الحق الثامن
ولادة جديدة
مع صباح يوم جديد ينير قرص الجوناء غرفتها لتلمع اعينها بسعادة عند. استيقاظها
ف اليوم هو اول يوم في بداية العام الدراسي الجديد وستذهب الصغيرة للمدرسة
كما وعدتها امل... قامت بنشاط من فراشها لتدخل الحمام وتنتهي من وضوئها
لتقيم فرضها وترتدي ثيابها ثم تحكم حجابها علي رأسها وتخرج من غرفتها
لتقابلها بسمة امل المعتادة
امل: صباح الخير على عيونك
حياه: صباح النور عليكي يا امولة
امل بضحك: طب يلا بقي يا ست البنات نفطر عشان الحق اوصلك واروح شغلي
ااه وكمان استنيني وانا راجعة هعدي عليكي نروح سوا
حياه: حاضر
ليتناولو افطارهم ثم يخرجا سوياً لتركبا سيارة امل ويرحلا حتي وصلت الي
مدرستها واطمئنت الي دخولها ثم غادرت الي عملها وفي الطريق رن هاتفها لتبتسم ثم تلتقطه لتجيب
امل: السلام عليكم
......: وعليكم السلام طمنيني ايه الاخبار
امل: كله تمام وصلتها المدرسة ورايحة شغلي
......: الحمد لله انا اصلا مطمن عليها طول ما هي معاكي بجد مش عارف اشكرك
امل مقاطعه اياه: متقولش كدة حياه زي اختي بالظبط .... لتصمت بعدها قليلا
ثم تكمل بعدها: انا لازم اقفل دلوقتي عشان وصلت شغلي
.....: طيب وشكرا ليكي مرة تانية في امان الله
لتغلق بعدها وتمسك هاتفها وهي تبتسم بشرود حتي انتبهت لنفسها لتنزل من
سيارتها وتدخل عملها
............
بيقولو دايماً البدايات اهم حاجه عشان اقدر اثق في اللي قدامي
ف لو التعارف كان من البداية غلط او مشكوك في امره فبلاش منه احسن
وكمان احساس النقص بيولد قلة الثقة او بمعني اصح انعدامها ودا اللي خلي حياه
ترفض صداقة اي حد مكنتش بتكلم غير امل وكأنها برمجت حياتها علي كدة
انها تبعد عن كل الناس اللي حواليها بمعني اصح هروبها منهم
قضتهم حياه في دراستها وبس وكانت بتنجح بتفوق حتي لما كانت في الثانوية
العامة وجابت مجموع عالي اصرت انها تدخل كلية الحقوق عشان تقوي نفسها
بس بالقانون.......
....
في مكان اخر وبالتحديد في الصعيد
بداخل منزل مهران الذي اصبح عنوان للكآبة والحزن
ازداد مرض الام بشدة ومع استمرار رفضها للعلاج امر الطبيب بنقلها للمشفي
ولكنها قابلت الامر بالرفض ايضاً حتي استقر الوضع بإحضار ممرضة خاصة
تجالسها وتهتم بادويتها وطعامها وبالفعل ارسل اليهم الطبيب المختص احدي
ممرضاته للعمل
ولكن ما ابهج العائلة. قليلاً هو خبر حمل مني زوجة قاسم في صبي
بعد محاولات عديدة منهم طوال الخمس سنوات الفائتة وقد اخبرهم الطبيب
في احدي المرات بان رحم مني قد تاذي في الحمل السابق وان فرص الانجاب
مرة اخري قد تكون خطيرة او قد تتسبب في موتها...
اما الان فهي حامل في شهرها الخامس وقد علمت من طبيبها انها حامل في صبي
والزمها بالراحة وعدم الحركة حتي يحين موعد ولادتها
وقد حرص قاسم علي هذا ومنعها من المشاركة باعمال المنزل وايده والده في هذا
فهو يحب قاسم وبشدة وكم كان. يتمنى سابقاً ان يكون هناك من يحمل اسمه
وفي جانب آخر من المنزل
كانت عبير تستشيط غيظا من اهتمام الجميع بمني وحملها وتلاعب الشيطان بعقلها
مما اوحي لها ان تحاول افقادها لهذا الجنين مهما كلف الأمر ثم نظرت بجانبها لتري
ابنتها ياسمين صاحبة الاثني عشر عاما وهي تلعب بإحدي الدمي لتذهب ناحيتها
وتلتقطها منها بعنف: انا مش قلتلك قبل كدة انتي كبرتي ع اللعب ب العرايس دي
ياسمين: ايو...ايوة... بس انا بحب الع.......العب بيها
عبير: لا ماعدتيش. هتلعبي بيها تاني دا اللي قدك متجوزين دلوقتي
ياسمين: وانا ذنبي ايه انا لسه صغيرة وعايزة العب
عبير: ذنبك انك بنت ودا اخر كلام مفيش لعب تاني يعني مفيش لعب تاني
ثم تشرع في شقها لنصفين لتتمزق احلام الصغيرة بتمزق دميتها امام ناظريها
لتنزل دموعها في صمت وتكتم شهقاتها ثم تجري الي غرفتها لتبكي بحرقة طفلة
علي كسر لعبتها او تمزق دميتها
.......
عفواً ولكن ما ذنب طفولتنا البريئة لكي تقتل احقا ذنبنا اننا خلقنا فتيات من نسل حواء
وضلع ادم..... خلقني ربي من ضلعه لاكون جانبه المواسي له وليكون هو سندي
وجداري الذي احتمي خلفه..... لا لاحتمي منه
صدقا اشفق علي اصحاب هذا الفكر
................................
أنت تقرأ
ليس ذنبي ان خلقت فتاه (مكتملة)
ChickLitبسكين بارد تم الامر...! وكأن ذبحها وسيلة لإسعادهم، وسيلة لفخرهم هي.... هي تلك الصغيرة التي اعطتها الطبيعة من جمالها وسكب القمر من ضياؤه علي وجهها.. كانت بالأمس طفلة.. واليوم صارت زوجة... دمروا احلامها.... وقتلوا طفولتها.. واغتيلت برائتها.... ...