رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلة

البارت ٣٩ و ٤٠

.
#بارت_39
.
"بداية!"
.
جلست ذلك اليوم أم بدر على السرير قبالتي، ابتسمت وقالت: لدي سؤال!
.
قلت متعجبة: اسألي
.
قالت: كيف هي علاقتكِ بربك؟
.
لم أجبها، في الحقيقة لم أعرف بماذا أجيب!
.
قالت: أتساءل!، إن كنت تحبين بدر لهذه الدرجة، فبالتأكيد دعوتِ ربكِ أن يجمعكِ به؟
.
قلت بصدق: كلا لم أدعو! هل كان عليّ؟
.
قالت: نعم، إن الذي يحب بصدق، سيكون حبه في الله، فسيلجأ لربه ليجمعه بمن يحبه، لأن أساس هذا الحب هو الحب في الله ولله
.
تعجبت من حديثها! قبل قليل ابنها كان يتكلم بمثل ما تكلمت والآن هي! أدركتُ أن بدر تربية والدته!
.
أكملت: بنيتي، أنا أعلم أنكِ تحبين بدر منذ يوم حفلة التخرج، يومها جاء بدر المنزل، رأيتُ جرح يده فسألته، أخبرني عنكِ، كان متضايقاً، ليس لأنكِ جرحته، بل لأنه جرحك، لم يرد أن يحدث هذا ولكنه كان يعلم أنكِ لم تكوني على صواب! حبك له حباً خارجياً فقط
.
قلت بقهر: من قال هذا الكلام!
.
قالت: أخبريني أنتِ، لم تحبين بدر؟
.
قلت بعد تفكير: أحبه لأنه رجل وسيم، ليس مثل بقية الرجال.. "صمت قليلاً ثم أكملت" في الحقيقة، لم يكن يهتم لي، وهذا ما جذبني له، كنت أحظى باهتمام الجميع، إلا هو! كان يتجاهلني، لا يرفع نظره لينظر لي حتى، مغرور!
.
ضحكت والدته، ثم قالت: ليس مغروراً، إنه فقط لا يحب النظر للنساء خاصة المتبرجات، فالشيطان موجود، والنفس أمارة بالسوء، والله أمرنا بغض البصر!
.
تفاجأت من كلامها حقيقةً، نظرت للفراغ أفكر للحظة في نظرات بدر لي، ونظرات بقية الرجال لي، تذكرت السيد آدم، فعلاً، نظراته كانت مخزية.. ارتعش جسدي فقلت: قد يكون كلامك صحيح، لكنني كنت فقد أريد أن اعيش قصة حب معه كبقية قصص الحب
.
قالت: لقد قلتها، قصص! ليست واقع! حتى لو كانت واقع، فواقعك يختلف عن هذه القصص، ثم إنك بنفسك أخبرتني أنك أحببت بدر لشكله، ليس لصفاته وأخلاقه!
.
قلت بضيق: لكن قلبي تعلق به، في كل يوم كنت أراه كان يزداد حبي له، لم أستطع الابتعاد، خاصة بعد أن أصبح قريباً مني بزواجه بأختي!
.
قالت: ولماذا لم تغضي بصرك كما فعل هو؟ فغض البصر لم يكتب للرجال فقط!
.
أنزلت رأسي بشيء من الحياء ثم قلت: لا شيء سيتغير حتى لو غضضت بصري
.
قالت بثقة: هذه أفكارك، لكن الواقع مختلف
.
نهضت وارتدت نقابها: سآتي لكِ غداً لنكمل حديثنا، إن لم يكن لديك شيء!؟
.
قلت: وكيف سيكون لدي وأنا مسجونة في هذه الغرفة
.
قالت: غداً سنتكلم، فكري جيداً في كلامي، إلى اللقاء
.
.
"غض البصر، أول درس أتعلمه!"
"لعل غض البصر، هو الخطوة الأولى التي كنت يجب أن أفعلها منذ زمن للتخلص من حب بدر"
.
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria