اقترب مني.. شعرت بأنفاسه على وجهي .. كان ينظر الي بعينيه المخيفتين التي تختبئ خلف خصل شعره الاشقر.. جمدني الخوف..
لم استطع النظر اليه لذا... بقيت احدق في الارض.. احاطني بذراعيه وهو يهمس:
- اه عزيزي .. انت مختلف لذا..فقط هم يريدونك ..سيأتون من اجلك في اي لحظة.. لذا عندما اقول لك اركض .. اهرب بأسرع ما لديك .. واياك مهما حدث ان تلتفت للخلف.. والا..
فأنك ستموت !!
قالها وهو يبتسم.. تلك الابتسامة المجنونه.. كنت اعرف ذلك بالرغم اني لم انظر له..
وفجأة دفعني بقوه صارخا : اركض !
********************************* عودة للواقع ...
قام من سريره فزعا .. لا يستطيع التنفس بين شهقاته .. كان تماما كمن يغرق ..
استغرق دقائق حتى عدل وضعه .. وعاد اليه انتظام انفاسه..
انزل قدميه من سريره وهو جالس على الحافة .. وخصل شعره الابيض المبعثر تنسدل على محياه...
كان تفكيره منصبا على ذلك الكابوس الذي لا ينفك عنه كل ليلة..
وضع يده على رأسه بألم ... ثم تنهد بانزعاج..
التفت الى الساعة .. كانت تشير الى السابعة صباحا ..
-لقد انتهى وقت النوم..
قالها لنفسه .. ونهض ليأخذ حماما باردا ..
حضر لنفسه فطورا بسيطا .. وكوبا كبيرا من عصير التفاح المجمد !
كانت تلك احد عادات صديقنا الغريبة..
ارتدى ملابس مدرسته.. وخرج وهو بكامل اناقته....
خرج الى المدرسة ...
------------------------------------------------
في الطريق..
-انظر الى ذلك الفتى..
-مابال شعره؟؟
-اهو امحق؟؟ ( مصاب بالمحاق)
- ربما صبغ شعره..
-شباب هذه الايام..
هز رأسه باستنكار وهو يسمع لكل تلك التفاهات حوله.. لقد اعتاد سماعها..فصار يتجاهلها وكأنه لايسمع شيئا..
وصل الى المدرسة...
واكمل يومه كالمعتاد..
كان صديقنا بلا اصدقاء..
ربما لان شكله غريب... او لانه لا يسمح لاحد بالاقتراب منه..
هو فقط يريد ان يكون ... مع نفسه !
عاد لمنزله .. بدأ بحل واجباته..
رغم شخصيته المنطويه .. الا ان صاحبنا متفوق دراسيا..
قام بتحضير الغداء ... والذي كان عبارة عن ...
عصير التفاح المجمد!!!
بعدها انخرط في نوم عميق .. ليستيقظ مجددا على ذلك الكابوس المزعج...
شعر بالملل لذا ..
قرر التنزه في الحديقة...
كانت الساعة عندها منتصف الليل ..
كانت ليلة عاصفة .. تكاد الاشجار ان تقتلع بسببها .. لكن صديقنا الغامض غير مبال بذلك.. فلطالما احب الجو العاصف الممطر...
سار واضعا يديه في جيبه .. وشعره الابيض قد بعثر بسبب الرياح..
كانت الشوارع فارغة .. لذلك ذهب الى الغابة..
هناك حيث يستطيع ان يشعر بالراحة...
******
كان يسير في الغابة حين اوقفه صوت غريب ... كان لكلب صغير *-* ينبح ...
اتجه نحوه ..
حمله بين يديه.. كان يرتجف من البرد .. ابتسم له قائلا :
ما الذي تفعله هنا؟ هل ضللت طريقك ؟
كان الكلب يلهث ..ابتسم وهو يقول : ما رأيك ان تأتي معي ؟ ستكون حيواني الاليف ..
ادخله في معطفه..وسار عائدا الى المنزل...
---------------------------------------------
ادار مقبض الباب ودخل ...
كان المنزل دافئا.. لانه كان قد اشعل المدفأة قبل رحيله ..
اتجه الكلب مسرعا ونام امامها *-*
بينما سار صديقنا متجها نحو المطبخ...
سار قليلا قبل ان يوقفه ذلك الالم المبرح... اغمض عينيه وهو يشعر بأن الالم يشل حركته ...
استند على الجدار وهو يتصبب عرقا ...
- لماذا ؟؟ .. ماللذي يحدث لي؟؟ تسائل في نفسه ..
جثا على ركبته بعدما اصبح عاجزا عن الوقوف ..
ضم صدره بكلتا يديه وهو يئن...
كان الالم كما النار المشتعله في صدره ... شيئا فشيئا شعر بأنه ينجرف الى الظلام ...
واخيرا ... اغمض عينيه في استسلام ..
--------------------------------------------------------------
رأيكم ...
وتوقعاتكم..
أنت تقرأ
!!me and ..me متوقفة
Mysterie / Thrillerاقترب مني.. شعرت بأنفاسه على وجهي .. كان ينظر الي بعينيه المخيفتين التي تختبئ خلف خصل شعره الاشقر.. جمدني الخوف.. لم استطع النظر اليه لذا... بقيت احدق في الارض.. احاطني بذراعيه وهو يهمس: - اه عزيزي .. انت مختلف لذا..فقط هم يريدونك ..سيأتون من اجلك ف...