مُقدّمة.

4.6K 202 11
                                    


سماءٌ كاحلةِ السواد خاليةٌ من النُجوم كانت هى سَقفى الذى أحتمى بِه، شارعٌ خالٍ من المارّة أسفلى، والبِناية التى أجلسُ على سطحها الآن أُءرجحُ قدمى عليها بدت مُغريةً جداً للوقوفِ والقفز خلالَ ذلك الهدوءِ والظلام، دونَ أن يشعُر بي أحد أو يُحاول إنقاذى أو إيقافى. 

أشعرُ أن هذهِ نهايتى، أفسدتُ كُل شئ، وحيدةٌ وبائسة دونَ أىّ نوعٍ من أنواعِ العلاقات، لا عائلة أو أصدقاء، لا شئ سوى سؤالٌ واحدٌ لا يغيبُ عن عقلى لحظة: 'ما الذى فعلتهُ
لتكونَ حياتى مليئة بكُل هذا الهُراء؟ '

ودون إرادةٍ منّىَ أُجبرَت قدماىَ على الوقوف وقد نظرتُ للأسفل لأرى كُل شئٍ يبدو هائل الصِغر، بقيتُ على هذا الوضع لدقائق كاملة عقلى ثائرٌ يتأرجح، ليتبادَر إلى عقلى أمرٌ واحد..
كيفَ بإمكانى مُفارقةِ الحياةِ بتلكَ البساطة دونَ أن أرُد معرُوفها لى؟
كيفَ بإمكانى الرَحيل دونَ تنفيذِ ما لقّنتهُ لى طوالَ عُمرى؟!
كيفَ لن أُعطيها فُرصة ثانية؟!.. أو أخيرة؟!

لذا تجاهلتُ السَطحَ الآن، ونزلتُ سلالم البِناية لأصل للشارِع وأدخُل لتلكَ المكتبة المُقابلة للبناية، بصاحبها العجوزِ ذى الشعر الثلجىّ الخفيف والذى تقريباً لا يشعُر بالنُعاسِ أبداً.. واشتريتُ دفتراً صغيراً مُكوناً من ثلاثونَ صفحة، قررتُ فيهِ ردّ جميلِ الحياةِ علىّ، وإعطائها فُرصةً أخرى.

سأحاولُ كُل يومٍ إيقافَ نفسى بطريقةٍ مُختلفة، إن نجحتُ فسأنقلُ تجرُبتى عبرَ هذا الدفتر لأبُثّ الأملَ فى كُل من يحتاجه إذا ضاقَت بهِ السبُل.. وإن لم أفعل، فاعتبروا صفحاتى وكلماتى ما هى إلا رسائلُ انتحار ٍمُتعددة، ستُمحى من عقولكم مع مرورِ الأيام، أو رُبما ذِكرى.. إذا شعرتُم يوماً أنكم تريدونَ تذِكُرى.

آنجل."

بدأت فى السادسِ والعشرين من كانُون أول/ديسمبر ألفينِ وسبعةَ عشَر ، نُشِرَت فى الثلاثون من نفس الشهر.

الفكرة بالكامل تعودُ لى، أى اقتباس يرجى أن يكون بإذنى.

أتمنى المُساعدة لمن كانوا مثلى فى يومٍ ما.

الفصل الأول سيُنشر فى العشرون من يناير/طوبة بإذن الله.
دُمتُم بخيرٍ دائماً، أحبكُم♥

ثَلاثونَ يوماً.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن