الحق العاشر
الفطرة والغريزة بتختلف من شخص للتاني بنوجهها لحماية اقرب الناس لينا
لكن لما نضرهم بيها نصيحة يبقي بلاش منها احسن
...............
في مكان اخر وبالتحديد فيلا الشاذلي
يدلف والده السيد فاروق الشاذلى الي غرفة ابنه فيجده شاردا
فاروق: عمااااااار
لينتفض من مكانه
عمار: في حاجة يا بابا
فاروق: سرحان في ايه كل ده
عمار: بنت جميلة اووي وهادية جدا بس رافضة انها حتي تبصلي
فاروق: قولي هي مين وانا اجيبهالك لحد عندك
عمار بهستيريا: بجد يا بابا انت.. انت تقدر تجيبهالي
فاروق بتأكيد: اكيد يا حبيبي.. قولي بس هي مين وانا اجيبهالك لحد عندك
عمار وقد انتابته حالة من الجنون والصراخ : لا لا لا لا محدش هيقربلها...
استحالة اخلي حد يلمسها.... ايوة هي... هي بتاعتي....... بتاعتي انا وبس
ليسقط بعدها علي الارض وهو ما زال علي حالته من الجنون والصراخ باسمها
حتي فقد الوعي ليسقط معه قلب والده الذي شهد علي مدي جنون ابنه
الوحيد ليصرخ على الخدم: بسرعة هاتولي الدكتور
ليدخل الغرفة احد رجاله ويقوم بحمل عمار ووضعه علي فراشه حتي قدوم الطبيب
......
بعد مدة يخرج الطبيب من غرفته مع والده
فاروق: اخباره ايه يا دكتور
الطبيب: اظن حضرتك يا فاروق بيه عارف رأيي في حالة عمار وانا لسه عند
قراري انه يدخل مصحة يتعالج لان لو استمر على الحالة دي ممكن يأذي نفسه
او يأذي غيره
فاروق: وانا استحالة ادخل ابني بنفسي مستشفي المجانين انا ابني مش مجنون
فااااااااهم
الطبيب بنفاذ صبر: خلاص ماشي براحتك يا فاروق بيه انا كتبتله الادوية
يمشي عليها بإنتظام ولو في اي وقت غيرت قرارك انا موجود في الخدمة
ليستأذن الطبيب ثم يرحل تاركاً اياه متخبطا في افكاره ليصرخ عقله
فكيف يضع ابنه الوحيد في مشفي او مصح بالرغم من علمه بهوس ابنه
الشديد في امتلاك مايريد فقد ظن في بداية الامر انه امر عادي عند الشباب
امتلاك ما يريدون حتي تحول الامر لهوس مرضى فاصبح كارها للرفض
ولا يقبل الا بامتلاك ما يريد وان تم رفضه في احدى المرات فانه تصيبه حالة
من الهيستريا والجنون ثم يسقط مغشيا عليه
لتنتصر غريزة الاب بداخله لحماية ابنه الوحيد بتلبيه كل طلباته مهما كلف الامر
وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً
........................
عادت حياه وامل الي بيتهم وحياه صامتة كعادتها وامل التي تحاول اشراكها
بأي حديث كان... ولكن يبدو انها غير متحمسة فاجاباتها كانت مقتضبة للغاية
حتي سألتها عن الطبيب ولكن حياه اخبرتها بحديثهم القصير ومغادرتها السريعة
فأصابت الاولي خيبة امل كبيرة ولكنها اثرت الصمت بعد ذلك....
دلفت حياه لغرفتها وجلست علي فراشها تتذكر حديثها مع الطبيب وابتسمت
لتذكره ثم لاح في خيالها ذكري زواجها مرة اخري فانتفض جسدها رعبا
وامتلأت عيناها بالدموع.... وظلت تبكي فترة حتي غرقت في النوم
....
في الخارج كانت امل تتحدث علي الهاتف
امل: احنا روحنا خلاص من عند الدكتور
...: طب وحصل ايه
امل: مفيش كالعادة رفضت تتكلم معاه
....: معلش عشان بس اول مرة... كويس اصلا انها قبلت تروح دا بحد ذاته
حاجة كويسة وانا عندي احساس انها مش هتكون اخر مرة ان شاء الله
امل: ان شاء الله
....: امل.. انا. اانا اسف علي كلامي معاكي الصبح سامحيني
امل: ولايهمك انا خلاص نسيت الموضوع
....: انا لو فضلت اشكرك مش هقدر اوفي جميلك معايا
امل: متقولش كدة يلا انا لازم اقفل بقي
....: انا في القاهرة وعاوز اقابلك ممكن اقابلك بكرة في نفس المكان والميعاد
امل: حاضر هستناك
لتغلق بعدها الهاتف وهي تبتسم بحزن علي عشقها البائس
.........
في بيت مهران
انزئت الطفلة بعيدا عن الكل وظلت في غرفتها حتي اصبح كلامها قليل للغاية واصبحت تبكي لفترات طويلة
وهي تري اختلاف معاملة امها لها ما بينها وبين اخواتها ومعاملة مني لبناتها لتجد الفرق شاسع بينهما
شتان بين ام احبت بناتها فهي مثلهم وام تري ان الفتاة حمل ثقيل
عاد عزام للبيت اخر النهار فوجد صغيرته علي حالتها منذ ايام اما تجلس بالحديقة خلف المنزل واما مختفية في غرفتها
ذهب اليها وما ان جلس بجوارها حتي فزعت واجفلت منه بسرعة استغربها هو
عزام: مالك يا ياسمينتي ليش عتبعدي عني يا بتي
ياسمين بنبرة مهتزة: لاااه يا ابوي واني هبعد ليه اني بس جفلت مش اكتر
عزام: كيفك يا بتي ليش بتقعدي لحالك كتيير اليومين دول
ياسمين: مفيش يابوي متخافش
لينظر اليها فيجد انها تشبهها كثيرا بسواد عينيها وشعرها الطويل فهي نسخة مصغرة من اخته الراحلة
ليبعد نظره فهو يشعر بقليل من الذنب بعد اخر حديث له مع قاسم من ثلاث سنوات حتي انه بحث عنها مرة اخري ولم
يستطع ايجادها
....عودة للماضي منذ ثلاث سنوات....
قاسم: عتقدر تنام ياخوي وانت السبب
عزام: بااه اني السبب كيف هي اللي قليلة رباية وحيا هربت. الفاجرة وخلت راسنا
بالطين
قاسم: لااه ياخوي حياه اتدبحت واحنا السبب.. احنا اللي جوزناها صغيرة واحنا اللي
سيبناه يقرب عليها.. صدقني ياخوي حياه لو جرالها حاجة دلوك فذنبها فى رقبتنا
طول العمر....
....عودة للحاضر....
عزام بتفكير: شكل قاسم عنده حق واننا ظلمناكي يا حيااااه
.................
أنت تقرأ
ليس ذنبي ان خلقت فتاه (مكتملة)
ChickLitبسكين بارد تم الامر...! وكأن ذبحها وسيلة لإسعادهم، وسيلة لفخرهم هي.... هي تلك الصغيرة التي اعطتها الطبيعة من جمالها وسكب القمر من ضياؤه علي وجهها.. كانت بالأمس طفلة.. واليوم صارت زوجة... دمروا احلامها.... وقتلوا طفولتها.. واغتيلت برائتها.... ...