غيثُ الفرح, غيمُ السلام .

صُدفٌ على الدرب.

( الحياة عبارة عن متتابعة لا نهائية من المفاجآت) ..

عندما كتبتُ خلف فاتورة الصيدلية المكرمشة أمنيتي و أعدت كرمشتها ووضعتُها في قارورةِ عصير الأناناس وألقيتُها في البحر لم أكن أتوقع أبداً من أنها ستتحق .. لقد فعلتُ ذلك لأني رأيتُ المشهد في أغلب الأفلام التي شاهدتُها , أتذكر أن صرخة المُفاجأة كانت أكبر من اتساعِ فمي فجُرح طرفه . 

عندما دونتُ امنياتي كتبتُ بأني أُريد رسالةً ورقية من شخصٍ أُحبه في لحظةٍ لا أتوقعها , وعندما التقيتهُ ظهيرة الثلاثاء مد كفهُ برسالةٍ خطت بأنامله دُهشت جداً وددتُ لو أن بإمكاني تقبيله تعبيراً عن امتناني .

عندما طلبت من الله صديق قراءة يُهديني كتبًا بين الحين والآخر ويسمح لي بمناقشته حول مواضيعها , ساقت لي الأقدارُ شخصًا لا يهديني الكُتب فحسب بل ويضع في مُنتصفها هدية بسيطة ليُفاجأني في كُل مرة ويجعل قلبي يبتسم . 

عندما تراكمت نصوصي دون أن يقرأها أحد دعوتُ الله أن يعرفني إلى شخصٍ لديه الوقت الكافي ليقرأ لي , أذكر أني من فرطِ سعادتي صرخت فقد أثنى على ما أكتب قائلاً : كتابتُكِ جميلة وعقلكِ واعي .. إنكِ تكبرين في عيني كُل يوم . 

عندما قررت أمي أن تُنجب بعد ثمانية أعوام من ولادتها لأخوتي رزقها الله بي , فظليتُ أُعاتبها لأن فارق السن بيننا أكبر من أن نتوافق, وجدتُ ضآلتي بعد سبعة عشر عامًا عندما أوجدهُ الله صُدفةً في حياتي حتى صار كُل قلبي فتلاشى مع وجودهِ غضبي من أمي التي حاولت مراراً إقناعي بأن الأمر بيد الله .

عندما هجرتُ السهر -رغم حُبي لليل- لأن لا أحد هنا لأسامرهُ جادت الحياة عليَّ بهِ وصار الليلُ بصحبتهِ أجمل  والنومُ معه على سماعة الهاتف مُلغمًا بالأحلام الوردية طافحًا بالدفء . 

عندما أخبرتُ أمي ذات عصرية غائمة بأني أتمنى مُعانقة غيمة سخرت من أمنيتي وأخذت تضحك بهستيرية ثم قالت : العصافير وهي العصافير لم تتمكن من ذلك فكيفَ سيمكنكِ ؟ نست أن تخبرني بأن ذلك سيحصل عندما أقع في الحُب !

في كُل مرة استلقيتُ فيها على أرضية السطح ليلاً لأتأمل النجوم كُنت أطلب من السماء أن ترمي عليَّ نجمة وكُل ليلة كانت تُقابل طلبي بالرفض وبعد إلحاحٍ شديد أهدتني نجمة ولكن على هيأة صديق . 

إن الحياة فعلاً متتابعة لا نهائية من المفاجآت , وإنها عندما تقرر إدهاشنا تفعل ذلك بطريقة هائلة كما انها تصير أجمل عندما نقع في الحب . 

مرام الغامدي .