استلقى على سريره يحدق بالسقف ... كان يشعر بالفراغ في قلبه ... لماذا يعامله الجميع هكذا؟
جده وعمه .. حتى شقيقه ! لماذا ؟ ما الذي فعله؟؟
تقلب على السرير .. وهو يسترجع تلك الذكريات في رأسه ...
حينما كانت الحياه هانئة في بيت مليئ بالدفء والحنان ...
تذكر عندما كان هو و شقيقه يتراشقان بكرات الثلج .. وامه كانت هناك تشجعه ..
كان سعيدا حينها ...
اخذت تلك الذكريات تستعرض نفسها ...وتمر سراعا وكأنها لقطات من فيلم جميل ..
ولكن..
عبس نيك عندما تذكر تلك الذكرى... ذكرى اكتشاف مرضه ....
كان يومها يلعب مع اخيه بالثلج ..كالمعتاد ...
حين فاجئه ذلك الالم الشديد في صدره .. دفعه للصراخ عاليا .. ثم الانهيار ..
تذكر بكاء اخيه حينها .. تذكر ايضا عندما اسرعت امه اليه والخوف باد على محياها ..
تذكرايضا عندما استيقظ ... ورأى وجه امه الحزين وهي تنظر اليه .. وقد انسابت دموعها..
ولكنها ابتسمت من فورها .. عندما رأته ينظر اليها ..
تذكر عندما سألها : ما بك امي ؟؟
قالت وهي تمسح دموعها : لا شي ء عزيزي...
- اذا لما تبكين؟
- اانا ... لا ابكي يا صغيري .. انا .. لقد .. لقد دخل شيء ما في عيني .. ثم ابتسمت..
ابتسم نيك الصغير حينها ... وقال : ماذا حدث ؟ لما انا على السرير ؟
قالت الام : لقد .. لقد كنت متعبا .. و .. و اردت النوم..
فأومأ الصغير برأسه ...
-------------------------------------------------
لقد كانت والدته تخفي عنه امر مرضه ...... ولكنه عرف لاحقا - بعد وفاة امه - من سام بأمر مرضه ...
عاد و اغمض عينيه عندما تذكر يوم وفاة والدته ...
كان عندها في الخامسة من عمره ..
كانت قد مرضت قبلها بعدة ايام ... وقد ذهب سام ليطلب من جدهما ان يساعد امهما ... ولكن الجد رفض ..
بحجه ان امهما ليست بشرية ...
كان نيك حينها يحاول تخفيف الم والدته .. ولكن .. ما من فائدة ..
حتى جاء ذلك اليوم الذي لفظت فيه امه انفاسها الاخيرة ..كانت تقول لنيك وهي تضع كفها على خده : ابقى قويا يا عزيزي .. لا تضعف ابدا..
ثم التفت الى سام وقالت له : سام عزيزي .. ارجوك انتبه لنفسك .. وحافظ على اخيك ..
ثم لفظت انفاسها ...
-------------------------------------
انسابت دموع نيك على وجنتيه .... لقد كانت امه هي الوحيدة في هذا العالم التي تفهمه ...
وضع يده على رأسه ليخفي عينيه ..همس : اشتقت اليك امي...
سمع نيك صوت طرق على باب غرفته ... فمسح دموعه واعتدل في جلسته .. وقال ادخل ..
دخل سام وهو يحمل صينية طعام .. وضعها بجانب نيك وهو يقول : عليك ان تأكل شيئا ..
رفع سام بصره الى شقيقه ليجد اثار بكاء على وجهه ..
فأخفض بصره وهو يشعر بالاسى تجاهه...
ولكنه قال بحده : كُل بسرعة .. ثم خذ حماما .. وبدل ملابسك .. فأمامك يوم طويل ..
خرج مسرعا قبل ان يرد عليه نيك ... واغلق الباب خلفه ..
استند سام بظهره الى الباب ... اغمض عينيه ..
واخذ يفكر بصمت :
لقد قسوتُ عليه بحق ... لكن .. هو يجب ان يكون قويا .. جسديا ونفسيا ... يجب الا يسمح لاحد ان يؤذيه .. ليته يفهم ذلك !
ليته يعرف ما بذلته لاجله ... ليته يعرف اني ضحيت بحريتي لاجله .. ليته .. ليته يعرف فقط !
تنهد بالم .. ووضع يده على رأسه ..
تقدمت احدى الخادمات من سام .. لتراه شاحب الوجه يتنهد فقالت بقلق : س.. سيدي .. هل انت بخير؟؟
نظر اليها سام بشرود .. ولم يجب ...
فعاودت سؤالها بصوت اعلى : سيد سام .. هل تسمعني ؟
وخيرا انتبه لها سام فقال وقد خرج من شروده .. نعم نعم .. انا بخير ..
قالت : الرئيس يريدك ( تعني جد سام )
- حسنا..
وسار مارا من جانبها ..
-----------------------------------------------------------------------------------------
اتمنى ان يعجبكم البارت ..
دمتم بود ^_^
أنت تقرأ
!!me and ..me متوقفة
Misterio / Suspensoاقترب مني.. شعرت بأنفاسه على وجهي .. كان ينظر الي بعينيه المخيفتين التي تختبئ خلف خصل شعره الاشقر.. جمدني الخوف.. لم استطع النظر اليه لذا... بقيت احدق في الارض.. احاطني بذراعيه وهو يهمس: - اه عزيزي .. انت مختلف لذا..فقط هم يريدونك ..سيأتون من اجلك ف...