غيثُ الفرح, غيمُ السلام .

عمق التفاصيل,صدق الشعور .

هل تعي ما معنى أن تستوطنني التفاصيل تلك التي جمعتنا سويًا , أن تستحيل ذاكرتي إلى مُذكرة تاريخية مُفصلة تختفي ابتسامتُك خلف كُل حرف كما يختفي القمر خلف السُحبِ فاراً من البرد , وأن تتحول أذناي إلى مُسجل في كُل مرة نبدأ فيها مكالمة جديدة لأجد في النهاية أشرطةً كثيرة تطربُ لها خلاياي جميعها ..أأخبرتُك من قبل بأنك تتحدث بطريقة لافته للقلب للدرجة التي أود معها ألا تصمت إلى الأبد ؟ وأنك في كُل مرة تسرد فيها أحاديثك بإتقان لا يتردد لعقلي سوى سؤال واحد : كيف يمكن لشخص أن يجعلني أؤمن بأني لو قضيت ما تبقى من حياتي في سماعه لن أًصاب بالملل . ؟

إنك بالفعل تجسيداً للونِ الأبيض بكُل معانيه ومدلولاتهِ العظيمة والرائعة , أنت نقيضي ناصع البياض , بُقعة الضوء التي لا تكف عن إنارة جانبي المُعتم , مصدراً للإلهام ومنبعًا لكُل الأحلام التي تجعلني من فرطِ السعادة أشعر بأني بخفةِ ريشة وأن بإمكاني التحليق لأي مكان ولكني أأبى ألا أختار سوى قلبك , أحُبك , ولكني لا أحب عجزي عن إخبارك بأني أكاد أرسل لك قُبلة صوتية في كُل مرة تطلب ذلك ممازحًا إياي في حين أني قادرة على صف أحداث حياتي واحداً تلو الآخر دون أن أخجل .. أحبك, أحبك بعمقٍ لا يُمكن لأحد إدراكه غير الله لذلك أنا أُقضي ساعاتٍ كثيرة أحدثهُ عنك وعن قدراتك الهائلة التي أكتشفها يومًا بعد يوم فأُدهش واصفق بحرارة الفخور العاجز عن التعبير من هولِ ما يشعر ,ثم أطلبك منهُ بإلحاحِ طفل وبقلب مؤمنِ طافحٌ بالرجاء متيقنٍ بالإجابة .. لقد أعدت ترميم جزءاً فيَّ كان قد تهاوى ,مدينةٌ لك بكُل المشاعر التي أحييتها في قلبي ,بكُل الأحلام الجميلة وبكُل الضحكات التي نبعت من فؤادي بسببك , مدينةٌ لك بكُل اللحظات التي مكنتني فيها من لمسِ سقف أمنياتي ومن ثم لمسِ سقفِ الأرض .. أرجوكَ احتضني بقلبك دومًا , اغرق في ذكرياتنا حتى تتشربها مادتك الوراثية وتصير جزءاً لا يتجزأ منك , وادعِ الله كثيراً أن يوحدنا يومًا ما . .

مرام الغامدي