اليَوم الثانى والعشرين.

304 39 6
                                    


إنها اللحظة التى تُدركُ فيها أن الأمرَ لا يقتصِر على كونكَ وحيداً فى حُزنك..بل أن حتى إنتصاراتك الصغيرة لا تجدُ من يُشاركك إياها..

كاستيقاظك صباحاً ودَفعِ الإكتئابِ المُتثاقلِ فوقَ صدركَ كالجاثومِ بعيداً والنّهوضِ لتشرعَ فى مهامكَ اليوميّة، كدفعِ اليَومَ دفعاً وأنت تُحصى الساعاتَ والدقائق وصولاً لنهايتهِ مُستسلماً وعائداً لسريركَ مرةً أُخرى، كتلك الأيامِ التى تمضى دونَ إيذاءٍ لنفسك، الأيامِ التى تمضى بأقلّ الخسائرِ والهزائم النفسيّة، كأولِ وجبةٍ تتناولها بعدَ أيامٍ من تجاهُلِ الطعام، كمُحاربتِكَ كُل ليلةٍ حتى لا تنتصرَ شياطينُكَ عليك، واستيقاظكَ مرة أُخرة مُنتصراً.

كل تلك الإنتصارات، تبدو أصغرَ وأتفه من أن تُذكَر فى مُحادثةٍ عامةٍ أو خاصة، وأضخم بكثير من أن تحتويها أوراقك وأحباركَ فى دفترِ يومياتكَ الصغيرِ البائس، أكثرُ بهجةً من أن تحتفلَ بها وحدكَ ورغم ذلك تمنعك وحدتُك من تقاسُمها مع غيرك.
.

ثَلاثونَ يوماً.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن