السلام عليك صديقي المجهول ورحمة الله وبركاته وبعد :
أنا لا اعلم عنك الكثير ، فالتمس عذرا في هذا ...
هل جربت يوماً أن تدخل مدينة لتجد كل من فيها لصوص !
بمختلف اشكالهم كل منهم يبيح لنفسه حرمة ما ، أموال ممتلكات أعراض دماء ! أو أي شيء آخر ..
لو سألت عن السرقة في تلك البلدة سينظرون إليك قائلين : نعلم أنها خطأ ولكن اعتدنا عليها !
أو ربما : هذا المعتاد ! ، جميع البشر يفعلون هذا ! نفعل هذا لنعيش ..
وقد يقولون : هي خطأ ولكن أنا لا أسرق شيئاً ذا أهمية ، فقط أشياء تافهة ...المم ان بعد فترة لن تجد احد منهم يقول انها خطأ ستصبح عادة , تدري يا صديقي بينما أكتب تذكرت قولنا : لا ارتكب كبائر فقط ذنوب صغيرة !
كذبتي بيضاء !
على أي حال ، في مدينتي وبلدتي وبلدي وقارتي وحتى الكوكب كاملا - مما يشملك بالتأكيد - جميعنا لصوص ...
: ولكن الجميع يفعلون هذا !
والجميع لا تعني الجميع المطلق ، بل الأغلبية الساحقة ...
نظرتُ يوماً في كتاب الله لأجد الرد على أفعال السرقة تلك :(قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[Surat Al-Ma'idah 100]أي ان كثرة اللصوص لا تبيح سرقة الأموال أو الأعراض أو الدماء ! ، لا تبيح الذبح بالكلمات او السب او القذف او اللمز وغيرها ..
وبالرغم من أن هذا واضح كشمس بازغة ... إلا أننا نتظاهر بالعمى !
فزين لهم الشيطان اعمالهم ... واكملت انفسهم بأن زينتها أكثر ..
أصبحنا نعدل في كلامنا ليلائم مبادئ حرفناها بالفعل ولازلنا مستمرين بهذا ...
وتلك كارثة في حد ذاتها ، نحن لا نرضي ضمير سكران فحسب ، بل نشوه مبادئ تولد كل يوم في عقل طفل صغير نشأ على أن هناك كذبة بيضاء وسباب في المزاح ، وطعن وقذف في إبداء الآراء !
نربي جيلا جديداً لا يعرف أن المصافحة لغير المحارم لا تجوز ، يظنونها الآن احتراما للاخرين ، وأن سب الدين من سمات العصر ! ولا نعرف كيف هذا !!
أنا للأسف من ذاك الجيل ، الذي نشأ لا يعرف الكلمات التي لُقنت من الكلمات الاصلية ، وعليَّ البحث والتدقيق والتأكد ثم تلقين نفسي لأنهي ما نشأت عليه من أخطاء
صديقي رجاءً ، توقف عن تهذيب الكلمات ، الكذب كله أسود يُسود القلب لا الحقائق فقط ، والسرقة كلها حرام لا يحوز سرقة مجهود أو حياة أو روح أو أموال ...
صديقي لن اطيل عليك ، رسالتي هذه كتبتها لأذكر نفسي بالصواب قبل أن أفكر في نصحك حتى ! فلا تنس أن تائهتي هي من تختار مستقبل الرسالة ! ولا تحكم لي في الأمر ..
وعلى أي حال تستطيع شق ورقتي نصفين ، وابعادها تماماً ...
ولكني بالتأكيد أريد لك نصحاً كما أريد لنفسي ، لنهذب أنفسنا سوياً ....
سلام عليك يا صديقي ...سلام عليك حتى نلتقي في الجنات باذن الله يوما ...
صديقك : صاحب الحمامة التائهة ...
أنت تقرأ
رسائل تاهت حمامتها ...
De Todoالسلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد : إليك أيها المجهول ... ، أكتب هذه الرسائل على أمل ان تصل يوماً ... صديقك : صاحب الحمامة التائهة !