البارت ٤١ و ٤٢ و ٤٣

50 0 0
                                    

.
#بارت_41 .
"آخر محاولة، لأن أملي لم ينقطع!"
.
بعد أن خرج أبي، جلستُ أفكر حينها، بين نعم ولا، ثم قررت نعم! نهضتُ وارتديتُ ملابسي وحجابي، ثم عباءتي التي أوصتني أم بدر أن لا أتخلى عنها، أذكرها قالت "أنتِ جميلة، وجسدكِ فتنة، لا تظهيريه للرجال، حتى لا يحدث لك ما حدث من قبل - كانت تعني السيد آدم -" .
اتصلت بأم بدر، طلبتُ منها أن تعطيني عنوان منزلهم، ثم ذهبتُ، ضغطت على الجرس، فتح أبا بدر الباب، عندما نظر لي قال: هذه أنتِ؟! بأي وجه أتيتِ!؟
.
قلت بحياء: فقط، سأتكلم مع بدر قليلاً
.
قال بحدة: اذهبي، بدر لا يريد التحدث معك
.
قلت: أرجوك أبا بدر
.
رفع عصاه في وجهي وتمسك هو في الباب وقال: إن لم تذهبي سأضربكِ بهذه العصا، دمرتِ حياة ابني، والآن ماذا تريدين منه! اتركيه في حاله!
.
وقفت بحيرة، تراجعت للذهاب، أوقفني صوت أم بدر، جاءت قائلة: اتركها أبا بدر، إنها ضيفتي!
.
قال أبا بدر: إنك طيبة حتى مع عدوك يا أم بدر، افعلي ما تشائين!
.
ذهب، واستقبلتني أم بدر، أجلستني في مجلسهم وقدمت لي الشاي، قلت: لا أريد شيئاً، أريد أن أرى بدر!
.
قالت: ولم؟
.
قلت: إنها أخر فرصة، سأتأكد من شيء، بعدها سأقرر ماذا سيكون مصيري!
.
زفرت بضيق ثم قالت: سأحاول أن اقنعه برؤيتكِ
.
قلت: لا تقولي له أنني هنا، قولي له ضيف
.
قالت مبتسمة: حسناً سنرى ما سيحدث!
.
انتظرتُ لدقائق، ثم دخل بدر وخلفه والدته، ما إن رآني حتى قال: أنتِ! ماذا تريدين أيضاً!
.
نظرت له بغصة، وكأن الكلام الذي كنت سأقوله قد طار من عقلي!، قالت أم بدر: اسمعها يا بني، زهور قد تغيرت، أنا سأترككم قليلاً
.
خرجت، قال هو: لا يهمني تغيرك من عدمه!
.
قلت: ألهذه الدرجة تكرهني!
.
قال بغضب: جداً، أنا لا أطيق رؤيتكِ! إنكِ قبيحة جداً
.
شهقتُ بصدمة، قلت بتساءل: أنا قبيحة!؟
.
قال بابتسامة استهزاء: نعم، في نظري قبيحة، فاللتي لم يكن لها خير في أختها وأهلها، انسانة قبيحة النفس، قبيحة القلب!
.
استدركت شيئاً حينها، أن جمالي ليس إلا طلاء خارجي، بينما جوهري، رماد! .
لم استطع النطق بكلمة، كانت دموعي على وشك الانهمار، خرجت، رأتني أم بدر، أوقفتني: ما بكِ!؟
.
احتضنتها وأنا أبكي، قلت بغصة: هل فعلاً أنا قبيحة! هل فعلاً أنا مغرورة! .
قالت وهي تواسيني: كلا، أنتِ جميلة جداً، لكن نفسكِ خدعتكِ، الآن عدتِ لرشدكِ، تستطيعين إصلاح نفسك، تستطيعين أن تزهري من جديد يا زهور، كوني اسماً على مسمى، عدة زهور متفتحة، ليست زهرة واحدة ذابلة!
.
ابتعدتُ عنها وقد هدأتُ قليلاً، مسحت هي دموعي، وقالت: كوني زهور مثمرة!
.
ابتسمت لها: سأحاول
.
قالت بإصرار: بل كوني!
.
"زهور متفتحة، وليست زهرة سوداء ذابلة!"
.
.
.
#بارت_42
.
"بداية الإزدهار!"
.
ذهبت إلى بيت والدتي بتعب نفسي، يصحبه تعب جسدي، لا أدري ما حدث لي، طوال الليل، كنت أبكي بحسرة! أعيد ذكرياتي، أفعالي، تصرفاتي، أفكر لماذا أنا فعلت ما فعلت! وهل كان لي حق! أفكر في أختي، احساسها، كيف تجاهلتُ أخوتنا وأفسدتُ زفافها ثم حياتها! كيف من دون ذنب، أكسبتها خبرة مأساوية! بكيتُ لأنني شعرتُ بالندم! لأنني شعرتُ بالضعف! لأنني شعرتُ بنفسي الجاهلة!
.
أنا بعد أن أحزنت أختي، أبي، زوجة أبي، بدر، والديه، اكتشفتُ أنني مخطئة! واكتشفت أنني كنت من بين الجميع "الخاسرة الأكبر!" .
هذا الندم، أمرضني بعد طول بكاء، لم تتركني والدتي، كانت بجانبي في مرضي، أعتنت بي جيداً
.
إن أمي في الحقيقة، تغيرت منذ حادثة ليلة الزفاف، في البداية، كانت غاضبة مني، بعدها - خاصة مع تعرفها على أم بدر -، اقتربت مني أكثر، معاملتها لي صارت مختلفة! لعلها أدركت، أنني أحتاج لمن يعتني بي أكثر من قبل، لأنني ضللت الطريق!
.
بعد شفائي من مرضي، وبعد تفكير طويل، دام شهر تقريباً، قررتُ كسر كبريائي، والاعتذار ممن أخطئت في حقهم! قررت أن اتحدى غروري هذه المرة! قررت أن أتغير تغيراً جذرياً!! "لعلني ألقى السعادة!"
.
ذهبت لبيت والدي عصراً، كانت أختي في غرفتها تدرس، دخلتُ عليها الغرفة بعدما طرقتُ الباب، نظرت لي، ثم عادت تنظر لكتابها وكأنها لا تريد النظر لي، قلت: هل تسمحين لي أن أقول شيئاً؟
.
نظرت لي بتعجب، ثم نظرت لكتابها وقالت: أنا أسمعكِ
.
أغلقتُ الباب، ثم قلت بتردد: أنا، مخطئة، مغرورة، جاهلة!، أدركت أنني دمرتُ حياتكِ، عندما تطلقتِ! لم أدرك من قبل ذلك! وكأنه كان بيني وبين النور حاجزاً كبيراً!
.
كانت ملامح وجهها تدل على تعجبها من كلامي، لم تنطق، أكملتُ حينها: أنا لو كنت مدركة لاعتذرتُ لكِ من قبل! لما فعلت ما فعلت! لكنني أدركت حديثاً، لهذا، أنا ٱسفة!
.
توقفت عن الكلام، لكنها لم تنطق بحرف!، حينها قلت: أعلم أنه من الصعب أن تسامحيني، وقد لا تسامحيني! لن ألومكِ، لكنني تغيرت! وأريد أن أصلح ما أفسدت! طبعاً إن كتب الله لي هذه الفرصة، وإن رق قلبك للعفو عني!
.
خرجتُ بضيق، لا أعلم هل ستسامحني أختي أم لا! أختي الوحيدة! أختي التي خسرتها، هل ستعود!!
.
"قالت لي أم بدر يوماً: إن أردتِ أن يعفو الله عنكِ فاعفي عمن ظلمكِ!" - هل ستعفو عني علا ليعفو الله عنها!؟
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria

رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن