.
.
.
ليتني ما كنت إلابسمة تلهو بثغرك
ليتني ما كنت إلا
راهبا في نور قدسك
أنثر الأزهار حولك
أجعل الدنيا رحيقا
يحمل الأشواق نحوك
أجعل الأيام طيفا
هادئا.. يهفو لظلك
ليتني طفل صغير
يحتمي في ظل صدرك
* * *
مع الأيام يا حبي
سأبعث للهوى الزهرا
و أبقى العمر يا دنياي
أنشده.. مع الذكرى
فأنسى أننا نحيا
كعصفورين.. و افترقا
و أنسى أننا كنا
شعاعا ضل و احترقا
و أنسى أن أيامي
غدت من بعده أرقا
* * *
سأبعث يا هواي اللحن
أنغاما.. تعزينا
و سوف أراه أشواقا
تداعبنا.. تمنينا
بأن لقاء غربتنا
غدا في البعد.. يأتينا
فإن غاب الهوى عنا
ففي الذكرى تلاقينا
* * *
إذا ما طار في الآفاق عصفوري..
و طرت بعيدة عنه
و صار العمر أوهاما
و ضاع عبيره.. منه
و عشنا العمر أغرابا..
فقد يتزوج العصفور عصفورة..
و يأتي الطير أفواجا
ليلقى الحب.. أسطورة
ترى.. هل يذكر العصفور أحبابه؟!
سيحيا القصة الأولى و لن ينسى..
و قد يشتاق أحيانا فيبعث شوقه.. همسا
سيأخذ ريشة منه
و يكتب فوقها.. اسمه
و يبعثها مع النسمة
و يسألها عن الماضي عن الذكرى عن البسمة..
فاروق جويدة
.
.
.
بعد ساعة ونصف – بقصر أبو جمال
مجالس الرجال
ابتسم ماجد: ياللا ياعم أستأذن وراي بعد ساعتين طائرة ومثل ما انت عارف لازم اكون قبلها بوقت..
أبو جمال: ماهنا الا كل خير.. تتعشا يا عمك ثم توكل انت وحرمتك..
جمال وكزه على جنبه: يا شين الاهتمام صدق مجيد اعترف..
عدل نسفة شماغه: انت وشبلاك علي.. اعوذ بالله من الحسد..
غرق بالضحك: يارب لا تبلانا اثرك عاشق وغرقان ولا وتقول بنت عمك وهالخرابيط..
بعقدة حاجبيه وبتهكم: ابي اعرف شيء واحد انت ودعاية كرست اللي مسويها
ابتسم بخبث: اذكر الله ظاهر بتطيح سنوني من عيونك..
ماجد: يا ما شاء الله عليك.. الحين قم ضف وجهك وشف لنا العشاء لان صدق بتأخر على طايرة ومهيب زينة بحق اختك..
ربت على كتف رفيقه: ابشر على ذا الخشم..
لـ يقف جمال ويشد خطواته للخارج متجهًا نحو المطبخ من الباب الآخر..
لـ يزمجر: يا ولد..
وهم انتبهت على صوته لتقف وهي ممسكه ابنها صالح..
لتدخل للمطبخ: هلا حبيبي..
نظر لجسدها الممتلئ فتنة وسواد يعانقها في ليل مقمر والبدر يشهد عليهم..
ابتسم واقترب لها بحب: ارفقي علي يا ام صقر، إلا ما ودك نجدد ميثاق الحب وشهر عسل جديد
ضحكت وهي تقبل خديه: وش تبي داخل للمطبخ نجدد لك القهوة كان تبي
وتغمز له الماكرة..
ابتسم لـ يعض خدها: ما عليه نتفاهم بعدين.. جهزتوا العشاء..
ملاك دخلت المطبخ وبخجل: سلام عليكم
ابتعد جمال ليرى طفلته واخته وبخبث
وابتسم: حي الله العروس.. تعالي صدق وش مسويه بـ مجيد رجال متغير 180 درجة..
قبلت رأسه بـ احترم
وبخجل فطري: هلا فيك..
وهم ضحكت لـ تلتقط خبث زوجها: ما عليك فيه يا ام خالد.. اخوك مراهقته متأخرة..
امسك كتفيها لـ يضغط عليها..
ملاك بعنين متسعة: أبو صقر يهديك الله..
بعذاب أردف: مين المراهق فينا وهـيم..
وهم بضيق: جمال يخي امزح معك وش فيك تضايقت..
جمال ابتعد عنها ليردف بقسوة: 10 دقائق والقى سفرة جاهزة..
ملاك: ما عليه يا وهم يمكن انه متضايق من شغل.. تجاهليه..
وهم وهي تبلع غصة لتردف: ما صار إلا كل خير.. ادري جرحته صاير مزاجه ناري هالأيام.. امسكي صالح وبجهز له سفرة..
ملاك: وش سفرته اتركي عنك هالخرابيط اساسًا ما يصير تأخذين شيء ثقيل..
وهم بتعب: لا ما عليك..
قبل دقائق جهزت طبقات من الحلا وأكثر من صنف..
لتذهب لصالة الطعام للضيوف وتجهز السفرة الملكية بمساعدة الخادمتين حليمه وخديجة..
كانت متعبة رغم أنها لم تنام منذ يوم كامل.. صداع كـ نواقيس مظلمة لتجلس احدى الكراسي وتغمض عينها بشدة لتنتبه لرائحة عطره وتفتح عينها لتجده واقف بطوله وعرض كتفيه..
ابتسمت بألم: سفره جاهزة يا أبو صقر..
جمال بصدود: ما تقصرين.. وليتك تحشميني قدام اهلي يا وهم وإلا والله لي تصرف ثاني معك..
وهم بضيق: ما كنت اقصد والله هي طلعت كذا مزحة بسيطة..
أمسك من رصغها ويضغط بقوة..
بوجع: جمــــال يدي الله يهديك..
جمال: مزحك البايخ وفريه لك سمعتي..
ابتسمت بضيق: ان شاء الله حبيبي.. ياللا ما اطول عليك، وعليك بالعافية..
امسكها جمال لـ يقبل رأسها: تعشي وصعدي فوق..
لتهز رأسها وتبتعد عنه.. مخلفه وراها بركان خامد..
لـ يتجه للمجالس
وبترحيب: حياكم الله اقلطوا على العشاء..
.
.
.
يوم جديد
كانت متعبة تريد ان تنام لكن عقلها متشتت، من أخر محادثه معه.. كأنه يسأم منها وينتقد على تصرفاتها
لتصلي ركعتي الضحى وبقلب خاشع..
بعد ما انهت صلاتها لترتب جلال الصلاة.. من ثم اقتربت من سرير ابنائها لتجدهم نائمين بهدوء..
لتبدل ثيابها بـبلوزة قطنيه عاريه وبنطال صيفي برمودا..
وتتجه نحو المطبخ لـ تجهز المقادير الحلا، والغداء..
بعد ساعة ونصف لم تستطع الوقوف لتسقط على الارضية بتعب.. حاولت أن تتماسك وتتزن لكن قوتها انهارت
اغمضت عينها وهي تمسح بوجهها وتستغفر: يارب، وش هالشعور اللي يخنق..
تريد أن تنهض لكن قدميها لا تساعدها..
بالمقابل..
كان قد نسي اوراق مهمة جدًا له.. صعد السلالم من ثم فتح باب منزله ليجد هدوء ومرتب كما خرج لا سيما رائحة العود تنتشر بفخامة..
فتح باب غرفته ويقترب من سرير ابنائه ليجدهم نائمين بهدوء قبلهم من ثم بحث عن اوراقه لـ يفتح التجوري
ويأخذ الملف الازرق.. استغرب من هدوء المكان عادة يسمع صوت القرآن بالصالة التلفاز
ما بها بحث عنها بدورة المياه ليخرج ويتجه نحو غرفة الاطفال
ولا يجدها.. اقترب من المطبخ الكبير واطل بشكل سريع
لـ ينتبه لجسدها الممد با ارضية المطبخ..
خوف عميق يسكن بـ ارجاء اضلعه.. لـ يركض لها ويرمي الملف حضن رأسها وقبل عينيها
جمال بقلق: وهم ام صقر..
ليحاول أن يصفعها بوجهها لكنها لا تجيب.. ابتعد عنها حتى امسك بكوب ماء
ويكسبها على وجهها الاصفر كورقة خريف اشتد عليها وسقطت بذبول..
قبل عينيها وبحب: وهم عيوني اصحي..
فتحت عينيها بتعب لتغمض العنين
وبإهارق: انا.. انا بخير..
جمال: وش فيك..
وهم: الاكل بـ يحترق طفي على نار..
جمال: خليه يولي انت وش فيك ؟
وهم ابتسمت: ما فيني شيء طلبتك طفي النار..
جمال: عنيدة يا كافي مدري طالع على منو..
تألمت من كلماته المبعثرة.. لتبتسم بوجع وتحاول نهوض لكن جسدها الواهي
لـ ينبته لها ويمسكها من خصرها: ارتاحي الحين..
لـ يرفع جسدها وتصرخ بتعب: لا واللي يسلمك بطلع كل اللي بجوفي..
جمال: وش اكلتِ اليوم ؟
وهم: ما فيني شيء نزلني تراني دايخة..
وضعها على الاريكة الفردية.. لـ يجلب لها مسكن واخذ بعض الغداء بصحن..
اقترب منها وبهمس: افتحي فمك..
وهم: فيني النوم.. مابي اتغدا ليه كلفت على نفسك
جمال شد على ملعقة: بلاها ثرثرة واكلي ياللا اشوف..
لتأكل لقمة ولقمتين حتى احست بالشبع..
وبدلال قبلت خده: مشكور..
لتغمض عينها براحة وتنام بشكل مرهق لـ عينيه..
امسكها ليرفع جسدها وبخطوات دفع الباب ليضعها بالسرير
قبل جبينها: نوم العوافي..
نظر مرة اخرى ليجد ابنائه وزوجته نائمين بعمق..
دون شعور ابتسامة رسمت بثغره ليغلق الاضواء ومن خلفه الباب..
اتجه للمطبخ وامسك بملفه خارجًا لينزل من السلالم بسرعة ذاتها..
انتبه على جدته التي تصلي
جمال: عساك بخير يا ميمتي..
أم علي وهي تستغفر ربها: هلا بوليدي طيبه..
جمال: مستعجل يا ميمتي بلغي امي تنبته على صغار وهم تعبت شوي ونامت..
أم علي: ابشر يا امك هالله الله في طريقك
جمال: إن شاء الله..
.
.
.
خرج جمال لـ يجد سيارة تقف في اسوار القصر.. ليتجه له
وبـ استغراب: بغيت شيء يا الاخو..
..: هذا الظرف يستلم لأبو جمال..
أخذ الظرف الاصفر الكبير ويقلبه بين يديه
وبعقدة حاجبيه: لأبوي من مرسله..
..: من شخص مجهول..
فضوله قد يقلته.. لـ يصعد سيارته ويحركها بهدوء..
لـ يتلقى اتصال من سالم..
رفع الخط: ها يا سالم كيف شغل ؟
سالم: تمام طال عمرك في عميل مميز وننتظر حضورك طال عمرك..
جمال وهو يرمي الظرف بالمقعد الذي بجانبه، ويحرك المقود ليخرج بعيداً عن اسوار القصر ويتأمل طريقه
ليردف: مسافة الطريق يا سالم..
اغلق الهاتف.. لـ يتصل على اخيه بدر
وبعد رنين متواصل أجاب بهدوء
جمال: وينك انت ما احد يشوفك..
بدر: هلا أبو صقر.. انشغلت بالمواعيد اللي عندي..
جمال: اسمعني يا بدير وحطني على بالك زين مشاكل مابي..
بدر ابتسم: إن شاء الله.. اخبار العيال
ابتسم جمال بحب لهم: طيبين ما عليهم خلاف..
بدر: جعله دوم..
جمال: ترى قريب حول الخميس بـ نكشت للبر ابيك تجهز لي الجلسة والخيام انت وعبدالمحسن..
بدر: تبشر بالخير.. تأمرني على شيء ثاني..
جمال: سلامتك..
بدر: حياك الله..
نظر لذلك الظرف، لـ يتجاهله ويمضي قدماً نحو البنك الخاص به..
وقف سيارته بـ المواقف، ويترجل ليعدل نسفة شماغه ويدخل بكل هدوء
وترحيب الموظفين له بـ ابتسامة..
صعد المصعد متجهًا لمكتبه..
أبو هتان: تفضل قهوتك طال عمرك..
ابتسم جمال: ياعم ارتاح علمني اخبارك وكيف اهلك ؟
أبو هتان: ما قصرت يا عمك.. مير خيرك سابق يا عسى توافيق بدربك..
جمال: تسلم يا عمي.. عسى المبلغ وصل لكم..
أبو هتان: وصل يا عمك تأمرني بشيء يا ولدي..
جمال: سلمت ياعم..
وفي غضون دقائق استقبل العميل المميز.. وانشغل بـ عمله كـ عادته..
.
.
.
فينسيا – الاوتيل
كانت تنثر شعرها القصير وارتدائها للروب..
اغمضت عينها وتطل على ألمها مجدداً.. تحاول قدر المستطاع أن تمحي الوجع المرير
لكن هيهات الحُزن قد استوطن روحً مُنكسرة
خرجت من دورة المياه لتجده يصلي بخشوع تام وحشرجة بكاءه اوجعها بالفعل لتقترب منه
وتجلس على طرف السرير..
لتردف: تقبل الله..
ابتسم بتعب: منك ومنك، ونعيمًا..
حاولت ان ترسم البسمة بثغرها: الله ينعم عليك..
قبل رأسها ورائحة الياسمين يفوح منها
من ثم وضع يده على الخدين
ابتسم: جهزي حالك بنتغد بمطعم..
ياسمين: اوكيه..
ابتعد عنها بروح موجعه..
لترتدي قميص حريري كريمي وبنطال الجينز..
اتجهت امام المرآه لتسرح شعرها وتبرمه..
امسكت عبائتها لترتديها وتجده قد خرج من دورة المياه
حاولت ان تتماسك من جماله..
ابتسم وهو يقترب منها مرتدي ارماني وجدها
مكتسيه بالسواد من رأسها إلى اخمص قدميها
وبخبث: وش فيك كذا تطالعيني ؟
بخجل بلعت ريقها: هو انت كذا بتطلع..
سقطت عينيه لملابسه الانيقة وهو يضبط ربطة العنق الرمادية
وابتسم لـ عينيها: مهو حلو علي..
ياسمين بعفوية عانقت ذراعه
ياسمين: لا بس اول مره اشوفك كذا..
وهو يرفع نقابها ليجد وجهها محمر
قبل ثغرها بهدوء ابعد يدها وامسك بعطره
لـ ينتشر بكل نفوذ..
وبضيق: حسين..
لـ التفت لها: عيونه..
ياسمين: لا خلاص..
فهم على ترددها وتخبطها ليبتسم لها بحنو وهو يعانق ذراعها..
خرجوا متجهين لبحيرة برنز..
هدوء المكان شعرها بـ الاسترخاء..
جلست بالكرسي مقابلاً لها حسين
خلال دقائق اتى نادل..
حسين: وش ودك فيه ؟
ياسمين: مثلك !
ابتسم وهو يلتقط ضيقها..
لـ يمسك يدها: من عيوني
لـ يطلب من ثم انصرف النادل..
نظر لـ عينها..
واردف: ياسمين بـ نقضي السفرة زعل ونكد..
ياسمين: حسين ولي يرحم والدينك
حسين بهدوء: انسي إذا تبين تعشين انسي وجددي حياتك لا توقفين على ماضي راح بشره وخيره..
رفعت عينيها ودمع يلمع بمقلتيها..
لمح تلك الدمعة لـ يقبل باطن يدها: خذي نفس عميق..
ياسمين: نسيت انك كنت مدرب..
ضحك حسين: افا، والحين بكون محاسب من طراز الأول والبركة في اخوك..
ابتسمت بحنين له: مين ؟ جمال !
حسين: ايه ما قصر ذكريني لا رجعنا السعودية ادور لي الاوراق..
ياسمين: إن شاء الله..
.
.
.
فرنسا – باريس
بالمطار..
ملاك: ماجد والله ما جلست هنا وش هالبلده..
ماجد بضيق: استهدي بالله هو كله تفتحين وجهك.. ولو اني مهو عاجبني الوضع بس لين ما احجز مكان ثاني..
ملاك ودمع يختنق بمقلتيها: خلنا نرجع الحين.. اقسم بالله ما افتح وجهي..
احدى رجال الشرطة اشار على ملاك أن تفتحها نقابها..
ماجد: نرجو المعذرة.. بضع دقائق من فضلك..
امسك جواله لـ يتصل على احد معارفه بالسفارة السعودية..
ماجد: تسلم يا ابو نايف، لا ما عليك كل شيء معي.. والله انا سعد.. يا هلا مع سلامه..
امسك بزوجته: به طايرة على فينيسا بـ تتحملين المشوار
ملاك: ايه بس خلني اخرج انكتمت من هالمكان..
ماجد ابتعد حتى اخذ بعض الوقت في الاجراءات.. لـ يجد ان ملاك اختفت..
اصبح يبحث عنها بكل المطار.. ذهب لرجال الشرطة..
ماجد: هل رأيت امرأة مكتسيه بالعباءة السوداء
احدى رجال تعاطف معه: انها بحوزتهم..
ذهب لمركز النساء لـ يجدها هناك منتزعة من العباية ومقطعة الى اشلاء وانهيارها المفاجئ له..
اقترب منها وبغضب: ابتعدي عنها..
امسك بكفها: ملاك يا روحي..
ملاك بخوف: استر علي.. به عباية ملونة جبتها احتياط تحصلها بشنطتي عجل علي..
بلع ريقه: إن شاء الله.. اساسًا من خوفي عليك نسيت شناط.. اجلسي هنا ولا تتحركين
قبل عينيها: لا تتحركين يا ملاك..
لتهز رأسها بالصمت وهي تعض على شفتيها..
لـ يبتعد عنها وهو يبحث عن حقائب السفر.. ليجدها بمكانه عند الاستقبال
شكره وذهب لها لـ يجدها تبكي بصوت عالٍ
شد خطواته وبخوف: وش صاير ملاك.. تنفسي زين
انكتمت انفاسها وهي تشير لحقيبتها الصغيرة امسك بها ويعطيها جرعة حتى رجع لها لون وجهها الشاحب
فتح الحقيبة السفر ويبعثر الاشياء ليجدها العباءة الزرقاء
لـ يساعدها بالارتداء
ابتسم بحنو: اهِدي عيوني.. كلها فترة ونبتعد عن هالمكان الزفت..
ملاك امسكت طرحتها لتضعها على راسها وتلفها وتتلثم
لتشير عليها المراءة الامن بأن تفتح وجهها..
ملاك: مابي..
ماجد: الله يسامحك يا أبوي ملاك افتحي ما احد بـ يشوفك..
لتهز رأسها رفضاً..
ابتسم وبمحبة: يعني تبين تتمشكلين معهم.. قوانينهم كذا استهدي بالله وابعدي اللثمة..
حاولت ان تسيطر على خوفها تفتقد الامان..
ملاك: ماجد متى بنروح ؟ مابي اجلس هنا دقيقة !!
ماجد لثم جبينها: كلها نص ساعة من حسن حظنا ان به طايرة لـ فينيسا هي الاقرب لنا..
ملاك: ابي اروح دورة المياه..
بعد ساعة ونصف..
كانت تجلس على احدى الكراسي الطائرة وبجانبها ماجد..
ماجد: عساك احسن الحين ؟
ملاك بتعب: حمد لله الله لا يعديه من يوم..
ماجد مسك يدها: راح وانتهى لا تفكرين فيه..
.
.
.
بالمساء
بالصالة – قصر أبو جمال
أم علي: ها يا امك جهزتو الاغراض
ابتسم بدر وهو يأخذ كوب الشاي مع بعض المكسرات
ويبتسم: ارقدي وآمني كل شيء جاهز.. الخيام وكل ابوه..
ربت أبو جمال على كتف ولده: بارك الله فيك.. ها يا أم جمال ناقص لكم شيء..
أم جمال وهي تسكب له شاي: ما منك قصور يا أبو جمال..
دقائق ولج جمال من البوابة الطويلة وهو مُهلك من العمل ، يريد أن ينام ممسك الظرف بيده
ابتسم: مساكم الله بالخير..
أم جمال: هلا يمه وراك متأخر اليوم ؟
سلم على الجميع.. ليجلس مقابل اخيه بدر..
جمال: والله الضغط زايد علي هاليومين..
أم جمال: يا امك تعشيت.. احط لك العشاء..
ابتسم: لا يمه مو مشتهي فيني النوم.. بروح اريح تأمروني على شيء..
أبو جمال: بكره بنسري للبر من بعد صلاة الفجر..
جمال: على خير إن شاء الله.. ايه يبه بغيتك بموضوع بالمكتب..
أبو جمال وهو يقف على عكازه الذي لا يفارقه ولو للحظة: زين يا أبوك..
متجهين للمكتب..
ليجلس أبو جمال على كرسيه ويقابله ابنه..
جمال: اليوم وانا خارج من القصر إلا القى رجال ومعه ظرف لك..
استغرب أبو جمال: ظرف عساه خير إن شاء الله..
جمال مد له ظرف..
امسكه أبو جمال.. لـ يشقه ووجد بعض الاوراق
تقارير
انتبه على الاسم وتستع عينيه بضيق: لا حول ولا قوة إلا بالله..
جمال: يبه وش فيك ؟
أبو جمال: هذا يقال واحدن اسمه مساعد الحامدي كان يشتغل بشركتي خسر له اسهم وطلب مني سيوله وما قصرت معه لأن الفلوس وسخ دنيا لكن يا أبوك غلط واختلطت الامور عليه
جمال رفع حاجبه: لحظة يبه هذا ابو اللي ما يتسمى !!
لـ يهز رأسه موافقًا..
وأردف ونظر بعيني جمال: اللي صار عقبها كل بعد فترة يحاول يطلب مني فلوس وكل ما أخذ مني كنت اكتبها بعهد وتراكمت عليه الديون وطالبت هالشيء لين والعياذ بالله تعرف له على شلتن فاسده ومن عقبها ما عود مساعد اللي اعرفه صار شخصن مجهول لي بعد عشرة عمر.. نصحته لين يوم من الايام سمعت صار له حادث وكان له ولد هرب منه
بلع ريقه بحزن: وعقبها يا أبوك توفى من التعب صار له شلل رباعي الله يفكنا منه والعياذ بالله.. ومن قبل متزوج من مره قشرا هرب الولد وما عاد رجع لأبوه، والحين فهمت طارق كان ولد مساعد وحاول ينتقم مني اولها بـ اختك زور بـ اسمه هذا كله بس عشان ما يبن لي انه ابوه مساعد...
جمال: استغفر الله العظيم.. الا والله انه مريض.. زين اللي الله فكنا من شره..
أبو جمال: كيف بنت عمك عساها زينه ؟
ابتسم جمال: طيبه يا أبوي.. والله ما اشوف شيء بنام..
أبو جمال: زين يا أبوك قفل الباب وراك..
خرج من المكتب متجهًا للمصعد.. لـ يضغط على الطابق الثالث..
ولج داخل البيت، ليجد الشموع مضاءة
ابتسم بتعب..
لـ تستقبله وهم وهي تسلم على خديه: يا مرحبا وراك تأخرت
جمال يمسد رقبته: ابي انام.. تعبان..
وهم: ميخالف تعشا ونام..
جمال: ما ودي اردك بس مو مشتهي..
وهم: حبيبي ميخالف تعشا ونام.. وترى حتى صقوري وصلوحي ينتظرونك
انتبه على العربية لـ يقترب منهم ويقبلهم بمحبة
ابتسم: بسم الله عليهم.. ترى بـ نخرج للبر كم يوم جهزي نفسك انتِ والعيال..
وهم: إن شاء الله..
لـ يجلس على كرسي طاولة الطعام..
لتجلس بجانبه الايمن وامسكت الصحن وضعت به الكبسة برياني..
جمال: يا ما شاء الله متى صحيتي من النوم ؟
وهم: الله يغفر لي على صلاة العشا.. خفت على عيالي
وضحكت: فديتهم كانوا نايمين ولا حاسيين بدنيا..
جمال: عفيه لهم..
أكل بعض لقيمات
وبهمس: كثر الله خيرك..
وهم: هني وعافية.. خذ لك دش دافئ مجهزه لك البجاما..
قبل عينيها: عساني ما انحرم من الاهتمام.. لا تنسين تجهزين الاغراض..
وهم: سم وابشر..
ابتعد بهدوء.. حتى تلملم بقايا الاكل متجهة للمطبخ لتغسلهم ثم وضعتها بمكانها المخصص
لـ تسمع بكاء ابنائها لترضعهم
وهم وهي تقبل خد صالح: فديت قلبك.. باين ابوك تعبان من شغله عسى الله يخليه لنا.. متى اشوفكم معاريس ؟ وازفكم..
دمعت عيونها وهي تتخيل تلك اللحظة..
وبهمس: الله يمدني بعمر طويل واشوفكم مرتاحين وسعدين بحياتكم..
جلست بالصالة لتمسك القرآن وتقرأ..
بضع لحظات ليرن هاتفها لتجد فرح متصل بك..
وبعُقدة حاجبيها: الله يستر منك يا فرح، وش مسوي أخوك هالمرة ؟
اجابت بتردد: هلا يا فرح
فرح ببكاء: وهم تعالي الله يخليك..
وهم بخوف: لا حول ولا قوة الا بالله.. وش فيك ؟
فرح: انتِ قريتي رسالتي..
وهم: أي رسالة !!
فرح: ظاهر انك ما قريتيها.. امي بالمستشفى تعبانة..
وهم بقلق: خالتي عساها طيبه ؟
فرح: فجأة تعبت علينها مقهورة من جاسم عسى الله لا يسامحه..
وهم: طيب وش قالوا لها ؟
فرح: باقي ما ردوا علينا ما على لسانها الا تبيك.. ادري ان الوقت متأخر
وهم: والله ما بيدي شيء المشكلة جمال توه راجع من عمله ونايم، ولا هو حولي وصعبة اجي مع السايق.. لكن من بكره اجي لك وامر عليها إن شاء الله.. انا بدق عليك كل شوي واتطمن..
فرح: طيب..
.
.
.
.