البارت ٤ و ٥

91 1 0
                                    

.
#بارت_4 .
قبل 5 أشهر
.
كنت في حفلة التخرج.. تخرجي من الجامعة .
كنت أرتدي لباس التخرج..
ردائي كان أحمر اللون مثل الجميع.. كانت بيدي وردة حمراء.. أنظر إليها تاره وإلى مرآتي تارة أخرى.. أقارن بين وجهي وبين الوردة المفتحة.
.
أرى نفسي بالمكياج لا أجمل مني.
.
وأرى الوردة ذي جمال لا يسوى ذرة مني! " وكأنني جوهرة!! وكأنني خلقت ملاكاً! وكأنني وكأنني... عنذما أتذكر نفسي وتفكيري.. أود لو أنني لم ألد وأكن كما كنت" .
.
جاء خلفي زميلي "حسن": زهور .
نظرت له وتأففت: ماذا تريد؟
حسن: مرآتك السحرية.. لأرى جمالي قليلاً .
وضعت مرآتي في حقيبتي: لا أعطي مرآتي لأحد.. وإن أردت رأيّ فلا تنظر لنفسك في المرآة حتى لا تخيفيها!! .
مشيت عنه وأنا قاصدة كلماتي التي قذفتها عليه.. كنت أعلم أنه يحاول التقرب مني.. لكنه لم يكن يعجبني.. وجماله كان بالنسبة لي جمال تقليدي! "وكأن جمالي حديث متطور متجدد.. نسيت أنني بشر، نسيت أن جمالي له وقت محدد وسيزول!" .
وصلت نحو ذاك الشخص
.
كان بالنسبة لي بدرا في تلك الحفلة
.
قلت بشيء من الدلع: ماذا تفعل؟ .
كان ينظر في هاتفه طوال الحفلة، كنت أعلم أنه لا يحب هذه الأجواء، لكنه أتى ليودع أصدقاءه الذين أصروا عليه، نظر لي ثم عاد ينظر لهاتفه: هل تريدين شيئاً؟ .
قلت في نفسي "أُريدُيك" .
"وكأنني نسيت صفة الحياء التي خُلِقت من أجل حواء!!" .
قلت له: أحببت أن أشكرك على تلك الأيام الجميلة التي قضيناها مع بعضنا البعض
.
نظر لي قليلاً - كانت نظرته تحوي شيء من الاشمئزاز - ثم نظر للمكان وللحفلة: إن كنت تشكرينني على مساعدتي لك فلا شكر على واجب.. "ثم شدد على جملته" أنا أساعد الجميع في الدراسة! "صمت قليلا ثم أكمل" وإن كنت تشكرينني على أيامنا في الدراسة والمحاضرات.. فالأفضل أن تمسكي الميكروفون من يدي زميلنا رائد "وأشار إليه بيده" وتقولي هذا الكلام للجميع
.
اخذتني عزتي بنفسي
.
ذهبت نحو "رائد" الذي كان يغني .. كان ذا صوتاً رائعاً، يحب الغناء والموسيقى .
سحبت من يده الميكرون وضربت عليه ضربتين وقلت: احم احم .. إذا سمحتم لجميلة الجميلات فإنني سألقي كلمة.
.
.
نظر لي الجميع ما عداه.. كان يعرف غايتي لهذا لم يكن يعطيني أية فرصة أو أمل، لكن غروري ونفسي ورغبتي به.. جعلتني أصر عليه .. كنت أظن أنه لا يوجد رجل في العالم لا يتمناني " فمن هو حتى يرفضني ولا يقدرني ويقدر جمالي!" .
تكلمت بكل جرأة وثقة، كنت أريد أن أربح تحديه لي.. .
كنت أريد لفتُ نظره..
.
كنت لا أدري أنني أبعد نظره عني، وألفت نظر شخصاً آخر
.
. .
- وصلت لمنزل والدتي، وانقطعت ذكرياتي عن الحفلة، نزلت ودخلت البيت، لم يكن هناك أحد، كالعادة!
.
.
#البارت_5 .
كنت جالسة في غرفتي الخاصة ببيت والدتي، أتذكر ما حدث ! .
.
فُتح الباب بعد عدة طرقات، دخل ابن خالتي الصغير ذا العشرة أعوام: زهوووور لماذا لا تردي عليّ! طرقت الباب كثيراً !
لم يكن لدي مزاج لألعب معه كما أفعل في العادة
.
"إنها كانت من عاداتي الجيدة .. وليت كل عاداتي كانت جيدة!" .
قلت بجفاء: أذهب عني محمد.. فأنا متعبة
.
قال ببراءة: أسمعيني جيداً، أنا كنت سأنام لأنك غير موجودة في البيت.. مع أن غداً إجازة! ولكن بما أنك أتيت فيجب أن نلعب..
.
.
نظرت له بنظرة غضب، فكسرت قلبي نظرته البريئة.. قلت له: اذهب أنا سأنام
.
هممت بالاستلقاء على السرير وإذا به يأتي ويمسكني: لااا زهووور هيا نلعب هيا نلعب .
قلت بتهديد: سأخبر والدتكَ أنكَ لم تنم وتُريدُ أن تلعب
.
محمد باستهزاء: لا تستطيعين لقد ذهبت مع أمكِ للحفلة هاهاها
.
قلتُ بثقة: سأتصل لها
.
محمد: لن تسمعكِ من أصوات الموسيقى والضجة!! هاهاها هل رأيتِ لقد غلبتكِ
.
زفرتُ بقوة وقلتُ: حسناً هيا نلعب أيها المشاغب
.
تقدمني وهو مبتسم ومشيتُ خلفه نحو غرفته الخاصة .. كانت الخادمة نائمة هناك، لكنه فتح مصابيح الغرفة وقال: سوميتا نحن سنلعب
.
فتحت تلك عين، وأغلقت عين: ماذا! الآن لا يلعب الأطفال، الآن ينام الأطفال .
ضحكتُ ضحكة قصيرة، كانت نصفها على كلام سوميتا ونصفها على حالي مع ابن خالتي! .
لعبتُ معه لعبة "playstation" حتى غلبني ثلاث مرات.. ثم قلت له: هيا لننام قبل أن يأتين الأمهات من الحفلة .
قال مقتنعاً: حسناً .
أغلقتُ اللعبة، وغطيت محمد بالغطاء بعد أن أستلقى، ثم أطفأت المصباح وأغلقت الباب
.
وبإغلاقي الباب تذكرتُ باب المطبخ الذي أغلقته يوم حفلة التخرج، يومها أنا أغلقتُ الباب وصرختُ: لن تخرج قبل أن نكمل الحديث!!
.
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة
#رواية #روايات #تابعوني #Houria

رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن