مرة 200

276 11 0
                                    

انقضت تلك الليلة ليأتي بعدها الصباح الذي يعودان فيه للندن  ، أرادا أن يبقيا أكثر لكن الواجب ينادي ، لذا ...

فور دخولها للمنزل انهالت عليها بالأسئلة ، ماذا فعلتم ؟ ماذا قلتم ؟ في ماذا تحدثتم ؟ لماذا تأخرتم ؟
و غيرها من الأسئلة الا متناهية ، و لكنها كل ما قالته هو أن الأمور كلها بخير و لا يجب أن تقلق ، و رغم أنها لم تقتنع لكن لم تجبرها على الحديث فهي تعلم أنها تتألم عند الحديث في هذا الموضوع بالذات ،،،،

و حاله لا يختلف عنها كثيرا ، الفرق هو نوع الأسئلة التي طرحها عليه والده ،
و التي كانت مرتبطة فقط بالصفقة و الأرباح التي وراءها. 
فهكذا أنواع تقضي حياتها تجمع المستحيل الممكن من الماديات ،
لا يفكر بأحد ، لا زوجته التي لم يبتسم في وجهها يوما ، كل ما ربطهم كان عقد الزواج و ما لديهما من أولاد ، ناهيك عن الحب هو لم يعطها حتى ذرة احترام ،
و لا أولاده الذين لا يعرف أين هم و ماذا يفعلون ، لم يجلس مع عائلته أو حادثهم يوما ، لم يسأل عن أحلامهم أو أمانيهم ، لم يشجعهم للأمام أو يدعمهم بل على العكس تماما ، كان دائما يحطم معنوياتهم  و يقلل من قيمتهم .
فعندما كانت ابنته تدرس حصلت إحدى المرات على المرتبة الثانية في المدرسة ، فذهب للاحتفال معها لأن لجنة الإدارة هاتفته
حينها كانت مسرورة جدا بعملها

أبي انظر لقد حصلت على الرتبة الثانية من بين الجميع

أنت لم تربحي الرتبة الثانية ، بل خسرت الأولى

حسنا أي نوع من الآباء هذا من يعامل ابنته هكذا ،
أما بالنسبة لعصام فلطالما عشق الموسيقى و الفن ، و كان عازفا ماهرا على مختلف الآلات ، كما أنه كان قائد فرقته الموسيقية خلال الثانوية ، كانت لديه أحلام كثيرة حول هذا الموضوع ، أراد أن يصبح من أفضل العازفين
و لكن وجد أباه يقف بينه و بين كل هذا ، فبكل بساطة بعثه لمدرسة متخصصة في إدارة الأعمال ، و حكم على أحلامه و أمانيه بالإندثار ، و لم يتركه على اتصال مع أصدقاءه القدامى ، بل كان دائما يعرفه على رجال الأعمال  ، و أصحاب الهيبة ...
لطالما قال لابنه دائما أن  الأحلام تهدير للوقت ، و أن الفن للخاسرين ، الرجل الحقيقي هو من يملك جيوبا مليئة بالشيكات هذا ما كان يخبره به دائما ...

و بخصوص زوجته ، كان زواجهم مدبرا من أجل المال طبعا ، مجتمع يغلب عليه الجشع و الحاجة كاللمدمين أصبحوا ،،،،

بعد أن اطلع والده على جميع الوثائق ، أطلق ضحكة تشبه تلك التي تطلقها الساحرة في قصص الأطفال ،

أحسنت أيها الولد لقد برهنت أنك فعلا ابني
أنا فخور بانجازاتك ، هذه الصفقة ستكسبنا الكثير

حسنا إذا من الجيد أنك رضيت عني ، هل أستطيع الصعود للنوم فالرحلة كانت طويلة و أنا تعبت ؟

ثأر متبادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن