اليَوم التاسِع عشَر.

636 75 3
                                    


وإن حكيتُ فلا يُريحُني شعورَ تعريةِ أفكارى أمام أُذُنِ بشر، كأنني خلعتُ عنها ثوبَ سَترِها الكامنُ فى نظراتي ودموعي المُتجمدةُ فى مُقلتاي، يُثقِلُني الشرحُ وكأنهُ الحِجارةُ فى جيوبِ ملابسي بينما أغطِسُ فى بُحَيرة.

ولكنني لا أُطيقُ مرارةَ الكِتمانِ فى حَلقي، تخنقُ الكَلماتُ عُنقي كما الثُعبان، يزعجُ فحيحهُ أذُني بينما يشتد جسدهُ فى اعتصارِ رقبتي راغباً فى إعلاني لِما أُسِرّ، يضغط بقوةٍ فيفيضُ الدمعُ بدلاً من الحديث.

بينَ هذا وذاك اتأرجح، أبوحُ تارةً وأكتمُ تارة، أُسِرّ ثم أُعلِن، أنفتحُ ولا ألبث حتى انغلقُ على ذاتي مُجدداً..
لم أجد راحتي هُنا أو هناك، كما لم أجد راحتي فى أىّ مكانٍ أو شئٍ آخر، أبحثُ بكل طاقتي عن مُتنفَّس، ولكنّ الأمرَ أصعب مما تخيلت.


ثَلاثونَ يوماً.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن