صديقي المجهول السلام عليك وبعد :
تعرف شعور الخيبة ؟ ، تحطم بداخل عقلك يكاد يودي بك لاكتئاب - وعلى الأغلب يفعل - لن أخبرك أن اليوم تحطمت آمالي ، ولكن الحياة مستمرة بالحطام ! ، فعلى الحطام تبني صرحاً اكبر وأعلى شأنا .. ، فبالفعل بعد كل تحطم يكون صرحك اعلى لو بنيته مجدداً ... ولكن الصعوبة في البناء ... وفي تقبل أن بنائك السابق قد انهدم ....
سأهديك اليوم قولاً أوضح لي أشياء عدة ...." لماذا تخيب آمالنا ! "
تخيب الآمال؛ لأننا نخطئ في تقدير أنفسنا، فنظن مبالغين أننا دائمًا نستحق فوق ما نحن عليه، وأن الآخرين لا يقدرون نعمة وجودنا، ويشعر كل منا بأنه الفتى الذي أضاعه قومه؛ وهذا وهم كبير.
وتخيب أيضًا؛ لأننا نؤجل سعاداتنا الصغيرة بانتظار نقطة تحول كبرى، والذي أعرفه من ناموس الحياة أن الفوز على البؤس يكون بالنقاط لا بالضربة القاضية.
وتخيب؛ عندما نجبن عن اتخاذ قرار الابتعاد عن العلاقات المكلفة روحيًا، ونستمر في النزيف والهدر.
وتخيب أحيانًا؛ حين نعد أنفسنا مركز الكون، وأن هفواتنا مرصودة لا تُنسى، فنعيش أيامنا حاملين عبء أغلاط ماضينا.
وتخيب بالتأكيد؛ حين لا ندرك أن جميع من حولنا يريد حظه منا، من وقتنا، ومشاعرنا، وأموالنا، وأن بعض الناس كمصاصي الدماء؛ كلما أسقيته منك عطش أكثر.
وتخيب آمالنا؛ لأننا حين نقترب نبالغ في الاقتراب؛ حتى تعجن أرواحنا بأرواح من نحب، فإذا افترقنا كنا كقطعتي الصلصال؛ لا ينفك جزءٌ إلا ببعض من الآخر.
وتخيب دون أن نعلم؛ لأننا ننسى أن قليلًا من حبنا لأنفسنا سيجعلنا نتخفف من الضغوط، ومن ثَم سنحب الآخرين.
وتخيب دائمًا وأبدًا؛ حين ننسى أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وأن السجن وإن تزخرف، فهو موطن البلاء وامتحان الصبر.
لـ: بدر الثوعيكلامه صادق بشدة ، وكأنه يلملم خيباتك ويضعها أمامك وجوار كل منها المطرقة التي حطمتها !
عليك الحذر من تلك المطارق بالتأكيد ...
آمالي تخيب يا صديقي لأشياء كثيرة ، منها ما سبق وأحيانا أهدمها أنا في لحظات فارقة في قراراتي ...
أحياناً تبني لنفسك حصناً تحب أن تظل فيه ، تلوذ فيه بسلام وهدوء ولقاء لا يتكرر كثيرا مع نفسك ...
أحيانا حين نبني هذا الحصن ، ثم نتحطم لأسباب ما ، لا يسعنا المكان للجلوس مع انفسنا المحطمة !
مرآتنا تعكس شجارا هائجاً بداخلنا لا يمكن ترويضه ، والجدران تعكس صراخ غاضب او شهقات بكاء وحتى أحيانا صمت الخيبة ، وكلها أصوات لا نحبها ...
فنرفع يدنا عاليا بمطرقة ضخمة وننزلها محطمين الحصن الذي ابقانا مع آلامنا وجها لوجه ...
بالفعل نفضل الهروب ... ، وإن كان ليس دائما فأحياناً ...
ثم خارجه نبقى في العراء ، دون مأوى للهروب من واقع مزعج ! ، فتخيب آمال كثيرة في غضب ...وأحيانا ندفع الآخرين لتحطيم انفسهم ، وبعدما يفعلوا يدفعهم سخطهم لتحطيمنا كرد فعل ، أجربت يوماً أن تحطم أحدهم ؟ أريت نظرة اليأس في عينه ؟ ، حسنا أحذر أن ترى شرار الانتقام بعدها ...
افضل لنا - لو نعلم - ان نبني الاخرين ، اجمع حطامه وابنيه وسيحافظ هو على بنائك انت قائماً ...كالمعتاد ستجبني عن سؤال :
هل حطمت احدهم مسبقا ؟
وكم مرة حطمت حصنك ؟..
انتظر اجابتك أيها المجهول كي تأتي بها هذه التائهة ..
سلام عليك يا صديقي ، أدعو لك بصدق ألا تخيب آمالك ...من صديقك : صاحب الحمامة التائهة ...
أنت تقرأ
رسائل تاهت حمامتها ...
Ngẫu nhiênالسلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد : إليك أيها المجهول ... ، أكتب هذه الرسائل على أمل ان تصل يوماً ... صديقك : صاحب الحمامة التائهة !