مباركة

287 10 2
                                    

أغلقت جفونها و في أعماقها تتمنى ألا تفتحهم أبدا ،،،
و في الصباح أيقضتها قطرات المطر القوية التي تضرب زجاج النافذة بعنف ،،،
تأملت المنظر لهنيهات ثم استقامت لتنهض ،،
فطرت مع أمها بجانب المدفأة ،،، ثم صعدت لتتجهز ثانية من أجل موعدها مع عصام و أمه

ارتدت سروالا أسود اللون مع معطف طويل من الأحمر القاتي و تركت شعرها غير مربوط ليدفئ عنقها ، ، ،

بعثت له رسالة لتسأله عن المكان و خرجت مشيا لأن الوقت ما زال مبكرا على وقت الغذاء ،، ،، ،،

تتجول بخطوات ثقيلة و مظلتها فوق رأسها تفكر لو التقت به في غير زمان أو مكان لوضعته بين عينيها لأنه فعلا يستحق ، أحيانا تحدث نفسها و تقول من غير الممكن أن يكون نفس الشخص و لكن على من تكذب ، ، ،
ابتسمت بخفة و هي تتذكر معاملته لها ، إنه يعاملها كابنته الوحيدة ، يحترمها كثيرا ، يغدق عليها بالحب و لا يمل ، يعطيها الكثير و لا يطلب ، إنه يصعب عليها تركه أو جرحه و لكن يجب أن تفعل ، يجب أن تنتقم منه ،، يجب أن تحرق قلبه كما فعل ، ، ،

بعد مدة لا بأس بها من المشي ، دفعت باب المطعم لتدخل إليه و تحس بدفئ المكان و الموجودين ، اختارت طاولة بجانب النافذة و جلست كعادتها فقط تتأمل و تفكر ...

هنيهات بعدها اشتمت عطره الفواح ، فآلمها قلبها ، و استدارت بسرعة لرؤيته ، ، ،
مجددا نفس الابتسامة الحنونة و الساحرة ، كان يمسك يد أمه و التي يظهر عليها التقدم بالسن و مع ذلك ما زالت محافظة على ملامح جمالها العشريني ، ، ،
غمزها غمزة اخترقت قلبها ، ثم اقترب منها و قبل جبهتها ، و بدورها التفتت إلى أمه التي استقبلتها بالأحضان و الابتسام ،،،

جلسوا مجددا ليستمر بالنظر لها و الابتسام ، افتتحت أمه الخديث معها بإطراء منها

"لأول مرة أعترف أن لدى ابني دوق رفيع ، فأنت في غاية الجمال كما أن ملامحك تبين مدى طيبوبتك و احترامك "

" شكرا لك يا خالة ، أنا جد مسرورة بالتعرف إليك و أتمنى أن تكون علاقتنا كأم و ابنتها مستقبلا "

" أنت فقد استمري بإسعاد إبني كما تفعلين حاليا هذا كل ما أطلبه منك "

" كوني مطمئنة من هذه الناحية "

كان يتبادل أنظاره بينهم بسعادة بالغة ، أكثر امرأتين يحبهما في حياته جالستان أمامه متناغمتان مع بعضهما قلبه كان يخفق بسعادة ، أحس بلذة الحياة مع من يحبهم

عندما انتهى الغذاء الذي كان خياليا بالنسبة له و لن ينساه أبدا ، أوصل أمه للمنزل مجددا و عاد بسرعة للسيارة إلى ندى ،،،

أخذها إلى مكان رائع و جميل ر أقل ما يقال عنه أنه ساحر ، طوال الطريق و هي تراقبه لم تتزحزح الابتسامة المشرقة عن شفتيه ،، كان حقا مسرورا لما آلت إليه الأمور بينهم ،،، و لو لم تكن على علم بالنهاية المأساوية التي تنتظرهم لشقت شفتيها هي الأخرى بالابتسام ...

ثأر متبادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن