السلام عليكم ايها المجهول ...
صديقي احيانا نشعر بضيق ، نتمنى بشدة ان نعرف من تكون ولشدة يأسنا من إجابة هذا السؤال نغضب ...
نشعر بالحنق منه ، دوماً نسأل ، نسأل من نحن ، ما دورنا ، ما مصيرنا ، هل هذا الصواب أم الخطأ ...
كيف نعبد الله حق عبادته ، وكيف نكمل رسالتنا والتي لا ندري عنها شيء بالأساس ....
كيف نحيا ؟
سنتعلم ... سنتعلم فنون عدة ، علوم كثيرة ، لغات جمة
سندرس .... سندرس أفكار وآراء واكتشافات حتى نذهل وتتسع اعيننا من فرط الحماس لما نرى ، نتشوق للمزيد ونرى المزيد ولن نكتفى ...
سنرى ... سنرى عيوناً تدمع ، قلوباً تتوجع ، دماء تهدر وصرخات تعلو بألم يتردد في الغلاف الجوي أجمع ...
من نحن يا صديقي ...
يقولون بشرا ... حيوانات عاقلة ... أرقى المخلوقات ...
تعرفها ؟ ، تلك المخلوقات الراقية التي استخدمت ذكائها في قتل نفسها ، في تدميرها ، في التعذيب والسفك ...
يقولون راقية ؟! ، يعطيني انطباعا عن ابتسامة هادئة ، صوت صغير يضحك بمرح ، يعطيني انطباعا عن اجتهاد واهتمام بالواجب والحق ...
لكنه فقط يذكرني بصوت مقذوفات ، صور تطوف في العقل عن حطام مبعثر في الارجاء ، دوي في الأجواء ، عيون دامعة وبكاء ... يذكرني بابتسامة خبث أن قتلناهم أخيراً ...
بضحكة شر يكاد يكون خالصاً ، أن حطمنا هذا الشخص نهائيا ...
يذكرني بالانكسار ...
تعرف ايها المجهول ... نحن لا نعرف أي شيء ...
فقط تخيل لو عدنا للوراء .... إذا جلست بين أناس تجمعهم إبتسامة رقيقة ، أناس في حصار وهجوم يقلقون على صلاة فاتتهم ويحنقون على هذا ..
أناس كانوا يخافون أن يجوع طائر في ارضهم فيُسئلون عنه ... أناس يستيقظون من غيبوبة الموت يسألون أصلى الناس ؟
صديقي .... اعتذر عن سوداوية هذه الرسالة لكن لا حل عندي ... ، لا شيء ... اليوم احتاج رد .. ذكرني أنت بأي شيء قد يزيل ضباب الجهل الذي نعيش به .
صديقي هناك أناس تموت .. الأمر ليس هيناً هناك أناس تُفتن في دينها ... ، أناس يفقدون كل شيء وهم يظنون انهم يتحررون ..
والبقية يحرفون .. ، الآن لا يهتمون للأمة الأهم البلد ، الوطن كما يزعمون .. أجيالنا القادمة لن نهتم للوطن بل للحي على الاغلب ، ثم سيهتمون بالشارع فقط ...
فكر معي في ذلك اليوم الذي يُهاجم فيه جارك ويقتل وأنت تشاهد من الشباك تمصمص شفتيك وأنت تشعر بالشفقة عليه ... لا لست عاجزا ، اقدامك تتحرك ، قلبك ينبض ، لديك القوة الكافية للرد ولكنك ببساطة لا تكترث ... استخرج وتترك الغداء يبرد !! ، ألا يعقل اولئك الناس أبدا ! عجيب !!
ليس بعيداً ، لا صدقني ... هناك من يبني قصورا واخرين من امته يرفعون حطاما عن جثثهم أو ما بقي منهم من أحياء ...
في النهاية عقولنا اندثرت ، قلوبنا تلحفت من شدة البرد القارص ، ودخلت في ثبات شتوي ولم تعد تكترث ...
دمائنا الحارة ... باتت باردة ، باتت ثلجية للدقة ..
والمرؤة والنخوة وكل تلك الأشياء الآن لا تجد لها معنى ...
نحن الآن في عصر جليدي ، تموت فيه القلوب تدريجيًا أو تنام ، تنهار جبال المبادئ ومن يلتزمون بها هم من يُقتلون ...
صديقي .... تهانيَّ ، فنحن الآن صنعنا عصر جليدي من القسوة ...
.
.
الآن أسأل ... من أنت ، ماذا تفعل ، ماذا نكون ، من هو الإنسان ، ..... ولن تجد صوتاً ...صديقي عصرنا جليدي من القسوة الحالكة ، طلبي اليوم هو أن تخبرني بما سنفعله ... سوداويتي تتخطى ...
والان سأطلق حمامتي ، آملا أن تعود سالمة ولا تصاب بقذيفة ما
السلام عليك يا صديقي ، والسلام على قلوب لا تزال حيةمن صديقك .... او ما بقى منه
أنت تقرأ
رسائل تاهت حمامتها ...
Randomالسلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد : إليك أيها المجهول ... ، أكتب هذه الرسائل على أمل ان تصل يوماً ... صديقك : صاحب الحمامة التائهة !