السلام عليك يا صديق ..
أعرف أن رسائلي متأخرة ، لكن اعذرني قليلاً .. فتائهتي هائمة في الفضاء لا تعرف كيف تهبط بين أشواك البشر !
صديقي ، سأصدقك قولاً ، لا أحب البشر ..
لا تتعجب ، ولا تتسائل ، نحن ببساطة متعجرفون متكبرون وأعمى الحقد والكره بصيرتنا ..
فهاك نحن نتحدث في أي شيء وكل شيء ، ونسخر من أي شخص فقط للمتعة ..
نحن لا نقول خيراً ولا نصمت يا صديقي
سمعت عن تلك التي أسلمت وتركت بيتها لتهرب بدينها الجديد ، ليوبخها مسلمون بالاسم فقط !
لقد سبوها قائلين أن لا حاجة لنا بمعرفة ذلك وانها تحب التفاخر فحسب ، وهي لم تطلب سوى الدعاء بالثبات _اعانها الله _ ..
بينما هم هائمون في سخافات مهلكة ...
إمرأة تركت أهلها ، تعيش وحيدة بدين جديد واقربائها لن يساعدوها ، ومن يعلم ألها من يعينها أم لا ! ، وهم يتحامقون ببساطة ..
لا أحب البشر ، وارتاح باعتزالهم
لا أحب أن اراهم يحطمون بعضهم البعض ، واكتسب منهم ذلك واحمل السكين لأقطع قلوب آخرين بغير رحمة ... لا أحب ذلك ..
لا أحب كونهم متغطرسين ، لا أحب كرههم للصواب وشغفهم بالحماقات ، لا أحب تظاهرهم بالنقاء و هم يغوصون في الروث بإرادتهم ... لا أحب نفاقهم أبدا ...
فهاك كاتب صغير ، يطلب رأياً فيما كتب ليجد من يحترم جهده ومن يستهزئ و يُسخف ويتحامق ، وما له رأي مقنع ..
هناك كُتابًا عمالقة ما جرحوا مبتدئا بكلمة .. ، وهناك كاتبة لا تزال تقول أنها مبتدئة تخبرك ببساطة قائلة أن ما كتبت أنت لا يعتبر أدبا من الاساس ...اكره البشر لما زعموا أن الطيب يُعاب طيبته ... ، واطيب الخلق نفسا وروحاً كان رسول الله ..
اكره انانيتهم المفرطة ، وتغاضيهم عن الأخطاء طالما تصب في مصلحتهم ...
أكره قتلهم للأبرياء منهم ، وأكره سكوتنا عن الحق ، اكره تلك المنشورات التي ننشرها من منازلنا الدافئة ، نشيع فيها الأسى على ضحايا يحترقون بالقذائف وكأن كل منا قعيد لا يستطيع النهوض ومؤازرتهم ..
وكيف لا تكره انت افعالنا !! كيف لا تكره كذبا ونفاقا ، وبغضا ، كيف لا تكره انانيتنا التي اتاحت للبعض بيع اعضاء الاخرين ! ، كيف لا تكره ابتسامة تحمل خلفها اسنان تقطر دماً وكأننا آكلي لحوم بشر او مصاصي دماء !
كيف لا تكره أمتصاصنا لدماء عامل فقير يعود ليلا محني الظهر لأسرته لا يجد ما يكفي ليسد جوعهم ...
كيف لا أكره صورة فتى يغير سيارته كل سنة ويبخل على الفقير بصدقة ...
بل اكرههم يا صديقي ..
اكرههم مذ اصبحت الاوطان اهم من الأمة وأصبح سكان المنزل اهم من من سكان الشارع ، اكرههم مذ أصبحت أنا أهم من اخي أو جاري لا اساعده في مرضه كي لا أصاب بمصابه ...
اكرههم منذ اصبح الناس يتعفنون في المشفى بانتظار علاج ، ويخرج تصريح علاجهم بعد تصريح الدفن !
اكرههم منذ اصبحنا نأكل وجبة بمئات العملات ، قد يعيش عليها فقير لأسابيع ولكنه لا يجدها للاسف ...
اكرههم منذ اصبحوا كما هم الآن لا تلومني على هذا !نعم ، اكرههم للاسف ! حين جعلوا السخرية من مشاعر الآخرين مزاح ، والبكاء ضعف والشر قوة والخير طريق شبه مهجور ..
منذ اصبح القراءن مهجورا ، ومنذ اصبح الحجاب "ليس فرضا !!" ومنذ اصبح غض البصر كرم أخلاق منك ليس أكثر ! ، ومنذ اصبح التبرج صيحة ..
منذ اصبحنا قطيعاً يركض في المرعى بغير تفكير !
واعذرني لكن القطيع اعقل من تصرفاتنا ، لكل قطيع طريقته في حماية بعضه البعض ، اما نحن فسننظر للمفترس دافعين بالضعفاء اليه ليشبع ويرحل ، بينما نلتف نحن للمتبقين هاتفين بفرح أن قد حُلت الازمة ... ألا يفهم أحد أن المفترس لم يرحل ! ، هو فقط ذهب ليرتاح وهو متأكد بأن وجبته القادمة ستكون جاهزة !...منذ أصبحت الصداقة غير حقيقية كما يزعمون ، لكن كرهي لهم لم يساعدني في البحث جيداً عن صدق هذا للاسف .
وافضل الصداقات مطلقا كانت بين رجل فقير طيب الخلق ، وتاجر طيب النفس ...
يترك أهله طالبا : الصحبة يا رسول الله. .
وحين يتصدق ماذا يترك لأهله : يترك لهم الله ورسولهمن أحببت حقاً من البشر كانوا أناسا عرفوا الله وسعوا اليه يحمون ضعيفهم قبل القوي .. تركوا كل ما لهم ليخرجوا إلى الله ، لم يوعدوا بالغنى السريع ، بل ذهبوا إلى رقة الحال ، ورقي القلوب ...
اناس بدأوا فقراء ليس لديهم مكان يبيتون فيه ، ليجدوا أخوان لا أصدقاء فقط يرونهم لأول مرة فيقول لك نصف داري ونصف مالي واختر من زوجتيَّ من شئت اطلقها لتتزوجها ..
وانتهى بهم الأمر بأن كانوا يلقون الحبوب على قمم الحبال وسفوحها كي لا يجوع طير في بلد مسلم ، وما فيها فقير ... ولا طريق مهدم ولا مريض لا يجد دواء ولا قعيد او عجوز لا يجد ما يأكل ...
كيف اقارن حتى بين حكام الآن وحكامنا في السابق ، حين يقول أحدهم ببساطة : سيحاسبني الله على دابة سارت في الأرض فأصيبت لأني لم امهد الطريق !
والان يرى احداث بشعة مات فيه ما يزيد عن مئات فيهز رأسه بأسى مفتعل قائلا : ( الله يصبركم )
ليسوا حكاما ... ليسوا آدميين ، ليسوا من سجدت الملائكة لهم ...
أراهم مسوخاً يا صديقي ... مجرد مسوخ قذرة ..
.
.
حسناً سأصوب خطئي الآن ، انا أحب البشر ، الآدميين كعمر وابي طالب ومحمد صلى الله عليه وسلم ...
لكن من اكره بحق هم أولئك المسوخ ، المذكورين أعلاه !...
.
.
كفانا هذا الآن ، وكفاني تفكيرا في مسوخ مشوهه ، سأتركك لكن قبل أن تطلق رسالتي ثانية .. أنا أدعو بصدق و اتمنى أن أكون وإياك بشرا يا صديقي ....سلام عليك
من صديقك : ذا التائهة
أنت تقرأ
رسائل تاهت حمامتها ...
Randomالسلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد : إليك أيها المجهول ... ، أكتب هذه الرسائل على أمل ان تصل يوماً ... صديقك : صاحب الحمامة التائهة !