـــــاني بنت

صـــــدمة اتسعت عينيه بضيق: وش تقولين انتِ ، انتِ صاحية للحكي اللي تقولينه..
ياسمين ابتعدت عنه لتمسك رأسها وبألم: اسكت خلاص ارحمني الله يخليك
مسك معصمها ومحاجر عينيه يتخللها الاحمرار وبصوت مقهور: ياسميـــــــــــــــن
عبدالمحسن وهو ينوي أنْ يطرق الباب لكن سماع صوت اخيه ، فتح الباب وهو يرى ياسمين تبكي تحاول أن تكتم أنفاسها والخوف دب بقلبها ، وجمال يصرخ عليها
اقترب منهم: وش صاير ؟
جمال التفت لأخيه: صحيح اللي سمعته .. اخُتك ماهي بنت
نظر لياسمين التي انكمشت خوفًا من جمال
ليُردف بقهر: ايه صحيح ، اتركها يا جمال هي ما غلطت ..
جمال بجنون: وشــــــلون ؟ فهمني هالقصة والحين !
امسكه عبدالمحسن: بالأول اتركها وأنا بفهمك بكل شيء
جمال أمسك رأسه ودوار يجعله غير قادر على الوقوف أمسكه عبدالمحسن
عضت على شفتيها حتى ادمتها: وش فيه ؟
عبدالمحسن رفع يد أخيه اليُمنى ليضعه على كتفه من ثم التفت على أخته: لا تخافين مجرد دوخة مو أكثر من كذا .. عطيني مويه
لتخطو ورجفة تعبر أمام جسدها اتجهت لـ الكمدينو وتسكب بعض الماء لـ يتناوله عبدالمحسن

ويضعه بوجه جمال حتى أغمض عينه من قوة الضوء
عبدالمحسن: حمد لله على سلامتك
وضع يدُهُ بجانب رأسه: أنا وين ؟
عبدالمحسن: في غرفة ياسمين
اغمض عينيه بتعب ليّردف: وش صار فيني
عبدالمحسن: طحت علي ظاهر انك ما تآكل زين !
لينهض من مكانه وسقط عينيه لمنظر ياسمين: وش فيك تبكين ؟
لـيلتفت على عبدالمحسن: انت قايل لها شيء مكدرها
عبدالمحسن: ابد جمال ! ما تذكر وش صار قبل شوي
نظر لـ ياسمين وصوتها المُختنق: "انا ماني بنت" ، وش قصة أختك
عبدالمحسن بقهر رجال: طارق طليق اختك ملاك اغتصبها
لتنفجر ينابيع من البكُاء وتصرخ: يُــــــــــمَه
جمال امسك الطاولة ليرميها وبقهر يغلي بصدره: وشـــلون ؟ وش جاب اختك له
عبدالمحسن: جمال يكفي ولي يرحم والدينك اصحى عاد.. درينا انك فاقد ذاكرتك بس ما توصل أنك تشك بأخلاق اختك
ضحك بوجع: تعايرني يا أخوي..
عبدالمحسن: محشوم بس ارحم هالمسكينة المصايب تتحذفها من كل صوب ، وانتِ روحي عند ملاك سريع
ليصرخ: ياسميـــــــــــــــــــــن
خرجت بإنكسار وغصة تكاد تبلعها ، دلفت لغرفة ملاك
لـ تجد لولوة تلعب بدميتها ..
لتقفز على سرير بسعادة: خالتي ياسمين
وببراءة: لا تبيسين !
لتأتي وتحضنها: لولو قلبي يوجعني كثير
لولوة نظرت لعيني خالتها ودمع يشارك حُزنها: عشان خالي زيد راح صح ، بس ماما تقول انه بالجنة لا تبيسين .
ياسمين: آآآآآآآآآآآآآآآه
لولوة بكت: خالتي لا تبيسين..
ياسمين مسحت دموعها: طيب


.
.
.



في الجهة الأخرى

احدى الاحياء الراقية ..
ترجل من سيارته ليدخل ويجد والداته تسمع كعادتها كل يوم للمذياع
انحنى ويقبل رأسها وأنفها: مساك الله بالخير يا أم عبدالعزيز
أم عبدالعزيز ابتسمت: ياللا انك تحيه حي ذا الزول ، يَ عساني ما انحرم من شوفة عيالك يمه..
لثم يديها: المهلي ما يولي ، كيف حالك انشغلت كثير هالأيام..
ابتسمت بحنان: بخير جعلك بخير ، تعشيت قوم احط لك العشاء ..
عبدالعزيز: وش له تقومين يا الغالية وعد وينها ؟
أم عبدالعزيز: بالمطبخ ..
عبدالعزيز: وعــــــــــــــــيد تعالي
لتمسح يديها بالمناديل: وعد انت كله تشوه اسمي .. بعدين ما شاء الله متى الوصول ؟
أم عبدالعزيز: قصري صوتك يَ علك العافية
وعد: أي لي الله ، جد عز متى وصلت ؟
عبدالعزيز: قبل شوي .. العشاء جاهز
وعد: ايه بس باقي أبوي من طلع من العصر ما عاد رجع
أم عبدالعزيز: أكيد أبوك بالمسجد ، وانا امك جهزي سفرة
وعد: ابشري بالخير ، عز صدق انك بـ تأخذ ياسمين بنت العم أبو جمال..
تنهد عبدالعزيز: ايه ..
وعد: بس المسكينة تو زوجها ما له كم اسبوع متوفي..
عبدالعزيز: ومين قال لك الحين بتزوجها لا هدت نفسيتها جيت وطلبتها من أبوها ، إلا يمُه ما ردت عليك خبر..
أم عبدالعزيز بضيق: لا والله يا ولدي ، بس وراك ما تأخذ من بنات عمك وش زينهم !
عبدالعزيز: ما يخالف يُمه بنات عمي الله يستر عليهم ويرزق نصيبهم ، وانتِ وعد ترى نواف قد له فترة طويلة وهو ينتظر ما رديتي علي للحين ..
بخجل: اللي تشوفه يا أخوي
ابتسم عبدالعزيز: أفهم من صمتك انك موافقة
لتهز رأسها وتهرب منه ليضحك عبدالعزيز: مبروك يا أم عبدالعزيز ، وهذه عينك بـ تقر بشوفة وعيد عروس..
أم عبدالعزيز: يا خوفي من سامي ولد عمك
عبدالعزيز: ما عليك منه ما عنده غير الهياط ، الحين يا الغالية ابيك تفرحين بها والله يوفقها يارب.
أم عبدالعزيز: ويوفقك يا نظر عيني .. ما قلت لي عمتك وصلت الرياض ؟
عبدالعزيز: الله يذكرك بشهادة انشغلت عنها ، عندي قضية يا يُمَه تشيب الراس دعواتك
أم عبدالعزيز: الله يحميك من عيال الحرام ويوفقك ويفتحها بطريقك
ابتسم: الله وش ابي غير رضاك يُمـه ..


.
.
.


في بيت أبو ماجد

في الصالة الداخلية يجلس على الكنبة ذات اللون العنَاب

ماجد بجدية: سعاد يختي خلاص بأخذها لا تزنين يمين بالله صكيتي راسي، اشهد ان لا إله الا الله. بس بـ سأل ما تعبتِ من كثر ما تزنين !
سعاد وهي تسكب له فُنجان من القهوة: إلا منُى عيني أشوف هالملاك اللي بـ تأخذ ماجد
ماجد تنهَّد: تصدقين ان لمحتها .
اتسعت عينيها وتضرب صدرها: شفتها يا مجيد ! يا فضحتينا عند العرب
ضحك ماجد بصوت عالٍ: انتِ فضيحه ، اقول لكِ لمحتها بالغلط
سعاد وبفضول: عساها زينه ما علينا من الزين ، ايه أصلًا أهم شيء أخلاقها
رفع حاجبه الايسر: احلفي بس ، اقول لا ينط لك عرق بس ، المهم الله يسلمك قررت بعد ما تستقر أمورهم أخطبها الرسمي ..
سعاد: طيب هي بنت والا مطلقة والا أرملة ؟ وش هي يعني ؟
تنهد ماجد: مطلقة وعندها بنت ولد
سعاد: بعد مطلقة وعندها ولدين ! وش اللي حادك يا أخوي ! وأنت حتى المها ما دخلت عليها تتزوج مطلقة ! والله أنْ أمرك عجيب !
ماجد وهو يرتشف القهوة ويضع يدُهُ: بس سلمتي ، وبعدين وش فيها المطلقة أمرك عجيب ان جلسنا عزوبي ما عجبك وان اخذت مطلقة هم بعد ما عجبك ، والحل معك !
سعاد: اسمع يا أخوي دلال بنت أبو سعود والله انها جميلة ، شعر وبياضها يذبح الصقر وو...
وبضيق يقاطعها: يا سعــــــــاد لا توصفين ! بسك عاد يعني تجهلين ان الوصف ما يجوز !
سعاد: مو احتمال تأخذها احسن من هالملاك المطلقة
زفر بغضب: بـ تسكتين والا شلون ، أبي عرف نوصير كيف متحملك..
سعاد بعقلية القُدماء: ولد عمي وملزوم انه يتحملني ...


.
.
.

المواجع والظنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن