هناك امور فى الحياة لا ندرسها ولا نخطط لها تحركنا مشاعرنا لنسير على خطى لم نرسمها
قد نخطئ وقد نصيب ولكن الشئ المؤكد هو اننا سنشعر بقليل من الارتياح ويهدأ ذلك العضو النابض
فى جسدنا ويرسل اشاراته الى العقل الذى بدوره يهدأ ليبدأ فى التفكير ثانية ليصل لنقطة مهمة وسؤال
محورى متكرر ...لماذا فعلت ذلك ؟متى فعلت ذلك ؟فى نهاية ذلك اليوم الصعب ذهب كل الى مضجعه طه وزوجته وابنته ذهبا الى شقتهم
دخل محمد ومعه امه الى حيث توجد حنين وجداها قد غطت فى نوم عميق
تنهدا الاثنان وخرجا بعد كلام بسيط مع بعضهما البعض
طمأن محمد امه وطمأنت بثينه ولدها كل منهم بحاجة للاخر ليطمأنه
مالبث محمد ان قال
_ تصبحى على خير يا بسبس الساعة بقت 11وربع يلا ندخل ننام
قبل ان ترد امه حدث شئ لم يكن بالحسبان
دق جرس الباب
بثينه قالت باستغراب :
_ ايه ده مين ؟تلاقى عمك نام
محمد وهو متجه للباب :
_ اما نشوف مين
فتح الباب ليصطدما بالقادم ذو العيون القلقة والمحرجة المتوترة فى ان واحد
لحظات صمت دارت فى عقل محمد شكوكه وظنونه
بدأت ابتسامته تتسع ثم قال :
_ منور يا دكترة اتفضل
وصوت امه من الخلف تقول مين يا محمد
ثم نظرت للقادم قائلة :
_ محمود ... اتفضل يا بنى وحشنى
بادلهم الابتسام ومازال فى مكانه اخذ نفس عميق ثم قال :
_ ازيك يا طنط ازيك يا ميدو انا اسف انى جيت فى وقت متاخر بس كن.........
قاطعته بثينه قائلة :
_ عيب يا محمود هتقف على الباب ده انا امك يا ولا ده انا اللى مربياك تعالى وحشتنى اوى اوى
جذبه محمد من ذراعه وهو يقول :
_ ادخل يا عم دى ماما شويه وكانت هتكتب البيت باسمك
ادخلوه وجلس فى الصالون
كان فى غاية الحرج لم يعى ما فعل الا الان اخذه قلبه للاطمئنان عليها
تنهد ثم قال موجها حديثه لثينه :
_ انا اسف يا امى انى جاى متاخر
لم تتركه يكمل كلامه فقامت من مكانها لتجلس مقتربه منه قائلة :
_ كمل وزعلنى منك يا حمودى فاكر الكلمة دى ؟
ضغطت بثينه على الوتر الحساس دون انتشعر تلك الكلمة التى كانت حنين الطفلة تقولها له
ومن ثم قالتها له بثينه على سبيل التدليل شرد لحظات ثم قال :
_ خلاث بقى يا جميل متزعلش ..انا كنت بس يعنى.... اه يعنى ..كنت فى الصيدلية ..اه اصلى نسيت اقولك انى
اشتغلت فى الصيدلية بتاعت دكتور محسن ...فا يعنى ...اه عمو طه
عمو طه ...كان جاى يصرف روشته وكان مستعجل وباين عليه الخوف الشديد حتى مردش علياوكده يعنى
...رأت بثينه لعثمته فابتسمت ثم تركته يكمل :
_ فانا جيت اطمن عليكم واشوف خير وبالمرة اقولك انك وحشتينى وانى زعلان ان اربع سنين ينسوكى محمود متفكريش تسالى عليا حتى كنتى ساعات بتكلمى ماما مش بتكلمينى
تنهدت بثينه بشده ثم قالت وهى تبدا بالابتسام :
_ اولا الف مبروك يا حبيبى على الشغل ..وثانيا بقى انا عمرى ما انساك يا وادانت ده انا اللى مربياك
شويه مشاغل وشويه مشاكل حصلت هبقى معايا والله
فقال محمود مداعبا :
_ انا عمرى ما ازعل منك يا قمر
وهنا دخل محمد حاملا صينية تحتوى على كوب عصير وكوب ماء
وضعهم امام محمود ثم قال بجدية مصتنعة :
_ ما تلم نفسك يا ابنى انا مش مالى عينك ولا ايه ؟
بثينه /محمود :: هههههههه
ثم نظر اليهم محمود وتنحنح قائلا :
_ احم احم ..... هو ... هو مين اللى تعبان بعد الشر ؟
فقالت بثينه ناظرة اليه وهى تمد اليه يدها بالعصير ثم اخذه منها :
_ دى... دى حنين كانت تعبت شويه واغمى عليها
وكانها دقت على طبول قلبه وكان السكين قد شق صدره وادمى قلبه لم يعرف ما هذا الحال
انعقد لسانه حاول بعد ذلك ولكن حسب نفسه يخفى لكن بات واضحا للعيان وفضح امره
جمع الحروف من هنا وبدا يركب الكلمات اخذ رشفة من العصيرثم قال :
_ الف سلامه ...هى كويسة ؟؟
محمد لم يحتاج لتاكيد ما تبادر لذهنه فقد اكدت له نظرة محمود القلقة عندما دخل وهو يدرى انه لاحظ اسم حنين وعلم انها المريضة
قالت بثينه بارتياح مبتسمه :
_ الحمد لله ياحبيبى كويسة ونامت بعد العلاج
ثم نظرت له قائلة :
_ هى ناهد تليفونها مقفول ليه ؟؟
دقت اجراس الخطر فى قلبه ماذا اقعل ؟؟ كنت اخشى هذاالسؤال و تناسيته
بلع ريقه ثم قال بصوت ضعيف مبحوح :
_ مسافرة ..هى ...وبابا
بثينه وامارات الحزن على وجهها :
_ ربنا يجيبهم بالسلامه يارب
نهض محمود من مكانه فبادرته بثينه قائلة :
_ رايح فين يا حمودى ؟؟ انت لحقت تقعد
نظر اليها بابتسامه قائلا :
_ معلش يا جميل لازم امشى وهجيلك تانى ان شاء الله
محمد قال :
_ عشان خاطرى اقعد شويه يا حوده
_ رد محمود ناظرا اليها :
_ معلش يا ميدو عشان عندى مذاكرة امتحاناتى بعد عشر ايام
بثينه باستسلام قالت :
_ خلاص بس هتيجى تانى ولو احتجت حاجة تعرفنى
محمود بابتسامه وهو يمشى :
_ طبعا ان شاء الله ... السلام عليكم
خرج محمود واغلق محمد الباب خلفه شردت بثينه قليلا ثم جلست على الاريكة بالصالة
جلس محمد امامها ثم قال :
_ ماما فى حاجة لاحظتها
فاكملت امه بشرود وهى تهز راسها صعوده وهبوطا :
_ محمود بيحب حنين
ابتسم محمد ثم نظرت له امه فابتسمت فقالت :
_ انت عرفت ازاى ؟؟ انت لسه صغير
فصاح محمد :
_ صغير مين يا حاجة صلى على النبى انا راجل قوى وبعدين لما اتكلمت معاه لما روحت له
كان باين فى عينيه وكل ما اتكلم عن حنين وشه يتغير ويسرح ويبتسم .. وانهارده اتاكدت
فقالت بثينه :
_ محمود من صغره بيحبها وبيغير عليها بس كنت بقول طفولة ولما كبر شويه وبقى مش بيكلمها عشان كبروا
كانت نظرته ليها غير برضه وكان لما يتضايق منها عشان بلوزه لبستها ولا موقف حصل
سكتت بثينه .... ثم ضحكت
فقال محمد :
_ ايه يا ماما كان بيعمل ايه بيكلمها ؟؟ ماعتقدش من وانا صغير كنت بشوفه مش بيكلم حنين
اومات امه نافية ثم اكملت :
_ لا كان بيجى يقول لى انا و يقعد يتعصب جامد ويكتم فى نفسه ويقول لى انا مش عايز
حد يحبها غيرى انا ههههه
بس كنت بقول حب مراهقة وخصوصا ان حنين مكانتش بتتكلم معاه خالص لما كبرت
أنت تقرأ
صرخة حنينى إليك. للكاتبة : أميرة القلم
Romance"سأنتظرك يا شبح الأمل لتطرق بابى " هكذا قالتها من بين الدموع لكن هل علينا ان ننتظره ليطرق بابنا ام اننا من يجب ان يبحثوا عنه ويعبروا له عن الاشتياق هل هو حقيقة ام سراب؟ شبح ام خيال؟ ام.....؟