فادى

119 7 2
                                    

           انا  فادى ، مهندس ، خريج فنون عمارة. عندى ٢٩ سنة و لسه مش مرتبط او متجوز. بس بفكر يعنى مش مشكلة و حاطط عيني على واحدة كدة.

انتو لو كنتو شفتونى من ١٢سنة مكنتوش هتعرفونى خالص.
انا زمان كنت دايما الواد الكيوت بتاع الفصل. فى ابتدائي كنت الولد الابيضانى القلبوظ اللى شعرة كيرلى، المدرسات بيموتوا فيا، و لانى كنت طفل خجول بطبعى و دبدوب ف نفسي كدة😅 مكنتش بخوف البنات، كنا بنلعب مع بعض، كنت بجرى منهم ف الفسحة.
ف اعدادى، فضلت نفس الواد القلبوظ الابيضانى! وقت ما كان كل زمايلي طلعلهم شنبات ، كنت انا لسه بخدود. طبعا مش محتاج اقولكم كمية التنمر اللى كنت بتعرضلها ف السن دة و لحد اولى ثانوى..
الوحيد اللى كان بيدافع عنى هو سعيد، معرفش شفقة منه ولا جدعنة لكن اللى اعرفة ان رغم ردودة الوحشة و اسلوبة الاوحش احيانا و اختلافنا ف اراء كتير ، الا انه هيفضل الوحيد اللى اتجدعن معايا و انا صغير.
    دا غير ان اهلنا يعرفو بعض من الشغل، ف لقيت اننا بقينا صحاب. و كان بينا مصالح، هو يبقى وجهة ليا ف محدش يتعافى عليا، و انا ابقى اللى ببلعلة الظلط لان لما كان يتعامل مع حد غيري كان لازم يتخانق معاه! شخصيتة صعبه اوى و كنت انا الوحيد اللى بعرف اسلك معاه بهدوء.

     بعد ما بباه اتوفى بفترة مش كبيرة، كان فيها بابايا دايما بيشأر عليهم و كدة، جاله القلب و كنا لازم نسافر القاهرة نعمله قلب مفتوح. مروحناش من ساعتها المنصورة تانى..

كنت دايما انا جنب بابا و الوقت اللى كنت بسيبه فيه، كنت بنقل عفش البيت لاسكندرية! كان فترة صعبة اوى. مكنتش بنام. اختى كمان اتبهدلت معانا اوى، و اتأخرت سنة ف الدراسة بسبب الحدوتة دى.

            بس اهى عدت على خير و اتخرجت كمان.. و اشتغلت و بدأت حياتها مع جوزها الجدع اوى، ظابط ف الجيش اصغر منى بسنة.

فى الفترة اللى نقلنا فيها اسكندرية..

كانت العمارة كلها مش ساكنة ، مفيش غيرنا و الشقة اللى قدامنا بتاعت اسرة غلبانة اوى.. مش غلبانة مادياً، انما اجتماعيا حالهم يصعب عل واحد..
        كان لازم كل ليلة نسمع صوتهم! خناق و شتيمة و صويت...
بنتهم كانت من سن اختى ساعتها ف ابتدائي ، كانت لما الامور تتطور ف بيتهم لمد ايدين او شتيمة بالاهل كانت امها تفتحلها باب الشقة و تيجي تخبط عندنا...
       ماما كانت بتاخدها ف حضنها ، و تدخلها اوضة كوكى و تجيبلهم اكل و عصير و تقعد تتكلم معاهم و تذاكرلهم طول الليل، و بما ييجي معاد النوم، كانوا بيناموا جنب بعض..
        لحد ما الامور تهدى، و الراجل كالعادة يسيب البيت و يرزع الباب.. ياااااه.. كأنك قفلت مكنسة بالكهرباء ، هدوء.... و حزن.

كان مشبعهم عياط!!

بابا يدخل اوضتة و يدخلنا اوضنا..
و تيجي طنط تقعد عندنا تعيط و تشكى لماما.. اللى كانت بتطبطب عليها و تحاول تصبرها و لما مينفعش الكلام.. كانت بتسكت...
و تانى يوم الصبح دودو تروح بيتها تجهز و تتقابل هى و اختى عل سلم عشان يروحوا المدرسة مع بعض.
          بعد فترة، حصل الطلاق اخيرا و كان يوم امتزج فيه الشعور بالفرحة بحرية الام اللى هتستعيد كرامتها و عزة نفسها شوية.
مع الشفقة على الاسرة اللى اتفككت و الام اللى شالت البيت لوحدها و البنت اللى اتيتمت بدرى.
الا ان وجودنا جنب بعض قوى الاسرة الصغيرة و من يوميها.. باب الشقتين عمرة ما اتقفل.
     بالذات ف الصيف، كأن الشقتين شقة واحدة، كانو بيباتو عندنا ، و نبات عندهم... و الاعياد و شم النسيم... لحد ما طنط سعاد و داليا بنتها بقوا زى خالتى و بنت خالتى. 
        لما كان عمر البنات حوالى ٢٤ سنة، طنط سعاد سافرت لاخوها ف السعودية و سابت داليا معانا ف شقتها تكمل دراساتها العليا..  بعدها بسنة كوكى اتجوزت.. و ابواب الشقق اتقفلت.
بابا عمل لداليا نسخة من مفتاح شقتنا، تيجي و تخرج براحتها.. مكنتش بتدخل ف شقتها الا ساعة النوم .. دى حتى كانت بتذاكر على سرير كوكى.. و كان ليها دولابين واحد عندنا و واحد ف بيتها..
           لما كوكى كانت تجيلنا هى و عاطف كانوا بيباتو ف شقة داليا و داليا تبات عندنا.
      عايز افاتح داليا ف موضوع البنت اللى انا معجب بيها دى، يمكن تساعدنى.

قهوة بنكهة الفراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن