البارت ٣٥ و ٣٦

51 0 0
                                    

.
#بارت_35
.
"ليتني أطعتكُ يا بدر!"
.
كنت جالسة في البيت، غيرت ملابسي، مسحت مكياجي، فككت تسريحة شعري، واستلقيت على الفراش، أغمضت عينيّ بابتسامة انتصار وفوز، وحاولت النوم!
.
دقيقة، خمس دقائق، ساعة!
.
لم أستطع النوم!! ماذا بي، لماذا طيف الحادثة يمر على ذاكرتي ألف مرة! أريد أن أنام!!
.
جلست وأنا أفكر، تذكرت كلام بدر وصوته المقهور والغاضب، قلت لنفسي: هو الذي أخطأ، كان يجب عليه أن يطلق علا منذ أن عرف أنني أختها
.
تذكرت علا وصوتها وشكلها المزري!، قلت لنفسي: كان يجب أن أفعل بها هذا كي لا تدخل للزفاف، كان يجب أن أفعل ذلك لتشعر بمدى حبي لبدر! كي تطلب منه الطلاق إن لم يفعل!
.
كل دقيقة نفسي تعاتبني، ضميري يؤنبني، لكنني بغروري أُبرر لنفسي ما فعلت وما قلت!!
.
فجأة رن هاتفي، نظرت للهاتف كان رقم غريبا، كأنه رقم بدر! تعجبت، ثم أجبت: أهلا
.
كان صوت بدر يقول بغضب: أين أنتِ؟
.
قلت بهدوء: في بيت والدتي
.
أغلقه، تعجبت، بعد ربع ساعة، رن جرس البيت، خرجت من غرفتي انظر من فوق السلم رأيت الخادمة تفتح الباب، بدر يدخل!
.
قلت باستنكار: بدر!
.
قال للخادمة: أين زهور؟
.
أسرعتُ للغرفة، ارتديتُ عباءتي وحجابي، جاءت الخادمة، قلت لها: اذهبي سأنزل
.
خرجت من الغرفة، نزلت مسرعة، ما إن رآني حتى نظر لي بنظرة غريبة، نظرة كره أم حقد! لم أكن أعلم!
.
قال بهدوء: ستأتين معي وتعتذرين من أختك، وستقولين لها أنك لم تقصدي ما فعلتِه، وحبك لي مجرد وهم سينجلي
.
قلت بإصرار: لن أذهب لمكان، وحبي لك ليس وهما!! لماذا لا تريد أن تفهم!
.
بدر صرخ: أنتِ التي لا تريدين أن تفهمي، أنا لا أحبكِ، حتى لو افترقت عن أختك فلن أتزوجك!، "صمتَ ثم أكمل بهدوء" هيا فلنذهب لها
.
قلت بضيق: لن أذهب!
.
بدر: زهور، إنها أختكِ، لا تدمري حياتها بسبب مشاعر مؤقتة
.
زفرتُ وقلت: بدر، مشاعري ليست موقتة!
.
قال بتعجب: وهل ستظلين تحبينني طوال عمرك! ألن تتزوجي وتنسينني؟
.
زهور: لن أتزوج، وسأبقى هكذا، يا لك أو ليس لغيرك!
.
زفر ثم قال: مجنونة! زهور! أنا جئت إليك من العرس، أختك ذهبت للبيت لا تريد رؤيتي، أختك منهارة جداً، ما تفعلينه بنا له عواقب سيئة! إثمنا في رقبتك
.
قلت بغضب: وإثمي ألن يكون في رقبتكما!
.
قال بغضب أكبر: زهوور! نحن لم نجبرك على شيء، قلت لك منذ حفلة التخرج، أنتِ التي تمسكين بالسنارة وليس انا، أنتِ التي تقتلين قلبك وليس أنا
.
صمتُ ونظرت للفراغ، قال بضيق: ألن تأتي لتعتذري من أختك؟
.
قلت بإصرار: كلا
.
خرج من المنزل، صفق بالباب، ارتعدت من صوت الباب، شعرت بضيق كبير، أسرعت نحو غرفتي، وأغلقت عليّ الباب!
.
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria
.
.
#بارت_36
.
"غضبُ أبي"
.
جاءت والدتي وخالتي وجدتي من العرس، سألوني عن سبب خروجي من العرس! وعن الوضع الغريب الذي حدث - فحسب كلام والدتي أن أم علا أخبرتهم أن العروس مريضة، ولن تدخل للزفاف، وتم تقديم الأكل ثم غادر الضيوف بعدها -، لم اكترث، وكأن ما حدث لفتاة لا تعنيني، ليس لأختي الوحيدة! كنت فرحة، لا أدري كيف فرحت!
.
.
بعد وقت من الزمن، لا أدري، ساعة، ساعتان!، أكثر أم أقل، كنت جالسة في الغرفة، أتابع إحدى المسلسلات في الهاتف، ودون سابق إنذار! فُتح الباب!!
.
اعتدلت في جلستي وأنا أنظر لأبي يدخل والغضب قد سيطر عليه، وجهه أحمراً منتفخاً، وكأنما هناك بركان يغلي داخله!
.
لم أتفوه بكلمة وكأنه قد انعقد لساني!، جاء أمامي وقال بصرخة: انهضي معي
.
أغمضت عينيّ بخوف لا إرادي، وقفت وتركت هاتفي على السرير: أبي ما ب..
.
لم أكمل جملتي من صرخته: ارتدييي حجااابك لنذهب
.
أخذت حجابي وعباءتي وارتديتهما، لم أنتهي وإذا بي أرى يده تسحبني من زندي، قلت بخوف: أبي لحظةة !
.
صرخ: اصمتييي
.
أخرجني من الغرفة دون أن آخذ حقيبتي أو هاتفي، وكان كل ما ارتديه ملابس النوم التي تحت عباءتي، وحذائي الخاص بالبيت!
.
نزلنا للأسفل، كانت والدتي جالسة، نهضت من المنظر الذي تراه: ماذا يحدث؟ لم تسحب الفتاة هكذا!!
.
صرخ عليها: أسحبها حتى أربيها، وأصحح تربيتكِ يا امرأة!
.
قالت بتساءل: ماذا تقصد؟ لم أفهم!
.
تجاهلها، سحبني للسيارة وأنا أتألم من قبضته! فتح الباب الأمامي ورماني على الكرسي! جلست وأنا خائفة، بالتأكيد ابي عرف بكل شيء! يا ترى هل أخبرته علا! "الحقيرة! تريد أن تنتقم مني بسبب ما فعلته بها!"
.
.
صعد أبي السيارة، حركها مسرعاً نحو البيت، كان طوال الطريق يصرخ: هل هذه آخر تربيتي! ألهذه الدرجة لم تجعلي لي قيمة! وضعتِني في الأرض ودست عليّ!
.
كنت صامتة، لا أدري ماذا أقول! "وماذا يقول المذنب إذا كُشف ذنبه العظيم!"
"هل يفي الاعتذار يا تُرى؟!"
.
وصلنا، نزلنا، سحبني أبي مرة أخرى وأدخلني البيت،أدخلني غرفتي مع علا، كانت هي هناك بملابس البيت مستندةً على كتف والدتها بوجه ذابل، شعرت بأطراف أصابع أبي تدفع كتفي وهو يقول: اعتذري من أختكِ
.
اعتدلت علا في جلستها، نظرت لأبي وقالت: لا داعي، الاعتذار لا يفيد الآن، هذا الزواج كان يجب أن لا يحدث من الأساس!
.
قالت زوجة أبي: لا تقولين هذا الكلام! بدر يحبكِ وأنتِ تحبينه
.
شعرتُ بالقهر، لكن هذا القهر تلاشى بكلمة علا: لم أعد أحبه
.
قال أبي بغضب: بدر زوجكِ، وغداً ستذهبين لبيته! وزهور ستتزوج عمار، هذا ما سيحدث!
.
علا بضيق: أبي، أنا أريد الطلاق
.
#هل ستتطلق علا يا ترى؟
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة
.

رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن