اليَوم الثالِث.

1.7K 146 6
                                    

يَا صَديقَتى، أليسَ من المُفترضِ أن تَكونِ أول من يمُد لى يدَ العونِ حينَ أطيحُ أرضاً؟ أولُ من يُلبّى ندائى وإن لم يكُن مسموعاً للجميع؟ ألم نتعاهَد على البقاءِ معاً فى الضرّاء قبلَ السرّاء؟

إذاً لماذا رحلتِ عنّى؟! لماذا بِتنا أغراباً نعرفُ أخبارَ بعضٍ مُصادفة؟! كيفَ لنا بعدَ كُل هذه الأعوام أن نتقابل فى الشوارِع صُدفة، بعدَ أن كُنا نعرفُ خطواتِ بعضِنا البعض قبلَ أن نخطُوها بعشرةِ أمتار؟!

لماذا اخترتِ الرّحيلَ الآن، وأنا مُدمرةٌ كقريةٍ جعلتها الحربُ خاويةً على عُروشِها، ليسَ فيها ابنُ آدمٍ واحِد ينددُ ببشاعةِ ما حدث، ليسَ فيها من يُعمر أو يُفكرُ فى إصلاحِ هذا الخراب الشامل؟
لماذا اخترتِ الرّحيلَ بينما لا أمتلكُ طاقةً لإخراجِ الكلماتِ من حَلقى، رحلتِ وداخلى يصرخُ "إبقى" ولكن صوتى يأبى الخُروج..؟ 

ثَلاثونَ يوماً.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن