السابع

17.7K 243 2
                                    

الحق السابع:
اممممم مش لاقية اسم مناسب بس اعتبروه نهاية البداية
......
استطاعت امل في فترة قصيرة ان تكسب ثقة حياه وإخراجها من
الشرنقة المحيطة بها نفسها 
حاولت امل جهدها ان تغير من شخصيتها وجعلها تثق بنفسها لتبدأ
من جديد بعيداً عن براثن اخيها وابيها وكانت تحثها دوماً على استكمال
دراستها  حتي تقوي اكثر واستطاعت في النهاية اقناعها بذلك
اما في منزل مهران
اجتمع عزام وقاسم وابيهم  فهم مازالوا يبحثوا عنها ولكن ليس حباً فيها
بالطبع ولكن ليأخذ عزام دمها الذي اهدره بكل برودة اعصاب وكأنها
اذنبت ما لا يغتفر ولكن عذراً يا سادة فهذه شيم بعض الناس ضيقي
الافق حتي وان بلغوا من التعليم  الدرجات تبقي اعتقاداتهم ثابتة
رغم تغير الزمن وتقدم العالم.... ولكن ايضا هناك البعض الذي يحترم
المرأه لا يجوز أن نعمم السيئة علي الكل ......
في هذه الأثناء حاول قاسم ابعاد تلك الفكرة من راس ابيه واقناعه انها فقط
فتاه صغيرة خائفة. ولكن بدا وكأنه لم يفلح... اذ اصر الاب علي ابنه عزام
احضاره مدرجة بدمائها ليغسل عارها وانقاذ شرفهم وسمعتهم
ليتنهد قاسم بضيق ويخرج من المنزل الي الحديقة الخلفية ليتنهد مرة
أخرى  مخرجاً زفيرا عميقاً من صدره وهو يفكر في حل تلك المشكلة
حتي لا تضيع اخته في الوسط ليجد عقله يخبره بأنها قد ضاعت بالفعل
لإتمام صفقة زواج خاسرة خرجت منها هي الخاسرة الكبري حيث فقدت
طفولتها وبرائتها وحيويتها كما انها خرجت بما لا يثبت زواجها سابقاً
بما انه لا يوجد وثيقة زواج رسمية لانها لم تتم السن القانوني وكان
كل ما جنته من هذا الزواج مجرد عقد ابتدائي علي يد مأذون القرية.
ولكنها ستظل غير رسمية في. نظر القانون
ليغمض عينيه وهو يضغط جفنيه بشدة متأوها علي حال صغيرته
ليقطع شروده يدا وضعت على كتفه ليلتفت فيجدها زوجته بنظرتها الدافئة
لينظر لها فتبادله بنظرتها المعهودة لتبث اليه اطمئنانها وكأن هذا سيثني
ابيه واخيه عن قرارهم  لينتهي اليوم وتمر ايام اخري متوالية
وحالة الام تزداد سوءا علي فقدان ابنتها  حتي انهارت منذ يومين
لتفقد وعيها واحضروا لها الطبيب الذي امر الا تتعرض لاي ضغط نفسي
ومن وقتها وهي طريحة فراشها تبكي صغيرتها ليلاً ونهاراً
اما مهران فكان يري ابنته مخطئة وانه لم يحسن تربيتها حتي خرجت
عن طوعه وجعلته وسيلة للحديث علي السنة الناس لهذا من رايه انها
تستحق العقاب وهو القتل
........
في منزل امل
عادت امل من عملها قرب الساعة الثالثة عصراً كعادتها يومياً حيث تخرج
من الصباح الباكر  لتقضي حياه وقتها ما بين اعمال المنزل التي تصر على القيام
بها وعندما تنتهي تمسك قلمها وتغمض عيناها لتسبح في عالم من خيالها
عالم قامت هي ببنائه لا يسكنه غيرها وقلمها
لتكتب بالم شديد يعصف صدرها ودموعها التي تتسابق في النزول
عذراً ولكني اكتفيت...!
يكفيني كذبا وخداعا
يكفيني زيفا وابهاما
يكفيني قيلا وقالا
....
عذراً ولكني اكتفيت...!
يكفيني انني...... انا
يكفيني تفكيري
يكفيني ايماني
يكفيني قلمي واوراقي
..................
دلفت من باب شقتها وهي تحمل في يدها العديد من الاكياس لتنادي  علي حياه
امل: يا حيااااه
لتكفكف حياه دموعها وتخرج لامل التي ما ان راتها حتي فهمت انها تبكي
كعادتها لتبتسم امل لها لتطمئنها
حياه: نعم يا ابلة
امل بحزن مصتنع: مش اتفقنا انك متعيطيش تاني
لتنظر لها حياه ولا ترد
امل مغيرة الموضوع: تعالي بقي افرجك انا جيبالك
ايه ويارب ذوقي يعجبك
لتفتح بعدها الاكياس تباعاً فتجد في احدهما ملابس رمادية اللون تدل. علي انها
ثياب مدرسية للمرحلة الاعدادية واكياس اخري تحتوي علي ثياب خروج ونوم 
حياه بابتسامة خجولة: انا مش عارفة اقولك ايه
امل: متقوليش حاجة ويلا ناكل بقي عشان انا جعانة
لتبتسم لها حياه واثناء تناولهم الطعام هتفت حياه بتساؤل: تفتكري يكونوا بيدورو
عليا  ولو قدرو يوصلولي هيعملو معايا ايه
امل: ليه بتسألي السؤال دا
حياه: انا خايفة منهم اووي دول... دول ممكن لو لقيوني يقتلوني فيها
امل: متقلقيش ان شاء الله خير. وربنا مش بيسيب حق حد
لتومئ لها حياه بصمت وتكمل طعامها
وتمر علي هذه الوتيرة ايام والايام تليها اسابيع وشهور حتي تمت حياه ثلاثة شهور
غيابا عن منزلها
في الصعيد
قرر. والدها اعلان وفاة ابنته المختفية واقام لها عزاء فاخرا يليق باسم عائلة مهران
ومنع ذكر اسمها تماما في المنزل بعد ان فشلت كل محاولاتهم في ايجادها
ووقف والدها وعزام ياخذون عزائها بأيديهم اما قاسم فرفض مشاركتهم 
وللحق فهم اصابوا في هذه النقطة
ولكنها جائت متأخرة فالاحق كان باخذه ليله زفافها... الليلة التي قتلت فيها
روحها واغتيلت برائتها...
اما امها فقد نضبت دموعها وهي تبكي فراق صغيرتها حتي امرها زوجها في احد
الايام بان تكف البكاء والعويل  والا فان العواقب ستكون وخيمة

ليس ذنبي ان خلقت فتاه (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن