الحق التاسع
القوة والضعف مش نقيض وبس دا وصف لحالي
...........
عادت حياه من كليتها متأففة من هذا الذي يستمر دوماً بمضايقتها ويظل يذكرها بمن هو
وابن من ولما لا فهو ابن احد اهم اقطاب الصناعة في البلاد والشرق الأوسط
عمار الشاذلي يكبرها بثلاث سنوات يمتلك من الملامح الوسيمة
بزرقة عيناه وشعره شديد السواد وجسده الرياضي الذي يهتم به وبشده
مما جعل الفتيات يتلاحقن عليه مما يكسبه غروراً وزاد هذا ثروة ابيه الطائلة
اعتاد ان يأخذ كل ما تقع عليه عيناه.....
حتي وقعت عيناه علي حياه الوافدة الجديدة في الجامعة والتي ترفض اي نوع من الصداقات
فهي حتي الان لم تزل مخاوفها تجاه الرجال وتري فيهم دوماً صورة المزعوم زوجها او بمعني
اصح. قاتلها.. حاوت امل معها مرات عديدة ان تتناسي خوفها ولكنها ترفض وبشدة فما زالت
ذكريات ليلة زفافها تهاجمها وترفض نسيانها حتي انها نصحتها في احدي المرات بزيارة طبيب نفسي
وقامت ايضاً بالرفض خشية ان يشعر بالشفقة تجاهها كما انها ترفض وبشدة ان تقص ما حدث لها
يكفيها ذكرياتها
حاول عمار اكثر من مرة ان يحادثها ولكنها كانت تتركه وترحل بسرعة اقرب للركض
مما جعله اكثر هوسا وجنونا للحصول علي هذه الفتاة الغريبة
يعترف انه قابل من هم اكثر جمالا. منها ولكنها تمتلك سحر خاص
هذا السحر الذي اوقعه اسيرا لها
انتهت المحاضرة وتوافد الطلبة علي الخروج وكعادة حياه فهي تتنتظر للنهاية ثم تخرج
فهي تكره الازدحام...
وبعد أن خرج الجميع وقفت من مقعدها باتجاه الباب ولكنها وجدت من يسده عليها بجسده
لتنظر له بخوف وتعود خطوتين للخلف
حياه بتلعثم: انت عايز ايه
عمار: انتي
حياه: انت وقح
عمار بابتسامة: اممم طب ما انا عارف بس بردو يا حياه هتكوني ليا انا وبس
وشدد علي اخر حروف من كلامه ليبتعد قليلا عن الباب لتجري هي بسرعة متجاوزة اياه
وما ان مرت بجواره حتي اشتم رائحة عطرها الهادئ ليغمض جفونه بتلذذ وكأنها تبعث فيه
حالة من الانتشاء
ليرحل بعدها وهو يلاحقها حتي وجدها تسرع لتركب اول سيارة اجرة امامها فركب سيارته
ولحقها فهي عادته منذ مدة ان يقوم بمراقبتها منذ بداية يومها الي اخره
وما ان دلفت شقتها حتي عاد هو الي بيته
تدخل حياه غرفتها ثم تبدل ثيابها وتصلي فرضها وبعدها دخلت الي المطبخ لتقوم بالطهو
فقد اقترب. موعد عودة امل من عملها
بدأت في الطهو وهي تفكر كم ان رحمة الله واسعة بعباده وانه لولا الله ثم امل
معها من كان يعلم كيف كانت لتصبح
فهي لم تفكر بكل هذا عندما قررت الهرب
وانها حقاً ممتنة لهذه المرأة كما انها حزينة على حالتها فهي تزوجت في اخر سنة دراسية لها
ب الجامعة وبعد ان ظل زواجها ثلاث سنوات اكتشفت انها لا تستطيع الانجاب لهذا
طلبت الانفصال من زوجها والذي لم يعارض ابداً وبعدها بمدة كان هو قد تزوج اما
هي فرفضت الارتباط وبشدة
ولكن حياه واثقة في رحمة ربها وانه لن يترك رفيقتها ومنقذتها وحيدة
ربما للقدر ارآء اخري......
...........
في الصعيد
في منزل مهران
كانت عبير تحاول التقرب من مني باي طريقة ولكن قاسم كان يقف لها دوماً
فهو يعلم ان نوايا زوجة اخيه لا يمكن ان تكون طيبة ابداً فهي خبيثة للغاية
ولا تترك فرصة دون ان تستفيد منها لمصلحتها كماانها لا تضمر الخير لأحد
كما انه بات يشك في امرها كثيراً فهي لم تكن يوماً من محبي زوجته
ودوما ما تعاملها بجفاء قاتل فمن اين ظهر الحب لها الان .....
......
في صباح اليوم التالي
في حديقة منزل عائلة مهران اثناء خروج عزام لعمله وجد طفلته الصغيرة تبكي في احد الاركان
وحيدة . فرق قلبه لها ليذهب ناحيتها
عزام برفق: مالك يا ياسمينتي
ياسمين وهي تزداد بكاءا ولا ترد على ابيها
ليقلق هو عليها ويربت علي كتفها في حنان ابوي غير معهود
لتأتي زوجته وتزجر الفتاة
عبير؛ انتي قاعد هنا لسه مروحتش شغلك
عزام: ياسمين بتعيط كدة ليه
عبير: سيبك منها دي بتدلع .... يلا روح انت شوف حالك وانا هاخد بالي منها
لينظر الي ابنته فترفع الصغيرة بصرها اليه وكأنها تستنجد به ولكنه.... يرحل لتسقط امالها عندما
تمسك عبير بيد الفتاه وتوقفها علي قدميها بشدة ؛ انا مش قلت بلاش
عياط ونواح...
لياتيها الرد بازدياد بكاء الطفلة فقط لاغير
لتزفر هي في ضيق ثم تدفعها لتسقط الفتاه ارضا وتتركها وترحل....
........
عذراً للمقاطعة ً ولكن كيف لأم ان تعامل ابنتها بتلك الطريقة. الا تنظر لها واري انها كانت في يوم من ما
طفلة مثلها لها احلامها الوردية قد نعطي العذر للرجال علي عدم قدرتهم في فهم بناتهم
ولكن ما عذر الام في هذا
..................
ظل قاسم بجوار زوجته حتي اتمت شهرها السادس ولكنه فوجئ بعمل في مصر يستلزم سفره
فذهب ولكن عقله مع زوجته وهو يفكر بقلق من زوجة اخيه ويشعر انها تكيد امر ما
ولكنه واثق في ربه وانه لن يخذله ابداً فاكتفي بالدعاء
.........
صارت حياه شديدة القلق هذه الايام مما دفع امل ان تحجز لها موعدا عند احد الاطباء
النفسيين بعد عناء طويل لجعلها توافق على الذهاب
استيقظت حياه وقررت عدم الذهاب للجامعة اليوم علي الاقل وانها ستبقي في المنزل حتي موعد الطبيب.
خرجت من غرفتها فوجدت ان امل قد تجهزت هي الاخري لكي توصلها فبادرتها بابتسامة
لتبادلة بابتسامة هادئة مطمئنة.
دوماً تكون لغة العيون هي اسرع الطرق وربما افضلها لبث الطمأنينة في النفسالنفس
وصل كلتاهما اسفل البناية وصعدا
في العيادة.....
طلبت الممرضة من حياه انتظار دورها والذي هو عقب من بالداخل مع الطبيب
واثناء انتظارهما رن هاتف امل لتنظر لاسم المتصل بتوتر لم تلحظه حياه
لتعتذر بعدها وتخرج لترد
امل:السلام عليكم
.....: وعليكم السلام.. اخباركم ايه
امل: الحمد لله بس حياه.... ااا..اا
....: انطقي بسرعة حياه مالها
امل: هي كويسة بس اخدتها وروحنا عند الدكتور.عشان..
ليقاطعها هاتفا: دكتور ايه
امل: اهدي طيب واسمعني
....: اتفضلي سامعك
امل: احنا عند دكتور نفسي لان حياه لحد دلوقتي عندها رهبة من التعامل مع اي راجل وكدة مينفعش هي لازم تثق في نفسها شوية
...: انتي واثقة من الدكتور دا
امل: اه ناس كتيير اووي شكرو فيه
.....: طيب واسف لو اتعصبت عليكي
امل: ولا يهمك... انا لازم اقفل دلوقتي عشان معادنا قرب
لتغلق بعدها الهاتف دون انتظار الرد لتتنهد بقلة حيلة وهي تنهر نفسها علي
مجرد التفكير فيه فهو رجل متزوج ولديه اطفال اما هي فليس لديها
ما تعطيه بالمقابل...
...
مجرد التفكير في الاطفال او عدمها يكون النظر موجه فقط باتجاه الانثي
وكأنها الملامة الوحيدة...
سحقاً لمجتمعات بهذا الرأي
.............
تعود امل فتجد حياه ماتزال جالسة مكانها حتي نادت الممرضة اسمها
لتقف فيدخل كلتاهما لتنظر حياه نحو الطبيب لتتفاجئ بصغر سنه
امل: السلام عليكم
الدكتور: وعليكم السلام اهلا وسهلا بيكم اتفضلو
ليجلسا ليوجه نظره ناحية الصامتة ليعرف انها المقصودة بهذه الزيارة
ليعدل وضع نظارته الطبية ثم يردف قائلاً: انا حاتم وانتي يا انسه ممكن اعرف اسمك
حياه: انا اسمي حياه
ليلتفت مرة أخرى لامل: ممكن تسيبينا لوحدنا شوية ولما معادها يخلص تقدري تيجي
امل: اكيد طبعا انا هستناكي برا يا حياه
لتنظر اليها بقلق وحيرة كبيرة بادية علي وجهها لتطمئنها امل بابتسامة ثم تخرج
بعد بضع دقائق من الصمت يكسر حاتم هذا الصمت
حاتم: امممم للدرجة دي شكلي وحش مش طايقة تبصي في وشي
لترفع نظرها اليه لتجده يبتسم فتخفض عيناها مرة أخرى
حاتم: طب ايه رأيك نتعرف.. انا اسمي حاتم عثمان عندي 29 سنة
عيني بني وطويل ورياضي كمان وعندي اخت بسم الله ماشاء الله ملاك ودكتور
زي ما انتي شايفه كدة.. وعندي عيادة زي ما انتي شايفة بردو ومش مرتبط
هااا بقي وانتي
حياه: انا... انا ايه
حاتم بمزاح: مرتبطة.... قصدي عرفيني عن نفسك
حياه: انا.... انا اسمي حياه عندي 20 سنة في كلية حقوق و.ووووبس
حاتم: ايه دا لا كدة نصب واحتيال .. يعني انا اعرفك قصة حياتي كلها وانتي تختصري
حياه: انا عايزة امشي
حاتم: ليه
لتنظر له هذه المرة بعدم فهم فيكمل
حاتم: ليه مش عايزة تتكلمي عن نفسك
حياه: مش عايزة انا حرة
لتقف بعدها وتقترب من الباب لتسمعه: هستناكي تيجي تاني وانا واثق انك هتيجي
وقت ما تحتاجي تتكلمي هتلاقيني
لتخرج وتغلق الباب لينظر هو الي طيفها ويهمس بشرود: هتيجي انا حاسس بدا
أنت تقرأ
ليس ذنبي ان خلقت فتاه (مكتملة)
ChickLitبسكين بارد تم الامر...! وكأن ذبحها وسيلة لإسعادهم، وسيلة لفخرهم هي.... هي تلك الصغيرة التي اعطتها الطبيعة من جمالها وسكب القمر من ضياؤه علي وجهها.. كانت بالأمس طفلة.. واليوم صارت زوجة... دمروا احلامها.... وقتلوا طفولتها.. واغتيلت برائتها.... ...