اليَوم السَادِس

1.3K 131 13
                                    

الألَم هُو شُعور.. صَحيح؟

أنا خَاوية، لستُ حَزينة، أنا خَاوية.. جَوفاء ككَهفٍ فى باطنِ أكثرَ الجِبالِ ضخامة.. مُعتمةٌ مثلهَ أيضاً.

أريدُ أن أشعُر، أريدُ الإحساسَ بشَئ.. أى شئ.. أرجوكُم.. أريدُ أن أُحِسّ!

كلامى قَد يَبدو أخرَق، ولكنّ الإحساس نِعمة لَن يَدرِكها إلا فاقدها، لن تتخيلَ حياتكَ وأنتَ تَعبُر شارِع مدرستكَ المُكتظّ بالسيّاراتَ على الاتجاهينِ ببلاهةٍ شديدة دونَ الشُعورِ بالخَوف، لن تتخيّل حياتكَ وأقربُ الأقربين إليكَ يرحلُ واحداً تلوَ الآخر دونَ الشُعورِ بالأسَفِ أو الحُزن، لن تتخيّل حياتكَ مع حدوثِ أشياءٍ منَ المُفترضِ علَيها إسعادُك.. ولكنّكَ لا تشعُر بشئ!

قالوا عن الإكتئابِ أنهُ قَد يكون إبداعياً، يُمكنكَ الكتابةِ أو الرسم أو الغِناء من باطِن الألَم.. ولكن ماذا عن الخواءِ يا بشَر! متى ستَعترِفونَ بتلكَ الحالةِ كمرضٍ نفسيّ يحتاجُ عِلاج، أو كألمٍ يحتاجُ دَواء، إلى متى علىّ العَيشُ كتِمثالِ شَمعٍ عاجِز فى متحفٍ انقطعَ عَنهُ الزائرون؟!

أفَقدتُ الإحساسِ لدرجة أننى تغلّبتُ على خَوفى من الدِماءِ بينما أُشاهدُها تَخرجُ من مِعصَمى بهُدوء معَ كُل قطعٍ أقطعهُ بالشَفرة؟ أفقَدتُ الإحساسَ لدرَجةِ أننى حتى لا أشعرُ بالشَفرة؟ الألَمُ هُو شُعور حاولتُ إهدائهِ لنَفسي، لقَد حاولتُ أن أشعُر ولو حَتى بالألَم، ولو حتى بالدِماء، ولو حتى بتشويهِ معصماى.. لقد حاولتُ مُعاقبةَ نَفسي على كُل ما ترتكبهُ وما لم تفعَل، ولكننى وجّهتُ أصابعَ اللَومِ لها على كُل شئ، وانقضي اليومُ السادِس بقطراتٍ من السائل القُرمُزىّ على أرضِيةِ غُرفَتى، على أملِ أن تتبدّل الأوضاع فى اليَوم السابِع.
ِ

ثَلاثونَ يوماً.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن