غيثُ الفرح, غيمُ السلام .

كيف يفكر الحمقى ؟

من الجيد أن تُحب أشياءً لا تتغير , أشياءً لا تتجعد مع الزمن ولا تشيخ أو تُفقد مهما تقدم بنا العُمر , كأن تُحب عقلاً راجحًا أو قلبًا ناصعًا ولامعًا كالجليد , ولا بأس إن أحببتَ صوتًا حُلواً كموسيقى قديمة قادرة على الاحتفاظ بقيمتها برغم التطور الذي يجتاح عالمنا بعنفٍ الريح ..

أحبب الأشياء الراسخة والتي بيد الإنسان صقلها وتطويرها , أحبب الشخص لثقافتهِ , لطريقة تعامله مع الأشياء , لطريقتهِ اللبقة في الحديث , لأنسانيتهُ الفائضة وعطاءه اللانهائي كسماءٍ ممتدة إلى الأبد .. ولكن إياك أن ترتكب ذلك الخطأ الفادح وتجعل جمال الشكل أو المكانة الاجتماعية والوضع المادي مقاييسًا لعلاقاتك لأنك بذلك ستخسر الكثير من الحُب , الكثير من المعرفة والكثير من الجمال . .

صدقني , الحمقى فقط هم من يحكمون على الناس بالأشياء التي لا يد لهم فيها , فلم يختر أحد الفقر ولم يشأ أحداً أن يلد بأنفٍ معقوف أو وجهٍ يكسوه النمش , لم يختر أحد الجنسية التي يحملها ولا العائلة التي ينتمي إليها . . هناك أشياء بيدِ الله ومن الغباء جداً أن تحكم على الخلق بما لا يملكهُ إلا الخالق . . . هل يُمكنك أن تقول لي ما قيمة الحُب عندما يكون من أجلِ الجمال أو المال  ؟ سيتلاشى -بلا شك- مع أول نظره تصوبها نحو شخص يفوق شريكك جمالاً وسيذوب في مصافحتكَ الأولى لأحد الأثرياء .. خذ هذهِ النصيحة مني يا صديقي واعتبرها نصيحةً للتاريخ : عندما تُحب أحبب الأشياء الراسخة .

مرام الغامدي .