أتاملته يوماً ؟

25 4 0
                                    

السلام عليك يا صديقي ...
أتمنى أن تكون بخير ، لا تنزف من روحك ولا تذرف من دمائك ..
دماء ... أتأملت الدم يوماً ؟
سائل أحمر لزج .. ، لامع كياقوت مسال .. ، زاخر بكراته الحمراء التي تجعلك حيًا حتى الآن ... ، وبعيدًا عن أهميته الحسية في الجسد ..
أتأملته يومًا ؟
طالما كان النزيف شيء سيء .. ، مهدد للحياة .. ، وحاصد للأرواح بغير وجه حق ..
في الحقيقة حياتي كانت زاخرة بالحوادث .. لكن لطف الله بي لم يجعلني أرى ذاك السائل مطلقًا تقريبًا ، علاقتي بالدماء كانت مجرد تحاليل او خدش صغير ... وبالرغم من عِظم ما مر علينا من حوادث إلا أني كنت بعيدًا عنها ..
لكن كلها ابتلاءات تمر .. ، تمحو ذنوبًا ما كان ليمحوها استغفارنا .. ترفع من مكانتنا في الجنة بإذن الله .. لم اكرهها ولم اتأفف منها ..

لكنها كانت سببًا اضافيًا لكرهي لمسوخ الحاضر ..
لم اعش في بيئة وردية .. لكن ما زلت لا اصدق بأن أحدًا ممن حولي أعرفه أو لا أعرفه قد يسرق مثلًا .... أو يقتل.
لا أتصور وجه أعرفه ينظر لدماء مسالة وجثة هامدة بقلب هادئ .. لا أتخيل أحدهم ينظر في عين قتيله بهدوء .. ينظر للمعانها بثقة دافعًا بسلاح يخترق جسده ليخرج منها دماء تفيض .. وروح تسمو ..
عيونهم البيضاء .. التي تلمع للمادة وتشغف للنقود وتسعى للقوة ... تذبح وتقطع نسيج حي لأجل متعة زائفة. .. ولا اكترث ما هي المتعة .. متعة انتقام أو متعة في المال والجاه.. لازال وغدًا .. ولا أهتم كيف وصل به الحال لتلك الطريق ..
لا تبرر يا صديق فمن عاش الفقر لن يأكل لحوم البشر ، رسولنا عاش فقيرًا واحذر ماذا ... كان بشرًا !
أعرف أن هناك الكثير من المسوخ ... ولكن لا اتفهم بأنهم هنا .. ، لا أتقبل أن بشرًا يفعلها ..
أعلم أني مريض ... لكن نظرتي ليست وردية .. نظرتي اسودت بهم لكن ليس لذاك الحد ... اعذر سخافتي في أني لا أتخيل أن يؤذي أحدهم صديقه في العمل لأجل علاوة حتى ...
كبرت يا صديقي ... لكني لم اتعود على البشر لم افهمهم ... لا افهم المسوخ ولا زلت اكرههم وكل بشري يتحول إليهم ... لا مبرر لافعالهم..
والمبرر الوحيد لوجودهم هو اختبار الله لنا .. ، لذا اثبت يا صديقي

(قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[Surat Al-Ma'idah 100]
اتق الله يا صديقي ... ولا تكن مسخًا ولو اعجبك كثرتهم ..

وداعًا يا صديقي ..
حتى نلتقي بنسمة أخرى تلقي برسالتي إلى نافذتك ..
وحتى ذاك الوقت ... عدني أن تتق الله ..
السلام عليك يا صديقي ..

من صديقك / صاحب تلك التائهة

رسائل تاهت حمامتها ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن