9

5.1K 84 2
                                    



.
.
.




أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا
أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ
نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا
أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ
خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ
فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ
وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ
وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ
حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ
أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ
كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَتْ منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ
وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ
وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ لَهُمُ بكُلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ
مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا وَحْشِيّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعْبَقُ
أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ
لم يَخْلُقِ الرّحْم?نُ مثلَ مُحَمّدٍ أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ
يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ
أمْطِرْ عَليّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرّةً وَانظُرْ إليّ برَحْمَةٍ لا أغْرَقُ
كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ

المتنبي





.
.
.







قبلها بنصف ساعة

ياسمين: جمال.. يا اخوي انا وبدر بـ نسافر.. عشان ملاك بس حرام تلغي شهر عسلك هي وش ذنبها الضعيفة.. يكفي انها طاحت بالمستشفى وغير كذا معها فقر دم..
جمال بغضب: طلعت المستشفى وبدون علمي.. ويازيني مشنقل يد حرمتي في ماليزيا.. واختي تعبانة وهي اولى.. وخري بس عن وجهي..
ياسمين بغضب: هي طلعت مع ابوي... جمال الله يهديك لازم تضايق المسكينة وهم..
ولكن لم يصغي لـ كلماتها الأخيرة.. صعد لجناحه ومن ثم فتح الباب بعنف...


.
.
.



لـ تعبد المفرش وتقف على رؤوس ارضية من سجادة الباستيل الابيض.. من ثم ولجت دورة المياه.. لـ تغلق الباب بعنف وتوصده بـ قفلتين..
امسكت مقبض الباب ،وتحاول ان تتزن بـ مشيتها.. ألم يزور ضلعها الاعوج..
لا تصدق بأن تفوه بـ تلك الكلمات.. وجعا تعبر فوق ملامحها شديدة الصدمة
اسندت رأسها على الباب لـ تسقط بإنهيار وبكت بشدة..
ارتمى بظهره على الباب متلقي بكائها المكتوم.. عض على قبضتيه بغل وقهر شديد..
يخبط رأسه بالباب عل تخفف وطأة الوجع..
جمال بخوف: وهم حبيبتي اخرجي.. لا تبكين داخل.. تعوذي من ابليس..
ضحكت بوجع: على اساس خايف على مشاعري.. سيد جمال
جمال بتعب: يا بنت الحلال اخرجي.. خلينا نتفاهم..
وهم ببكاء: انا محرمه عليك.. تفهم يا زوجي العزيز..
جمال: هي لحظة غضب وأنا..
قاطعته بإنهيار: روح ابتعد.. لا ترجع لي ارخصتني عشان شنو..
يعني اموت وانا انتظرك عشان تتكرم حضرتك وترأف على حالتي..
جمال: استغفر الله العظيم.. أنا خارج من المكان.. بس اخرجي من الحمام ما يجوز تتكلمين فيه..
بغضب اردفت: على أي اساس تتكلم.. وانت عارف ان الي سويته فيني حرام.. ما تخاف ربك.. كرهتني في نفسي.. اكره قسوتك تفهم اكرهها.. اكرهك كل مرة احبك فيها.. اكرهك حاولت اتقرب منك أكثر فوق ماني متغيرة وبسببك انت.. قاسي بحقي
اكرهك حتى يوم تعبت المفروض كان تحمد لي بسلامة لكن وش جازيتني.. تطلب اشياء عمري ما قد سويتها... تبي اعدد لك عن الأشياء
جمال بألم لوجعها الذي يفور حمماً من بركان خامد..
جمال بوجع: وهم لا تقولين كذا.. ادري استاهل واني حيوان.. بس اخرجي لا تسوين في نفسك شيء..
كل ما فيها ينتفض وبشدة وبكاء مصحوب بشهقات عنيفة: ما يحق لك تدخل فيني.. ما يحق لك ليه ما علمتيني..
ما يحق لك تفتح فمك بـ كلمة.. إن شاء الله اموت.. ما لك حق... تفهم
والله لا اقهرك مثل ما اقهرتني... والله لا اقهرك
وكأن تلبستها عفاريت غضبه الجنوني..
شهقت لـ تكسب المياه وتلسع حرارة قلبها لـ علها تطفي نار الوجع.. يخذلها من جديد بعد خيبات اعتادت منه لـ يزرع الحقد والكراهية بـ قلبها..

كلمتها الأخيرة.. وكأنما تطعَن به سكين تقطع نصال روحه.. خناجرها تصيب قلبه مباشرة.. القى بـ شماغه بسرير فتح أزرته العلوية.. دس أنامله بشعره ،وهو يغمض عينيه وهو يشعر بـ إرهاق.. وضع يده المُغطاة بـ شاش ابيض لـ يطبع الدماء من جبينه وتسيل على خده الايمن..

وقف بتعب وخرج لـ يهبط لدور الأرضي.. يشد سلمان ثوبه
وبحقد: وين اختي يا الحرامي..
توقف بمكانه ومن ثم التفت اليه.. لـ ينظر لـ عينيه مثل عيني وهمه..
جمال: اختك فوق.. في بيتها..
لـيردف بعناد: انا بأخذ اختي معي ونرجع للبيت..

أم علي: الله يهديك يا سلمان.. يا وليدي قرب.. اعوذ بالله وراه وجهك منقلب لـ اسود.. حلفتك بالله يا جمال تقولي وش صاير؟؟
جمال بضيق: الله يهديك يا ميمتي تحلفين ليه..
أم علي: اعرفك يا جمال هالوجه ما تبشر الا بالعلوم الرديه.. وش مسوي وش الي هببت فيه..

ثواني خرجت كـ الاعصار ومن ثم تهبط شدت حقيبتها لـ ينزلق بين مدرجات وتتناثر ملابسها بكل مكان..
نظر لـ عينها المتلثمة بـ الغطاء الثقيل..
ام علي: يالله سترك.. وراها مرتك وهيم وش بلاتس!؟
سلمان صعد درجات الحلزونية من ثم عانق اخته ويجهش بالبكاء..
وهم وهي تمسح دموعها وبشهقة: يا عيون اختك والله انك وحشتني..
سلمان يمسح دموعه ومن ثم ابتعد.. لـ يمسك يديها: قومي نرجع لـ بيتنا..
أم علي: وراكم ساكتين.. الله يكفينا شر ما به الشر.. انت وراه مبلم وش بلاكم اثنينكم
وهم: يمه انا برجع بيتنا.. وهذاني اقولها ولد العم عافت الخاطر منه..
ام علي بصدمة وضعت يديها على رأسها: يالله سترك.. مهبوله انتي.. لا بالله انهبلتي وش ها الحتسي الماصخ.. وانت يا المهبول تطاوع ها الخبلة..
وهم بسخرية: أي يا ميمتي هو محرم علي.. على باله اني امه..
ام علي سقط عكازها على الأرضية لـيدوي صوت مزعج.. انتبه جمال لـ يمسكها
وبغضب: الله يسود ها الوجه.. انت مجنون هذا سواة عاقل.. الله يسود ها الوجه
تقدم ابو جمال لـ يلتقي بعثرة الملابس الملقية بإهمال.. من ثم تقدم بخوف...
أبو جمال: وش الي صاير.. يمه
أم علي وهي تبعد وبـتمايل امسك بها أبو جمال: ولدك هذا ما منه فود.. الله حسبيك.. يا كبرها عند ربك.. تعصي ربك مهبول انت..
أبو جمال: وش مسوي يا جمال.. وهم وين خارجة يا عمك...
أم علي: يالله سترك.. يالله لا تفضحنا.. يا امتس يا وهيم اصبري عليه.. اصبري هو ولد العم.. ما لتس غيره..
أبو جمال وجه يتغير: عسى ما شر.. والله حاس ان فيهم شيء..
أم علي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. يالله الصبر من عندك..
أبو جمال: يا عمك وش مسوي جمال... انت وراه ما تنطق..
وهم ببكاء: يا عمي ابيك تأخذ حقي منه.. هو
أم علي: استغفر الله العظيم.. رح عن وجهي الله يسود الوجه..
أبو جمال بغضب: يا يمه وش الي صاير؟!!!
أم علي: معتبرها مثل امه.. ولدك كانه ما يعرف حكم الظهار.. يبي يعود ايام الجاهلين.. يالله عليك تكلان..
أبو جمال بغضب وغيض: مستقوي عليها يا الرخمة.. مستقوي على بنت عمك
من ثم اقترب منه لـ ينحني جمال ويقبل يده لـ يمسكه أبو جمال ويشد أذنيه: تبي أمصع اذونك ثانية.. مسود الوجه... والله ان بغت طلاقها تطلقها..
جمال ابتسم بوجع.. لـ يلتفت لـ لتك المختبئة بين احضان اخيها..
لـ يردف: يبه بـ كفر عن ذنوبي وبصوم شهرين...
أبو جمال بغضب: هذا انت الي تبيها وراها موجعها.. حطني على بالك زين يا جمال هالسواة الي تسود الوجه.. مهبول توك قبل يومين كان عرسك
جمال: لحظة غضب وإن شاء الله ما تتكرر..
أبو جمال بحده: أي خير إن شاء الله.. دامك خايف عليها يا ابو نفسية توجعها ليه.. فارقني... ولا اشوف وجهك اذلف لا تمسي عندي
جمال بصدمة: يبه وين اذلف في ذا الليل..؟
أبو جمال بغضب: مهبوب شغلي.. دبر لك أي مكان واذلف فيه..

ابتعد جمال ثم خطف نظرة أخيرة لها.. خرج بخطوات مُتعبة وركب سيارته لـ يتحرك خارج أسوار القصر...


.
.
.



جلس على مكتبه.. الغى مواعيد الغد... وبلغ سالم بـ أن يذهب عندما ينتهي من عمله..
لـ يجد جاسم فتح باب مكتبه.. آخر ما يتمنى رؤية وجه هذا الشخص..

ابتسم جاسم: ايه علومك يا عريس.. إلا متى ناوي تطلق بنت الخالة وهـــــــم
لـ يقترب منه وبخطوات غاضبة.. أمسكه من ياقته لـ يدفعه على الجدار
وبهسيس أعمى: والله لو جبت سيرتها على لسانك لا اقصه لك... إذا سكت عنك المرة الي راحت فـ هو بمزاجي.. لا تختبر صبري تبي ادفنك بنفسي تبشر يا الخسيس..
جاسم بـ ابتسامة مُستفزة وهو يزفر بخبث: ليه نضحك على بعضنا.. وهم ما تبيك طلقها
والا تبيها مثل اختك المجنونة
لـ يركله على بطنه ومن ثم صفع وجه وضربه بعنف.. ورماه بعنف للجهة الأخرى...
امسك شفتيه ودم يلوث وجهه: قلت لك من البداية اننا نحب بعض.. ليه تحب تفرق بين اثنين عاشقين..
رمى ظرف الذي سقط بين يديه... لـ تصل إلى اقدامه..
جاسم بـ تلاعب: شف كل المكالمات معها والفواتير قدامك.. بالغربة هي الي تصبرني وتدق علي بنفسها...
يديه ارتعشت لـ ينحني ويشد الظرف فتحه بتوتر كبير..
وعينيه تتسع من صورها والفواتير العديدة التي تساقطت من يده..
وبجنون امسكه ليركله على بطنه: تلعب عليها يا الحيوان.. من متى وهي مخطوبة لك ما ترد يا الزفت....
جاسم ابتسم بوجع ودماء تتصاعد بفاهه: من قبل ما اسافر.. خطبتها من ابوها...
امسكه من ياقته لـ يشده ويرميه خارج البنك الذي يمتلكه.. ركب سيارته لـ يحركها بجنون وغضب اعمى...


.
.
.



وصل للقصر وترك الباب مفتوح والمفتاح معُلق بداخل السيارة... صعد الدرجات بخطوات سريعة.. فتح الباب لـ يجدها متكورة على نفسها امسكها من شعرها وسحبها لـ تسقط على الأرضية
بغضب: يا الفاجرة تكلمينه من وراي...
لـ تشهق بـ فاجعة: بسم الله وش فيك رجعت.. انت ما تفهم اني محُرمة عليك.. خاف الله فيني تبي تذبحني انت.. لا تلمسني...
جمال بغضب لا يرى سوى نظرات جاسم امامه تتشمت به...
رمى صور بوجها: هذه صور مين... قولي صور مين...
بصدمة لترى بنفس الحركة صورة لها هي واختها.. لكن جاسم كيف؟|
بشهقة: هذه انا.. بس والله
لـ يصفعها على وجها.. ومن ثم شد شعرها وامسك عقاله لـ يصفع ظهرها وتصرخ بـ انين...
جمال: يا الفاجرة يا الخاينة.. كل ها السنين وانتي مأجله عشان تبين تفهميني.. اثرك تلعبين من تحت لـ تحت.. تلعبين من وراي والله لا اعلمك وشلون تخونيني والله لا اذوقك الويل يا بنت الـ............
وبـ ملامح شاحبة تذرف الدمع..: يا حيوان فكني.. لا تلمسني الله ياخذك ويقهرك.. انت غبي انا كيف اكلمه.. وانا عمري ما فتحت جوالي الا بالسنة الأخيرة.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..
جمال: ولا حرف اسمعك.. ولك وجه تدعين بالقهر...
وهم: ما خنتك ليه ما تفهم...
رمى جسدها لـ يضرب بحافة المنضدة لتتوجع وببكاء: والله مهوب انا.. والله في ذا الصور مهيب انا يمكن صورة مكيدة أكيد انه جاسم لعب في صورة.. لكن والله.. والله اني مظلومة.. حرام عليك..
ابتعد عنها وانفاسه سريعة صدره الذي يهبط من شدة الانفعال والغضب.. قلبه يؤلمه جداً.. وهو يدور ورأسه صداع شديد الوجع

.
.
.


بالدور الارضي

ام جمال: لا حول ولا قوة الا بالله.. عين وصابتهم.. الله يهديه جمال يا شينه اقشر لا عصب يا خالتي...
أم علي: اقشر على نفسه مهوب على الضعيفة.. مهبول هو في احد يعوف وهيم...
أم جمال: والله يا خالتي مدري وش بلاه!!؟ ما غير مقابل اخته والله يا خالتي ما خلى فيها الا عظم عسى يديه الكسر عسى الله يأخذه..
أم علي: يا حصة ما كانه هذا ولدك جمال وراه داخل كذا.. هو تخيبل على آخر عمره...
أم جمال: الا والله هو.. بروح اشوفه...

لـ تلحق خطواته السريعة...
أم جمال: يالله وش ها الصوت.. جمال يا امك افتح الباب..
جمال يصرخ بجنون: يمه خليني بروحي...
أم جمال بحده: يا ولد قلت لك اخرج.. انت انهبلت وهم ما يجوز تدخل عليها.. افتح الباب والله يا جمال..
وهي تسمع انين وبكاء وهم... فتح الباب لوالدته... لتدخل بصدمة
أم جمال: تضربها يا جمال.. انت ما تخاف الله.. اجل ما الوم الغريب الي ضرب اختك تبي تذبحني انت.. انقلع عن وجهي.. حسبي الله عليك من ولد..
اقتربت من وهم ثم شدتها لـ احضانها.. لتبكي بألم
بإنهيار: والله يا خالتي ما خنته.. انتم تعرفوني زين والله ما تطلع مني العيبة.. 3 سنين شرطت عليه عشان افهمه والله يا خالتي ذبحني بقسوته.. دمر حتى القلب عافه الخاطر... خالتي مابي الا ورقة طلاقي




جلس على الكرسي من ثم فتح أزرته العلوية وباختناق: وش لك مصورة ها...
غطت وجهها وهي تئن من شدة الوجع.. اغمضت عينها بتعب وبرودة الأرض تلقي رجفة بجسدها المُتعب...
أم جمال: أي صور.. قلت لك انقلع برا والا والله يا جمال لا انت ولدي ولاني امك...

لـ تجيب بكره: الله ينتقم لي منك ومن كل الي ظلموني.. الله ينتقم لي منك..
لتقف بتعب وهي تتحامل على نفسها لـ تسير بخطوات مجهدة.. سندت يديها بـ الجدار حتى تخطو بـ اتزان.. لـ تدخل داخل دورة المياه من ثم وقفت عند المغاسل لـ تجد وجهها الجميل مشوه وكدمة تحت عينيها.. دست اناملها بـ شعرها المبعثر لـ يسقط بين اصابعها وكأنما قلع فروتها...




خرج بخطوات مُتعبة.. لـ يجلس على الأريكة المزخرفة بـ تموجات عتيقة بـ اللون البياض وسواد وكأنما تعكس حياته مع تلك القريبة والبعيدة لـ ضلعه..
و الأبجورتين تقف على رؤوس سجادة بيضاء.. نظر للرسومات الجدار من الباستيل

وضع يديه على جانبي رأسه لـ يزفر: يارب..
اغمض عينيه بتعب.. الهم قد آكل ما بـ عقله.. لـ يسمع رنين هاتفه الملقي على طاولة الصغيرة.. أمسك بـ الهاتف
من ثم أردف: يا هلا عبد المحسن.. علومك عساك طيب ،وكيف دراسة معك؟!
عبد المحسن: الحمد لله.. وراه صوتك كذا!! جمال يا أخوك فضفض أنا أخوك ستر وغطا لك ،ولا تكابر وتقول ما به شيء..
يحاول يكتم عبرته: ملاك يا عبد المحسن.. الحيوان طلع معذبها ويتاجر بالمخدرات وغير البلاوي الي مسويها من ورانا ولا أزيد لك من شعر بيت.. مدخلها مستشفى الطب النفسي ومزور اسمه هو طارق.. كل هذا واختك تعرفه وسكتت بالله وش اسوي بـ سلبيتها.. قولي وش سواة يا عبد المحسن..
بألم: الخسيس.. هي وشلون سكتت ها السنين كلها.. ابد مهيب ملاك وين قوتها؟!!
جمال بوجع: دنس براءتها وعفتها الحقير.. كلمت الدكتور المختص بحالتها.. ماجد الله يجزيه كل الخير ما قصر معي وعطاني رقمه..
عبد المحسن بصدمة: لحظة يا جمال.. انت قلت كلمت دكتور.. ليه وش له؟!!
جمال: أختك الحوض عندها مكسور والعصص تخيل انت كله من فعايله وساكتة.. بس والله لا اعلمه ان الله حق..
عبد المحسن رمى كتابه جانباً ثم بغضب: كيف سكتت وصلت للضرب تتجرع الألم وتسكت.. أكيد الحيوان مهددها توأمي واعرفها وحاس فيها.. قلبي كان حاس أنها ماهي بخير..
جمال: مهددها بـ عيالها..
لـ يضحك بوجع ثم مسح دمعته: ملاك حملت وبروحها.. يا وجع قلبي عليك يا ملاك.. اسمعني انا راجع للسعودية بلا دراسة بلا هم..
جمال: ترجع ليه الله يهديك بس.. انا جاي لك بعد يومين.. حجزت عند الطبيب ورسلت أوراقها.. اسمعني زين يا عبد المحسن هالله الله في دروسك واهم شيء صلاتك تحافظها بوقتها.. يخي يقولك كيف تعرف انك ذكي من تركيزك بـ صلاتك وانا اعرف انك حريص على الصلاة وما تتهاون فيها.. لقوله تعالى: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.. سورة الذاريات الآية 55 ..
ابتسم عبد المحسن: ونعم بالله.. أنا في انتظارك.. هي وين الحين ابي اكلمها والله مشتاق لـ صوتها..
جمال: هي في غيبوبة والله العالم متى تصحى..
عبد المحسن: لاحول ولا قوة إلا بالله.. الله يبلغني بشوفتكم.. على العموم بلغني اول ما توصل بـ استقبلك في المطار..
جمال: ابشر محتاج شيء..
ابتسم: سلامتك
ابتسم بتعب: الله يسلمك ،وابشرك ياسمين انخطبت..
بفرح: ما شاء الله.. مين الي تقدم لها..
جمال ابتسم لنبرة فرحه: زيد ولد العم..
عبد المحسن: أي والله يا حي النسب.. الحيوان مشتاق له.. الوالدة عندك ابي اكلمها..
جمال: لا انا مهوب جنبها.. دق على البيت..
ابتسم ثم ودعه..

خرجت له أم جمال وهي غاضبة بشدة: انت وبعدين معاك كل ما زانت جد علم جديد.. وراه ما تركد
جمال: يمه لا تزيدنها علي.. الفاجرة صورها اخذته من جاسم
بتعقيده حاجبيها: أي صور وأي جاسم.. انت وش ذا الي تقوله
وبزعل: والله اني زعلانة عليك.. أجل تضرب بنت عمك.. وين حنانك يا ولدي هذي يتيمة خاف ربك فيها.. بكره ربك بـ ينشدك عنها وانت موجعها...
جمال بألم: يا يمه افهميني.. صورها لقيتها عند جاسم ولد خالتها...
اتسعت عينيه بصدمة: وانت مهبول أي شيء يقوله ها الجاسم تصدقه.. وراك ما تصدقها.. يعني تجهل حبك لها وتجهل غبينة جاسم الي من اول يبي زلة لك..
جمال بتعب: يمه وش تقصدين بـ حكيك
أم جمال: البنت ما لها ذنب.. جاسم يبي بنت عمك عشان حلال امها وانت يا ما شاء الله عليك ما قصرت فيها... قوم عن وجهي بس..
جمال: يمه صور.. صورها يمه وغير المكالمات الي كانت تكلمه...
أم جمال بغضب: يالله الصبر من عندك.. صور اكيد مكيدة منه.. انت متى تفهم انها ما لها ذنب... والله يا جمال ان مديت يدك عليها انا الي بضربك انت فاهم...


.
.
.


في مكتب الضابط وبحضور جمال وبدر...


كان يجلس مقابل اخيه... بضع دقائق ودخل طارق مقيد اليدين وهيئته الرثه
لـ يقف جمال ومن ثم شد بلوزته: الا كيف مكانك الجديد عساه عجبك..
طارق ضحك بخبث: بالحيل عجبني...
جمال وكأن شياطينه تتراقص ثم كور يديه وضرب شفتيه وعينيه ازدادت سواد: تضحك يا الخسيس.. تحسب نفسك بتهرب من فعايلك... الموت في دمك حلال وانا الي بـ اقتص منك يا الكلب..
طارق: الا كيف القوية..
جمال: طلقها يا الحيوان... انت ما تسوى شعره منها..
طارق بخبث: طلاق ماني مطلق.. مهوب انا الي اسيب زوجتي في هالموقف..
جمال ضرب فكي طارق.. ومن ثم وضع انامله وقيد عنقه يضغط بقوة وكأنما روح سـ تزهق..
جمال: والله لو مخافتي من الله كان ذبحتك يا الـ..........
ثم دفعه لـ يصدم ظهره قسوة الجدار... لـ يحاول يأخذ نفس وجهه المُختنق
بدر: يا جمال كافي اتركه.. لا تلوث يدك بدمه..
جمال: انتظر اعدامك يا الفاجر...

ثم صافح نقيب ناصر... لـ يخرج مع بدر..




.
.
.



بعد يومين



كانت تقبل عينيها ويديها وتبكي بصمت: ودعتك الله يا ملاك.. جمال هالله الله في اختك..
لـ يزفر جمال: إن شاء الله.. يمه انتبهي عليها إن شاء الله شهرين وراجع لكم...
أم جمال: إن شاء الله يا امك.. والله يصبرني على شوفتكم...
ابتسم جمال ثم اقترب منها وقبل جبينها: بدق عليك يمه.. وبعد بخليك تكلمين ملاك..
أم جمال: استودعتكم الله التي لا تضيع ودائعه...
جمال قبل جبينها.. من ثم خرج وهبط لدور الأرضي
أم علي: عود كود عقلك يعود معك..
جمال بوجع: بعود يا ميمتي وبصفي النفوس.. مابي اروح لديرتن بعيدة وانتي متضايقة مني..
أم علي بضيق: الله يسهلك..
جمال: افا وين ابتسامتك الحنونة.. يهون عليك ميمتي..
أم علي: اقول اندزلع عن وجهي.. مثل ما هانت عليك مرتك يا المهبول..
جمال: أي والله اني مهبول.. بس شهرين وبرجع وهبالي بـ يركد.. يا ميمتي يمكن اروح من هنا وما عاد تشوفين وجهي اموت مثلا
أم علي تكزه بـ العكاز على كتفيه: قم لا بارك الله فيك..
وقف جمال وضحك: أفا حتى ما تبين اسلم على عيونك المملوحة
أم علي: يا بدر خذ اخوك المهبول.. يالله تعطينا صبر..
اقترب منها وشد يديها ذات تجاعيد وقبلها: اسلم عليك يا ميمتي.. وهالله الله بحرمتي وعقليها يمه.. كلها شهرين وراجع لكم..


ابتعد جمال لـ يخرج من الباب الطويل.. لـ يقابله زيد في الاسوار..
زيد: هيه ابو نسب...
ابتسم جمال: هلا بالعريس المطفوق...
زيد: تراني ما عرست باقي عزوبي.. وانت الله يهديك طلعت لي بـ ها السفرة المهم عجل
ضحك جمال: اقول اركد بس.. وراه مستعجل انت.. ما يتم زواج عقب ما شفت بعيني
زيد امسك ثوبه: وش شفت وش ها الخرابيط
جمال بخبث: ما عندك وظيفة وشلون تصرف على اختي...
زيد: اشول الله ياخذك.. ومزرعتي ما تكفيك وغير الخيول الاصيلة الي عندي..
جمال: أنا اقول لازم نعيد النظر بـ ها الزواج..
زيد: صبرك جمال وين حلمك الله ياخذك
قهقه جمال لـ ينحني من شدة الضحكة وتدمع عينيه
زيد: يا الكلب كل هذا مو مبين بعينك..
جمال ابتسم ثم مسح دموعه: مو كافي لا يوقف قلبك بس.. العروس موافقة والعرس بعد شهرين.. عاد دبر لك بيت وان كان تبي ......
من ثم ركض.. و زيد الذي استوعب
زيد: يا الحيوان انت ومقالبك الخايسة مردوده يا الكلب...

ابتعد جمال وفتح باب سيارة لـ يركب وأشار إلى بدر بأن يتحرك
بدر بضحكة: حرام عليك جننته المسكين..
زيد وهو يركض بخلفهم ويرمي حذائه الله يكرمكم
جمال بضحكة: والله لا تشوف شكله...
شاركه بدر بضحكة ثم ابتسم: حمد لله الي عوض ياسمين بـ زيد مزوحي ويحب الحياة..
جمال: حمد لله.. الله يوفقهم.. عاد يا بدر لا اوصيك بـ امي وابوي وميمتي حطهم بعيونك ولا تقصر معهم بشيء...
بدر: ابشر.. انت طمني لا وصلتوا هناك وسلم لي على عبد المحسن..
جمال: يوصل إن شاء الله..
وصل للمطار ومن ثم ودع اخيه.. بعد الإجراءات حلق بـ طائرته الخاصة...





.
.
.  

المواجع والظنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن